باب العين - عمر بن مطرف الكاتب

عمر بن مطرف الكاتب

يكنى أبا الوزير، من عبد القيس كان من أهل مرو، وكان يتقلد ديوان المشرق للمهدي وهو ولي عهد، ثم كتب له في خلافته والهادي والرشيد، وكان يكتب للمنصور وللمهدي. وقيل: إنه مات في أيامه، والصحيح أنه مات في أيام الرشيد فحزن عليه وصلى هو عليه بنفسه، فلما فرغ من صلاته قال له: رحمك الله، ما عرض لك أمران أحدهما لله والآخر لك، إلا اخترت ما هو لله على هواك.

وله من الكتب: كتاب مفاخرة العرب ومنافرة القبائل في النسب، كتاب منازل العرب وحدودها وأين كانت محلة كل قوم؟ وإلى أين انتقل منها؟. كتاب رسائله.

قال محمد بن عبدوس: وكان الرشيد أمر بإبطال دواوين الأزمة في سنة سبعين ومائة، فأبطلت شهرين ثم أعيدت، ووليها أبو الوزير عمر بن المطرف بن محمد العبدي، منسوب إلى عبد القيس لأنه كان مولاهم، وكان مطرف بن محمد أحد كتاب المهدي، وتقلد له ديوان الخراج أيام مقامه بالري، وتوفى مطرف بن محمد سنة أربع وأربعين ومائة في قول، وقيل غير ذلك، وقد ذكرته بعد هذا. وكان أبو الوزير عفيفاً متصوفاً وكان يبخل.

وحكي أنه كلم عمر بن العلاء في رجل فوهب له مائة ألف درهم فدخل أبو الوزير على الرشيد وقال له: يا أمير المؤمنين، عمر خائن، كلمته في رجل كانت هبته ألفي درهم، فوهب له ألف درهم. فلم يضره ذلك عند الرشيد لعلمه ببخل أبي الوزير، ولما انصرف عمر بن العلاء إلى حضرة أبي الوزير أغلظ له وشدد معاتبته لأجل ما وهب للرجل وقال له: قد كان يجزئه إذا أسرفت أن تهب له خمسة آلاف درهم، قال له عمر بن العلاء: فاعمل على أني أعطيته بكتابك خمسة آلاف درهم، وأعطيته لنفسي خمسة وتسعين ألف درهم. وفي أبي الوزير يقول بعض الشعراء:

لبس الرئاء وراح في أثوابـه

 

نحو الخليفة كاسراً لم يطرف

يبدي خلاف ضميره ليغـره

 

لله در رئائك ابن مـطـرف

وكان حج الرشيد في سنة ست وثمانين ومائة، وقد حج الرشيد بعد ذلك أيضاً في سنة ثمان، ولا أدري في أية حجتيه هاتين مات أبو الوزير.