باب القاف - القاسم بن أحمد الأندلسي

القاسم بن أحمد الأندلسي

بن الموفق أبو محمد الأندلسي اللورقي، يلقب علم الدين، مولده فيما اخبرني عن نفسه في حدود سنة إحدى وستين وخمسمائة، وهو إمام في العربية وعالم بالقرآن والقراءة، اشتغل بالأندلس في صباه، وأتعب نفسه حتى بلغ من العلم مناه، فصار عيناً للزمان ينظر به إلى حقائق الفضائل، فما من علم إلا وقد أخذ منه بأوفر نصيب وحصل منه على أعلى ذروة، وكنت لقيته بمحروسة حلب في سنة ثمان عشرة وستمائة، ففزت من لقائه بالأمنية، واقتضبت من فوائده كل فضيلة شهية.

وحدثني أنه قرأ القرآن بمرسية من بلاد الأندلس على الشيخ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد المرادي المرسي، وعلى أبي الحسن علي بن يوسف بن الشريك الداني بمرسية. وببلنسية على أبي عبد الله محمد بن أيوب بن محمد بن نوح الغافقي الفقيه وعلى الشيخ المقرئ أبي العباس أحمد بن علي بن محمد بن عون الله الأندلسي، وقرأ المحو على أبي الحسن علي بن الشريك المذكور وابن نوح المذكور، ثم خرج إلى مصر في سنة إحدى وستمائة فقرأ بها القرآن على الشيخ أبي الجود غياث بن فارس بن مكي اللخمي، وبدمشق على الشيخ الإمام تاج الدين أبي اليمن الكندي، قرأ عليه القرآن جميعه بكتاب المهج تصنيف أبي محمد المقرئ، وكتاب سيبويه وكثيراً من كتب الأدب، وسمع منه أكثر سماعاته كتاريخ الخطيب والحجة وأدب الكاتب وغير ذلك، وكان وروده إلى دمشق سنة ثلاث وستمائة، وببغداد على الشيخ أبي البقاء الحسين بن عبد الله العكبراوي، وسمع الحديث على جماعة منهم، وأما معرفته بالفقه والأصول وعلوم الأوائل كالمنطق وغيره فهو الغاية فيه.

وله من التصانيف: كتاب شرح المفصل في عشر مجلدات، وكتاب في شرح قصيدة الشاطبي، وكتاب شرح مقدمة الجزولي مجلدان. وأنشدني قال: أنشدني تاج الدين أبو اليمن لنفسه - رحمه الله -:

تركت قيامي للصـديق يزورنـي

 

ولا عذر لي إلا الإطالة في عمري

ولو بلغوا من عشر تسعين نصفهـا

 

تبين في تركي القيام لهم عـذري