باب القاف - قنبل بن عبد الرحمن

قنبل بن عبد الرحمن

بن محمد بن خالد ابن سعيد بن جرجة المكي. قال أبو علي الأهوازي: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد العجلي المقرئ بالبصرة يقول: هو أبو عمر قنبل بن عبد الرحمن، وقنبل لقب غلب عليه، وإنما سمي بذلك لأنه كان يستعمل دواء يقال له قنبيل يسقى للبقر معروف عند العطارين لمرض كان به فسمى بذلك. وقيل: بل هو من قوم يقال لهم القنابلة من أهل مكة، ولو كان كذلك لقيل له قنبلي. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين في أيام المكتفي عن ست وتسعين سنة، لأن مولده في سنة خمس وتسعين ومائة في أيام الأمين، وكان قد قطع الإقراء قبل موته بعشر سنين. قرأ على عبد الله ابن كثير وكان من جلة أصحابه، ومن جهته انتشرت قراءته، وكان قنبل يلي الشرطة بمكة، وكان لا يليها إلا أهل العلم والفضل لتقوم بواجباتها، وكان ابن مجاهد يزعم أنه قرأ عليه، وكان ابن شنبوذ يدفع ذلك، وكان ابن مجاهد يقول: قرأت على قنبل ولا يقول قرأت القرآن من أوله إلى آخره عليه.

حدث ابن طرادة الحلواني قال: سألت أبا الحسين بن المنادي وقلت له: إن ابن مجاهد يزعم أنه قرأ على قنبل وابن شنبوذ في سنة واحدة في سنة تسع وسبعين ومائتين، ونحن على نية القراءة على قنبل فوجدناه قد اختل واضطرب وخلط في القراءات، فأما أنا فلم أقرأ عليه ولا حرفاً واحداً، وأما ابن مجاهد فإنه قرأ عليه بعض القرآن فخلط عليه فترك القراءة وأخرج له تعليق ابن عون الواسطي عنه، وكان معه فقرأه عليه إلى آخره، وأما ابن شنبوذ فإنه جاور سنتين بمكة وقرأ عليه ختمتين. فقول ابن مجاهد قرأت عليه يصدق، يعني بعض القرآن، وقول ابن شنبوذ لم يقرأ عليه يصدق يعني القرآن كله لم يقرأه عليه.