باب الكاف - كلاب بن حمزة العقيلي

كلاب بن حمزة العقيلي

أبو الهيذام اللغوي قال محمد بن إسحاق النديم: هو من أهل حران أقام بالباديه، وقيل: إنه كان معلماً ودخل الحضرة أيام القاسم بن عبيد الله بن سليمان ومدحه، وكان عالماً بالشعر وخطه معروف وخلط المذهبين، وكان أبو الحسين محمد ابن محمد بن لنكك البصري الشاعر مولعاُ بهجوه، وكان أبو الهيذام قد ورد البصرة. فمن قول ابن لنكك فيه:

نفسي تقيك أبا الـهـيذام كـل أذى

 

إني بكل الذي ترضاه لي راضـي

ما بال جعسك مركوماً على ذكري

 

يا أكرم الناس من باق ومن ماضي

ما كان أيرى فقيهاً إذ ظفرت بـه

 

فكيف ألبسته دنية الـقـاضـي؟

ووجدت بخط أبي أحمد عبد السلام بن الحسين البصري للغوي ما صورته:

مسطح أصدر عكلا ولـه

 

ضغث تشجذ قيظ بن فخز

هذا البيت لأبي الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي جمع فيه حروف المعجم، فجعل ما لا ينقط في الصدر وما ينقط في العجز، أنشدنيه جماعة من أهل العلم منهم: أبو الحسن علي بن الحسين الآمدي النحوي - رحمه الله -.

وذكره المرزباني في كتاب المعجم فقال: أبو الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي محدث، وهو القائل يرثي أبا أحمد يحيى بن علي المنجم، ومات سنة ثلاثمائة من قصيدة:

لقد عاش يحيى وهو محمود عيشة

 

ومات فقيداً واحد العلم والجـود

فإن كان صرف الدهر خلى كنـوزه

 

وأفقدنا منه بـأنـفـس مـفـقـود

فما زال حكم البيض والسود نـافـذاً

 

بحكم الردى في أنفس البيض والسود

فللثكل يرجى حملها كـل حـامـل

 

وللموت يغذو والـد كـل مـولـود

       

قال محمد بن إسحاق النديم: وله من الكتب: كتاب جامع النحو، كتاب الأراكة، كتاب ما يلحن فيه العامة.
وأنشد الخالدي في كتاب الديرة لأبي الهيذام:

سقـياً لـحـران إنـه بـلــد

 

أصبح للهو وهو مـضـمـار

بقيعة سجـسـج تـخـرقـهـا

 

ومن حواشي الرياض أنـهـار

يشرع فيه من الصنـوبـر وال

 

عرعر والزورفـين أشـجـار

في يوم باعوثهم وقد نشروا الص

 

صلبان والمسلمـون نـظـار

فمن مـهـاة هـنـاك هـبـلة

 

ومن غـزال عـلـيه زنـار

أزحم هذا وتلك تـزحـمـنـي

 

وفي الحشا والفـؤاد إسـعـار

فعارضتني هـنـاك شـاطـرة

 

منهم بها في الـذراع أسـوار

تقول لي والدلال يصـرعـهـا

 

أنحن يا مسلـمـون كـفـار؟

فقلت: يا غـايتـي ويا أمـلـي

 

بل أنتم المـؤمـنـون أخـيار

أطلب منـهـا بـذاك تـقـربة

 

والشعراء الخـبـاث فـجـار

فرق لي قلبها ومـلـت بـهـا

 

في ديرزكي ونعمـت الـدار

تقول لي عند وقت منصـرفـي

 

إنك من بـعـدهـا لـغـدار

حللت عقد الأمان منـك لـنـا

 

فما لـعـقـد لـديك إمـرار

لا أنس يومي من الفتاة لدي الدي

 

رين والمشركـون حـضـار

فقلت: قد كان ذاك عن خـطـأ

 

لا قـود عـنـدنـا ولا ثــار

استغفر الله ثم أسـألـه الـتـو

 

ب فليس بـالـذنـوب إقـرار

قرأت في جزازة عتيقة أملاها أبو الهيذام كلاب بن حمزة العقيلي ما صورته: قال أبو الهيذام: كتبت إلى أبي الحسن محمد بن عبد الوهاب الزينبي الهاشمي بالبصرة بما توهم أنه مديح له وهو:

إسلم على الدهر يا أبا الحسـن

 

وعش على ما تود ألف سنـه

فأنت عندي حليف ضد سـوى

 

غير حليف الشمائل الحسـنة

وأنت سلم لحرب سلـم عـدى

 

حرب عداة اللئام والخـونـه

يعجب منك الكرام أعجب مـا

 

يدعو به الله عاقـل فـتـنـه

فهو يرى فرقة الفراق لـمـا

 

يخشى من الخير غاية الأمنـه

إذا بنور الـهـدى تـوسـم أع

 

راض معاريض دهره الدرنه

كم سائل عنك يا مـحـمـد لا

 

يأذن خلق لجـابـتـي أذنـه

ألقيت في روعه جواب فتـى

 

لو غبن عـاقـلاً غـبـنـه

إن قلت شروى أبـي حـسـن

 

للعرض بالمال أصون الصونه

سنته غرة ونـاصـية لـلـز

 

زينبيين فاجتـنـب سـنـنـه

لا سيما وهو قـلـقـل ذهـن

 

يهرب من رجم ذهنه الشطنه

قد كان بالأمس قال لي وجرى

 

ذكر شقي حرمتـه وسـنـه

بعداً وسحقاً لمن يشـرف بـال

 

مدح ولم يعط شاعراُ ثمـنـه

وكيف تحتال فيه إن خزن الن

 

نذل وأعطاك خازناً وسـنـه؟

فقلـت: أبـدي بـكـل سـيئة

 

من مدحه في هجائه حسنـه

لعل رب العباد يغـفـر بـال

 

عفو أباطيل مدحه اللـحـنـه

كقاتل الصيد وهو في حرم ال

 

له يجازي الحمار بالـبـدنـه

والثور بالثور والـغـزالة ال

 

شاة وجفراً بالأرنـب الأرنـه

أليس هذا الجـزاء أثـقـل إذ

 

أحضر للوزن والحساب زنـه

ولا تطع في السماح متهـمـاً

 

أخلاقه بالسفال ممتـحـنـه

فأنت من أسـرة مـفـضـلة

 

على كرام الأخلاق مؤتمنـه

والزينبيون مـعـشـر زهـر

 

لا سر يلقى وهم له خـزنـه

غير سوى ضد غير غيرهم

 

أيديهم بالسماح مرتهـنـه

فلا تضع يا ابن خيرهم أملي

 

فيك فعقبي الفعال مختزنه