باب الكاف - بنت الكنيري

بنت الكنيري

حدث أبو نصر قال: ومن طريف ما شاهدته أنا: أنه كان في الجانب الشرقي بمدينة السلام امرأة تعرف ببنت الكنيري وكانت نهاية في الفضل، ولها أخ غاية في الجهل، وكانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة، ولها تصانيف فيهما تعرف بها، واختصما في ميراث والدهما فطال التنازع بينهما، وحضرا يوماً مجلس والدي وزاد الكلام بينهما ونقص، فاغتاظ والدي من تفيهقها وحوشي كلامها، ومن سقطه وعاميته في مناقضتها ففطنت لذلك فقالت: أغاظ سيدنا الشيخ - أيده الله - ما يرى مني ومن هذا الأخ أصلحه الله؟. قال: كلا - إن شاء الله - ولكن جردي الدعوى فإنه أقرب للإيجاز. فقالت: - أيد الله الشيخ -، في ذمته اثنان وعشرون ديناراً مطيعية سلامية. فقال له: ما الذي تقول؟ فقال: أما لها عندي اثنان وسكت، ورام أن يقول مثل ما قالت فلم يقدر فقال بالله يا سيدي كيف قالت فقد والله صدعتنا؟. فقال له: فضولك، قل كما تحسن، وضحك أهل المجلس وصار طنزاً، واندفعت الخصومة ذلك اليوم.