باب الميم - المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب

المبارك بن الفاخر بن محمد بن يعقوب

أو الكرم النحوي - أخو أبي عبد الله الحسين بن محمد لأمه - المعروف بالبارع الدباس. ولد سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ومات في ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة ودفن بباب حرب، سمع الحديث من أبي الطيب الطبري والجوهري وغيرهما، وكان قيماً بالنحو عارفاً باللغة. قال أبو الفرج: غير أن مشايخنا جرحوه. كان أبو الفضل ابن ناصر سئ الرأي فيه يرميه بالكذب والتزوير قال: وكان يدعي سماع ما لم يسمعه، ولما مات دفن بمقبرة باب حرب، وقرأ النحو علي ابن برهان الأسدي، وله من الكتب: كتاب المعلم في النحو. كتاب نحو العرف. كتاب شرح خطبة أدب الكاتب. وجدت بخط السمعاني مولده على ما تقدم، فإن صح ذلك لا يصح أخذه النحو عن ابن برهان، لأن ابن برهان مات سنة ست وخمسين وأربعمائة، بل إن كان سمع منه شيئاً جاز ذلك، ثم لما وردت إلى مرو نظرت في كتاب المذيل للسمعاني وقد ألحق بخطه في تضاعف السطور بخط دقيق: قرأت بخط والدي رحمه الله سألت المبارك بن الفاخر عن مولده فقال: ولدت في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. قلت: فإذا صحت هذه الرواية فقد صح أخذه عن ابن برهان، وكان والد السمعاني قد لقي ابن الفاخر وأخذ عنه، وحكى عنه شيئاً من النحو واللغة. رأيت بخط الشيخ أبي محمد عبد الله ابن أحمد بن أحمد بن الخشاب رحمه الله: حكى لي محمد بن محمد ابن قزما الإسكافي عن شيخنا أبي الكرم المبارك بن فاخر ابن يعقوب النحوي المعروف بابن الدباس: أنه كان يكرم المترددين إليه لطلب العلم بالقيام لهم في مجلسه، وكان الشيخ أبو زكريا يحيى بن على يأبى ذلك وينكره عليه وعلى غيره ممن يعتمده وينشده:

قصر بالعـلـم وأزرى بـه

 

من قام في الدرس لأصحابه

قال الشيخ أبو محمد: ولعمري إن حرمة العلم آكد من حرمة طالبه، وإعزاز العلم أبعث لطلبه، وبحسب الصبر على مرارة طلبه تحلو ثمرة مكتسبه وكان الشيخ أبو الكرم بن الدباس رحمه الله يجمع إلى هذا، التساهل في الخطاب إذا أخذ خطه على ظهر كتاب ويقصد بذلك اجتذاب الطلاب، لأن النفوس تميل إلى هذا الباب، وحال أبي علي رحمه الله في عكس هذه الحال معلومة متعارفة يأثرها أصحابه عنه، وكان أمره مع العالم في ذاك على حد سواء من ملك وسوقة وعالم ومتعلم، ونحن نسأل الله العون على زمن نحن فيه. آخر ما فيه من خط ابن الخشاب.