باب الميم - المحسن بن الحسينكوجك

المحسن بن الحسينكوجك

بن علي كوجك أبو القاسم الأديب من أهل الفضل، وكان الغالب عليه الوراقة ويقول الشعر، وخطة معروف مرغوب فيه يشبه خط الطبري. قال أبو محمد أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الروذباري في تاريخه الذي ألف بمصر: وفي شوال سنة ست عشرة وأربعمائة، مات أبو القاسم المحسن بن الحسين العبسي الأديب الوراق، سمع من أبي مسلم محمد بن أحمد كاتب بن حنزابة، وسمع معه أخوه علي بن الحسين وكان أبوه أيضاً من أهل الفضل، وله شعر ذكرته في ترجمة ابنه الآخر علي ابن الحسين. وقرأت في كتاب الشام: المحسن بن علي بن كوجك أبو عبد الله من أهل الأدب، أملي بصيدا حكايات مقطعة بعضها عن ابن خالويه، روي عنه أبو نصر طلاب قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد بن عمر قال: أخبرنا أبو نصر ابن الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب قال: أملي علينا الأستاذ أبو عبد الله المحسن بن علي بن كوجك بصيدا، وقرأته عليه في سنة أربع وتسعين وثلاثمائة أنشدنا لبعضهم:

ودعك الحسن فهو مرتحـل

 

وانصرفت عن جمالك المقل

ومت من بعد ما أمـت وأح

 

ييت وكل الأمور تنـتـقـل

كم قائل لي وقد رأى كلفـي

 

فيك ووجدي فقال مكتهـل

يرحمك الـلـه يا غـلام إذا

 

قال لك العاشقون يا رجـل

قال ابن طلاب: وحضرنا معه يوماً في محرس غرق بمدينة صيدا، وفيه قبة فيها مكتوب أسماء من حضرها وأشعار: من جملتها:

رحم الله من دنـا لأنـاس

 

نزلوا ههنا يريدون مصراً

فرقت بينهم صروف الليالي

 

فتخلوا عن الأحبة قسـرا

فقال له قائل من جماعتنا: إن المائدة لا تقعد على رجلين ولا تستقر إلا على ثلاثة فأجز لنا هذين البيتين بثالث، فأطرق ساعة ثم قال اكتبوا:

نزلوا والثياب بيض فـلـمـا

 

أزف البين منهم صرن حمرا

قال ابن طلاب: وكان بين الاستاذ وبين رجل كاتب لبني بزال إحن وملاحاة مستهجنة أوقعت بينهما العداوة بعد وكيد الصداقة، وكان هذا الرجل يقال له أبو المنتصر مبارك الكاتب، فهجاه الأستاذ بأشعار كثيرة وجمعها في جزء وكتب على ظهر هذا الجزء شعراً له وهو:

هذا جـزاء صـديق

 

لم يرع حق الصداقة

سعى على دم حـر

 

محـرم فـأرقــه

قال: وأنشد لنفسه فيه أيضاً:

مبارك بورك في الطول لـك

 

فأصبحت أطول من في الفلك

ولولا انحناؤك نلت الـسـمـا

 

ء ولكن ربك مـا عـدلـك