أبو عبد الله، قال السلامي في تاريخ خراسان: وفي سنه إحدى وثلاثمائة في جمادى الآخرة، ولي أبو الحسن نصر ابن أحمد بن إسماعيل وهو ابن ثمان سنين، وتولي التدابير أبو عبد الله محمد بن أحمد الجيهاني فأجرى الأسباب على وجوهها، وكان حسن النظر لمن أمله وقصده، معيناً لمن أمه واعتمده، وكان مبتلي بالمذهب فلم يكن يصافح أحداً إلا دون ثوب أو كاغد، ومر يوماً بنخاس يعالج دابة فتأفف وأبرز يده من كمه وعلقها إلى أن نزل وصب عليها قماقم من الماء تقذراً مما فعله النخاس كأنه هو الذي تولى ذلك، ولم يكن يأذن في إمساك السنانير في دوره، فكان الفأر يتعابث فيها، وفيه يقول أبو الطيب الطاهري:
رأيت الوزير على بـابـه |
|
من المذهب الشائع المنتشر |
يرى الفأر أنظف شيء يدب |
|
ب على ثوبه ويعاف البشر |
يبيت حفياً بها مـعـجـبـاً |
|
ويضحي عليها شديد الحذر |
وإن سغبت فهو في جحرها |
|
يفت لها يابسات الكـسـر |
فلم صار يستقذر المسلمين |
|
ويألف ما هو عين القذر؟ |
وله أيضاً فيه:
ما فيك من خس نثني علـيك بـه |
|
إلا التصنع بالوسواس للـنـاس |
ليوهموا شغفاً بالطهر منك فـلا |
|
تعد فيمن يؤدي جـزية الـراس |
يا لهف نفسي على دنيا حظيت بها |
|
عفواً بلا طول إبساس وإينـاس |
وله أيضاً فيه:
قل للوزير الذي عـجـائبـه |
|
يضرب في سوقنا بها المثل |
أنت إذا كمن طول دهرك بال |
|
مخرج عما سواه تشتـغـل |
فأين ألقـاك لـلـحـوائج أو |
|
في أي حين يهمك العمـل؟ |
قال: وكان هجيري الجيهائي يقول في أضعاف كلامه بدواندرون، وأن هجيري علي بن محمد العارض يقول هزين، وفيهما يقول الطاهري:
وزيران أما بالمقدم منهـمـا |
|
فخبل وبالثاني يقال جـنـون |
إذا نحن كلمناهما فجـوابـنـا |
|
بدوانـدرون دائم وهــزين |
متى تلق ذا أو تلق ذلك لحادث |
|
تلاقي مهينـاً لا يكـاد يبـين |
ومعنى بدواندرون اعد على داخل ومعنى هزين الفرار. وللطاهري فيهم:
إن الأمور إذا أضحت يدبرهـا |
|
طفل رضيع وسكران ومجنون |
لمخبرات بأن لن يستقيم بـهـا |
|
لمن توسطـهـا دنـيا ولا دين |