باب الميم - محمد بن أحمد القطان

محمد بن أحمد القطان

بن عبد الله بن زياد القطان ويعرف بالمتوثي، ويكنى أبا سهل. أحد الشيوخ الفضلاء المقدمين، سمع الحديث ورواه وكان ثقة جيد المعرفة بالعلوم، ومات سنه تسع وأربعين وثلاثمائة. وسمع كثيراً من كتب الأدب عن بشر من موسى الأسدي، ومحمد بن يونس الكديمي، وأبي العيناء وثعلب والمبرد وغيرهم، ولقي السكري أبا سعيد، وسمع عليه أشعار اللصوص من صنعه، وسمعه منه الخلع أبو عبد الله الشاعر وفلج في آخر عمره، وكان ينزل بدار القطن من غربي دار السلام - بغداد - وله بقية حال حسنة. قال الخالع: وحكى لنا أنه كان في ابتداء أمره يتوكل لعلي بن عيسى بن الجراح الوزير وأنه صحبه حين نفي من بغداد وعاد بعوده، وأنهم نزلوا في بعض طريقهم بأحد أمراء الشام، وأنه حمل على يده إلى علي بن عيسى سمكة فضة وزنها زيادة على خمسة آلاف درهم مبيتة للطيب وعليها جوهر وياقوت قد رصعت به، فامتنع من قبولها على عادته في ذلك فرددتها إلى صاحبها فوهبها لي ولم أتجاسر على قبولها إلا بعد استئذانه، فاستأذنته فأذن لي فكانت أصل حالي.

قال الخالع: وكانت بضاعة أبي سهل جيدة في العلم، فكان يحفظ القرآن ويعرف القراءات ويرويها، ويطلع على قطعة من اللغة، ويعرف النحو ويحفظ الشعر ويقوله، وكان يتشيع على مذهب الإمامية ويظاهر به، إلا أنه كان في الأصول على رأي المجبرة، ولم يعقب ولد ذكراً، وكانت له ابنه بقيت إلى سنة أربعين وباعت كتبه، وله أشعار كثيرة ركيكة باردة ومن أصلها:

غضب الصولي لمـا

 

كسر الضيف وسمي

ثم عند للمضغ مـنـه

 

كاد أن يتلف غـمـا

قال للضيف تـرفـق

 

شم ريح الخبز شمـا

واغتنم شكري فقال ال

 

ضيف بل أكلاً وذما