باب الميم - محمد بن إسحاق بن أسباط الكندي

محمد بن إسحاق بن أسباط الكندي

أبو النضر المصري، ذكره أبو بكر الزبيدي، قال الزبيدي: أخذ عن الزجاج. وله كتاب في النحو سماه كتاب العيون والنكت ذهب فيه إلى اخذ الاسم والفعل والحرف، وتلا ذلك بذكر شيء من أبواب الياء والواو ولم يصنع شيئاً. وقال ابن مسعر: نزل أبو النضر أنطاكية مدة ثم سار عنها إلى مصر، وله كتابان: كتاب التلقين، كتاب الموقظ. ورأيت أنا له كتاب المغني في النحو. وذكره ابن عبد الرحيم فقال: نقلت من خط أبي الحسن بن الخطيب: حدثنا الببغا قال: كان يجتمع معنا في خدمة سيف الدولة شيخ من أهل الأدب والتقدم في النحو وعلم المنطق ممن درس على الزجاج وأخذ عنه يكنى بأبي النضر وذكر اسمه ونسبه، وحكى أنه كان حسن الشعر، وأخبرنا أن الأبيات التي ينسبها قوم إلى ابن المغيرة وآخرون إلى أبي نضلة، قلت: أنا وجدتها أنا في ديوان أبي القاسم التنوخي ومعزوة إلى أبي القاسم وتروى لغيرهم أيضاً أنها لأبي النضر من قديم شعره، وأنشدها لنفسه وهي:

وكأس من الشمس مخلوقة

 

تضمنها قدح من نـهـار

هواء ولـكـنـه سـاكـن

 

وماء ولكنـه غـير جـار

فهذا النهاية في الابيضاض

 

وهذا النهاية في الاحمرار

وما كان في الحكم أن يوجدا

 

لفرط التنافي وفرط النفار

ولكن تجاور سطحاهمـا ال

 

بسيطان فاجتمعا بالجـوار

كأن المدير لها بـالـيمـين

 

إذا طاف للسقي أو باليسار

تدرع ثوبا من الياسـمـين

 

له فرد كم من الجلـنـار

وقد أورد التنوخي هذه الحكاية في كتاب النشوار وحكى أن أبا النضر كان عالماً بالهندسة قيماً بعلوم الأوائل. ولأبي النضر أيضاً:

هات اسقني بالكبير وانتخـب

 

نافية للهمـوم والـكـرب

فلو تراني إذا انتشـيت وقـد

 

حركت كفي بها من الطرب

لخلتني لابسـاً مـشـهـرة

 

من لازورد يشف من ذهب

وقال أبو علي التنوخي: أنشدني أبو عمر بن جعفر الخلال لأبي النضر المصري النحوي من قصيدة يذكر فيها رجلاً مدحه قال: وكان متسعاً في الشعر الجيد المستحسن:

ورأيت أحمدنا وسـيدنـا

 

متصدراً للورد والصدر

خلت النجوم خلقـن دائرة

 

موصولة الطرفين بالقمر