باب الميم - محمد بن جعفر بن محمد الهمذاني

محمد بن جعفر بن محمد الهمذاني

ثم المراغي. ذكره محمد بن إسحاق فقال: كان يعلم عز الدولة أبا منصور بختيار بن معز الدولة بن بويه. قال الخطيب: يكنى أبا الفتح، سكن بغداد وروى بها عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة. حدث عنه أبو الحسين المحاملي القاضي وروى عنه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.

قال محمد بن إسحاق: وكان حافظاً نحوياً بليغاً في نهاية السرو والحرية. وله من الكتب: كتاب النهجة مثال الكامل، كتاب الاستدراك لما أغفله الخليل.

وقال أبو حيان في الإمتاع: وصف جماعة من النحويين أبا سعد السيرافي والرماني وأبا علي الفارسي ثم قال: وأما ابن المراغي قلا يلحق هؤلاء مع براعة اللفظ، وسعة الحفظ، وقوة النفس، وبلل الريق، وغزارة النفث، وكثرة الرواية، ومن نظر في كتاب النهجة له عرف ما أقول، واعتقد فوق ما أصف، ونحل أكثر مما أبذل.

ذكر أبو حيان في كتاب المحاضرات قال: ولما مات المراغي - وكان قدوة في النحو وعلما في الأدب كبيراً مع حداثة سنه ورقة حاله، وإن قلت إني ما رأيت في الأحداث مثله كان كذلك - استرجع أبو سعيد السيرافي واستعبر وأنشد:

من عاش لم يخل من هم ومن حزن

 

بين المصائب من دنياه والمـحـن

وإنما نحن في الدنيا علـى سـفـر

 

فراحل خلف الباقي على الظعـن

وكلنا بالردى والموت مـرتـهـن

 

فما نرى فيهما فكا لـمـرتـهـن

من الذي أمن الدنيا فـلـم نـحـن

 

أو الذي اعتز بالدنيا فـلـم يهـن؟

كل يقال له قد كان ثـم مـضـى

 

كأن ما كان من دنـياه لـم يكـن

ثم قال: قوموا بنا لتجهيزه وتولية أمره فتبعناه على ذلك، فلما أخرجت جنازته بكى وأنشد:

أساءت بنا الأيام ثمت أحسنـت

 

وكل من الأيام غـير بـديع

وما زال صرف مذ كان مولعاً

 

بتأليف شتى أو بشت جمـيع