الحلبي أبو المرجي، أحد أعيان حلب والمشهورين منهم بعلم الأدب، مات بدمشق في سنة إحدى وثمانين أو اثنتين وثمانين، وحدثني ابن الجيراني قال: مات شيخنا بدمشق في سنة ثمانين وخمسمائة.
حدثني كمال الدين أبو القاسم عمر بن أبي جرادة - أدام الله أيامه - قال: حدثني محمد بن عبد الواحد بن حرب الخطيب خطيب قلعة حلب إملاء من لفظه قال: حدثني أبو المرجي محمد بن حرب أبو عبد الله النحوي قال: رأيت في النوم إنساناً ينشدني هذا البيت:
أروم عطا الأيام والدهر مهلكي |
|
ممر لها والدهر رهن عطاها |
فأجزته بأبيات:
أيا طالب الدنيا الـدنـية إنـهـا |
|
سترديك يوماً إن علوت مطاهـا |
صن النفس لا تركن إليها فإن أبت |
|
فردد علـيهـا آي آخـر طـه |
ودع روضي الآمال والحرص إنه |
|
إذا ردع النفس الهدى سطـاهـا |
فلا بد يومـاً أن تـلـم مـلـمة |
|
فتبسط منا عقدة نـشـطـاهـا |
أنشدني الأخ أبو القاسم أحمد بن هبة الله سعد الجيراني النحوي الحلبي قال: أنشدني شيخي أبو المرجي محمد بن حرب الأنابي، وأناب قرية من بلد أعزاز من نواحي حلب لنفسه في صفة الرمان:
ولما فضضت الختم عنهن لا ح لي |
|
فصوص عقيق في بيوت من التبر |
ودر ولكن لـم يدنـسـه غـائص |
|
وماء ولكن في مخازن من جمـر |
وأنشدني قال: أنشدني المذكر لنفسه:
لما بدا ليل عارضيه لـنـا |
|
يحكي سطوراً كتبن بالمسك |
تلا علينا العذار سـورة وال |
|
ليل وغنى لنا قفـا نـبـك |
وأنشدني له:
تجل سنا شمعه تشابهني |
|
وقداً ولوناً وأدمعاً وفنا |
قال: وله أرجوزة في مخارج الحروف.