محمد بن أبي سارة علي
أبو جعفر الرؤاسي ابن أخي معاذ الهراء، وسمي الرؤاسي لعظم رأسه، كان إماماً في النحو بارعاً في العربية، وهو أستاذ أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي.
قال أبو محمد درستويه: زعم أبو العباس بن يحيى ثعلب: أن أول من وضع من الكوفيين كتاباً في النحو أبو جعفر الرؤاسي وكان يقول: كان الرؤاسي أستاذ الكسائي والفراء، وقال أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء: لما خرج الكسائي إلى بغداد قال لي الرؤاسي: قد خرج الكسائي إلى بغداد وأنت أميز منه، فجئت إلى بغداد فرأيت الكسائي فسألته عن مسائل الرؤاسي فأجابني بخلاف ما عندي، فغمزت قوماً من علماء الكوفيين كانوا معي فقال الكسائي: مالك قد أنكرت؟ لعلك من أهل الكوفة فقلت نعم، فقال: الرؤاسي يقول كذا وكذا وليس صواباً، فقد سمعت العرب تقول كذا وكذا حتى أتى على مسائل الرؤاسي فلزمته.
وحكى عن الرؤاسي أنه قال: أرسل إلي الخليل بن أحمد يطلب كتابي فبعثته إليه فقرأه ووضع كتابه، وكان أبو جعفر الرؤاسي رجلاً صالحاً ورعاً، وله تصانيف كثيرة منها: كتاب معاني القرآن، كتاب الوقف والإبتداء الكبير، كتاب الوقف والابتداء الصغير، والفيصل في العربية، وكتاب التصغير وغير ذلك.