أبن أخي المستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن الخليفة المرواني بالأندلس، كان أديباً فاضلاً شاعراً ومن شعره:
كم تصاب أردفته بتـصـاب |
|
واصطباح وصلته باغتبـاق |
وكئوس أعطيتهـا بـدر تـم |
|
جل أن يعتريه نقص المحاق |
وغصون جنيت منا ثـمـاراً |
|
لم يشنها تسـاقـط الأوراق |
زمن لو بكيته حسب وجـدي |
|
كنت أبكيه من دم الأحـداق |
وقال:
قد رضيت الهوى لنفسي خـلا |
|
ورأيت الممات في الحب سهلا |
وتذللت للحبيب وعز الـصـب |
|
ب في سنة الـهـوى أن يذلا |
يأبى من أحل قتـلـي عـمـداً |
|
ومباح لسيدي ما اسـتـحـلا |
سوف أجزي الحبيب بالصد ودا |
|
مستجداً بالقـطـيعة وصـلا |
وإذا ما استزاد تيهاً وعـجـبـاً |
|
زدت طوعاً له خضوعـاً وذلا |
وقال:
تبدت بأكناف الـحـجـاز ديارهـا |
|
فأوقد نار الوجد في القلب نارهـا |
كأني بأنفاسي استمدت ضرامـهـا |
|
وعن كبدي الحري تلظى استعارها |
يحن إليها القلب حتـى كـأنـمـا |
|
إليه تناهيها ومنه انـتـشـارهـا |
وقال:
لئن وعدتني وصلها وصـل عـاتـب |
|
يجاحدني وعدي وينكـرنـي حـقـي |
فأفضل صوب الغيث في الأرض دافق |
|
وأبلغه ما جاء بالـرعـد والـبـرق |
فإن ما نعتني فضل إنجـاز مـوعـد |
|
فإن الحيا الممنوع أشهى إلى الخلـق |
فلا كان لي في الأرض رزق أنـالـه |
|
إذا لم يكن في نيل موعدهـا رزقـي |
وقال:
ومختطف للعين بت أشـيمـه |
|
مخالسة والليل حيران مطرق |
سرى يخبط الظلماء حتى كأنه |
|
بوجدي يسري أو بقلبي يخفق |
وقال:
غير مستنكر همول دمـوعـي |
|
في التصابي وغير بدع خشوعي |
ليس عزي إلا فناء اعـتـزازي |
|
وارتقائي إلا بقاء خضـوعـي |
وبحسبي أني ألاقـي عـذولـي |
|
باصطبار عاص ودمع مطـيع |
وقال:
ولما حمى الشوق المبرح ناظري |
|
كراه حذاراً أن يريني مثـالـه |
شربت عقاراً ذكرتـنـي ريقـه |
|
ونشوتها أهدت إلـى خـيالـه |
فيا نشوة كانت على الصب نعمة |
|
أنالت يدي ما لم أؤمل نـوالـه |
وقال:
راجعه شوقه فحـنـا |
|
وشفه شجـوه فـأنـا |
وسال من دمعه مصون |
|
أظهر ما كان مستكنـا |
فعاد فيه الهوى يقـينـا |
|
وكان عند الرقيب ظنا |
لو كان يلقى الذي ألاقي |
|
أوسعني رحمه وحنـا |
وقال:
بين أجفانها وبين ضـلـوعـي |
|
نازعتني الحياة أيدي المـنـون |
لست أدري أعن مدى طرفها الفا |
|
تن موتي أم طرفي المفتـون؟ |
وقال:
يا ربيعي ما كان ضرك لوجد |
|
ت علينا كما يجود الربـيع |
ورده ذاهـب ووردك بـاق |
|
وهو سمح به وأنت منـوع |
كن شفيعي إليك يا جنة الخلد |
|
فمالي غير الخضوع شفيع |