باب الميم - محمد بن المستنبر بن أحمد

محمد بن المستنبر بن أحمد

أبو على المعروف بقطرب، البصري النحوي اللغوي، سمي قطرباً لأنه كان يبكر إلى سيبويه للأخذ عنه، فإذا خرج سيبويه سحراً رآه على بابه فقال له يوماً: ما أنت إلا قطرب ليل، والقطرب دويبة تدب ولا تفتر فلقب بذلك، وهو أحد أئمة النحو واللغة،أخذالنحو عن سيبويه وأخذ عن عيسى بن عمر وجماعة من علماء البصرة، وأخذ عن النظام المتكلم إمام المعتزلة وكان على مذهبه، ولما صنف كتابه في التفسير أراد أن يقرأ في الجامع فخاف من العامة وإنكارهم عليه، لأنه ذكر فيه مذهبأهل الاعتزال، فاستعان بجماعة من أصحاب السلطان ليتمكن من قراءته في الجامع، واتصل قطرب بأبي دلف العجلي وأدب ولده، وأخذ عنه ابن السكيت وقال: كتبت عنه قمطراً ثم تبينت أنه يكذب في اللغة فلم أذكر عنه شيئاً.

توفي أبو علي ببغداد سنة ست ومائتين. وله من التصانيف: كتاب معاني القرآن، وغريب الحديث، وإعراب القرآن، والمثلث في اللغة، وكتاب الرد على الملحدين في متشابه القرآن، وكتاب الفرق، وكتاب الاشتقاق، وكتاب الأضداد، وكتاب فعل وأفعل، وكتاب النوادر، وكتاب الأصوات، وكتاب الأزمنة، وكتاب القوافي، وكتاب خلق الإنسان وكتاب خلق الفرس، وكتاب الهمزة، وكتاب العلل في النحو، ومجاز القران، والمصنف الغريب في اللغة وغير ذلك.
ومن شعره:

إن كنت لست معي فالذكر منك معي

 

يراك قلبي إذا ما غبت عن بصري

والعين تبصر من تهوى وتـفـقـده

 

وناظر القلب لا يخلو من النـظـر

وقال:

لقد غرت الدنيا رجالاً فأصبحوا

 

بمنزلة ما بعدها مـتـحـول

فساخط عيش ما يبـدل غـيره

 

وراض بعيش غيره سـيبـدل

وبالغ أمر كـان يأمـل غـيره

 

ومصطلم من دون ما كان يأمل