باب الميم - محمد بن يحيى بن علي

محمد بن يحيى بن علي

بن مسلم ابن موسى بن عمران الحنفي الزبيدي أبو عبد الله النحوي، كانت له معرفة بالنحو واللغة والأدب، صحب الوزير ابن هبيرة مدة وقرأ عليه، وكان صبوراً على الفقر لايشكو حاله. قال ابن لجوزي: حدثني الوزير ابن هبيرة قال: جلست مع الزبيدي من بكرة إلى قريب الظهر وهو يلوك شيئا في فمه فسأل ته فقال: لم يكن عند ي شيء فأخذت نواة وجعلتها في فمي أتعلل بها، وكان يحكي عنه انه على مذهب السليمانية ويقول: إن الأموات يأكلون ويشربون في القبر، وإن العاصي لايلام لأنه بقدر الله تبارك وتعالى، وكان يقول: قل الحق وإن كان مراً. ودخل على الوزير الزينبي وعليه خلعة الوزارة والناس يهنونه فقال: هذا يوم عزاء لاهناء، فقيل لم؟ فقال: أيهنأ على لبس الحرير؟. وحكى عنه قال: خرجت إلى المدينة على الوحدة فآواني الليل إلى جبل فصعدت عليه وناديت: اللهم إني الليل ضيفك، ثم نزلت فتواريت عند صخرة فسمعت مناديا يناد ي: مرحبا يا ضيف الله، إنك مع طلوع الشمس تمر على قوم على بئر يأكلون خبزا وتمرا، فإذا دعوك فاجب فهذه ضيافتك، فلما كان من الغد سرت فلما كان وقت طلوع الشمس لاحت لي أهداف بئر فوجدت عندها قوما يأكلون خبزا وتمرا فدعوني إلى الأكل فأجبت. وله من التصانيف: منار الاقتضاء، ومنهاج الاقتفاء، وكتاب الرد على ابن الخشاب، وكتاب العروض، والمقدمة في النحو، وكتاب الحساب وكتاب القوافي، وكتاب تعليل قراءة: ونحن عصبة بالنصب. مات في ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة.