الاصبهاني أبو مضر النحوي، كان يلقب فريد العصر، وكان وحيد دهره وأوانه في علم اللغة والنحو والطب، يضرب به المثل في أنواع الفضائل، أقام بخوارزم مدة وانتفع الناس بعلومه ومكارم أخلاقه وأخذوا عنه علماً كثيراً، وتخرج عليه جماعة من الأكابر في اللغة والنحو، منهم الزمخشري وهو الذي ادخل على خوارزم مذهب المعتزلة ونشره بها، فاجتمع عليه الخلق لجلالته وتمذهبوا بمذهبه، منهم أبو الاسم الزمخشري ولست أعرف له مع نباهة قدره وشيوع فكره مصنفاً مذكوراً، ولا تأليفاً مأثوراً، إلا كتاباً يشتمل على نتف وأشعار وحكايات وأخبار سماه زاد الراكب. مات بمرو سنة سبع وخمسمائة. ورثاه الزمخشري بقوله:
وقائلة ما هـذه الـدرر الـتـي |
|
تساقطها عيناك سمطين سمطين |
فقلت: هو الدر الذي قد حشا بـه |
|
أبو مضر عيني تساقط من عيني |