باب الميم - محمود بن عزيز العارض

محمود بن عزيز العارض

أبو القاسم الخوارزمي الملقب شمس المشرق، كان من أفضل الناس في عصره في علم اللغة والأدب، لكنه تخطى إلى علم الفلسفة فصار مفتوناً بها ممقوتاً بين المسلمين، وكان سكوناً سكوتاً وقوراً، يطالع الفقه ويناظر في مسائل الخلاف أحياناً، سمع الحديث من أبي نصر القشيري وغيره، وأملى طرفاً من الحديث وشرحه بلفظ حسن ومعان لابأس بها. وكان الزمخشري يدعوه الجاحظ الثاني لكثرة حفظه وفصاحة لفظه. أقام مدة بخوارزم في خدمة خوارزم شاه مكرماً، ثم ارتحل إلى مرو فذبح بها نفسه بيده في أوائل سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، ووجد بخطه رقعة فيها: هذا ما عملته أيدينا فلا يؤاخذ به غيرنا.