بن جماعة بن علي بن سامي ابن أحمد بن ناهض بن عبد الرزاق موفق الدين، أبو العز الأعمى العيلاني بالعين المهملة المصري، كان نحوياً عروضياً أديباً شاعراً مجيداً، صنف في العروض مختصراً دل على حذقه فيه. وله ديوان شعر، ولد لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وهو اليوم بها في قيد الحياة، ومن شعره الذي وصل إلينا قوله:
قبلته فتلظـى ورد وجـنـتـه |
|
وفاح من عارضيه العنبر العبق |
وجال بينهما ماء ومن عـجـب |
|
لاينطفي ذا و لاذا منه يحتـرق |
وله:
يا نائماً أسهرنـي حـبـه |
|
وعائداً أمرضني طـبـه |
وخادعاً رق لحـبـي لـه |
|
كلامه وقسـا قـلـبـه |
قلنا على حسنك عيني جنت |
|
جثماني الناحل ماذنـبـه؟ |
وله أيضاً:
وشادن كان زمان الصبا |
|
بدولة المرد له صولـه |
قد كتب الشعر على خده |
|
خفض فهذا آخر الدولة |
وله أيضاً:
قالوا عشقت وأنت أعمى |
|
ظبياً كحيل الطرف ألمى |
والله مـا عـاينـتـهـا |
|
فكأنها شغفتك وهـمـا |
وخياله بك في الـمـنـا |
|
م فما أطاف ولا ألـمـا |
من أين أرسل لـلـفـؤا |
|
د وأنت لم تبصره سهما |
ومتى رأيت جـمـالـه |
|
حتى كساك هواه سقمـا |
وبـأي جـارحة وصـل |
|
ت لوصفه نثراً ونظمـا |
والعين راعية الـهـوى |
|
وبها يتم إذا استـتـمـا |
فأجبت إنـي مـوسـي |
|
ى العشق إنصاتاً وفهما |
أهوى بجارحة السـمـا |
|
ع ولا أرى ذات المسمى |
وقال في شمعة:
جادت بجسم لسـانـه ذرب |
|
تبكي وتشكو الهوى وتلتهب |
كأنها في يمين حامـلـهـا |
|
رمح لجين سنانـه ذهـب |
وله:
وروضات بنفسجهـا |
|
بصبغة صنعة الباري |
كخـــرم لازوردي |
|
على ألفات زنجـار |
وله:
هويت هلالاً سرى في الدجى |
|
وهاروت من جند أجفـانـه |
فلا تعجبوا إن بـدا وجـهـه |
|
نهاراً وعظمت من شـانـه |
فإن الهلال يرى طـالـعـاً |
|
مع الشمس في بعض أحيانه |
وله أيضاً:
وزهرة لونها من العـجـب |
|
بيضاء فيها اصفرار مكتئب |
كأنها درهم وقد جـعـلـت |
|
في وسطه نقطة من الذهب |