باب الميم - منصور بن القاضي أبي منصور

منصور بن القاضي أبي منصور

محمد هو أبو أحمد الأزدي الهروي قاضي هراة، كان فقيهاً شاعراً مجيداً كثير الفضائل حسن الشمائل، تفقه على أبي حامد الأسفرايني ببغداد، وسمع أبا الفضل بن حمدويه، والعباس بن الفضل النضروي وغيرهما، وامتدح القادر بالله.
مات سنة أربعين وأربعمائة، ومن شعره قوله:

قم يا غلام فهاتها حـمـراء

 

كالنار يورث شربها السراء

فاليوم قد نشر الهواء بأرضنا

 

من ثلجه ديباجة بـيضـاء

وقال:

معتقة أرق من التصـابـي

 

ومن وصل أتى بعد التنائي

يطوف بها قضيب من كثيب

 

ويطلع فوقه بدر السمـاء

لواحظه تبث السحر فـينـا

 

وفي شفتيه أسباب الشفـاء

وقال:

خشف من الترك مثل البدر طلعته

 

يحوز ضدين من ليل وإصبـاح

كأن عينيه والتفتير كحـلـهـمـا

 

أثار ظفر بدت في صحن تفـاح

وقال:

أدر المدامة ياغلام فإنـنـا

 

في مجلس بيد الربيع منضد

والورد أصفره يلوح كأنـه

 

أقداح تبر كفتت بزبرجـد

وقال:

قرن الربيع إلى البنفسج نرجساً

 

متبرجاً في حلة الإعـجـاب

كخدود عشاق قد اصفرت وقد

 

نظرت إليها أعين الأحـبـاب

وقال:

طلع البنفسج زائراً أهـلاً بـه

 

من وافد سر القـلـوب وزائر

فكأنما النقاش صور وسـطـه

 

في أزرق الديباج صورة طائر

وقال:

روضة غضة عليها ضباب

 

قد تجلت خلالهـا الأنـوار

فهي تحكي مجامراً مذ كيات

 

قد علاها من البخور بخار

وقال:

يا أيها العاذل المردود حجتـه

 

أقصر فعذري قد أبدته طلعته

ماذا بقلبي من بدر بلـيت بـه

 

لليث أخلاقه والخشف خلقته

وقال:

وشادن في الحسن فوق المثل

 

أبصر مني بوجوه العمـل

قبلت كفيه فقـال انـتـقـل

 

إلى فمي فهو محل القبـل

وقال:

ألله جار عصابة رحـلـوا

 

عني وقلب الصب عندهم

ما الشأن ويحك في رحيلهم

 

ألشأن أني عشت بعدهـم

وقال:

أباعبد الإله الـعـلـم روح

 

وأنك دون كل الناس شخصه

لذلك كل أهل الفضل أضحوا

 

كحلقة خاتم وغدوت فصـه

وقال:

بقيت مدى الزمان أباعلي

 

رفيع الشان ذا جد علـي

فأنت من المكارم والمعالي

 

بمنزلة الوصي من النبي