بن علي بن أبي الخرجين أبو الحسن الحلبي، المؤدب المعروف بابن أبي الدميك، كان أديباً فاضلاً نحوياً شاعراً له تصانيف وردود على ابن جني منها: تتمة ماقصر فيه ابن جني في شرح أبيات الحماسة، وديوان شعر وقفت عليه بخطه الرائق فوجدته مشحوناً بالفوائد النحوية، وقد شرح ألفاظه اللغوية، وأعتنى بإعرابه فدل على تبحره في علم العربية. ومن شعره:
أأحبابنا إن خلف البين بـعـدكـم |
|
قلوباً ففيها للـتـفـرق نـيران |
رحلتم على أن القلـوب دياركـم |
|
وأنكم فيها على البعـد سـكـان |
عسى مورد من سفح جوشن ناقع |
|
فإني إلى تلك الموارد ظـمـآن |
وما كل ظن ظنه المـرء كـان |
|
يقوم عليه للحـقـيقة بـرهـان |
وعيش الفتى طعمان: قند وعلقـم |
|
كما حاله قسمان: رزق وحرمان |
وقال:
إن كتمت الهوى تزايد سقمي |
|
وأخاف العيون حين أبـوح |
لأبوحن بالذي في ضمـيري |
|
من هواه لعلني اسـتـريح |
وقال:
وإن اغتراب المرء من غير فـاقة |
|
ولاحاجة يسمو لهـا لـعـجـيب |
فحسب الفتى بخساً وإن أدرك الغنى |
|
ونـال ثـراء أن يقـال غـريب |
وقال:
أخي ما بال قلبك ليس ينقـى |
|
كأنك لاتظن الموت حـقـا |
ألا يابن الذين مضوا وبـادوا |
|
أما والله ماذهبوا لتـبـقـى |
ومالك غير تقوى الـلـه زاد |
|
إذا جعلت إلى اللهوات ترقى |
وقال:
وقائل كيف تهاجرتمـا؟ |
|
فقلت قولا فيه إنصاف |
لم يك من شكلي فتاركته |
|
والناس أشكـال وآلاف |