باب الميم - المؤمل بن اميل بن اسيد

المؤمل بن اميل بن اسيد

المحاربي من محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان، كوفي من مخضرمي شعراء الدولتين الاموية والعباسية، وكان في دولة بني العباس اشهر لانه كان من الجند المرتزقة معهم ومن اوليائهم وخواصهم، وانقطع إلى المهدي قبل خلافته وبعدها، وكان شاعراً مجيدا ودون طبقة الفحول.

قال ابن قدامة: حدثني المؤمل بن اميق لقال: قدمت على المهدي وهو بالري وهو اذ ذاك ولى عهد فامتدحته بابيات فامر لي بعشرين الف درهم، فكتب بذلك صاحب البريد إلى أبي جعفر المنصور وهو بمدينة السلام يخبره ان الأميرالمهدي امرلشاعربعشرين الف درهم، فكتب المنصور إلى ابنه المهدي يعذله ويلومه، وكتب إلى كاتب المهدي ان يوجه اليه بي فطلبني ولم يظفر بي، فكتب إلى المنصور انه توجه إلى مدينة السلام، فاجلس قائدا من قواده على جسر التهروان وامره ان يتصفح الناس حتى إذا علق بي حملني اليه، فما مرت به القافلة التي انا فيها تصفحها فوقع بصره علي فسألني من أنت؟ قلت: أنا المؤمل بن ايمل بن المحاربي الشاعر احد زوار المهدي فقال: اياك طلبت، فكاد قلبي ان يتصدع خوفا من الخليفة، فقبض علي واسلمني إلى الربع فادخلني إلى المنصور فسلمت تسليم مروع فرد السلام وقال: ليس لك هاهنا الاخير، انت الؤمل بن اميل؟ قلت نعم اصلح الله أميرالمؤمنين. قال: اتيت غلاما غرا فخدعته حتى اعطاك من مال الله عشرين الف درهم؟ قلت نعم اصلح الله الامير، اتيت غلاما غرا كريما فخدعته فانخدع. قال المؤمل: فكان كلامي اعجبه فقال: انشدني ما قلت فيه، فانشدته:

هو الـمـهـدي إلا أن فـيه

 

مشابه صورة القمر المنـير

تشابه ذا وذا فهـمـا إذا مـا

 

أنارا مشكلان على البصـير

فهذا في الظلام سراج لـيل

 

وهذا في النهار ضياء نـور

ولكن فضل الرحمـن هـذا

 

على ذا بالمنابر والـسـرير

وبالملك العزيز فـذا أمـير

 

وما ذا بالأمـيرولا الـوزير

ونصف الشهر ينقص ذا وهذا

 

منبر عند نقصان الشـهـور

فيا بن خليفة الله المصـفـى

 

به تعلو مفاخرة الفـخـور

لئن فت الملوك وقد توافـوا

 

إليك من السهولة والوعـر

لقد سبق الملوك أبوك حتـى

 

غدوا مابين كاب اوحـسـير

وجئت مصلياً تجري حثـيثـاً

 

ومابك حين تجري من فتور

فقال النـاس مـاهـذان إلا

 

كمابين الخليق إلى الجـدير

لئن سبق الكبير فأهل سبـق

 

له فضل الكبير على الصغير

وإن بلغ الصغير مدى كبـير

 

فقد خلق الصغير من الكبير

فقال المنصور: والله لقد أحسنت، ولكن هذا لايساوي عشرين ألف درهم فأين المال؟ قلت هو هذا. فقال ياربيع: امضى معه فاعطه اربعة الاف درهم وخذ الباقي. قال المؤمل: فوزن لي الربيع من المال اربعة الاف درهم واخذ الباقي. فلما ولى المهدي الخلافة رفعت اليه رقعة فلما قراها ضحك وامر برد العشرين الف درهم إلى فردت فاخذتها وانصرفت. وانشد نفطويه لابن اميل:

لاتغضبن على قوم تحـبـهـم

 

فليس منك عليهم ينفع الغضب

ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا

 

إن الولاة إذا ماخوصموا غلبوا

ياجائرين علينا في حكومتهـم

 

والجور أقبح مايؤتى ويرتكب

لسنا إلى غيركم منكم نفـرإذا

 

جرتم ولكن إليكم منكم الهرب

وقال:

وكم من لئيم ود أني شتـمـتـه

 

وإن كان شتمي فيه صاب وعلقم

وللكف عن شتم اللئيم تـكـرمـاً

 

أضر له من شتمه حين يشـتـم

مات المؤمل بن اميل في حدود سنة تسعين ومائة.