باب النون - نجم بن سراج العقيلي

نجم بن سراج العقيلي

البغدادي الاصل، الملقب بشمس الملك، رحل مع اهله إلى مصر صغيرا، وتوطن باسنا من بلاد الصعيد فنشا بها، وهو احد شعراء العصر المجيدين وابائه المبرزين، شائع الصيت سائر الذكر، تصرف بفنون الأدب وتميز بالشعر فمدح الاكابر والاعيان، وكان منقطعا إلى الرئيس جعفر ابن حسان بن علي الاسنائي احد اكابر العصر وادبائه، وله فيه مدائح كثيرة، وكان بينه وبين مجد الملك جعفر ابن شمس الخلافة الأديب الشاعر صحبة ومودة ومطارحات، توفي سنة احدى وستمائة، ومن شعره في مدح الرئيس بن حسان المذكور قوله:

قف الركب واسأل قبل حث الركائب

 

لعل فؤادي بين تلـك الـحـقـائب

وماذا عسى يجدي السؤال وإنـمـا

 

أعلل قلباً ذاهباً فـي الـمـذاهـب

فوالله لولا الشعر سـنة مـن خـلا

 

ونحلة قوم في العصور الذواهـب

لنزهت نفسي عن سؤال معـاشـر

 

يرون طلاب البر أسني المكاسـب

وهبت لمن يأبى مديحي عـرضـه

 

وإن كان للمعروف ليس بـواهـب

وأقسمت لاأرجو سوى رفد جعفـر

 

حليف الندى رب العلا والمناقـب

أحق فتى يطري ويرجى ويتـقـى

 

كما تتقى خوفاً شفار القـواضـب

إذا نحن قدرنا تقـاعـس مـجـده

 

وجدناه بالتقصير فوق الكـواكـب

وإن نحن رمنا وصف جدوى يمينـه

 

رأينا نداه فوق سـح الـسـحـائب

أخو همم لم يسله الـلـوم هـمـه

 

وما همه غير اتصال المـواهـب

جواد تراه الدهر في الـبـر دائبـاً

 

كان عليه الـجـود ضـربة لازب

رقيت بإحسان ابن حسان مـنـبـرا

 

فكنت به في الفضل أحسن خاطب

وصلت على الأيام حتى لقـد غـدت

 

من الرعب من بعد الجفاء صواحبي

ومن هذا رجع إلى الغزل وختم القصيدة به فقال بعده:

على أنني من وقع عادية الـنـوى

 

دريئة رام للأسـي والـنـوائب

وما الحب شيء يجهل المرء قدره

 

وما فيه لايخفى على ذي التجارب

خليلي كفا واتركـانـي وخـلـيا

 

ملامي فذهني حاضر غير غائب

إذا كان ذنبي الحب والوجد والهوى

 

فتلك ذنوب لست منهـا بـتـائب

والقصيدة طويلة تركت باقيا للاختصار.