باب النون - نصر بن الحسن بن جوشن

نصر بن الحسن بن جوشن

بن منصور ابن حميد بن أثال، أبو المرهف العيلاني النميري، كان قارئاً أديباً شاعراً مجيداً، أضر بالجدري صغيراً فحفظ القرآن المجيد، وقرا الأدب على أبي منصور الجواليقي وسمع من القاضى أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي وأبي الفضل ابن ناصر، وبرع في الشعر فمدح الخلفاء والوزراء وكان منقطعا إلى الوزير ابن هبيرة، وقد ادركته صغيرا ولم ألقه توفي يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من ربيع الاخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ومن شعره:

شمس الضحى يعشى العيون ضياؤها

 

إلا إذا رمـقـت بـعـين واحـده

ولذاك تاه العور واحتقـروا الـورى

 

فاعرف فضيلتهم وخـذهـا فـائده

نقصان جارحة أعانـت أخـتـهـا

 

فكـأنـمـا قـويت بـعـين زائده

وله:

لها من الليل البهيم طرة

 

على جبين واضح نهاره

ومعصم يكاد يجري رقةً

 

وإنما يعصمه سـواره

وقال:

ترى يتألف الشمل الصـديع

 

وآمن من زمانـي مـايروع

وتؤنس بعد وحشتها بنـجـد

 

منازلها القديمة والـربـوع

ذكرت بأيمن العلمين عيشـاً

 

مضى والشمل ملتئم جمـيع

فلم أملك لدمعي رد غـرب

 

وعند الشوق تعصيك الدموع

ينازعني إلى لمياء قـلـبـي

 

ودون لقائها بلـد شـسـوع

وأخوف ما أخاف على فؤادي

 

اذا ما انجد البرق اللـمـوع

فقد حملت من طول التنـائي

 

عن الأحباب مالا أستطـيع

وقال:

مافي قـبـائل عـامـر

 

من معلم الطرفين غيري

خالـي زعـيم عـبـادة

 

وأبي زعيم بني عمـير