باب النون - نصر الله بن عبد مخلوف

نصر الله بن عبد مخلوف

ابن علي بن عبد القوي بن فلاقس الاسكندري، كان أديباً فاضلاً وشاعراً مجيداً، ولد بالاسكندرية في ربيع الاخر سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ونشأ بها وقرأ على أبي طاهر السلفي وسمع منه ومن غيره. ورحل إلى اليمن ودخل عدن سنة ثلاث وستين وخمسمائة، وامتدح بها الوزير ابا الفرج ياسر بن بلال، وسافر إلى صقلية ودخلها سنة خمس وستين وخمسمائة، وامتدح بها القائد ابا القاسم بن الحجر فاكرم نزله واحسن اليه، فصنف باسمه كتابا سماه الزهر الباسم في اوصاف أبيالقاسم، ثم فارق صقلية راجعا إلى مصر، فتوفي بعيذاب سنة سبع وستين وخمسمائة، ومن شعره:

إشرب معتقة الطلا صرفاً على

 

رقص الغصون بروضة غناء

من كف وطفاء الجفون كأنمـا

 

تسعى بنار أضرمت في مـاء

فيسحر مقلتها وخمرة ريقـهـا

 

شرك العول وآفة الأعضـاء

وقال:

سددوها من القدود رمـاحـاً

 

وانتضوها من الجفون صفاحا

يالها حلة من السقم حـالـت

 

واستحالت ولاكفاها كفـاحـا

صح إذ أذرت العـيون دمـاء

 

أنهم أثخنوا القلوب جـراحـا

وقال:

قرنت بواو الصدغ صاد المقبل

 

وأبديت لاماً في عذار مسلسل

فإن لم يكن وصل لديك لعاشق

 

فماذا الذي أبديت للمتـأمـل؟

وقال من قصيدة:

عقدوا الشعور معاقد التيجـان

 

وتقلدوا بصـوارم الأجـفـان

ومشوا وقد هزوا رماح قدودهم

 

هز الكماة عوالي الـمـران

وتدرعوا زرداً فخلت أراقمـاً

 

خلعت ملابسها على الغـزلان