باب النون - نصيب مولى المهدي

نصيب مولى المهدي

أصله عبد من بادية اليمامة عرض على المهدي وهو إذ ذاك ولي عهد فاستنشده فانشده فقال: والله ماهو بدون نصيب مولى بني مروان فاشتراه، ولما ولي الخلافة ارسله إلى اليمن في شراء ابل مهرية وكتب إلى عامل اليمن ان يجعل له عشرين الف دينار لذلك، فاخذ نصيب ينفق من المال والاكل والشرب واللهو وشراء الجواري، فكتب بذلك إلى المهدي فامر بحمله اليه موثقا بالحديد بعد ان حبس مدة باليمن، فلما ادخل على المهديانشده قصيدة طويلة يستعطفه بها اولها:

تأوبني ثقل من القيد موجع

 

فأرق عيني والخليون هجع

هموم توالت لو ألم يسيرها

 

بسلمى لظلت صمةً تتصدع

ومنها:

إليك أميرالمـؤمـنـين ولـم أجـد

 

سواك مجيراً منك ينجـى ويمـنـع

تلمست هل من شافع لي فلـم أجـد

 

سوى رحمة أعطاكها الله تشـفـع؟

لئن لم تسعني يابـن عـم مـحـمـد

 

فما عجزت عنـي وسـائل أربـع

طبعت عليها صبـغة ثـم لـم تـزل

 

على صالح الأخلاق والدين تطبـع

تغاضيك عن ذي الذنب ترجو صلاحه

 

وأنت ترى ما كان يأتي ويصـنـع

وعفوك عني لو تـكـون جـزيتـه

 

لطارت به في الجو نكباء زعـزع

وإنك لاتنفـك تـنـعـش عـاثـراً

 

ولم تعترضه حين يكبـو ويخـنـع

وحلمك عن ذي الجهل من بعدما جرى

 

به عنق من طائش الجهـل أشـنـع

وقال يمدح الفضل بن يحيى:

طرقتك مية والمزار شطيب

 

ونأتك بالهجران وهي قريب

لله مـية خـلةً لـوأنـهـا

 

تجزى الوداد بودها وتثـيب

ومنها:

إذ للشباب عليك من ورق الصبا

 

ظل وإذ غصن الشباب رطيب

طرب الفؤاد ولات حين تطرب

 

إن الموكل بالصبا لـطـروب

وتقول مية ما لمثلك والصـبـا

 

واللون أسود حالك غـربـيب

شاب الغراب وما أراك تشـيب

 

وطلابك البيض الحسان عجيب

ومنها في المديح:

والبرمكي وإن تقارب سـنـه

 

أو باعدته السن فهو نـجـيب

خرق العطاء إذا استهل عطاؤه

 

لامتبع منا ولا مـحـسـوب

ياآل برمك مارأينا مثـلـكـم

 

مامنكـم إلا أغـر وهـوب

وإذا بد الفضل بن يحيى هبتـه

 

لجلاله إن الجـلال مـهـيب

ومنها:

شمنا لـديك مـخـيلةً لاخـلـياً

 

في الشيم اذ بعض البروق خلوب

إنا علـى ثـقة وظـن صـادق

 

مما نؤملـه فـلـيس نـخـيب