باب الهاء - هارون بن الحائك

هارون بن الحائك

النحوي الضرير من أعيان أصحاب ثعلب وكان معدوداً من طبقته، أصله يهودي من الحيرة، وكان الوزير عبيد الله ابن سليمان أرسل إلى ثعلب ليختلف إلى ولده القاسم فأبى واعتذر بالشيخوخة والضعف فقال له: أنفذ إلى من ترتضيه من أصحابك، فانفذ إليه هارون الضرير، فاستحضر الوزير عبيد الله أبا إسحاق الزجاج وجمع بينه وبين هارون فسأله الزجاج: كيف تقول ضربت زيدا ضربا، فقال: ضربت زيدا ضربا، فقال: كيف تكنى عن زيد والضرب فافحم ولم يجب، وحار في يده وانقطع انقطاعا قبيحا، فصرفه الوزير واختار الزجاج لتاديب ولده، فكان ذلك سبب منية هارون، وما كان هارون ممن يذهب عليه هذا، فان جواب المسألة ضربته اياه، ذكر ذلك أبو بكر الزبيدي في الطبقات، ولهارون من التصانيف: كتاب العلل في النحو، كتاب الغريب الهاشمي، وقيل الغريب الهاشمي لثعلب.