باب الهاء - هبة الله بن علي بن محمد

هبة الله بن علي بن محمد

بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله ابن أبي الحسن بن عبد الله الأمين بن عبد الله بن الحسن ابن جعفر بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو السعادات المعروف بابن الشجري البغدادي، نسب إلى بيت الشجري من قبل أمه، كان أوحد زمانه وفرد أوانه في علم العربية ومعرفة اللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها، متضلعا من الأدب كامل الفضل، قرأ على ابن فضال المجاشعي والخطيب أبي زكريا التبريزي وسعيد بن علي السلالي وأبي معمر ابن طبا طبا العلوي، وسمع الحديث من أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي، وأبي علي محمد بن سعيد الكاتب وغيرهما. وأقرأ النحو سبعين سنة، وأخذ عنه تاج الدين الكندي وخلق. وكان نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن الطاهر، وكان ذا سمت حسن وقور لايكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلا تتضمن أدب نفس أو أدب درس، وصنف الأمالي وهو أكبر تصانيفه وأمتعها، أملاه في أربعة وثمانين مجلساً، والانتصار على ابن الخشاب رد فيه عليه ما انتقده من الأمالي، وكتاب الحماسة ضاهى به حماسة أبي تمام، وشرح التصريف الملوكي، وشرح اللمع لابن جني النحوي، وكتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه وغير ذلك.

توفي يوم الخميس السادس والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. ومن شعره:

لاتمزحن فإن مزحت فلا يكـن

 

مزحاً تضاف به إلى سوء الأدب

واحذر ممازحةً تـعـود عـداوةً

 

إن المزاح على مقدمة الغضب

وقال:

هل الوجد خاف والدموع شهود

 

وهل مكذب قول الوشاة جحود؟

وحتى متى تفنى شئونك بالبكـا

 

وقد حد حدا للـبـكـاء لـبـيد

وإني وإن لانت قناتي لضعفهـا

 

لذو مرة في النـائبـات شـديد

وقال:

وتجنب الظلم الذي هلكت به

 

أمم تود لو أنها لم تظـلـم

إياك والدنيا الدنـية إنـهـا

 

دار إذا سالمتها لم تسـلـم