باب الياء - يحيى بن نزار بن سعيد

يحيى بن نزار بن سعيد

أبو الفضل المنبجي، مولده بمنبج في المحرم سنة ست وثمانين وأربعمائة، قدم دمشق واتصل بالملك العادل نور الدين ابن محمود بن زنكي ومدحه بقصائد أجاد فيها، ثم رحل إلى بغداد فتوطنها وأقام بها إلى أن توفي في ليلة الجمعة سادس ذي الحجة سنة أربع وخمسين وخمسمائة، وكان سبب موته أنه وجد في أذنه ثقلاً فاستدعى طبيباً من الطرقية فامتص أذنه ليخرج ما فيها من أذى فخرج شيء من مخه فمات لوقته.

ومن شعره:

لو صد عني دلالاً أو معـاتـبةً

 

لكنت أرجو تلافيه وأعـتـذر

لكن ملالاً فما أرجو تعطـفـه

 

جبر الزجاج عسير حين ينكسر

وله:

وليلة وصل خالست غفلة الـدهـر

 

فجاءت ببدر وهي مشرقة الـبـدر

سميري بها غصن من البـان مـائد

 

يرنحه سكر الشبيبة لا الـخـمـر

أشاهد فيها طلعة الـقـمـر الـذي

 

تبسم عن طلع وإن شـئت عـن در

أمنت بـهـا إتـيان واش وحـاسـد

 

فما من رقيب غير أنجمها الزهـر

ضممت إلى صدري الحبيب معانقـاً

 

وهل لك ياقلبي محل سوى صدري؟

فيا ليلةً أحـيت فـؤادي بـقـربـه

 

فأحييتها سكراً إلى مطلع الفـجـر

ولما رأيت الروح فيها مسـامـري

 

تيقنت حقـاً أنـهـا لـيلة الـقـدر

وله:

وأبيض غض زاد خط عـذاره

 

لعشاقه في وجدهم والبـلابـل

تموج بحار الحسن في وجناتـه

 

فتقذف منها عنبراً في السواحل

وتجري بخديه الشبيبة مـاءهـا

 

فتنبت ريحاناً بجنب الجـداول