باب الياء - يزيد بن سلمة بن سمرة

يزيد بن سلمة بن سمرة

ابن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبو مكشوح المعروف بابن الطثرية، وطثرة اللبن زبدته، وكان يلقب مورقاً لحسن وجهه وشعره وحلاوة حديثه، وكان يعشق جارية من جرم يقال لها وحشية وله فيها أشعار حسنة، وكان جواداً متلافاً يغشاه الدين، فإذا أخذ قضاه عنه أخوه ثور بن سلمة، وكان صاحب غزل، زير نساء يجلسن إليه فيحادثهن، وكان ظريفاً عفيفاً وقتل في الوقعة التي قتل فها الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة سبع وعشرين ومائة. ومن شعره:

عقيلية أمـا مـلاث إزارهـا

 

فدعص وأما خصرها فبتـيل

تقيظ أكناف الحمى ويظلـهـا

 

بنعمان من وادي الأراك مقيل

أليس قليلا نظرة إن نظرتـهـا

 

إليك وكلا ليس منـك قـلـيل

فياخلة النفس التي ليس دونهـا

 

لنا من أخلاء الصفاء خـلـيل

ويا من كتمنا حبها لم يطع بـه

 

عدو ولم يؤمن علـيه دخـيل

أما من مقام أشتكي غربة النوى

 

وخوف العدى فيه إليه سبـيل

فديتك أعدائي كثير وشقـتـي

 

بعيد وأشياعي لـديك قـلـيل

وكنت إذا ما جئت جئت بعـلة

 

فأفنيت علاتي فكيف أقـول؟

فما كل يوم لي بأرضك حـاجة

 

ولا كل يوم لي إليك رسـول

صحائف عندي للعتاب طويتهـا

 

ستنشر يوما والعتـاب طـويا

فلا تحملي ذنبي وأنت ضعـيفة

 

فحمل دمي يوم الحساب ثقـيل

 وقال في وحشية الجرمية:

لو أنك شاهدت الصبا يابن بـوزل

 

بجزع الغضا إذ راجعتني غياطله

بأسفل حل الملح إذ دين ذي الهوى

 

مؤدى وإذ خير الوصال أوائلـه

لشاهدت لهواً بعد شحط من النوى

 

على سخط الأعداء حلواً شمائلـه

بنفسي من لو مر بـرد بـنـانـه

 

على كبدي كانت شفاء أنامـلـه

ومن هابني في كل شيء وهبتـه

 

فلا هو يعطيني ولا أنا سـائلـه

ألا حبذا عينـاك يا أم شـنـبـل

 

إذ الكحل في جفنيهما جال جائله

فداك من الخلان كـل مـمـازق

 

تكون لأدنى من يلاقي وسـائلـه

فرحنا بيوم سرنا بـام شـنـبـل

 

ضحاه وأبكتنا علـيه أصـائلـه

وكنت كأني حين كان سلامـهـا

 

وداعاً وقلبي موثق الوجد حاملـه

رهين بنفس لم تفك كـبـولـهـا

 

عن الساق حتى جرد السيف قاتله

وقال:

ألا رب راج حاجةً لاينالـهـا

 

وآخر قد تقضي له وهو جالس

يروح لها هذا وتقضي لغـيره

 

فتأتي الذي تقضي له وهو آئس