باب الياء - يعقوب بن الربيع

يعقوب بن الربيع

أخو الفضل بن الربيع حاجب أبيجعفر المنصور، كان أديباً شاعراً ماجنا خليعا، وكان يصحب آدم بن عبد العزيز الأموي، وكان آدم هذا ماجنا أيضاً منهمكا في الشراب ثم نسك، وليعقوب معه أخبار وملح، فمن ذلك ما حدث به فليح بن سليمان قال: لما ترك آدم بن عبد العزيز الشراب استأذن يوما على يعقوب بن الربيع وأنا عنده فقال يعقوب: ارفعوا الشراب فإن هذا قد تاب وأحسبه يكره أن يحضره، فرفع وأذن له فلما دخل قال: إني لأجد ريح يوسف، قال يعقوب: هو الذيوجدت، ولكنا ظننا أن يثقل عليك لتركك له قال: إي والله إنه ليثقل علي ذاك. قال: فهل قلت في ذلك شيئا منذ تركته؟ قال نعم وأنشد:

ألا هل فتى عن شربها اليوم صابر

 

ليجزيه عن صبره الغـد قـادر؟

شربت فلما قـيل لـيس بـنـازع

 

نزعت وثوبي من أذى اللوم طاهر

وكان يعقوب بن الربيع يعشق جارية فطلبها سبع سنين وبذل فيها جاهه وماله حتى ملكها وأعطى فيها مائة ألف دينار فلم يبعها، فمكثت عنده ستة أشهر وماتت فرثاها بشعر كثير فمن ذلك قوله:

لئن كان قربك لي نافـعـا

 

فبعدك أصبح لي أنفـعـا

لأنني أمنت رزايا الدهـور

 

وإن حل خطب فلن أجزعا

وله:

راحوا يصيدون الظباء وإنني

 

لأرى تصيدها على حرامـا

أشبهن منك لواحظا وسوالفا

 

فحوت بذلك حرمة وذمامـا

أعزز على بأن أروع شبهها

 

أو أن يذوق علي يدي حماما