باب الياء - يوسف بن هارون

يوسف بن هارون

أبو بكر الكندي المعروف بالرمادي القرطي شاعر مفلق، كان معاصرا لأبي الطبيب المتنبي فكان يقال: فتح الشعر بكندة وختم بكتدة، يعنون امرأ القيس والمتنبي والرمادي هذا، وكان مقلا ضيق العيش، ونسب إليه بعضهم أشعارا في دولة الخلافة أو غرت صدر الخليفة عليه فسجنه زمانا طويلا، ونظم في السجن عدة قصائد استعطف بها الخليفة فلم يعطف عليه، وكان كلفا بفتى من أبناء النصارى يقال له نصير وله فيه أشعار حسنة، ولما دخل أبو علي القالي الأندلس لزمه الرمادي وامتدحه بقصيدة وروى عنه كتاب النوادر من تآليفه، وروى الحافظ بن عبد البرطرفا من شعر الرمادي وأوردها في بعض مصنفاته. مات أبو عمر المادي سنة ثلاث وأربعمائة، ومن شعره قوله لنصير النصراني الذيتقدم ذكره:

أدر الكـأس يانـصـير وهـات

 

إن هذا النهار من حـسـنـاتـي

بأبي غرة ترى الشخـص فـيهـا

 

في صفاء أصفى مـن الـمـرآة

تبصر الناس حولها فـي ازدحـام

 

كازدحام الحجيج في عـرفـات

هاتها يا نصير إنا اجـتـمـعـنـا

 

بقلوب في الدين مخـتـلـفـات

إنما نحن في مـجـالـس لـهـو

 

نشرب الراح ثم أنـت مـواتـى

فإذا ما انقـضـت دياثة ذا الـلـه

 

و اعتمدنا مواضع الـصـلـوات

لو مضى الوقت دون راح وقصف

 

لعـددنـا هـذا مـن الـسـيئات

وله:

بدر بدا يحمل شمسا بـدت

 

وحدها في الحسن من حده

تغرب في فيه ولكـنـهـا

 

من بعد ذا تطلع في خـده