باب الياء - يونس بن سألم الخياط

يونس بن سألم الخياط

القرشي وقيل الهذلي بالولاء، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. كان شاعراً مجيداً ظريفاً ماجناً خبيث الهجاء، وكان منقطعا إلى آل الزبير بن العوام، وقدم على المهدي مع عبد الله بن مصعب الزبير فأوصله إليه وتوسل له إلى أن سمع المهدي شعره ووصله. وكان يونس عاقا لأبيه، وكان أبوه شاعراً فقال فيه:

يونس قلبي عليك يلتـهـف

 

والعين عبري دموعها تكف

تلحفني كسوة العقـوق فـلا

 

برحت منها ما عشت تلتحف

أمرت بالخفض للجناح وبال

 

رفق فأمسى يعوقك الأنـف

وتلك واللـه مـن زبـانـية

 

إذا سطوا في عذابهم عنفوا

فأجابه يونس:

أصبح شيخي يزري به الخرف

 

ما إن له فطنة ولا نـصـف

صفاتنا في العـقـوق واحـدة

 

ماخلقنا في العقوق يختـلـف

ألحفته سأل مـا أبـاك وقـد

 

أصبحت مني بذاك تلتـحـف

وأنشد يوما بحضرة أبيه وكان عنده أصحابه ليغيظه:

ياسائلي من أنا أومن يناسـبـنـي

 

أنا الذي ماله أصل ولا نـسـب

الكلب يختال فخرا حين يبصرنـي

 

فالكلب أكرم مني حين ينتـسـب

لو قال لي الناس طرا أنت ألامنـا

 

لم يشطط الناس في هذا ولا كذبوا