أَتَيْتُه على تَفِئةِ ذلك: أَي على حِينِه وزَمانِه. حكى اللحياني فيه الهمز والبدل قال: وليس على التخفيف القِياسي لأَنه قد اعْتُدَّ به لُغةً. وفي الحديث: دَخَلَ عُمر فكلم رسولَ اللّه صلّى اللّه عليه وسلم، ثم دخل أَبو بكر على تَفِئةِ ذلك أَي على إثره. وفيه لغة أُخرى: تَئِفةِ ذلك، بتقديم الياء على الفاء، وقد تُشدّد، والتاء فيها زائدة على أَنها تفعلة. وقال الزمخشري: لو كانت تَفْعِلة لكانت على وزن تَهْيِئة، فهي إذا لولا القلب فَعِيلةٌ لأَجل الإِعلالِ ولامها همزة. قال أَبو منصور: وليست التاء في تَفِئة وتافئ أَصلية. وتَفِئ تَفَأً: إذا احْتَدَّ وغَضِبَ.
التُّفَةُ: عَناقُ الأَرض، وهو سَبُع لا يقتات التبن إنما يقتات اللحم؛ قال ابن سيده: وهو من الواو لأَنا وجدنا ت و ف، وهو قولهم: ما في أَمرهم تَوِيفَة ولم نجد ت ي ف، فإن أَبا علي يستدل على المقلوب بالمقلوب، أَلا تراه استدل على أَن لام أُثْفِيَّة واو بقولهم وثف، والواو في وثف فاء.
التَّفْتَرُ: لغة في الدفتر؛ حكاه كراع عن اللحياني، قال ابن سيده: وأُراه عجميّاً.
التَّفَثُ: نَتْفُ الشَّعَر، وقَصُّ الأَظْفار، وتَنَكُّبُ كُلِّ ما يَحْرُم على المُحْرم، وكأَنه الخُروجُ من الإِحرام إِلى الإِحْلال.
وفي التنزيل العزيز: ثم لِيَقْضُوا تَفَثَهم ولْيُوفُوا نُذُورَهم؛ قال الزجاج: لا يَعْرِفُ أَهلُ اللغة التَّفَثَ إِلاَّ من التفسير. ورُوي عن ابن عباس قال: التَّفَثُ الحَلْق والتَّقْصير، والأَخْذُ من اللحية والشارب والإِبط، والذبحُ والرَّمْيُ؛ وقال الفراء: التَّفَثُ نَحْرُ البُدْنِ وغيرها من البقر والغنم،وحَلْقُ الرأْس، وتقليم الأَظفار وأَشباهه.
الجوهري: التَّفَثُ في المناسك ما كان مِن نحو قَصِّ الأَظْفار والشارب، وحَلْقِ الرأْسِ والعانة، ورمي الجِمار، ونَحْرِ البُدْن، وأَشباه ذلك؛ قال أَبو عبيدة: ولم يجئ فيه شِعْرٌ يُحْتَجُّ به. وفي حديث الحج: ذِكْرُ التَّفَثِ، وهو ما يفعله المحرم بالحج، إذا حَلَّ كقَصِّ الشارب والأَظفار، ونَتْف الإِبط، وحَلْق العانة. وقيل: هو إِذْهابُ الشَّعَث والدَّرَن، والوَسَخ مطلقاً؛ والرجلُ تَفِثٌ. وفي الحديث: فتَفَّثَت الدماءُ مكانه أَي لَطَّخَتْه، وهو مأْخوذ منه. وقال ابن شميل: التَّفَثُ النُّسُك، مِن مناسك الحج.
ورجل تَفِثٌ أَي متغير شَعِثٌ، لم يَدَّهِنْ، ولم يَسْتَحِد.
قال أَبو منصور: لم يفسر أَحدٌ من اللغويين التَّفَث، كما فسره ابن شميل؛ جَعَلَ التَّفَثَ التَّشَعُّثَ، وجعلَ إِذْهابَ الشَّعَثِ بالحَلْق قَضاءً، وما أَشْبهه. وقال ابن الأَعرابي: ثم ليَقْضُوا تَفَثَهم؛ قال: قَضاءُ حَوائجهمِ من الحَلْق والتَّنْظِيفِ.
التَّفْحَة: الرَّائحة الطيبة. والتُّفَّاحُ: هذا الثمر معروف، واحدته تُفَّاحة، ذكر عن أَبي الخطاب أَنها مشتقة من التَّفْحة؛ الأَزهري: وجمعه تَفَافِيحُ، وتصغير التفاحة الواحدة تُفَيْفِيحَة. والمَتْفَحَةُ: المكان الذي ينبت فيه التُفَّاحُ الكثير؛ قال أَبو حنيفة: هو بأَرض العرب كثير.
والتُّفَّاحة: رأْس الفخذ والوَرِك؛ عن كراع، وقال: هما تُفَّاحَتان.
التِّفْرَةُ الدائرة تحت الأَنف في وسط الشفة العليا، زاد في التهذيب: من الإِنسان، قال: وقال ابن الأَعرابي: يقال لهذه الدائرة تِفْرَةٌ وتَفِرَةٌ وتُفَرَةٌ. الجوهري: التَّفِرة، بكسر الفاء، النقرة التي في وسط الشفة العليا، والتَّفِرَةُ في بعض اللغات: الوتيرة. والتَّفِيرَةُ: كل ما اكتسبته الماشية من حلاوات الخِضَرِ وأَكثر ما تَرْعاه الضأْن وصغار الماشية، وهي أَقل من حظ الإِبل. والتَّفِرَةُ: تكون من جميع الشجر والبقر، وقيل: هي من الجَنَبَةِ. والتَّفِرَةُ: ما ابْتَدَأَ من الطَّرِيفَةِ ينبت ليناً صغيراً، وهو أَحب المرعى إِلى المال إذا عدمت البقل، وقيل: هي من القَرْنُونَةِ والمَكْرِ؛ قال الطرماح يصف ناقة تأْكل المَشْرَةَ، وهي شجرة، ولا تقدر على أَكل النبات لصغره:
لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها، وَقَصارُها |
|
اِلى مَشْرَةٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ |
وفي التهذيب: لا تَعْتلِقْ بالمحاجن. قال أَبو عمرو: التَّفِراتُ من النبات ما لا تستمكن منه الراعية لصغرها، وأَرض مُتْفِرَةٌ. والتَّفِرُ: النبات القصير الزِّمِرُ. ابن الأَعرابي: التَّافِرُ الوَسِخُ من الناس، ورجل تَفِرٌ وتَفْران. قال: وأَتْفَرَ الرجلُ إذا خرج شعر أَنفه إِلى تِفْرَتِهِ، وهو عيب.
التَفارِيجُ: فُرَجُ الدَّرابزين. قال: والتَّفاريجُ فَتَحاتُ الأَصابع وأَفواتُها، وهي وَتائرها، واحدها تِفْراجٌ.
الأَزهري في آخر ترجمة تفطر: التَّفَاطِيرُ النَّباتُ، قال: والتفاطير، بالتاء، النَّوْرُ. قال: وفي نوادر اللحياني عن الإِيادي في الأَرض تَفَاطِيرُ من عُشْبٍ، بالتاء، أَي نَبْذٌ متفرّق، وليس له واحد.
التُّفُّ: وسَخُ الأَظْفارِ، وفي المحكم: وسَخ بين الظُّفُرِ والأَنمُلةٍ، وقيل: هو ما يجتمع تحت الظفر من الوسَخ؛ والأُفُّ: وسخُ الأُذن، والتَّتْفِيفُ من التُّفِّ كالتَّأْفِيف من الأُفِّ. وقال أَبو طالب:قولهم أُّفٌّ وأُّفَّةٌ وتُفٌّ وتُفّةٌ، فالأُفُّ وسخُ الأُذن، والتفّ وسخ الأَظْفار، فكان ذلك يقال عند الشي يستقذر ثم كثر حتى صاروا يستعملونه عند كل ما يتَأَذَّوْنَ به، وقيل: أُفٌّ له معناه قلَّةٌ له، وتُفٌّ إتباع مأْخوذ من الأَفَفِ، وهو الشيء القليل. ابن الأَعرابي: تَفْتَفَ الرجلُ إذا تَقَذَّرَ بعد تَنْظِيفٍ. ويقال: أَفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ إذا قال أُف. ويقال: أُفَّةٌ له وتُفَّةٌ أَي تَضَجُّر. ويقال: الأُفُّ بمعنى القلة من الأَفَفِ وهو القليل. والتُفَّة دُوَيْبَّةٌ تشبه الفأْر؛ وقال الأَصمعي: هذا غلط إنما هي دُوَيْبَّةٌ على شَكْل جَرْو الكلب يقال لها عَناقُ الأَرض، قال: وقد رأَيته. وفي المثل: أَغْنى من التُّفّةِ عن الرُّفّة، وفي المحكم: استغنت التُّفّةُ عن الرُّفّةِ؛ والرُّفّةُ: دُقاقُ التِّبْن، وقيل: التبن عامّة، وكلاهما بالتشديد والتخفيف.
والتُّفَفة: دُودة صغيرة تؤثر في الجلد.
والتَّفَّافُ: الوَضِيعُ، وقيل: هو الذي يسأل الناسَ شاةً أَو شاتين؛ قال:
وصِرْمةٍ عشرين أَو ثلاثينْ |
|
يُغْنِينَنا عن مَكْسَبِ التَّفافِينْ |
تَفَل يَتْفُل ويَتْفِل تَفْلاً: بَصَق؛ قال الشاعر:
مَتى يَحْسُ منه مائحُ القومِ يَتْفُل |
ومنه تَفْل الرّاقي. والتُّفْل والتُّفَال: البُصاق والزَّبَد ونحوُهما.
والتَّفْل بالفم لا يكون إِلا ومعه شيء من الريق، فإِذا كان نفخاً بلا ريق فهو النَّفْث. الجوهري: التَّفْل شبيه بالبَزْق وهو أَقل منه، أَوَّله البَزْق ثم التَّفْل ثم النَّفْث ثم النَّفْخ. وفي الحديث: فتَفَل فيه، هو من ذلك.
وتَفِل الشيءُ تَفَلاً: تغَيَّرت رائحته. والتَّفَل: ترك الطيِّب. رجل تَفِل أَي غير مُتَطَيِّب بَيِّن التَّفَل، وامرأَة تَفِلة ومِتْفال؛ الأَخيرة على النسب. وفي الحديث: أَنه،صلى الله عليه وسلم، قال لِتَخْرُجِ النِّساءُ إِلى المساجد تَفِلات أَي تارِكات للطيِّب؛ قال أَبو عبيد: التَّفِلة التي ليست بمتطيبة وهي المنتنة الريح؛ قال امرؤ القيس:
إِذا ما الضَّجِيعُ ابْتَزَّها من ثِيابها |
|
تَمِيل عليه هَوْنَةً غيرَ مِتْفـال |
وأَتْفَله غيره؛ قال الراجز:
يا ابنَ التي تَصَيَّدُ الوِبَارا |
|
وتُتْفِلُ العَنْبَرَ والصُّوَارا |
وفي الحديث: قيل يا رسول الله مَنِ الحاجُّ؟ قال: الشَّعِثُ التَّفِل؛ التَّفِل: الذي ترك استعمال الطيِّب من التَّفَل وهي الريح الكريهة. وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: قُمْ عن الشمس فإِنها تُتْفِل الريحَ.
والتَّتْفُل والتُّتْفُل والتِّتْفَل والتَّتْفَل والتِّتْفِل: الثَّعْلبُ، وقيل جرْوُه، والتاء زائدة، والأُنثى من كل ذلك بالهاء؛ وبيت امرئ القيس:
له أَيْطَلا ظَبْيٍ وساقَا نَعـامةٍ |
|
وإِرْخاءُ سِرْحانٍ وتقريبُ تَتْفُل |
قال: لم يُرْوَ إِلاَّ هكذا كتَنْضُب؛ قال أَبو منصور: وسمعت غير واحد من الأَعراب يقولون تُفَّل على فُعَّل؛ قال وأَنشده أَي بيت امرئ القيس:
وعَارَةُ سِرْحانٍ وتقْريب تُفَّل |
ابن شميل: ما أَصاب فلان من فلان إِلا تِفْلاً طَفِيفاً أَي قليلاً.
والتَّتْفُل: نبات أَخضر فيه خطبْة وهو آخر ما يَجِفُّ، وقيل: هو شَجَر؛ قال كراع: ليس في الكلام اسم توالت فيه تاءَان غيره.
ابن الأَعرابي: التَّفْنُ الوَسَخُ. قال ابن بري: تَفَنَ الشيءَ طَرَدَه؛ ومنه الحديث: حمَلَ فلانٌ على الكتيبة فجعل يَتْفِنها أَي يَطْرُدها، ويروى يَثْفِنُها أَي يَطْرُدها أَيضاً.
تَفِهَ الشيءُ يَتْفَهُ تَفَهاً وتُفوهاً وتَفاهةً: قَلَّ وخَسَّ، فهو تَفِهٌ وتافِهٌ. ورجل تافِهُ العقْل أَي قليلُه. والتافِهُ: الحقير اليسير، وقيل: الخسيس القليلُ. وفي الحديث: قيل يا رسول الله وما الرُّوَيْبِضة؟ فقال: الرجل التافهُ يَنْطِق في أَمر العامة؛ قال: التافه الحقير الخسيس. وفي حديث عبدالله بن مسعود وذَكَرَ القرآن: لا يَتْفَهُ ولا يَتَشانُّ؛ يَتشانُّ: يَبْلَى من الشَّنّ، ولا يَخْلُقُ من كثرة التَّرْداد، من الشَّنّ، وهو السِّقاء الخَلَق؛ وقوله لا يَتْفَهُ هو من الشيء التافه، وهو الخسيس الحقير. وفي الحديث: كانتِ اليدُ لا تُقْطَع في الشيء التافِهِ؛ ومنه قول إِبراهيم: تجوز شهادة العبدِ في الشيء التافِهِ؛ قال ابن بري: شَاهده قول الشاعر:
لا تُنْجِز الوَعْدَ إِنْ وَعَدْ و إِنْ |
|
أَعْطَيْتَ، أَعْطَيْتَ تافهاً نَكِدا |
والأَطعمةُ التَّفِهة: التي ليس لها طَعْمُ حلاوة أَو حُموضة أَو مَرارة، ومنهم من يجعل الخبز واللحم منها. وتَفِهَ الرجلُ تُفوهاً، فهو تافِهٌ: حَمُق.
والتُّفَةُ: عَناقُ الأَرض، وهي أَيضاً المرأَة المَحْقُورة، والمعروف فيهما التُّفَّةُ؛ تقول العرب: اسْتَغْنَتِ التُّفَّةُ عن الرُّفَّة؛ الرُّفَّة: التبن لأَنها تَطْعَم اللحمَ إِذ كانت سَبُعاً؛ عن أَبي حنيفة في أَنوائه؛ قال ابن بري: والصحيح تُفَةٌ ورُفَةٌ كما ذكر الجوهري في فصل رفه فإِنه قال: التُّفَة والرُّفَةٌ بالتاء التي يوقف عليها بالهاء، قال: وكذلك ذكره ابن جني عن ابن دريد وغيره. ويقال: التُّفَة والرُّفَة، بالتخفيف، مثل الثُّبَةِ والقُلَةِ، قال: وهذا هو المشهور، قال: وذكرها ابن السكيت في أَمثاله فقال أَغنى عن ذلك من التُّفَة عن الرُّفَه، بالتخفيف لا غير وبالهاء الأَصلية؛ وأَنشد ابن فارس شاهداً على تخفيف التُّفَة والرُّفَة:
غَنِينا عن وِصالِكُمُ حَـدِيثـاً، |
|
كما غَنِيَ التُّفاتُ عن الرُّفاتِ |
وأَنشد أَبو حنيفة في كتاب النبات يصف ظَليماً:
حَبَسَتْ مَناكِبُه السَّفَا، فكأَنَّه |
|
رُفَةٌ بأَنْحِيةِ المَداوِس مُسْنَدُ |
شبَّه ما أَضافت الريحُ إِلى مَناكِبه وهو حاضن بيضه لا يبرح بالتبن المجموع في ناحية البَيْدر، وأَنحية: جمع ناحية مثْل واد وأَودية، قال: وجمع فاعل على أَفعلة نادر.
ابن سيده: التِّقْدَةُ، بكسر التاء، والتَّقْدَةُ؛ الأَخيرة عن الهروي: الكُسْبَرَةُ. والتقدة: الكَرَوْياءُ؛ وفي حديث عطاء: وذكر الحبوب التي تجب فيها الصدقة وعدّ التَّقْدَة هي الكُزْبَرَةُ؛ وقيل: الكرويا، وقد تفتح التاء وتكسر القاف؛ وقال ابن دريد: هي التِّقْرِدَةُ، وأَهل اليمن يسمون الأَبزار التِّقْرِدَةَ. والتَّقِيدَةُ: موضع.
تَقْدَم: اسم كأنه يُعنى به القَدَم.
التَّقِرُ والتَّقِرَةُ: التَّابِلُ، وقيل: التَّقِر الكرويا، والتَّقِرَةُ: جماعة التوابل؛ قال ابن سيده: وهي بالدال أَعلى.
التِّقْرِدَةُ: الكسبرة؛ عن ابن دريد؛ قال: والتِّقْرِدَةُ الأَبزار كلها عند أَهل اليمن. التهذيب في الرباعي: التِّقْرِدُ الكرويا، قال الأَزهري: وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي: التِّقْدَةُ الكزبرة والتِّقْدَةُ الكرويا. قال الأَزهري: وهذا هو الصحيح، وأَما التِّقْرِدُ فلا أَعرفه في كلام العرب.
التَّقْتَقةُ: الهُويُّ من فَوقُ إلى أسفل على غير طريق، وقد تَتَقْتَقَ. وتَتَقْتَقَ من الجبل وفي الجبل: انْحدر؛ هذه عن اللحياني.والتَّقْتَقةُ: سُرعة السير وشدّته. الفراء: الذَّوْحُ سَيْر عنيف؛ وكذلك الطَّمْلُ والتَّقْتَقةُ. ابن الأَعرابي: التقْتَقةُ الحركة. ابن الأَعرابي: تَقْتَقَ هبَط وتتَقْتَقت عينه غارَت؛ عن أَبي عبيدة، والصحيح نَقْنَقَت، بالنون، وأُنْكِر على أَبي عبيدة ذلك؛ كذا ذكر ابن الأَعرابي وأَنشد:
خُوصٌ ذواتُ أَعْين نَقانِقِ، |
|
جُبْتُ بها مَجْهولةَ السَّمالِقِ |
التِّقْنُ: تُرْنوقُ البئرِ والدِّمَن، وهو الطينُ الرقيقُ يُخالطه حَمْأَة يخرُج من البئر، وقد تتَقَّنَتْ، واستعمله بعضُ الأَوائل في تكَدُّر الدم ومُتكدِّره. والتِّقْنةُ: رُسابة الماء وخُثارتُه. الليث: التِّقْنُ رُسابةُ الماء في الرِّبيع، وهو الذي يجيءُ به الماءُ من الخُثورةِ. والتِّقْنُ: الطِّينُ الذي يذهَب عنه الماء فيتشقَّقُ. وتَقَّنُوا أَرْضَهم: أَرْسَلوا فيها الماءَ الخاثرَ لتجُودَ. والتَّقْنُ: بقيَّةُ الماءِ الكدِرِ في الحوض. ويقال: زَرَعْنا في تِقْنِ أَرضٍ طيِّبة أَو خبيثةٍ في تُرْبَتِها. والتِّقْنُ: الطبيعةُ. والفَصاحةُ من تِقْنِه أَي من سُوسِه وطَبْعِه. وأَتْقَنَ الشيءَ: أَحْكَمَه، وإتْقانُه إِحْكامُه.
والإتْقانُ: الإحكامُ للأَشياء. وفي التنزيل العزيز: صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كلَّ شيء. ورجل تِقْنٌ وتَقِن: مُتْقِنٌ للأَشياء حاذِقٌ. ورجل تِقْنٌ: وهو الحاضرُ المَنْطِق والجواب. وتِقْنٌ: رجلٌ من عادٍ. وابنُ تِقْنٍ: رجلٌ. وتِقْنٌ: اسم رجل كان جيِّدَ الرَّمي، يُضْرَب به المثل، ولم يكن يَسْقُط له سَهْم؛ وأَنشد فقال:
لأَكْلةٌ من أَقِطٍ وسَمْنِ، |
وشَرْبتانِ من عَكيِّ الضأْنِ، |
أَلْيَنُ مَسّاً في حَوايا البَطْنِ |
من يَثرَبيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ، |
يَرْمي بها أَرْمى من ابن تِقْنِ |
قال أَبو منصور: الأَصل في التِّقْن ابنُ تِقْنٍ هذا، ثم قيل لكل حاذق بالأَشياء تِقْنٌ، ومنه يقال: أَتْقَنَ فلانٌ عمَله إذا أَحْكَمَه؛ وأَنشد شمر لسليمان بن ربيعة بن دَبّاب. بن عامر بن ثعلبة بن السيِّد: أَهلكن طَسماً، وبَعْدَهمُ غَذِيّ بهم وذا جُدون. وأَهْلُ جاشٍ، وأَهلُ مَأْرِب، وحيّ لقن والتُّقون واليُسْر كالعسر، والغنى كالعدم، والحياة كالمنون فجمعه على تُقونٍ لأَنه أَراد تِقْناً، ومَن انتسب إليه.
والتُّقونُ: من بَني تِقْن بن عاد، منهم عُمر بن تِقْن، وكعْب بنِ تِقْن، وبه ضُرب المثل فقيل: أَرْمى من ابن تِقْن.
ابن بري: تَقَى الله تَقْياً خافه. والتاء مبدلة من واو ترجم عليها ابن بري، وسيأَتي ذكرها في وقي في مكانها.
ذكر الأَزهري هنا ما سنذكره في وكأَ، وقال هو أَيضاً: إِنّ تُكأَةً أَصله وُكأَةٌ.
التَّكُّرِيُّ: القائد من قُوَّادِ السِّند، والجمعُ تَكاتِرَةٌ، أَلحقوا الهاء للعجمة؛ قال:
لَقَدْ عَلِمَتْ تَكاتِرَةُ ابن تِيرِي |
|
غَداةَ البُدِّ، أَنِّي هِبْـرِزِيُّ |
وفي التهذيب: الجمع تكاكرة، وبذلك أَنشد البيت: لقد علمت تكاكرة.
تَكَّ الشيءَ يَتُكُّه تَكّاً: وطئه فشدخه، ولا يكون إِلاَّ في شيء لين كالرطب والبطيخ ونحوهما. وتَكْتَكْتُ الشيء أَي وطئته حتى شدخته.
والتاكُّ: الهالك مُوقاً. يقال: أَحمق تاكّ، وقيل: أَحمق فاكّ تاكّ إِتباع له، بالغُ الحمقِ، والجمع تاكُّون وتَكَكةً وتُكَّاك كضَرَبةٍ وضُرَّابٍ وتُكُك كبُزُل، وما كنتَ تاكّاً ولقد تَكَكْتَ، بالفتح، تُكُوكاً. قال الكسائي: يقال أَبيتَ إِلا أَن تَحمُق وتَتُكَّ، وقد تَكَّهُ النبيذُ مثل هَكَّهُ وهَرَّجه إذا بلغ منه. والتَّكِيكُ: الذي لا رأْي له، وهو بيّن التَّكاكة؛ عن الهجري؛ وأَنشد:
أَلم تَأْت التَّكاكةُ قد تَـراهـا، |
|
كقَرْنِ الشمسِ، باديةً ضُحَيّا؟ |
التهذيب: ابن الأَعرابي تُكَّ إذا قطع. وتَكَّ الإِنسان إذا حَمُق، قال: والتِّكَّكُ والفُكَّكُ الحَمْقى القُيَّق. والتِّكَّة: واحدة التَّكَكِ، وهي تِكَّة السراويل، وجمعها تِكَكٌ؛ والتِّكةُ رباط السراويل؛ قال ابن دريد: لا أَحسبها إِلا دخيلاً وإِن كانوا تكلموا بها قديماً، وقد اسْتَتَكَّ بها.
والتُّكّ: طائر يقال له ابن تمرة؛ عن كراع.
تُكْمَةُ: بنْتُ مُرٍّ وهي أُمُّ السُّلَمِييِّن.
الأَزهري: وتُكْنَى من أَسماء النساء في قول العجاج:
خَيال تُكْنَى وخَيال تُكْتما |
قال: أَحسبه من كُنَيتْ تُكْنَى وكُتِمَتْ تُكْتَم.