حرف الهمزة والألف: باب الهمزة والسين وما يليهما

باب الهمزة والسين وما يليهما

الأسَاسَانِ: قريتان صغيرتان بين الدثينة وبين مغرب الشمس من بلاد سُليم.

إسَاف: بكسر الهمزة وآخره فاء. إساف ونائلة صنمان كانا بمكة. قال ابن إسحاق: هما مَسخان وهما إساف بن عمرو ونائلة بنت ذئب وقيل إساف بن عمرو ونائلة بنت سُهَيل وإنهما زنيا في الكعبة فمُسخا حَجَرين فنُصبا عند الكعبة وقيل نُصب أحدهما على الصفا والأخرى عند المروَة ليُعتَبر بهما فقَدم الأمر فأمر عمرو بن لُحَي الخُزاعي بعبادتهما ثم حولهما قُصَي فجعل أحدهما بِلصقْ البيت وجعل الأخرى بزمزم وكان ينحر عندهما وكانت الجاهلية تتمسح بهما. قال أبو المنذر: هشام بن محمد حدثني أبي عن أبي صالح عن أبن عباس أن إسافاً ونائلة رجل من جُرهُم يقال له إساف بن يَعلَى ونائلة بنت زيد من جرهم وكان يتعشقها بأرض اليمن فأقبلا حُجاجاً فدخلا الكعبة فوجدا غفلَةً من الناس وخَلوةَ في البيت ففجر بها في البيت فمُسِخا فأصبحوا فوجدوهما مسخين فأخرجوهما فوضعوهما موضعهما فعبدَتهما خزاعةُ وقُريش ومَن حج البيتَ بعدُ من العرب. قال هشام: ولما مُسخ إساف ونائلة حجرين وُضعا عند الكعبة ليتعظ بهما الناس فلما طال مُكثُهما وعُبدت الأصنام عُبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما فلَهُما يقول أبو طالب وهو يحلفُ بهما حين تحالفت قريش على بني هاشم.

أحضرتُ عند البيت رَهطي ومَعشري

 

وأمسكتُ من أنوابـه بـالـوصـائل

وحيث يُنيخ الأشعَـرون رِكـابَـهـم

 

بمفضَى السيول من إسـاف ونـائل

 

الوصائل البرود، وقاد بشر بن أبي خازم الأسدي في إساف:

عليه الطَيرُ ما يَدنُون منـه

 

مقامات العَوَارك من إساف

فكانا على ذلك إلى أن كسرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فيما كسر من الأصنام، وجاء في بعض أحاديث مُسلم بن الحجاج أنهما كانا بشط البحر وكانت الأنصار في الجاهلية تُهِل لهما وهو وَهم والصحيح أن التي كانت بشط البحر منَاة الطاغية.
أسَالِمُ: بالضم بلفظ مضارع سَالَم يُسالم فأنا أسالم. من جبال السراة نزله بنو قسر بن عَبقَر بن أنمار بن نزار والأعَمُ الأشهر أنه قسر واسمه مالك بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يَشجُب بن يَغرُب بن قحطان.

أسَالَةُ: بالضم والتخفيف، اسم ماءة بالبادية.

أسانِيرُ: بالفتح وبعد الألف نون مكسورة وياء ساكنة وراء. اسم جبل ذكره ابن القَطاع في كتابه في الأبنية.

أساوِدُ: بالفتح جمع أسود كما قلنا في الأحاسب. اسم ماءٍ على يسار الطريق للقاصد إلى مكة من الكوفة. قال الشماخ:  

تزاورُ عن ماء الأساود إن رَنت

 

به رامياً يَغتَامُ رَفع الخواصر

 

أسَاهِمُ: بالضم وكسر الهاء. موضع بين مكة والمدينة قال الفضل بن العباس اللهبي:

نظرتُ وهَرشَى بيننا وبصاقُـهـا

 

فرُكنُ كِساب فالصوَى من أَساهِمِ

إلى ضوء نارٍ دون سَلع يَشُبـهـا

 

ضعيفُ الوقود فاتر غيرُ سـائمِ

 

بصاقُها بكسر الباء عن اليزيدي وقال: هي حرة.


أسَاهيب: أجبال في ديار طيىء بها مَرعى.


أسبارُ: بالفتح ثم السكون وباء موحدة وألف وراء. قرية على باب حَي مدينة أصبهان، ويقال لها أسبارديس. منها أبو طاهر سهل بن عبد الله بن الفرخان الأسباري الزاهد كان مُجاب الدعوة توفي سنة 296.


أسبَانبرُ: بالفتح ثم السكون والباء الموحدة وألف ونون مفتوحة وباء موحدة ساكنة وراء. هو اسم أجل مدائن كسرى وأعظمها وهي التي فيها إيوان كسرى الباقى بعضه إلى الاَن.


أسبَانيكَث: بالضم ثم السكون وباء موحدة وألف ونون مفتوحة أو مكسورة وياء ساكنة وفتح الكاف وثاء مثلثة. مدينة بما وراء النهر من مدن أسبيجاب بينهما مرحلة كبيرة. ينسب إليها أبو نصر أحمد بن زاهر بن حاتم بن رُستمَ الأديب الإسبانيكثي كان فاضلاً مات بعد الستين وثلثمائة وغيره.


أسبذُ: بالفتح ثم السكون ثم فتح الباء الموحدة وذال معجمة في كتاب الفتوح. أسبذُ قرية بالبحرين وصاحبها المنذر بن سَاوي وقد اختُلف في الأسبذيين من بني تميم لم سُموا بذلك. قال هشام بن محمد بن السائب: هم ولد عبد الله زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. قال وقيل لهم الأسبذيون لأنهم كانوا يعبدون فرَساً. قلت: أنا الفرس بالفارسية اسمه أسب زادوا فيه ذالاً تعريباً وقيل كانوا يسكنون مدينة يقال لها أسبذ بُعمان فنُسبوا إليها، وقال الهيثم بن عدي إنما قيل لهم الأسبذيون أي الجماع وهم من بني عبد الله بن دارم منهم المنذر بن ساوى صاحب هَجَرَ الذي كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جاء في شعر طرَفَةَ ماكَشفَ المُرَادَ وهو يَعتبُ على قَومه:

فأَقسَمتُ عند النصب إنـي لـهـالـك

 

بمُلتفة ليست بـغَـيظ ولا خـفـضَ

خُذوا حِذرَكم أهلَ المشَقر والـصـفـا

 

عبيد اسبذ والقرضُ يجرِي في القرض

ستُصبحك الغْلبـاءُ تـغـلِـب غـارةً

 

هنالك لا يُنجيك عَرض من العـرض

وتُلبس قوماً بالـشـقـر والـصـفـا

 

شآبيب موتٍ تستهـل ولا تُـغـضـي

تميل على العَـبـدِي فـي جَـو داره

 

وعَوفَ بن سعد تَخترمه من المحـض

هما أورداني الموت عَـمـداً وَجـردا

 

على الغَدر خَيلاً ماتمل من الركـض

 

قال أبو عمر والشيباني في فسر ذلك: أسبذ: اسم ملك كان من الفرس ملكه كسرى على البحرين فاستعبدهم وأذلهم وإنما اسمه بالفارسية أسبيدوَيه يريد الأبيض الوجه فعربه فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك على جهة الذم فليس يختص بقوم دون قوم والغالب على أهل البحرين عبد القيس وهم أصحاب المشقر والصفا حصنَين هنالك، وقال مالك بن نويرة يَرُد على محرز بن المكَعبر الضبي وكان قال شعراً يَنتصر فيه لقَيس بن عاصم على مالك نويرة:

أرى كل بكـر ثـم غـير أبـيكـم

 

وخالفتموا حِجناً من اللـؤم حَـيدرَا

أبى أن يريمَ الدهرَ وَسطَ بـيوتـكـم

 

كما لا يريم الأسبذي الـمـشَـقـرَا

حَميت ابن ذي الأيرَين قيس بن عاصم

 

مُطرا فمن يَحمي أباك المكَعـبـرَا

 

أسبَرَةُ: ناحية بأقصى بلاد الشاش بما وراء النهر وهي بلاد يخرِج منها النفط والفيرُوزَج والحديد والصُفر والذهب والآنك وفيها جبل أسود حجارته تحترق كما يحترق الفحم يُباع منه حمل بدرهم وحملان فإذا احترق اشتد بياضُ رَمادِه فيستعمل في تبييض الثياب ولا يُعرف في بُلدان الأرض مثل هذا قاله الإصطخري.


إسبَسكَثُ: بالكسر ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون السين أيضاً وفتح الكاف والثاء مثلثة. قرية على فرسخين من سمرقند. منها أبو حامد أحمد بن بكر الأسبسكثي.


 أسبَهبُذ: بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وضم الباء أيضاً وذال معجمة، وهو اسم يخص به ملوك طبرستان وأكثر ما يقولونه بالصاد وهو ككسرى لملوك الفرس وقَيصر لملوك الروم وقد سموا به كورة بطبرستان ولعلها سميت ببعض ملوكهم.


إسبيذرُستاق: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وذال معجمة معناه الرستاق الأبيض. ناحية من أعمال قوهستان من ناحية فهَلو فيها قُرى ورساتيق وفهلو يراد به نواحي أصبهان في زَعم حمزة.


إسبيذرُوذ: معناه النهر الأبيض. وهو اسم لنهر مشهور من نواحي أذربيجان مَخرجُه من عند بارسيس ويَصب في بحر جُرجان. قال الإصطخري: إسبيذروذ بين أردبيل وزَنجان وهو نهر يصغر عن جريان السفن فيه وأصله من بلاد الديلم وجريانه تحت القلعة المعروفة بقلعة سلار وهي سَمِيران. قال عبيد الله المستجير بكرمه وقد رأيته في مواضع.


أسبيذهان: شطرهُ مثل الذي قبله ثم هاء وألف ونون. موضع قرب نهاوند.


أسبيرَن: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وراء مفتوحة ونون. مدينة مشهورة من نواحي إرزن الروم بأرمينية.


إسبيل: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ولام. حصن بأقصى اليمن وقيل حصن وراء النجيَر. قال الشاعر يصف حِماراً وحشياً.

بإسبيل كان بـهـا بُـرهةً

 

من الدهر ما نبحتهُ الكلابُ

وهذا صفةُ جبل لا حصن، وقال ابن الدُمينة. إسبيل جبل في مخلاف ذِمار وهو منقسم بنصفين نصفه إلى مخلاف رُداع ونصف إلى بلد عنس وبين إسبيل وذمار أكَمة سوداء بها جمة تسمى حمام سليمان والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك. حدث مُسلم بن جُندب الهذلي قال: إني لمع محمد بن عبد الله النميري، ثم الثقفي بنعمان وغلام يشتد خلفه يَشتمه أقبحِ شتم فقلت له من هذا فقال الحجاج بن يوصف دَعه فإني ذكرت أخته في شعري فأحفَظَهُ ذلك فلما بلغ الحجاج ما بلغ هرب منه إلى اليمن ولم يجسر على المقام بها فعبر البحر وقال:

أتتني عن الحجـاج والـبـحـرُ دونـنـا

 

عقاربُ تَسـري والـعـيونُ هـواجـعُ

فضقت بـه ذَرعـاً وأجـهـشـت خَـيفةً

 

ولم آمن الـحـجـاج والأمـر فـاظـعُ

وحل به الخـطْـبُ الـذي جـاءنـي بـه

 

سميع فليسـت تـسـتـقـر الأضـالـعُ

فبـت أديرُ الـرأيَ والأمـر لـيلـتــي

 

وقد أخضَلَتْ خدي الـدمـوعُ الـدوافـع

فلم أر خيراً لـي مـن الـصـبـر إنـه

 

أعف وخير إذ عـرتـنـي الـفـجـائعُ

وما أمنت نفسـي الـذي خـفـتُ شـره

 

ولاطاب لي مما خشيتُ الـمـضـاجـعُ

إلى أن بدا لي حصنُ إسـبـيل طـالـعـاً

 

وإسبيل حصن لـم تـنـلـه الأصـابـعُ

فلي عن ثقيف إن هَـمـمـتُ بـنـجـوة

 

مهامه تعمـى بـينـهـن الـهـجـارع

وفي الأرض ذات العرض عنك ابن يوسف

 

إذا شـئت مـنـاً لا أبـالـك واســـع

فإن نلتني حجـاج فـاشـتـف جـاهـداً

 

فإن الـذي لايحـفـظ الـلـهُ ضــائع

 

وكان عاقبة أَمره أن عبد الملك بن مروان أجاره من الحجاج في قصة فيها طول ذكرتها في كتاب معجم الشعراء بتمامها.


إستَا: بالكسر ثم السكون والتاء مثناة من فوقها والنسبة إليها بزيادة النون كذا ذكره أبو سعد. من قرى سمرقند. ينسب إليها أبو شُعيب صالح بن العباس بن حمزة الخزاعي الإستاني.


أستَاذ بَران: بالضم ثم السكون والتاء فوقها نقطتان والذال معجمة ساكنة والباء موحدة مفتوحة وراء وألف ونون. من قُرى أصبهان منها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الأستاذ براني روى عنه أبو بكر بن مردويه.


أستَاذخُرذ: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وذال معجمة وباقية كالذي قبله. من قرى الري.


إستارقين: أظنه من قرى همذان. قال شيرَوَيه: أحمد بن العباس بن فارس أبو جعفر الإستارقيني روى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن هاشم البعلبكي وذكر جماعة من أهل الشام ومصر وروى عنه القاسم بن أبي صالح والفضل بن الفضل الكندي وغيرهما وكان صدوقاً.


إستَانُ البهِقباذ الأسفل: إحدى كور السواد من الجانب الغربي ومن مشهور قراه وطساسيجه السيلحون ونستر. أستاقُ البهِقُباذُ الأعلى: بالسواد أيضاً بالجانب الغربي ومن طساسيجه الفَلوجة العُليا والفَلوجة السفلى وعين التمر.


إستَان البهِقُباذ الأوسط: بالسواد أيضاً بالجانب الغربي ومن طساسيجه سُورا وسنذكر هذه الإستانات في البهقُباذ بأتم من هذا إن شاء الله تعالى.


إستَانُ سُو: قال حمزة بن الحسن هو اسم للناحية المسماة بالجبل على ما حكاه لي أبو السرى سهل بن الحكم قال: وهي بضع عشرة كورة.


الإستانُ العَالِ: كورة في غربي بغداد من السواد تشتمل على أربعة طساسيج وهي الأنبار وبادوريا وقَطربل ومَسكِن. قال العسكري مثل الرستاق.


إستانَةُ: ناحية بخراسان أظنها من نواحي بلخ، وإلى أحد هذه الإستانات ينسب أبو السعادات هبة الله بن عبد الصمد بن عبد المحسن الإستاني حدث عن علي بن أحمد البُسري ولقي الشيخ أبا إسحاق الشيرازي قال الحافظ أبو طاهر السلفي أنشدني أبو السعادات الإستاني قال أنشدني الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرَازي لنفسه:

مررت ببغداد فأنكَرتُ أهلـهـا

 

وسُكانُها تحت الـتـراب رمـيمُ

كأنْ لم تكن بغداد في الأرض بلدة

 

ولم يك فيها سـاكـن ومـقـيمُ

 

وأبو محمد مَكي بن هبة الله بن عبد الصمد الأستاني ذكره أبو سعد حدث عن إسماعيل بن محمد بن مِلةَ الأصبهاني وأبو الحسن علي بن أسعد بن رمضان الإستاني المقري الخياط حدث عن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان وتوفي في شهر ربيع الأول سنة 602.


إستِجَةَ: بالكسر ثم السكون وكسر التاء فوقها نقطتان وجيم وهاء. اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال رية بين القبلة والمغرب من قرطبة وهي كورة قديمة واسعة الرساتيق والأراضي على نهر سَنجل وهو نهر غرناطة بينها وبين قرطبة عشرة فراسخ وأعمالها متصلة بأعمال قرطبة، ينسب إليها محمد بن لَيث الإستجي محدث ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخه مات سنة 328.


أستراباذ: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة من فوق وراء وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة. بلدة كبيرة مشهورة أخرجت خلقاً من أهل العلم في كل فن وهي من أعمال طبرستان بين سارية وجُرجان في الإقليم الخامس طولها تسع وسبعون درجة وخمسون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة ونصف وربع، وممن ينسب إليها القاضي أبو نصر سعد بن محمد بن إسماعيل المطرفي الأستراباذي قاضي أستراباذ وكان صالحاً حسن السيرة ومات بآمُل طبرستان في حدود سنة 550، وأبو نُعيَم عبد الملك بن محمد بن عدي الأستراباذي أحد الأئمة له كتاب في الجرح والتعديل وهو أقدمُ من أبي أحمد بن عدي الجرجاني صاحب كتاب الجرح والتعديل أيضاً وشيخه وتوفي سنة 320 عن ثلاث وثمانين سنة، والحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين بن رامين الأسترباذي أبو محمد القاضي سمع بدمشق أبا بكر المَيانجي وبجُرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد بن عدي ونُعَيم بن أبي نعيم الأسترباذي وبخراسان محمد بن الحسينَ بن إسماعيل السراج وَخَلف بن محمد الخيام وأبا عمرو ابن نجيد وغيرهم بعدة بلاد وروى عنه أبو بكر الخطيب وقال كان صدوقاً صالحاً سافر الكثير ولقي الشيوخ الصوفية وأقام ببغداد إلى أن مات بها سنة 412. وأستراباذ كورة بالسواد يقال لها كَرخ مَيسان. وأستراباذ كورة بنَسَا من نواحي خراسان عن بن البناءِ.


أسترسَن: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وسكون الراء وفتح السين الأخرى ونون. بلدة بين كاشغر وخُتَن من بلاد الترك. ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن علي الأستَرسني البازكندي قدم بغداد في سنة 498 فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي قال: وحدث بها عن أحمد بن عيسى بن عبيد الله الدلَفي وذكر أنه سمع منه بإستراباذ سمع منه جماعة منهم أبو الرضا أحمد بن مسعود الناقد.


أستغدادِيزَة: بالضم ثم السكون وضم التاءِ المثناة وسكون الغين المعجمة ودالان مهملان بينهما ألف وياء ساكنة وزاي وهاء قرية على أربعة براسخ من نخْشَب بما وراءَ النهر، ينسب إليها جماعة، منهم أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عاصم بن رمضان الاستُغداديزي المعروف بالنخشبي أحد العلماء الحُفاظ توفي بنخشَب في سنة 459 وقيل سنة 457. أستُناباذ: بالضم ثم السكون وضم التاءِ المثناة ونون وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة. قلعة بين الري وبينها عشرة فراسخ من ناحية طبرستان وهي أستُوناوند وسيأتي ذكرها بأتم من هذا.


أستُوَا: بالضم ثم السكون وضم التاء المثناة وواو وألف. كورة من نواحي نيسابور معناهُ بلسانهم المَضحاة والمَشرقة. تشتمل على ثلاث وتسعين قرية وقصبتها خبُوشان قاله أبو القاسم البيهقي، وقال أبو سعد: أُستُوَا ناحية في نواحي نيسابور تشتمل على نواح كثيرة وقُرىً جمة وتقرن بخُوجان فيقال أُستُوَا وخُوجان وهي من عيون نواحي نيسابور وحدودُها متصلة بحدود نَسَا. خرَج منها خلق من العلماء والمحدثين. منهم أبو جعفر محمد بن بِسطام بن الحسن الأستوائي ولي قضاء نيسابور ودام له القضاءُ بها في أولاده وتوفي بها سنة 432، وعمر بن عُقبة الأستوائي النيسابوري من أصحاب عبد الله بن المبارك وقد روى عن أصحاب ابن المبارك مثل وَهبت بن زَمعَةَ وسلمة بن سليمان حدث عنه محمد بن عبد الوقاب الفرَاءُ ومحمد بن أشرس السلَمي قاله الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور.


أستُورِيس: بالضم. حصن من أعمال وادي الحجارة بالأندلس أحدَثَه محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام الأموي صاحب الأندلس عمره في نحر العدو.


أستُوناوَندُ: بالضم ثم السكون والتاءِ المثناة والواو ساكنة ونون وألف وواو مفتوحة ونون أخرى ساكنة ودال مهملة ومنهم من يقول استناباذ وقد تقدم، وهو اسم قلعة مشهورة بدُنباوند من أعمال الري ويقال جَرهُد أيضاً وهي من القلاع القديمة والحصون الوثيقة. قيل إنها عُمرت منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف وكانت في أيام الفُرس معقِلا للمَصمغَان ملك تلك الناحية يعتمد بكليته عليه ومعنى المصمغان مس مغان والمس الكبير ومغان المجوس فمعناه كبير المجوس وحاصره خالد ابن برمك حتى غلب على ملكه وقلع دولته وأخذ بنتين له وقدم بهما بغداد فَشَرَاهما المهدي وأولدهما فإحداهما أم المنصور بن المهدي واسمها البحرية وأولَد الأخْرَى ولداً اَخر، ثم خربت هذه القلعة مدة وأعيدت عمارتُها مرة بعد أخرى إلى أن كان آخر خرابها على يد أبي علي الصغاني صاحب جيش خراسان في نحو سنة 350 ثم عمرها على بن كُتامة الديلمي وجمع فيه خزائنه وذخائره ثم انتقلت إلى فخر الدولة بن ركن الدولة بن بُويه الديلمي بما فيها من الذخائر ثم تملكها الباطنية مدة فأنفذَ السلطان محمد ابن جلال الدولة ملك شاه السلجوقي في سنة 506 الأمير سُنقَر كنجك فحاصرها وأطال حتى افتتحها وخربها ولا عِلمَ بها بعد ذلك.


استينيَا: بالكسر ثم السكون وكسر التاءَ وياء ساكنة ونون مكسورة وياء وألف. قرية بالكوفة. قال المدائني كان الناس يقدمون علِى عثمان بن عفان رضي الله عنه فيسألونه أن يعوضهم مكان ما خلفوا من أرضهم بالحجاز وتهامة ويقطعهم عِوَضَهُ بالكوفة والبصرة فأقطع خباب بن الأرت إستينيا قرية بالكوفة.


إستينيا: بالفتح ثم السكون وكسر التاء وياء وألف. من أشهر مُدُن الغور بضم الغين المعجمة وهي جبال بين هراة وغزنة تُذكر في موضعها أفادنيها بعض أهل هذه المدينة.


أسمحَانِ: يُروى بفتح الهمزة والحاء المهملة بلفظ تثنية الأسحم وهو الأسود ويروى بكسرهما. وهو اسم جبل.


أسَدَاباذُ: بفتح أوله وثانيه وبعد الألف باء موحدة وآخره ذال معجمة. بلدة عمرها أسَد بن ذي السرو الحميري في إجتيازه مع تُبع والعجم يسكنون السين عُجمةً وهي مدينة بينها وبين همذان مرحلة واحدة نحو العراق وبينها وبين مطابخ كسرى ثلاثة فراسخ وإلى قصر اللصوص أربعة فراسخ، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم والحديث. منهم أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد بن محمد بن زكرياء بن صالح بن إبراهيم الأسداباذي الحافظ سمع أبا يعلى الموصلي وغيره وتوفي سنة 347. وأسداباذ أيضاً قرية من أعمال بيهَق ثم من نواحي نيسابور أنشأها أسد بن عبد الله القَسري في سنة 120 حيث كان على خراسان من قبل أخيه خالد في أيام هشام بن عبد الملك.


أسر: بضمتين بلد بالحَزْن أرض بني يَربُوع بن حنظلة ويقال فيه يُسُر أيضاً عن نصر.


 أسرُوشَنهُ: بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة ونون كذا ذكره أبو سعد بالسين المهملة بعد الهمزة والأشهر الأعرف أن بعد الهمزة شين معجمة وسنذكره هناك بأتم مما ذكرناه هنا. وهي مدينة بما وراء النهر.


أسطَانُ: بالضم ثم السكون وآخره نون. قلعة مشهورة من نواحي خلاط بأرمينية.


أسطُوَانُ: بالضم ثم السكون وضم الطاء المهملة وآخره نون. قلعة في الثغور الرومية من ناحية الشام غزاها سيف الدولة بن حمدان، فقال شاعره الصفري:

ولا تسأل عن أُسطُوان فقد سطا

 

عليها بأنياب له ومَـخـالـب

 

وأخاف أن تكون التي قبلها و الله أعلم.


أسطو خوذوس: زعم الأطباء أنه اسم جزيرة في البحر من عدة جزائر وينبت فيها هذا العقار فسمي العقار باسمها.


أسفاقس: بالفتح ثم السكون والفاء وألف وقاف مضمومة وسين مهملة. اسم مدينة من نواحي إفريقية إذا خرجت من قابس تريد الغرب جئتَها، ومنها إلى المهدية والغالب على كفتها الزيتون وهي مَنيعة ذات سور عن حجر بينها وبين المهدية مرحلتان.


أسفانبرُ: بالفتح ثم السكون وفاء وألف ونون مكسورة وباء موحدة ساكنة وراء وهي. أسبانبر المتقدم ذكرها، وهي إحدى السبع التي سُميت بها مدائن كسرى بالعراق المدائن وأصلها أسفانبر فعُربت على أسبانبر.


أسفَجِينُ: بعد السين الساكنة فاء وجيم. وهي قرية بهمذان من رستاق ونجر بها منارة ذات الحوافر كتِب خبرُها في باب الحاء.


إسفَذنُ: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون الذال المعجمة ونون. من قرى الري. ينسب إليها أبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر الأسفذني الرازي توفي ببغداد سنة 291 حدث عن إبراهيم بن موسى الفراءِ وروى عنه الطبراني وذكره ابن ماكولا في الأسعدي فوَهِمَ فيه.


أسفَرَايينُ: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وراء وألف وياء مكسورة وياء أخرى ساكنة ونون، بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جُرجان واسمَها القديم مهرَجان سماها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها ومهرجان قرية من أعمالها، وقال أبو القاسم البيهقي: أصلها من اسبرايين بالباء الموحدة وأسبر بالفارسية هو الترس وأبين هو العادة فكأنهم عُرِفوا قديماً بحمل التراس فسميت مدينتهم بذلك، وقيل بناها اسفنديار فسُميت به ثم غُير لتطاول الأيام وتشتمل ناحيتها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية و الله أعلم، وقال أبو الحسن علي بن نصر الفندُورَجي يتشوق اسفرايين وأهلَها.

سَقَى اللَّه في أرض اسفرايين عُصبتي

 

فما تنتهـي الـعـلـياءُ إلا إلـيهـم

وجربتُ كل الناس بعـدِ فـراقِـهـم

 

فما ازددت إلا فَرط ضن عـلـيهـم

 

 وينسب إليها خلق كثير من أعيان الأئمة. منهم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفراييني أحد حفّاظ الدنيا سمع بالموصل من علي بن حرب الطائي وسافر في طلب الحديث إلى البلاد الشاسعة توفي سنة 316، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأسفراييني المشهوره توفي بنيسابور يوم عاشوراء سنة 418، وأبو عُوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأسفراييني الحافظ صاحب المسند المصحح المخرج على كتاب مسلم أحد الحفاظ الجَوالين والمحدثين المكثرين طاف الشام ومصر والبصرة والكوفة والحجاز وواسطاً والجزيرة واليمن وأصبهان وفارس والري سمع بمصر يونس بن عبد الأعلى وأبا إبراهيم المزني والربيع بن سليمان ومحمداً وسعداً ابنَي عبد الحكيم وبالشام يزيد بن محمد بن عبد الصمد وغيره وبالعراق الحسن الزعفراني وعمر بن شبه وبخراسان محمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج وأحمد بن سعيد الدارمي. روى عنه خلق كثير منهم سليمان الطبراني وأبو أحمد بن عدي وحج خمس مرات وكان من أهل الاجتهاد والطلب والحفظ ومات سنة 316، ومحمد بن علي بن الحسن أبو علي الأسفراييني الواعظ يُعرف بابن السقاء قال أبو عبد الله الحافظ أبو علي الأسفراييني من حُفاظ الحديث والجَوالين في طلبه والمعروفين بكثرة الحديث والتصنيف للشيوخ والأبواب وصحبة الصالحين من أئمة الصوفية في أقطار الأرض سمع بخراسان والعراق والجزيرة والشام وبمصر وبواسط والكوفة والبصرة وكتب بالري وقزوين وبرجُرجان وطبرستان توفي بأسفرايين في ذي القعدة سنة 372، وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد الفقيه الإمام الإسفراييني أقام ببغداد ودرس الفقه وانتهت إليه الرئاسة في مذهب الشافعي قيل كان يحضُر درسه سبعمائة فقيه وكانوا يقولون لو رآه الشافعي رضي الله عنه لفرِحَ به. قال: ولدتُ سنة 344 وقدمت بغداد سنة 364 ودرس الفقه من سنة 370 إلى أن مات سنة 406. إسفَرَنج: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء والراء وسكون النون وجيم. من قُرى سُغْد سمرقند منها أبو فَيد محمد بن محمد بن إسماعيل الإسفرنجي.


أسفُزَار: بفتح الهمزة وسكون السين والفاء تضم وتكسر وزاي وألف وراء. مدينة من نواحي سجستان من جهة هراة، ينسب إليها أبو القاسم منصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام الأسفزاري المنهاجي سمع عامة مشايخ وَقته روى عن أبي عمرو بن عبد الواحد بن محمد المليحي كتاب دلائل النبوة لأبي بكر القفال الشاشي وكان وحيد عصره في حفظ شعائر الإسلام وأهله متبعاً للآثار واعظاً حسن الكلام حلو المنطق بعيد الإشارة في كلام الصوفية خادماً لهم سخياً متواضعاً كريم الطبع خفيف الروح من أعيان أهل العلم مؤمناً بأهل الخِرقة قائمَاً بحوائج المظلومين والمساكين يدخل على السلاطين والجبابرة يذكرهم الله ويحثهم على طاعته ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر لا يخاف من سطواتِهم ولا يُبالي بهم فيقبلون منه أمره قُتل في همذان في السنة شهيداً على باب خانقاه أبي بكر المقري وقت الأسفار في الرابع عشر من شوال سنة 502.


إسفَسن: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسين أخرى. من قرى مَروَ قرب فاز يقال لها اسبس والقن. منها خالد بن رُقاد بن إبراهيم الدهلي الإسفسي.


أسَف: بفتحتين وفاء، قرية من نواحي النهروان من أعمال بغداد بقرب إسكاف. ينسب إليها مسعود بن جامع أبو الحسن البصري الأسفي حدث ببغداد عن الحسين بن طلحة النعالي سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي في سنة 540.


إسفَنج: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون وجيم. قرية من كورة أرغيان من نواحي نيسابور يقال لها سبنج. منها عامر بن شُعيب الإسفنجي.


أسفُونَا: بالفتح ثم السكون وضم الفاء وسكون الواو ونون وألف. اسم حصن كان قرب معرة النعمان بالشام افتتحه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي فقال أبو يعلَى عبد الباقي بن أبي حصن يمدحه ويذكره:

عُدَاتك منك في وَجَلٍ وخَوفٍ

 

يريدون المعاقل أن تَصُونَـا

فظَلُوا حولَ أسفونا كـقـوم

 

أتى فيهم فظلوا آسـفـينـا

 

وذكر أبو غالب بن مهذب المعري في تاريخه أن محمود بن نصر رَهَنَ ولده نصراً عند صاحب إنطاكية على أربعة عشر ألف دينار وخراب حصن أسفونا إذا ملك حلب وأخذها من عمه عطية. فلما ملك حلب خرب حصن أسفونا وأخرج لذلك عزيز الدولة ثابتاً وشبل بن جامع وجمعا الناس من معرة النعمان وكفر طاب وأعمالهما حتى خرباه.


أسفيجَاب: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وجيم وألف وباء موحدة. اسم بلدة كبيرة من أعيان بلاد ما وراء النهر في حدود تركستان ولها ولاية واسعة وقُرًى كالمُدن كثيرة. وهي من الإقليم الخامس طولها ثمان وتسعون درجة وسدس وعرضها تسع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وكانت من أعمر بلاد الله وأنزهها وأوسَعها خِصباً وشجراً ومياهاً جارية ورياضاً مزهرة ولم يكن بخراسان ولا بما وراء النهر بلد لا خَرَاجَ عليه إلاَ أسفيجاب لأنها كانت ثغراً عظيماً فكانت تُعفى من الخراج لذلك ليصرف أهلُها خراجها في ثمن السلاح والمعونة على المقام بتلك الأرض وكذلك كان ما يصاقبها من المُدن نحو طراز وصبران وسانيكث وفاراب حتى أتت على تلك النواحي حوادث الدهر وصروف الزمان أولاً من خوارزم شاه محمد بن تكش بن ألب أرسلان بن آق سنقُر بن محمد بن أنوشتكين فإنه لما ملك ما وراء النهر وأبادَ ملك الخائنة وكانوا جماعة قد حفظ كل واحد منهم طرفه فلما لم يُبقِ منهم أحداً عَجَزَ عن حِفظِ تلك البلاد لسعة مملكتها فخرب بيده أكثر تلك الثغور وأنهَبهَا عساكرَهُ فَجَلاَ أهلُها عنها وفارقوها بأجياد مُلتفتة وأعناق إليها مائلة منعطفة فبقيت تلك الجنان خاويةً على عروشها تبكي العيون وتُشجي القلوبَ منهدمة القصور متعطلة المنازل والدور وضل هادي تلك الأنهار وجَرَت متحيرة في كل أوب على غير اختيار ثم تبع ذلك حوادث في سنة 616 التي لم يجر منذ قامت السموات والأرض مثلُها وهو وُرُودُ التتر خذلهم الله من أرض الصين فأهلكوا من بقي هنالك متماسكاً فيمن أهلكوا من غيرهم فلم يبق من تلك الجنان المندرة والقصور المشرفة غير حيطان مهدومة وآثار من أمم معدومة وقد كان أهل تلك البلاد أهل دين مَتين وصلاح مُبين ونسك وعبادة والإسلام فيهم غَض المَجنى حُلو المعنَى يحفظون حدوده ويلتزمون شروطه لم تظهر فيهم بِدعةْ استحقوا بها العذاب والجلاء ولكن يفعل الله بعباده ما يشاءُ ويحكم ما يريد:

رَمَت بهم الأيامُ عن قوص غَدرها

 

كأن لم يكونوا زينة الدهر مـره

وما زال جَور الدهر يغْشَى ديارهم

 

يَكر علـيهـم كَـرةَ ثـم كَـره

فأجلاَهم عنها جميعاً فأصبَـحَـتْ

 

منازلهم للناظـر الـيومَ عِـبـره

 

وقد خرج من أسفيجاب طائفة من أهل العلم في كل فن. منهم أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الله بن أحمد المؤدب المقري الأسفيجابي مات بعد الثمانين وثلاثمائة ولم يكن ثقة تكلموا فيه.


أسفيذَار: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وذال معجمة وألف وراء. اسم ولاية على طرف بحر الديلمَ تشتمل على قُرىً واسعة وأعمال وصاحبها عاصٍ لا يُعطي لأحد طاعة لأنها جبال وعرة ومسالك ضيقة.


أسفيذاسنج: رستاق من نواحي هراة له ذكر في أخبار الدولة.


أسفِيذَبَان: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وذال معجمة مفتوحة وباء موحدة وألف ونون. من قرى أصبهان. ينسب إليها عبد الله بن الوليد الأسفيذباني، وأسفيذبان من قرى نيسابور.


أسفِيذَجان: ناحية بالجبال من أرض ماه. قتل بها زياد بن خراش العِجلي الخارجي هو وأتباعه.


أسفِيذدَشت: شَطرُه كالذي قبله ثم ذال مفتوحة مهملة وشين معجمة ساكنة وتاء مثناة معناه الصحراء البيضاء. قرية من نواحي أصبهان. منها أبو حامد أحمد بن محمد بن موسى بن الصناج الخزاعي الأسفيذدشتي الأصبهاني مات سنة 297.


أسفِيذ: مثل شطر الذي قبله معناه، الأبيض. مدينة في جبال كرمان عامرة.


أسفِيذرُوذْبَار: معناه ناحية النهر الأبيض. قال شيروَيه بن شهردار وذكر نظامَ الملك أبا علي بن إسحاق فقال سمعتُ عليه في بلد أسفيذروذبار في أيام الصبا بقراءة أبي الفضل القوَمساني لأجلنا عليه وأظنه. موضعاً بِهَمذان محلة أو قرية من قراها.
 أسفيذَن: مثل شطر الذي قبله وزيادة النون. من قرى الري ويقال أسفذن بإسقاط الياء. ينسب إليها علي بن أبي بكر الرازي الأسفيذني حدث عن حماد بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم "مَن حُوسب عُذب" رواه عنه الحسن بن علي بن الحارث الهمذاني.


أسفيرة: بالفتح ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة وراء وهاء. من قرى حلب.


إسفينَقَان: بالكسر ثم السكون وكسر الفاء وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف وألف ونون. بليدة من نواحي نيسابور. منها أبو الفتوح مسعود بن أحمد الإسفينقاني يروي عن محمد بن عبد الله بن زيدة الضبي الأصبهاني.


أسَفي: بفتحتين وكسر الفاء، بلدة على شاطىء البحر المحيط بأقصى المغرب.


أسقب: بالضم ثم السكون وضم القاف والباء موحدة خفيفة. بلدة من عمل برقة. ينسب إليها أبو الحسن يحيى بن عبد الله بن علي اللخمي الراشدي الأسقبي كتب عنه السلفي حكايات وأخباراً عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن بشر بن الجوهري الواعظ وغيره وقال مات في رمضان سنة 535، وله ثمانون سنة.


أسقُف: بالفتح ثم السكون وضم القاف وفاء. موضع بالبادية كان به يوم من أيامهم. قال عنترة:

فإن يك عز في قُضاعَةَ ثَابث

 

فإن لنا برحرحان وأسقُـف

أي لنا في هذين الموضعين مجدٌ. وقال ابن مُقبل:

إذا رأى الوراد ظل بأسقف

 

يوماً كيوم عَرُوبَةَ المتطاول

أسقُفَة: بالضم وباقيه مثل الذي قبله وزيادة الهاء، رستاق نزه بشجر نضر بالأندلس وقصبتُه غافق.

إسكَارَن: بالكسر ثم السكون ثم الكاف وألف وراء مفتوحة ونون ويقال سكارن بإسقاط الهمزة، قرية بقرب دَبوسية من نواحي الصغد من قرى كَشانية. منها بكر بن حنظلة بن أنومرد الإسكارني الصغدي وابنه محمد بن بكر توفي بعد السبعين وثلاثمائة.

إسكاف: بالكسر ثم السكون وكاف وألف وفاء، إسكاف بني الجُنيد كانوا رؤساء هذه الناحية وكان فيهم كرم ونباهةٌ فعرِفَ الموضع بهم وهو إسكاف العليا من نواحي النهروان بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي وهناك إسكاف السفلي بالنهروان أيضاً خرج منها طائفة كثيرة من أعيان العلماء والكتاب والعُمَال والمحدثين لم يتميزوا لنا وهاتان الناحيتان الآن خراب بخراب النهروان منذ أيام الملوك السلجوقية كان قد انسد نهر النهروان واشتغل الملوك عن إصلاحه وحفره باختلافهم وتطرقها عساكرهم فخربت الكورة بأجمعها، وممن ينسب إليه أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي روى عنه الدارقطني وأبو بكر بن مردوَيه ومات بإسكاف سنة 352 وكان ثقة، وأبو الفضل رزق بن موسى الإسكافي حدث عن يحيى بن سعيد القطان وأنس بن عياض الليثي وسفيان بن عُيينة وشبابة بن سوار وسلمة بن عطية روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن سلمان الباغندي ويحيى بن صاعد والقاضي المحاملي وكان ثقة ومنهم محمد بن عبد الله أبو جعفر الإسكافي عداده من أهل بغداد أحد المتكلمين من المعتزلة له تصانيف فكان يناظر الحسين بن علي الكرابيسي ويتكلم معه مات في سنة 204 ومحمد بن يحيى بن هرون أبو جعفر الإسكافي حدث عن إسحاق بن شاهين الواسطي وعبدة بن عبد الله الصفار روى عنه الدارقطني والمعافا بن زكرياء الجريري وذكر الدارقطني أنه سمع منه بإسكاف، ومحمد بن، عبد المؤمن، الاسكافي، الخطيب القاضي بها حدث عن الحسن بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد بن المظفر وأبي بكر الأبهري وكان ثقة متفقهاً في مذهب مالك روى عنه الخطيب و غيره. وإسماعيل بن المؤمل بن الحسين بن إسماعيل الإسكافي أبو غالف سمع منه أبوِ المعالي عريزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة شيئاً من شعره. وأبو الحسن أحمد بن عمر بن أحمد الإسكافي سمع منه أبو حسن محمد بن أحمد بن محمد النحاس العَطار وغيره وغير هؤلاء مذكورون في تاريخ بغداد.

أسكِبون: بالفتح ثم السكون وكسر الكاف وباء موحدة وواو ساكنة ونون. إحدى قلاع فارس المَنيعة من رستاق نائين. المرتقى إليها صعب جداً ليست مما يمكن فتحها عنوة وبها عين من الماء حارة.

أسكَرُ: بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وراء. قرية مشهورة نحو صعيد مصر بينها وبين الفسطاط يومان من كورة الأطفيحية. كان عبد العزيز بن مروان يكثر الخروج إليها والمقام بها للنزهة وبها مات، وقد أسقط نُصيب الهمزة من أوله فقال يرثي عبد العزيز. 

أصِبتُ يومَ الصعيدَ من سَكَر

 

مُصيبةً ليس لي بها قِبـلُ

 

وقد زعم بعضهم أن موسى بن عمران عليه السلام وُلد بأسكر وله بها مشهد يزار إلى هذه الغاية، وبمصر قرية أخرى يقال لها أشكر بالشين المعجمة تُذكر.


إسكِلكَند: بالكسر ثم السكون وكسر الكاف الأولى وسكون اللام وفتح الكاف الثانية وسكون النون ودال مهملة. مدينة صغير بطخارستان بَلْخَ كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر وتُسقَط همزتها وستُذْكر في السين إن شاء الله.


إسكَندَرُونَة: بعد الدال راء وواو ساكنة ونون قال أحمد بن الطيب: هي مدينة في شرقي أنطاكية على ساحل بحر الشام بينها وبين بغراس أربعة فراسخ وبينها وبين أنطاكية ثمانية فراسخ، ووجدت في بعض تواريخ الشام أن إسكندرونة بين عكا وصُور.


الإسكَندَرِية: قال أهل السير: إن الاسكندر بن فيلفوس الرومي قتل كثيراً من الملوك وقَهَرَهم ووطِىءَ البلدان إلى أقصى الصين وبنى السد وفعل الأفاعيل ومات وعمره اثنتان وثلاثون سنة وسبعة أشهر ولم يسترح في شيء منها. قال مؤلف الكتاب وهذا إن صح فهو عجيب مفارق للعادات والذي أظنه والله أعلم أن مُدةَ ملكه أو حدة سعده هذا المقدار ولم تحسب العلماء غير ذلك من عمره فإن تطواف الأرض بسير الجنود مع ثقل حركتها لاحتياجها في كل منزل إلى تحصيل الأقوات والعلوفة ومصابرة من يمتنع عليه من أصحاب الحصون يفتقر إلى زمان غير زمان السير ومن المُحال أن تكون له هِمة يقاوم بها الملوك العظماء وعمره دون عشرين سنة وإلى أن يتسق مُلكه ويجتمع له الجند وتثبت له هيبة في النفوس وتحصُل له رياسة وتجربة وعقلٌ يقبل الحكمة التي تحكَى عنه يفتقر إلى مدة أخرى مديدة ففي أي زمان كان سيره في البلاد وملكه لها ثم إحداه ما أحدث من المُدُن في كل قطر منها واستخلافه الخلفاء عليها على أنه قد جرى في أيامنا هذه وعصرنا الذي نحن فيه في سنة سبع عشرة وثمان عشرة وستمائة من التتر الواردين من أرض الصين ما لو استمر لملكوا الدنيا كلها في أعوام يسيرة فإنهم ساروا من أوائل أرض الصين إلى أن خرجوا من باب الأبواب وقد ملكوا وخربوا من البلاد الإسلامية ما يقارب نصفها لأنهم ملكوا ما وراء النهر وخراسان وخوارزم وبلاد سجستان ونواحي غزنة وقطعة من السند وقومس وأرض الجبل بأسره غير أصبهان وطبرستان وأذربيجان وأران وبعض أرمينية وخرجوا من الدربند كل ذلك في أقل من عامَين وقتلوا أهل كل مدينة ملكوها ثم خذلهم الله وردهم من حيث جاؤوا ثم إنهم بعد خروجهم من الدربند ملكوا بلاد الخزر واللان وروس وسقسين وقتلوا القبجاق في بواديهم حتى انتهوا إلى بُنغار في نحو عام آخر فكان هذا عَضدِ قِصة الإسكندر على أن الإسكندر كان إذا ملك البلاد عمرها واستخلف عليها وهذا يفتقر إلى زمان غير زمان الخراب فقط. قال أهل السير بنى الإسكندر ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها باسمه ثم تغيرت أساميها بعده وصار لكل واحدة منها اسم جديد فمنها الاسكندرية التي بناها في باورنقوس. ومنها الاسكندرية التي بناها تدعى المحصنة، ومنها الاسكندرية التى بناها ببلاد الهند، ومنها الاسكندرية التي في جاليقوس، ومنها الاسكندرية التي في بلاد السقوياسيس، ومنها الاسكندرية التي على شاطىء النهر الأعظم، ومنها الاسكندرية التي بأرض بابل، ومنها الإسكندرية التي هي ببلاد الصُغد وهي سمرقند، ومنها الإسكندرية التي تدعى مرغَبلوس وهي مرو. ومنها الاسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند، ومنها الاسكندرية التي سميت كُوش وهي بلخ. ومنها الأسكندرية العظمى التي ببلاد مصر فهذه ثلاث عشرة إسكندرية نقلتها من كتاب ابن الفقيه كما كانت فيه مصورة، وقرأت في كتاب الحافظ أبي سعد أنشدني أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الإيادي من لفظ. بالاسكندرية قرية بين حلب وحماة. قال الأديب الأبيوردي:

فيا ويح نفسي لا أرى الدهر منزلاً

 

لعلوة إلا ظلت الـعـينُ تـذرْفُ

ولو دامَ هذا الوجدُ لم يبق عبـرةً

 

ولو أنني من لجة البحر أغـرِفُ

 

 والاسكندرية أيضاً قرية على دجلة بإزاء الجامدة بينها وبين واسط خمسة عشر فرسخاً. ينسب إليها أحمد بن المختار بن مبشر بن محمد بن أحمد بن على بن المظفر أبو بكر الاسكندراني من ولد الهادي بالله أمير المؤمنين تفقه علىِ مذهب الشافعي رضي الله عنه وكان أديباً فاضلاً خيراً قدم بغداد في سنة 510 متظلماً من عاملِ ظلمه فسمع منه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغيره أبياتاً من شعره قاله صاحب الفَيصَل، ومنها الإسكندرية قرية بين مكة والمدينة ذكرها الحاظ أبو عبد الله بن النخار في معجمه وأفادنيها من لفظه. وجميع ما ذكرناه من المُدن ليس فيها ما يعرف الآن بهذا الاسم إلا الاسكندرية العظمى: التي بمصر، قال المنجمون طول الاسكندرية تسع وستون درجة ونصف عرضها ست وثلاثون درجة وثلث وفي زيج أبي عون طول الإسكندرية إحدى وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الإقليم الثالث وذكر آخر أن الاسكندرية في الإقليم الثاني وقال طولها إحدى وخمسون درجة وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وثلاثون درجة، واختلفوا في أول من أنشأ الإسكندرية التي بمصر اختلافاً كثيراً نأتي منه بمُختصر لئلا نُمِل بالإكثار. ذهب قوم إلى أنها إرَمَ ذات العماد التي لم يُخلَق مثلُها في البلاد وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "خيرُ مسالحكم الإسكندرية ويقال إن الإسكندر والفَرَما أخوان بَنَى كل واحد منهما مدينة بأرض مصر وسماها باسمه ولما فرغ الاسكندر من مدينته قال قد بنيتُ مدينة إلى الله فقيرة وعن الناس غنية فبقيَت بَهجَتُها ونضارتها إلى اليوم وقال الفرَما لما فرغ من مدينته قد بنيت مدينة عن الله غنية وإلى الناس فقيرة فذهب نُورُها فلا يمر يوم إلا وشيء: منها ينهدم وأرسل الله عليها الرمال فدمرتها إلى أن دثرت وذهب أثرُها، وعن الأزهَر بن مَعبَد قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: أين تسكُنُ من مصر قلت أسكُنُ الفُسطاط فقال أف أم نتنٍ أين أنت عن الطيبة قلت: أيتُهن هي؟ قال: الإسكندرية، وقيل إن الاسكندر لما هَم ببناء الإسكندرية دخل هَيكلاً عظيماً كان لليونانيين فذبح فيه ذبائح كثيرة وسأل ربه أن يُبين له أمرَ هذه المدنية هل يتم بناؤها أم هل يكون أمرها إلى خراب فرأى في منامه كأن رجلاً قد ظهر له من الهيكل وهو يقول له إنك تبني مدينة يَذهَب صِيتُها في أقطار العالم ويسكنها من الناس ما لا يُحصَ عَددُهم وتختلط الرياحُ الطيبة بهوائها ويثبت حكم أهلها وتُصرف عنها السمُومُ والحَر وتُطوَى عنها قوة الحر والبرد والزمهرير ويُكتم عنها الشرور حتى لا يُصيبها من الشياطين خبل وإن جَلَبَت عليها ملوك الأرض بجنودهم وحاصروها لم يدخل عليها ضَرَر، فبناها وسماها الاسكندرية ثمِ رحل عنها بعدما استتم بناءَها فجال الأرض شرقاً وغرباً ومات بشهرزور وقيل ببابل وحُمل إلى الاسكندرية فدُفن فيها، وذكر آخرون أن الذي بناها هو الاسكندر الأول ذو القَرنَين الرومي واسمه أسك بن سَلُوكُوس وليس هو الاسكندر بن فيلفوس وإن الاسكندر الأول هو الذي جال الأرض وبلغ الظلُمات وهو صاحب موسى والخضر عليهما السلام وهو الذي بنى السد وهو الذي لما بلغ إلى موضع لا ينفُذُه أحد صَور فَرَساً من نحاس وعليه فارس من نحاس ممُسِك يُسرَى يَديه على عنان الفرس وقد مَد يده اليُمنى وفيها مكتوب ليس ورائي مَذهَب وزعموا أن بينه وبين الاسكندر الأخير صاحب دار المستولي على أرض فارس وصاحب أرسطاطاليس الحكيم الذي زعموا أنه عاش اثنتين وثلاثين سنة دهر طويل وإن الأول كان مؤمناً كما قص الله عنه في كتابه وعُمر عمراً طويلاً وملك الأرض، وأما الأخير فَكان يرى رأي الفلاسفة ويذهب إلى قدم العالم كما هو رأي أستاذه أرسطاطاليس وقتل دارا ولم يتعد مُلكُه الرومَ وفارسَ، وذكر محمد بن إسحاق أن يَعمَرُ بن شداد بن عاد بن عوض بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام هو الذي أنشأ الاسكندرية وهي كنيسة حَنس وزُيرَ فيها: أنا يعمر بن شداد أنشأت هذه المدينة وبنيتُ قناطرها ومعابرها قبل أن أضَعَ حجراً على حجر وأجرَيتُ ماءَها لأرفُقَ بعُمالها حتى لا يشق عليهم نقل الماء وصنعتُ معابرَ لمَمر أهل السبيل وصَيرتَها إلى البحر وفرقتها عند القُبة يميناً وشمالاً وكان يعمل فيها تسعون ألفاً لا يرون لهم رَباً إلا يعمر بن شداد وكان تاريخ الكتاب ألفاً ومائتي سنة،  وقال ابن عُفير إن أول من بنى الاسكندرية جُبَير المؤتَفكي وكان قد سَخَر بها سبعين ألف بناءٍ وسبعين ألف مُخندِق وسبعين ألف مُقَنطر فعمرها في مائتي سنة وكتب على العمودين اللذين عند البقرات بالإسكندرية وهما أساطين نُحاس يُعرفان بالمِسَلتين أنا جُبير المؤِتفكي عمرتُ هذه المدينة في شدتي وقوتي حين لا شيبَةَ ولا هَرَم أضناني وكنزتُ أموالها في مَرَاجل جُبيرية وأطْبقتُه بطبق من نحاس وجعلتُه داخل البحر وهذان العمودان بالإسكندرية عند مسجد الرحمة، وروى أيضاً أنه كان مكتوباً عليهما بالحِمَيرية أنا شداد بن عاد الذي نصب العماد وجند الأجناد وسدَ بساعده الواد بنيتُ هذه الأعمدة في شدتي وقوتي إذ لا موتَ ولا شيب وكنزت كنزاً على البحر في خمسين ذراعاً لا تصل إليه إلا أمة هي آخر الأمم وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقال إنما دعا جُبَيراً المؤتفكي إلى بنائها أنه وجد بالقرب منها في مغارة على شاطىء البحر تابوتاً من نحاس ففتحه فوجد فيه تابوتاً من فضة ففتحه فإذا فيه دُرج من حجر ألماس ففتحه فإذا فيه مكحلة من ياقوتة حمراءَ مِروَدُها عِرق زبرجد أخضر فدَعا بعض غلمانه فكحل إحدى عَينيه بشيء مما كان في تلك المكحلة فعرف مواضع الكنوز ونظر إلى معادن الذهب ومغاص الدر فاستعان بذلك على بناء الاسكندرية وجعل فيها أساطين الذهب والفضة وأنواع الجواهر حتى إذا ارتفَعَ بناؤها مقدار ذراع أصبح وقد ساخ في الأرض فأعاده أيضاً فأصبح وقد ساخ فمكث على ذلك مائة سنة كلما ارتفع البناءُ ذراعاً أصبح سائخاً في الأرض فضاق ذرعاً بذلك وكان من أهل تلك الأرض راع يرعى على شاطىء البحر وكان يَفقِدُ في كل ليلة شاة من غنمه إلى أن أضر به ذلك فارتصد ليلة فبينما كان يرصُد فإذا بجارية قد خرجت من البحر كأجمل ما يكون من النساء فأخذت شاةً من غنمه فباشر إليها وأمسكها قبل أن تعود إلى البحر وقبض على شعرها فامتنعت عليه ساعة ثم قهرها وسار بها إلى منزله فأقامت عنده مدة لا تأكل إلا اليسير ثم واقعها فأنستَ به وبأهله وأحبتهم ثم حملت وولدت فازداد أنْسُها وأنسُهم بها فشكُوا إليها يوماً ما يقاسونه من تَهدم بنائهم وسيوخه كلما عَلوه وأنهم إذا خرجوا بالليل اختُطِفوا فعملَت لهم الطلسمات وصورت لهم الصوَرَ فاستقر البناءُ وتم أمرُ المدينة وأقام بها جُبَير المؤتفكي خمسمائة سنة ملكاً لا ينازعه أحد وهو الذي نصب العمودين اللذين بها ويسميان المسلتين وكان أنفذ في قَطعهما وحملهما إلى جبل بَرِيم الأحمر سبعمائة عامل فقطعوهما وحملوهما ونصبهما في مكانهما غلاَم يقال له قَطن بن جَاوُد المؤتفكي وكان أشد من رُؤي في الخلق فلما نصبهما على السرطَانَين النحاس جعل بإزائها بقَرَات نحاس كتب عليها خبره وخبر المدينة وكيف بناها ومبلغ النفقة عليها والمدة. ثم غزاه رُومان بن تَمنٍعَ الثمُودي فهزمه وقتل أصحابه قتلاً ذريعاً وأقام عموداً بالقرب منهما وكتب عليه أنا رومان الثمودي صنفت أصناف هذه المدينة وأسنان مدينة هرقل الملك بالدوام على الشهور والأعوام ما اختلق ابنَا سَمِير وبقيَت حصاة في ثَبير وأنا غَيرت كتاب جبير الشديد ونشرتُه بمناشير الحديد وستجدون قصتي ونَعتي في طرف العمود، فولد رومان بُزَيعاً فملك الاسكندرية بعده خمسين سنة لم يُحدث فيها شيئاً ملك بعده ابنه رحيب وهو الذي بنى الساطرون، بالاسكندرية وزبرَ على حجر منه: أنا رحيب بن بزيع الثمودي بنيتُ هذه البنية في قوتي وشدتي وعمرتها في أربعين سنة على رأس ست وتسعين سنة من ملكي وولد رحيب مُرةَ وولد مُرة مَوهِباً ملك بعد أبيه مائتي سنة وغزا أنيس بن مَعدى كربَ العادي موهباً بالإسكندرية وملكها بعده ثم ملكها بعده يَعمُر بن شداد بن جَناد بن صياد بن شِمران بن مَياد بن شَمز بن بَرغَش فغَزَاه ذَفافة بن معاوية بن بكر العمليقي فقتَلَ يَعمُرَ وملك الإسكندرية وهو أول من سمي فِرعَون بمصر وهو الذي وهب هاجر أمَ إسماعيل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام وهذه أخبار نقلناها كما وجدناها في كتب العلماء وهي بعيدة المسافة من العقل لا يؤمن بها إلا من غلب عليه الجهل و الله أعلم، ولأهل مصر بعد إفراط في وصف الاسكندرية وقد أثبتتها علماؤهم ودونوها في الكتب فيها وَهَم، ومنها ما ذكره الحسن بن إبراهيم المصري قال كانت الإسكندرية لشدة بياضها  لا يكاد يبين دخول الليل فيها إلا بعد وقت فكان الناس يمشون فيها وفي أيديهم خِرَق سُود خوفاً على أبصارهم وعليهم مثل لبس الرهبان السواد وكان الخياط يدخل الخيط في الإبرَة بالليل وأقامت الاسكندرية سبعين سنة ما يُسرَجُ فيها ولا يُعرَف مدينة على عَرضها وطولها وهي شطرنجية ثمانية شوارع في ثمانية، قلت أما صفة بياضها فهو إلى الاَن موجود فإن ظاهر حيطانهم شاهدناها مبيضة جميعها إلى اليسير النادر لقوم من الصعاليك وهي مع ذلك مُظْلمة نحو جميع البلدان وقد شاهدنا كثيراً من البلاد التي تنزل بها الثلوج في المنازل والصحارى ومساعدة النجوم بإشراقها عليها إذا أظلم الليل أظلمت كما تُظْلم جميع البلاد لا فرق بينهما فكيف يجوز لعاقل أن يصدق هذا ويقول به. قال: وكان على الإسكندرية سبعة حصون وسبعة خنادق. قال وكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إني فتحتُ مدينة فيها اثنا عشر ألف بقال يبيعون البقل الأخضر وأصبت فيها أربعين ألف يهودي عليهم الجزية. وروي عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم لما ولي مصر وبلغه ما كانت الإسكندرية عليه استَدعى مشايخها وقال أحِب أن أعيدَ بناء الإسكندرية على ما كانت عليه فأعينوني على ذلك وأنا أمِدكم بالأموال والرجال. قالوا: انظُر أيها الأمير حتى ننظرَ في ذلك وخرجوا من عنده وأجمعوا على أن حفروا ناووساً قديماً وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه على عجلة إلى المدينة فأمِرَ بالرأس فكُسر وأخذ ضِرس من أضراسه فوُجد وزنه عشرين رطلاً على ما به من النخِر والقِدَمِ فقالوا إن جئتنا بمثل هؤلاء الرجال حتى نعيد عمارتها على ما كانت فَسَكَت، ويقال إن المعاريج التي بالإسكندرية مثل الدرَج كانت مجالس العلماء يجلسون عليها على طبقاتهم فكان أوضَعهم علماً الذي يعمل الكيمياءَ من الذهب والفضة فإن مجلسه كان على الدرَجة السفلى، وأما خبر المنارة فقد رووا لها أخباراً هائلة وآذعوا لها دعاوى عن الصدق عادلة وعن الحق مائلة فقالوا إن ذا القرنين لما أراد بناء منارة الإسكندرية أخذ وزناً معروفاً من حجارة ووزناً اَخر ووزناً من حديد ووزناً من نحاس ووزناً من رصاص ووزناً من قَصدير ووزناً من حجارة الصوان ووزناً من ذهب ووزناً من فضة وكذلك من جميع الأحجار والمعادن ونقع جميع ذلك في البحر حولاً ثم أخرجه فوجده قد تغير كله وحال عن حاله ونَقَصَت أوزانه إلا الزجاج فإنه لم يتغير ولم ينقُص فأمر أن يُجعَلَ أساس المنارة من الزجاج وعمل على رأس المنارة مرآة ينظر فيها الناظر فَيَرى المراكب إذا خرجت عن أفرنجة أو من القسطنطينية أو من سائر البلاد لغَزو الإسكندرية فأضر ذلك بالروم فلم يقدروا على غزوها، وكانت فيها جمةً تنفعُ من البرص ومن جميع الأدواء وكان على الروم ملك يقال له سليمان فظهر البرص في جسمه فعزم الروم على خلعه والاستبدال منه فقال انظروني أمض إلى جَمة الاسكندرية وأعود فإن برئت وإلا شأنكم وما قد عزمتم عليه. قال وكان فعله هذا من إظهار البرص بجسمه حيلةً ومكراً وإنما أراد قلع المرآة من المنارة ليبطل فعلها، فسار إليه في ألف مركب وكان من شرط هذه الجمة أن لا يمنع منها أحد يريد الاستشفاء بها فلما سار إليها فتحوا له أبوابها الشارعة إلى البحر فدخلها وكانت الجمة في وسط المدينة بإزاء المعاريج التي تجلس العلماء عليها فاستحم في مائها أياماً ثم ذكر أنه قد عوفي من دائه وذهب ما كان به من بلوائه ولما أشرف على هذه الجمة وما تشفي من الأدواء وكان قد تمكن من البلد بكثرة رجاله فقال هذه أضر من المراَة ثم أمر بها فغورت وأمر أن تُقلَع المراَة فَفُعل وأنفذ مركباً إلى القسطنطينية وآخر إلى أفرنجة وأمر من أشرف على المنارة ونظر إلى المركبين إذا دخلا القسطنطينية وأفرنجة وخرجا منها فأعلم أنهما لما بعُدا عن الإسكندرية يسيراً غابا عنه فعاد إلى بلاده وقد أمن غائلة المرآة، وقيل إن أول من عمر المنارة امرأة يقال لها دلُوكة بنت زبا وسيأتي ذكرها في هذا الكتاب في حائط العجوز وغيره، وقيل بل عمرتها ملكة من ملوك الروم يقال لها قلبطرة وهي في زعم بعضهم التي ساقت الخليج إلى الإسكندرية حتى جاءت به إلى مدينتها وكان الماء لا يصل إلا إلى قرية يقال لها كُسا، والأخبار والأحاديث عن مصر وعن الإسكندرية ومنارتها من باب حدث عن البحر ولا حرج وكثرها باطل  وتهاويل لا يقبلها إلا جاهل، ولقد دخلت الإسكندرية وطوفتها فلم أرَ فيها ما يعجب منه إلا عموداً واحداً يُعرف الاَن بعمود السوَاري تجاه باب من أبوابها يُعرف بباب الشجرة فإنه عظيم جداً هائل كأنه المنارة العظيمة وهو قطعة واحدة مدور منتصب على حجر عظيم كالبيت المربع قطعة واحدة أيضاً وعلى رأس العمود حجر اَخر مثل الذي في أسفله فهذا يعجز أهل زماننا عن معالجة مثله في قطعه من مقطعِه وجنبه من موضعه ثم نصبه على ذلك الحجر ورفع الآخر إلى أعلاه ولو اجتمع عليه أهل الإسكندرية بأجمعهم فهو يَدل على شدة حامليه وحكمة ناصبيه وعظمة همة الآمر به، وحدثني الوزير الكبير الصاحب العالم جمال الدين القاضي الأكرم أبو الحسنِ علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القُفطي أدام الله أيامه ثم وقفت على مثل ما حكاه سواءَ في بعض الكُتب وهو كتاب ابن الفقيه وغيره أنه شاهد في جبل بأرض أسوَان عموداً قد نُقِرَ وهُندِمَ. في موضعه من الجبل طوله ودوره ولَونُه مثل هذا العمود المذكور كأن المنية عاجلت الملك الذي أمر بعمله فبقي على حاله. قال أحمد بن محمد الهمذاني وكانوا ينحتون السواري من جبال أسوان وبينها وبين الاسكندرية مسيرة شهر البريد ويحملونها على خشب الأطواف في النيل وهو خشب يُركب بعضه على بعض وتُحمل الأعمدة وغيرها عليه، وأما منارة الإسكندرية فقد قدمنا إكثارهم في وصفها ومبالغتهم في عظمها وتهويلهم في أمرها وكل ذلك كذب لا يستحي حاكيه ولا يراقب الله راويه ولقد شاهدتها في جماعة من العلماء وكل عاد منا متعجباً من تخرص الرواة وذلك إنما هي بنية مربعة شبيهة بالحصن والصومعة مثل سائر الأبنية ولقد رأيت ركناً من أركانها وقد تهدم فدَعمه الملكُ الصالح رزيك أو غيره من وُزراء المصريين واستجده فكان أحكَمَ وأتقنَ وأحسنَ من الذي كان قبل وهو ظاهر فيه كالشامة لأن حجارة هذا المستجد أحكم وأعظم من القديم وأحسن وضعاً ورصفاً، وأما صفتها التي شاهدتُها فإنها حصن عالٍ على سن جبل مشرف في البحر في طرف جزيرة بارزة في ميناء الإسكندرية بيني وبين البر نحو شوط فرس وليس إليها طريق إلا في ماء البحر الملح وبلغني أنه يخاض من أحد جهاته الماء إليها والمنارة مربعة البناء ولها درجة واسعة يمكن الفارس أن يصعدها بفرسه، وقد سقفَت الدرج بحجارة طوال مركبة على الحائطين المكتنفي الدرجة فيُرتقى إلى طبقة عالية يشرف منها على البحر بشرافات محيطة بموضع آخر كأنه حصن آخر مربع يرتقي فيه بدرج أخرى إلى موضع اَخر يشرف منه على السطح الأول بشرافات أخرى وفي هذا الموضع قبة كأنها قبة الديدبان وهذا شكلها،  وليس فيها كما يقال غرف كثيرة ومساكن واسعة يضل فيه الجاهل بها بل الدرجة مستديرة بشيء كالبئر فارغ زعموا أنه مُهلك وأنه إذا ألقي فيه الشيء لا يعرف قراره ولم أختبره و الله أعلم به ولقد تطلبتُ الموضع الذي زعموا أن المرآة كانت فيه فما وجدته ولا أثره والذين يزعمون أنها كانت فيه هو حائط بينه وبين الأرض نحو مائة ذراع أو أكثر وكيف ينظر في مراَة بينها وبين الناظر فيها مائة ذراع أو كثر ومن أعلى المنارة فلا سبيل للناظر في هذا الموضع فهذا الذي شاهدتُه وضبطتُه وكل ما يُحكى غير هذا فهو كذب لا أصلَ له، وذكر ابن زولاق أن طول منارة الإسكندرية مائتا ذراع وثلاثون ذراعاً وأنها كانت في وسط البلد وإنما الماءُ طفح على ما حولها فأخربه وبقيت هي لكون مكانها كان مشرفاً على غيره، وفتحت الإسكندرية سنة عشرين من الهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يد عمرو بن العاص بعد قتال وممانعة فلما قتل عمر وولي عثمان رضي الله عنه ولى مصر جميعها عبد الله بن سعد بن أبي سرح أخاه من الرضاح فطمع أهل الإسكندرية ونقضوا فقيل لعثمان ليس لها إلا عمرو بن العاص فإن هيبته في قلوب أهل مصر قوية فأنفذه عثمان ففتحها ثانية عنوة وسلمها إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وخرج من مصر فما رجع إليها إلا في أيام معاوية. حدثني القاضي المفضل أبو الحجاج يوصف بن أبي طاهر إسماعيل بن أبي الحجاج المقدسي عارض الجيش لصلاح الدين يوسف بن أيوب قال حدثني الفقيه أبو العباس أحمد بن محمد الأبي وأبة من بلاد إفريقية. قال أذكر ليلة وأنا أمشي مع الأديب أبي بكر أحمد بن محمد العيدي على ساحل بحر عَدَن وقد تشاغلتُ عن الحديث معه فسألني عن أي شيء أنت مُفكر فعرفتُه أنني قد عملتُ في تلك الساعة شعراً، وهو هذا:

وأنظُرُ البَدرَ مرتاحاً لرُؤيتـه

 

لعل طَرفَ الذي أهوَاه ينظُرُه

فقال مرتجلاً:

يا راقد الليل بالإسكنـدرية لـي

 

مَن يَسهَرُ الليلَ وجداً بي وأسهرهُ

ألاحظ النجمَ تذكـاراً لـرؤيتـه

 

وإن مَرَى دمع أجفاني تذكـرُهُ

وأنظر البدر مرتاحـاً لـرؤيتـه

 

لعل عَينَ الذي أهواه تنـظـرهُ

 

قلت ولو استقصينا في أخبار الاسكندرية جميع ما بلغنا لجاءَ في غير مجلد وهذا كافِ بحمد الله.


اسكُونيا.


أسكيفغن.


أسلاَم: بالفتح كأنه جمع سَلَم، وهو من شجر الغضا الواحدة سلمة. اسم واد بالعلاة من أرض اليمامة.


أسلُمَانُ: بالفتح وآخره نون، وهو نهر بالبصرة لأسلُم بن زرُعَة أقطعَه إياه معاوية، وهذا اصطلاح قديم لأهل البصرة إذا نسبوا النهر والقرية إلى رجل زادوا في آخر اسمه ألفاً ونوناً كقولهم عَبادان نسبة إلى عباد بن الحصين وزيادان نسبة إلى زياد حتى قالوا عبد اللان نسبة إلى عبد الله وكأنها من نسب الفُرس لأن أكثر أهل تلك القرى فُرس إلى هذه الغاية.


أسمَند: بالفتح ثم السكون وفتح الميم وسكون النون ودال مهملة. من قرى سمرقند ويقال لها سَمَند بإسقاط الهمزة. يُنسَب إليها أبو الفتح محمد بن عبد الحميد بن الحسن الأسمَندي.


إسِميثَن: بالكسر ثم السكون وفتح الميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون. من قُرَى الكَشانية قريبة من سمرقند بما وراء النهر، والشهور بالنسبة إليها أبو بكر محمد بن النضر الأسميثني يروي عن أبي عيسى الترمذي توفي قبل سنة 320.
إسنَا: بالكسر ثم السكون ونون وألف مقصورة. مدينة بأقْصى الصعيد وليس وراءَها إلا أدفوا وأسوان ثم بلاد النوبة وهي على شاطىء النيل من الجانب الغربي في الإقليم الثاني. طولها من الغرب أربع وخمسون درجة وأربع عشرة دقيقة وعرضها أربع وعشرون درجة وأربعون دقيقة وهي مدينة عامرة طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة، وقد نسب إليها قوم. قال القاضي: ولي الدولة أبو البركات محمد بن حمزة بن أحمد التنوخي لم أر أفصح من القاضي أبي الحسن علي بن النضر الإسنائي قاضي الصعيد ولا آدَبَ منه ولا أكثر احتمالاً وكان يحفظ كتاب الله وقرأ القراآت وسمع الصحاح كلها ويحفظ كتاب سيبويه وقرأ علوم الأوائل وكتاب أوقليدس وله شعر وتَرَسُلٌ توفي بمصر سنة 505 وكان فلسفياً يتظاهر ذلك عنه ويتظاهر بمذهب الإسماعيلية.


أسنَاف: بالفتح وآخره فاء. حصن باليمن من مخلاف سِنحان.


 أسنَان: بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف. من قرى هراة.


أسنُمَة: بالفتح ثم السكون وضم النون وفتح الميم وهاءَ، ويروى بضم الهمزة وهو مما استدركه أبو إسحاق الزجاج على ثَعلب في كتاب الفصيح فقال وقلت أسنمة بفتح الهمزة والأصمعي يقوله بضم الهمزة والنون فقال ثعلب هكذا رواه لنا ابن الأعرابي فقال له أنت تَدري أن الأصمعي أضبطُ لمثل هذا، وقال ابن قتيبة أسنُمة جبل بقرب طِخفَةَ بضم الألف. قلت وقد حكى بعض اللغوين أسنُمة وهو من غريب، الأبنية لأن سيبوَيه. قال: ليس في الأسماء والصفات أفعُل بفتح الهمزة إلا أن يُكَسر عليه الواحدُ للجمع نحو أكلب وأعبُد وذكر ابن قتيبة أنه جبل وذكر صاحب كتاب العين أنه رملة ويصدقه قول زُهَير:

وعَرسوا ساعة في كُثب أسنُمة

 

ومنهم بالقَسُوميات مُعْـتَـرَكُ

 

وقال غيرهما أسنمة أكمة معروفة بقرب طخفة وقيل قريب عن فلْج يُضاف إليها ما حولها فيقال أسنمات. ورواه بعضهم أسنمة بلفظ جمع سَنَام. قال: وهي أكمات، وأنشد لابن مُقْبل:

من رَملِ عِرنَانَ أومن رَمل أسنِمَةٍ

 

وقال التوزي رمل أسنِمة جبال من الرمل كأنها أسنمة الإبل وقيل أسنُمة رملة على سبعة أيام من البصرة، وقال عُمارة أسنُمة نقا محدد طويل كأنه سَنَام وهي أسفلُ الدهناء على طريق فَلج وأنت مصعد إلى مكة وعنده ماء يقال له العُشَر وكان أبو عمرو بن العلاء يقول أسنمة بضم الهمزة روى ذلك عنه الأصمعي، وقال ربيعة بن مَقرُوم:

لمن الـديارُ كـأنـهـا لـم تُـحـلَـل

 

بجَنُوب أسنُمة فقُـف الـعُـنـصـل

دَرَسَتْ معالمُها فبـاقـي رَسـمـهـا

 

خَلَقٌ كعُنْوان الكـتـاب الـمـحـول

دار لسُـعـدى إذ سُـعـاد كـأنـهـا

 

رَشأ غضيضُ الطرف رَخص المُفصل

 

وقرأت بخطْ أبي الطيب أحمد بن أحمد المعروف بابن أخي الشافعي الذي نقله من خط أبي سعيد السكري أسنمة بفتح أوله وضم النون، وقال هو موضع في بلاد بني تميم. قال: ذلك في تفسير. قول جرير:

قال العواذلُ هل تنهاك تَـجـرِبَة

 

أمَا ترى الشيبَ والإخوان قد دَلَفُوا

أما تُلِمُ علـى رَبـع بـأسـنُـمة

 

إلا لعَينيكَ جارٍ غَـربُـه يَكِـفُ

ما كان مُذ رحلوا من أرض أسنمة

 

إلا الذميل لها وِردٌ ولا عَـلَـفُ

 

أسُن: بضمتين. اسم واد باليمن وقيل واد في بلاد بني العَجلان. قال ابن مُقْبل:

زارَتك دَهماءُ وَهناً بعد ما هجَعت

 

عنها العيونُ بأعلى القاع من أسُن

 

وقال نصر أسُن واد باليمن وقيل من أرض بني عامر المتصلة باليمن، وقال ابن مقبل أيضاً:

قلتُ سُلَيمَى غداةَ القاع مـن أسُـن

 

لاخَيرَ في العيش بعد الشيب والكِبَرِ

لولا الحياءُ ولولا الدين عِبتـكـمـا

 

ببعض ما فيكما إذ عِبتُما عَـوَرِي

أسوَارِية: بفتح أوله وبضم وسكون ثانيه وواو وألف وراء. مكسورة وياء مشددة وهاء. من قرى أصبهان. ينسب إليها أبو المظفر سهل بن محمد بن أحمد الأشراري حدث عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق وأبي بكر الطلحي وأبي إسحاق بن إبراهيم النيلي وغيرهم، وعنها أبو بكر شهريار بن محمد بن أحمد بن شهريار، أبو بكر الأسواري سافر إلى مكة والبصرة وحدث عن أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيري وأبي قلابة محمد بن أحمد بن حمدان إمام الجامع بالبصرة وسمع بمكة أبا علي الحسن بن داود بن سليمان بن خلف المصري سمع منه عبد العزيز وعبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن قاذويه وعبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ومحمد بن علي الجُوزداني، وعبد الواحد بن أحمد بن محمد بن يحيى الأسواري أبو القاسم الأصبهاني حدث عن أبي الشيخ الحافظ روى عنه قتيبة بن سعيد المَعداني قاله يحيى بن مندة. وعمر بن عبد العزيز بن محمد بن علي الأسواري أبو بكر من أهل أصبهان حدث عن  أبى القاسم عبيد الله بن عبد الله وأبي زُفر الذهلي بن عبد الله الجَيراني الضبي سمع منه محمد بن علي الجوزداني وغيره وأبو بكر محمد بن الحسين الأسواري الأصبهاني حدث عن أحمد بن عبيد الله بن أبي القاسم النهرديري روى عنه يحيى بن مندة إجازةَ في تاريخه، وأبو بكر محمد بن علي الأسواري حدث عن أبيه عن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الغَزال الأصبهاني بالبصرة كتب عنه أبو نصر محمد بن عمر البقال، وأبو الحسين عليّ بن أبو بكر محمد بن بابويه الأسواري الأصبهاني أحد الأغنياء ذو ورع ودين روى عن أبي عمران موسى بن بيان روى عنه أبو أحمد الكَرَجي قاله يحيى، وأبو الحسن علي بن محمد بن الهيثم الأسواري الزاهد الصوفي مات في سنة 437 كان كثير الحديث سمع أبا بكر أحمد بن عبيد الله النهرديري وغيره روى عنه عبد الرحمن بن محمد وإسحاق بن عبد الوهاب بن مندة، وأحمد بن علي الأسواري روى عنه الحافظ أبو موسى الأصبهاني، فهؤلاء منسوبون إلى قرية بأصبهان كما ذكرنا وقد نُسب بهذا اللفظ إلى الأسوار واحد الأساورة من الفُرس كانوا نزلوا في بني تميم بالبصرة واختطوا بها خِطةً وانتموا إليهم وقد غلط فيهم أحد المتأخرين وجعلهم في بني تميم وسنذكرهم في نهر الأساورة من هذا الكتاب على الصواب ونحكي أمرهم على الوجه الصحيح إن شاء الله تعالى.


الأسواط: بلفظ جمع السوط دارة الأسواط بظهر الأبرق بالمَضجِع تُناوِحه جَمة، وهي برقة بيضاء لبني قيس بن جزء بن كعب بن أبي بكر بن كلاب، والأسواط في الأصل مَناقع الماء والدارة كل أرض اتسعت فأحاطت بها الجبالُ.


الأسوَافُ: يجوز أن يكون جمع السوف وهو الشم أو جمع السوف وهو الصبر أو يجعَل سوف الحرفُ الذي يُدخل على الأفعال المضارعة اسماً ثم جمعه كل ذلك سائغ، وهو اسم حَرَم المدينة وقيل موضع بعَينه بناحية البقيع وهو موضع صدقة زيد بن ثابت الأنصاري وهو من حرم المدينة حكى ابن أبي ذئب عن شرحبيل بن سعد قال كنت مع زيد بن ثابت بالأسواف فأخذوا طيراً فدخل زيد فدفعوه في يدي وفروا قال فأخذ الطير فأرسله ثم ضرب في قفائي وقال لا أم لك ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها أسوان: بالضم ثم بالسكون وواو وألف ونون ووجدته بخط أبي سعيد السكري سوان بغير الهمزة، وهي مدينة كبيرة وكورة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقيه وهي في الإقليم الثاني طولها سبع وخمسون درجة وعرضها اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة وفي جبالها مقطع العمد التي بالإسكندرية قال أبو بكر الهروي: وبأسوان الجنادل ورأيت بها آثار مقاطع العمد في جبال أسوان وهي حجارة مانعة ورأيت عموداً قريباً من قرية يقال لها بلاق أو براق يسمونها الصقالة وهو ماتع مجزع بحمرة ورأسه قد غطاه الرمل فذرعت ما ظهر منه فكان خمسة وعشرين ذراعاً وهو مربع كل وجه منه سبعة أذرع وفي النيل هناك موضع ضيق ذكر أنهم أرادوا أن يعملوا جسراً على ذلك الموضع ، وذكر آخرون أنه أخو عمود السواري الذي بالإسكندرية، وقال الحسن بن إبراهيم المصري بأسوان من التمور المختلفة وأنواع الأرطاب وذكر بعض العلماء أنه كشف أرطاب أسوان فما وجد شيئاً بالعراق إلا وبأسوان مثله وبأسوان ما ليس بالعراق. قال وأخبروني أبو رجاء الأسواني: وهو أحمد بن محمد الفقيه صاحب قصيدة البكرة أنه يعرف بأسوان رطباً أشد خضرة من السلق، وأمر الرشيد أن تحمل إليه أنواع التمور من أسوان من كل صنف تمرة واحدة فجمعت له ويبة وليس بالعراق هذا ولا بالحجاز ولا يعرف في الدنيا بسر يصير تمراً ولا يرطب إلا بأسوان ولا يتمر من بلح قبل أن يصير بسراً إلا بأسوان. قال وسألت بعض أهل أسوان عن ذلك فقال لي كلما تراه من تمر أسوان ليناً فهو مما تمر بعد أن يصير رطباً وما رأيته أحمر مغير اللون فهو مما يتمر بعد أن صار يسراً وما وجدته أبيض فهو مما يتمر بعد أن صار بلحاً، وقد ذكرها البحتري في مدحه خمارويه بن طولون:

هل لقيني الى رِباع أبي الجي

 

ش حِظَارُ التغوير أو غَررُهُ

وبـين أسـوان والـعــرا

 

ق زها رعية ما يغبها نظَرُه

 

وقد نسب إلى أسوان قوم من العلماء. منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن أبي حاتم الأسواني حدث عن محمد بن المتوكل بن أبي السري روى عنه أبو عوانة الإسفراييني وأبو يعقوب إسحاق بن إدريس الأسواني من أهل البصرة كان يسرق الحديث، والقاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني الأسواني الملقب بالرشيد صاحب الشعر والتصانيف ولي ثغر الإسكندرية وقُتل ظلماً في سنة 563 كذا نسبه السلفي وكتب عنه. وأخوه المهذب أبو محمد الحسن بن علي كان أشعرَ من أخيه وهو مصنف كتاب النسب مات سنة 561، وأبو الحسن فقير بن موسى بن فقير الأسواني حدث بمصر عن محمد بن سليمان بن أبي فاطمة وحدث عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزَم الأسواني عن الشافعي بحكاية حدث عنه أبو بكر حمد بن إبراهيم بن المقري الأصبهاني في معجم شيوخه.


الأسوَدُ: قال عوام بن الأصبغ بحذاء بطن نخل. جبل يقال له الأسود نصفه نجدي ونصفه حجازي وهو جبل شامخ لا نبت فيه غير الكلا نحو الصليَان والغَضورِ.


أسوَد: الحِمى بكسر الحاء المهملة والقصر. جبل في قول أبي عميرة الجزمي:

ألا ما لعَينِ لا ترَى أسوَدَ الحِـمـى

 

ولا جبَلَ الأوشال إلا استـهـلـتِ

غَنينَا زماناً باللوَي ثم أصـبـحَـت

 

براق اللوى من أهلها قد خـلـتِ

وقلتُ لسلام بن وهـب وقـدر رأى

 

دُموعي جرَت من مقلَتـي فـدرت

وشدى ببردى حُشوَة ضبـئَتْ بـهـا

 

يَدُ الشوق في الأحشاء حتى احزألت

ألا قاتلَ الله اللـوى مـن مَـحـلة

 

وقاتل دنيانـا بـهـا كـيف ولـت

 

أسوَدُ الدم: اسم جبل قيل فيه:

تبصر خليلي هل ترى من ظعائن

 

رحَلنَ بنصف الليل من أسوَد الدم

 

أسوَدُ العُشَارِياتِ: بضم العين المهملة وشين معجمة وألف وراءِ وياءِ مشددة وألف وتاء مثناة. جبل في بلاد بكر بن وائل كانت به واقعة عن وقائع حرب البَسوس وكانت الدائرة فيه على بكر وقُتل سعد بن مالك بن ضبيعة وجماعة من وجوههم.


أسوَدُ العين: بلفظ العين الباصرة. جبل بنجد يشرف على طريق البصرة إلى مكة. أنشدَ القاليُ عن ابن درَيد أبي عثمان:

إذا ما فقدتم أسود العين كنتم

 

كراماً وأنتم ما أقـام ألاَئِمُ

 

والجبل لا يغيب. يقول فأنتم لئآم أبداً: أسوَدُ النسا: عِرق يستبطن الفَخِذَ. جبل لبني أبي بكر بن كلاب مشرف على العكلية.


الأسورَة: بفتح الراو. من مياه الضباب بينه وبين الحمى من جهة الجنوب ثلاث ليال بوادِ يقال له ذو الجدائر ذكر في موضعه.


أسَيس: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وسين أخرى تصغير أس. موضع في بلاد بني عامر بن صعصعة. قال امرؤ القيس:

فلو أني هلكتُ بأرض قومي

 

لقلتُ الموتُ حق لا خلـودَا

ولكني هلكتُ بأرض قـوم

 

بعيداً من بلادهـم بـعـيدَا

بأرض الروم لا نَسَبٌ قريب

 

ولا شاف فيسدو أو يعـودَا

أعالج ملكَ قيصرَ كـل يوم

 

وأجدر بالمنية أن تـعـوداَ

ولو صادفتُهُن على أسـيس

 

وخافة إذ وردن بهما وُرُودَا

وقال ابن السكيت في تفسير قول عدي بن الرقاع:

قد حباني الوليد يوم أسَيس

 

بِعِشارِ فيها غنىً وبَهـاء

أسيس ماء في شرقي دمشق.

أسِيس: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين أخرى. حصن باليمن.

أسَيلَة: بلفظ التصغير. ماءٌ بالقرب من اليمامة عن ابن أبي حفصة لبني مالك بن امرىء القيس. وأسيلة أيضاً ماءة ونخل لبني العنبر باليمامة عن الحفصي أيضاً، وقال نصر الأسيلة: ماء به نخل وزرع في قاع يقال له الجثجاثة يزرعونه وهو لكعب بن العنبر بن عمرو بن تميم.

أسيوتُ: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وتاء مثناة. جبل قرب حضرموت مطل على مدينة مِرباط ينبت الدادي الذي يصلح به النبيذ وفيه يكون شجر اللبان ومنه يُحمل إلى جميع الدنيا ولا يكون في غيره قط بينه وبين عُمَان على ما قيل ثلاثمائة فرسخ.

 أسيوطُ: بوزن الذي قبله. مدينة في غربي النيل من نواحي صعيد مصر وهي مدينة جليلة كبيرة. حدثني بعض النصارى من أهلها أن فيها خمساً وسبعين كنيسة وهم بها كثير، وقال الحسن بن إبراهيم المصري: أسيوط من عمل مصر وبها مناسج الأرمني والدِبِيقي المثلث وسائر أنواع السكر لا يَخلو منه بلد إسلامي ولا جاهلي وبها السفرجل يزيد في كثرته على كل بلد وبها يُعمل الأفيون يُعتصَرُ من ورق الخشخاش الأسود والخس ويُحمل إلى سائر الدنيا قال وصورت الدنيا للرشيد فلم يستحسن إلا كورة أسيوط وبها ثلاثون ألف فدان في استواء من الأرض لو وقعت فيها قطرةُ ماء لانتشرت في جميعها لا يظمأ فيها شِبر وكانت إحدى منتزهات أبي الجيش خمارَويه بن أحمد بن طولون، وينسب إليها جماعة. منهم أبو علي الحسن بن علي بن الخضري بن عبد الله الأسيوطي توفي سنة 372 وغيره.