حرف الهمزة والألف: باب الهمزة والشين وما يليهما

باب الهمزة والشين وما يليهما

الأشاءةُ: بالفتح وبعد الألف همزة مفتوحة وتاءُ التأنيث. موضع أظنُه باليمامة أو ببطن الرئة. قال زياد بن مُنقذ العدوي:

يا ليت شعري عن جَنبي مُكَشحَةِ

 

وحيث تُبنَى من الحناءة الأطـمُ

عن الأشاءة هل زالت مَحارمُها

 

أم هل تغيرَ من آرامـهـا إرمُ

 

قالوا: الحناءة - الجمص - والأشاءة - في الأصل صغار النخل، وقال إسماعيل بن حماد: الأشاءة همزته منقلبة عن الياء لأن تصغيره أشي وقد رد ابن جنْي هذا وأعظمه وقال ليس في الكلام كلمة فاؤها وعينها همزتان ولا عينها ولامها أيضاً همزتان بل قد جاءت أسماءٌ محصورة فوَقعت الهمزة فيها فاءً ولاماً وهي أأة وأجأ وأخبرني أبو علي أن محمد بن حبيب حكى في اسم علم أتاءه، وذهب سيبويه في قولهم ألاءة وأشاءة إلى أنهما فَعالة مما لامُه همزة فأما أباءة فذكر أبو بكر محمد بن السري فيما حدثني به أبو علي عنه أنها من ذوات الياء من أبيتُ فأصلها عنده أباية ثم عُمل فيها ما عمل في عباية وصلاية وعطاية حتى صِرن عباءة وصلاءة وعطاءة في قول من همز ومن لم يهمز أخرجهن على أصولهن وهو القياس اللغوي وإنما حَملَ أبا بكر على هذا الاعتقاد في أباءة أنها من الياء وأصلها أباية المعنى الذي وجده في أباءة من أبيت وذلك أن الأباءة هي الأجمة وهي القصبة والجمع بينها وبين أبيت أن الأجمة ممتنعة مما يَنبتُ فيها من القَصَب وغيره من السلوك والتصرف وخالفت بذلك حكم البَرَاح والبَرَاز وهو النقَا من الأرض فكأنها اَبَت وامتنعت على سالكها فمن ههنا حَمَلَهاعندي على أبيت. فأما ما ذهب إليه سيبويه أن لاءة وأشاءَة مما لامه همزة فالقول فيه عندي أنه عدل بهما عن أن يكونا من الياء كعَبَاءة وصلاءَة وعطاءة لأنه وجدهم يقولون عباءة وعباية وصلاءة وصلاية وعطاءة وعطاية فيهن على أنها بدلُ الياء التي ظهرت فيهن لاماً ولما لم يسمعهم يقولون أشاية ولا ألاية ورفضوا فيهما الياء ألبتة دله ذلك على أن الهمزة فيها لام أصلية غير منقلبة عن واو ولا ياء ولو كانت الهمزة فيهما بدلاً لكانوا خلقاء أن يظهروا ما هو بدل منه ليستدلوا به عليهما كما فعلوا ذلك في عباءة وأختيها وليس في ألاءة وأشاءَة من الاشتقاق من الياء ما في أباءة من كونها في معنى أبية فلهذا جاز لأبي بكر أن يزعم أن همزتها من الياء وإن لم ينطقوا فيها بالياء.


أشَابة: موضع بنجد قريب من الرمل.


الأشافي: بلفظ جمع الأشفَى الذي يخرز به. وادِ في بلاد بنى شيبان. قال الأعشىَ:

أمن جبل الأمرار صرت خِيامَكم

 

على نبإ إن الأشـافـي سـائلُ

 

هذا مثل ضربه الأعشى لأن أهل جبل الأمرار لا يرحلون إلى الأشافي يَنتجعونه لبعده إلا أن يُجدِبوا كل الجدب ويبلغهم أنه مُطِرَ وسال.


أشَاقِرُ: كأنه جمع أشقَرَ نحو أحوصَ وأحاوص. جبال بين مكة والمدينة وقد رُوي بضم أوله، وأنشد أبو الحسين المهلبي لِجرَان العَود:

عُقابٌ عَقنباة تُرَى من حذارها

 

ثعالب أهوَى أو أشاقر تَضَحُ

الأشامانِ: بلفظ التثنية. موضع في قول ذي الرمة:

أعن ترسمتَ من خرقاءَ منـزلةً

 

ماءُ الصبابات من عينيك مسجومُ

كأنها بعد أحوال مَضـين لـهـا

 

بالأشامَين يَمانٍ فيه تـسـهـيم

 

أشاهم: بالضم ويقال أشاهن بالنون. موضع في شعر ابن أحمرَ. أشبُورَة: بالضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وواو ساكنة وراء وهاء. ناحية بالأندلس من أعمال طُليطلة ويقولون: أشبورة من أعمال إستجة ولا أدري أهُما موضعان يقال لكل واحد منهما أشبورة أم هو واحد.


أشبُونة: بوزن الذي قبله إلا أن عِوَض الراء نون، وهي مدينة بالأندلس أيضاً يقال لها لشبونة وهي متصلة بشنترين قريبة من البحر المحيط يوجد على ساحلها العنبر الفائق. قال ابن حوقل: هي على مَصب نهر شنترين إلى البحر قال ومن فم النهر وهو المعدن إلى أشبونة إلى شنترة يومان. وينسب إليها جماعة. منهم أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر ويعرف بالزاهد الأشبوني سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما وكان ضابطاً لما كتب ثقة توفي سنة 360.


إشبيلية: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ولام وياء خفيفة. مدينة كبيرة عظيمة وليس بالأندلس اليوم أعظم منها تُسمى حمص أيضاً وبها قاعدة ملك الأندلس وسريره وبها كان بنو عباد ولمقامهم بها خربت قرطبة وعملها متصل بعمل لبلة وهي غربي قرطبة بينهما ثلاثون فرسخاً وكانت قديماً فيما يزعم بعضهم قاعدة ملك الروم وبها كان كرسيهم الأعظم وأما الاَن فهو بطليطلة، وإشبيلية قريبة من البحر يطل عليها جبل الشرف وهو جبل كثير الشجر والزيتون وسائر الفواكه ومما فاقت به على غيرها من نواحي الأندلس زراعة القطن فإنه يُحمل منها إلى جميع بلاد الأندلس والمغرب وهي على شاطىء نهر عظيم قريب في العظم من دجلة أو النيل تسير فيه المراكب المثقلة يقال له وادي الكبير وفي كورتها مُدُن وأقاليم تُذكر في مواضعها. ينسب إليها خلق كثير من أهل العلم. منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب الإشبيلي وهو قاضيها مات سنة 276.


أشتَابَدِيزَه: بالضم ثم السكون وتاء مثناة وألف وباء موحدة مفتوحة ودال مكسورة وياء ساكنة وزاي وهاء. مَحلة كبيرة بسمرقند متصلة بباب دَستان. ينسب إليها جماعة ويزيدون إذا نسبوا إليها كافاً في اَخرها فيقولون إشتابديزكي. منها أبو الفضل محمد بن صالح بن محمد بن الهيثم الكرابيسى الاشتابديزكي السمرقندي كان مُكثراً من الحديث روى عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي توفي سنة 322.


أشتَاخُوست: بالفتح ثم السكون وتاء مثناة وألف والخاء معجمة مفتوحة والواو والسين يلتقي فيها ساكنان خفيفان وتاء مثناة أخرى. قرية بينها وبين مرو ثلاثة فراساخ. منها أبو عبد الله الأشتاخوستي كان زاهداً صالحاً.


أشترج: بالضم ثم السكون وتاء مثناة مضمومة وراء ساكنة وجيم. قرية في أعالي مرو يقال لها أشترج بالا معناه أشترج الأعلى وهذا يُرِي أن هناك أشترج الأسفل. ينسب إلى أشترج بالا أبو القاسم شاه بن النزال بن شاه السعدي الاشترجي مات في شهر رمضان سنة 301.


أشترُ: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وراء. ناحية بين نهاوَند وهمذان. قال ابن الفقيه: وعلى جبال نهاوند طلسمان وهما صورة ثَور وسمكة من ثلج لا يذُوبان شتاءً ولا صيفاً وهما ظاهران مشهوران ويقال إنهما للماء حتى لا يقل بنهاوند ومن ذلك الجبل يَنقسم نصفَين يعني ماء عين فيه نصف يأخذ في الغرب حتى يسقي رستاقاً يُعرف برستاق الأشتر وأهله يسمونه ليشتر وبين الأشتر ونهاوند عشرة فراسخ ومنها إلى سابور خوست اثنا عشر فرسخاً. ينسب إليها جماعة. منهم أبو محمد مِهران بن محمد الأشتري البصري ولم يتحقق لي هل هو من هذا الموضع أم بعض أجداده كان يقال له الأشتر.
الأشتُومُ: بالضم ثم السكون وتاء مثناة مضمومة والواو ساكنة وميم. موضع قرب تِنيس. قال يحيى بن الفضل:

حِمار أتى دِمياطَ والـرومُ وثـبُ

 

بِتِنيسَ منه رأي عـين وأقْـرَبُ

يقيمون بالأشتُومِ يَبغون مِثـلَـمَـا

 

أصابوه من دمياط والحربُ ترتُبُ

 

وقال الحسن بن محمد المهلبي في كتابه العزيزي ومن تنيس إلى حصن الأشتوم وفيه مَصب ماء البُحَيرة إلى بحر الروم ستة فراسخ ومن هذا الحصن إلى مدينة الفرما في البر ثمانية أميال وفي البحيرة ثلاثة فراسخ ثم قال عند ذكر دمياط ومن شمالي دمياط يَصُب النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم عرض النيل هناك نحو مائة ذراع وعليه من حافَتيه سلسلة حديد وهذا غير الأول. أشتُونُ: مثل الذي قبله إلا أن عِوَضَ الميم نون. حصن بالأندلس من أعمال كورة جَيان، وفي ديوان المتنبي يُذكر وخرج أبو العشائر يتصيد بالأشتون أظنه قرب أنطاكية والله أعلم.


إشتيخَن: بالكسر ثم السكون وكسر التاء المثناة وياء ساكنة وخاء معجمة مفتوحة ونون. من قرى صُغد سمرقند بينها وبين سمرقند سبعة فراسخ. قال الأصطخري: وأما إشتيخن فهي مدينة مفردة في العمل عن سمرقند ولها رساتيق وقرى وهي على غاية النزهة وكثرة البساتين والقرى والخِصب والأشجار والثمار والزروع ولها مدينة وقُهُندز ورَبضْ وأنهار مفردة وضياع ومن بعض قراها عُجيف بن عَنَبَسةَ وبها قُراهُ إلى أن استصفاها المعتصم ثم أقطعها المعتمد على الله محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر. وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم. منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن مَت الأشتيخني كان من أئمة أصحاب الشافعي حدث بصحيح البخاري عن الفِرَبري توفي في سنة 381 وقيل سنة 88 وغيره.


أشداخ: بالفتح ثم السكون وآخره خاء معجمة وِالشدخ كسر الشيء الأجوف تقول شدختُ رأسه فانشدخ، وهو موضع في عقيق المدينة. قال أبو وجزة السعدي:

تأبد القاعُ من ذي العُش فالبيدُ

 

فَتغلَمان فأشداخ فَـعـبـودُ

 

أشرَفُ: بالفتح. موضع بالحجاز في ديار بني نصر بن معاوية.


ذو أشرَقَ: بالقاف مضاف إليه ذو فيقال ذو أشرَقَ. بلدة باليمن قرب ذي جبلة. منها أحمد بن محمد الأشرقي الشاعر يمدح الملك المعز إسماعيل بن سيف الإسلام طُغتدكين بن أيوب بقصيدة أولها

بني العباس هاتوا ناظرونا

 

أراد قبحه الله وأخزاه أن يفضله عليهم وكان ذلك في أوائل إدعاء إسماعيل الخلافة والنسب في بني أمية وصنع على لسان إسماعيل ونحله إياه:

قَسَماً بالمسَـومـات الـعـتـاق

 

وبُسمر القَنَا وبـيضِ الـرقـاقِ

وبجيشِ أجش يُحسَـبُ بَـحـراً

 

مَوجهُ السلبغات يوم التـلاقـي

لتَدُوسَن مصر خيلي ورجـلـي

 

ودمشق العظمى وأرض العراق

 

ومن ذي جبلة كان أيضاً الفقيه القاضي مسعود بن علي بن مسعود الأشرقي وكان قد ولي القضاء باليمن بعد عزل صفي الدين أحمد بن علي بن أبي بكر العرشاني مات بذي أشرق في أيام أتابك سنقُر سلوك سيف الإسلام في حدود سنة 590 وصنف كتاباً سماه كتاب الأمثال في شرح أمثال اللمع لأبي إسحاق الشيرازي وصير إليه رجل يقال له سليمان بن حمزة من أصحاب عبد الله حمزة الخارجي من بلاد بني حُبيش عشر مسائل في أسود الدين فأجاب عنها بكتاب سماه الشهاب وصنف كتاباً في شروط القضاء ومات ولم يتمه وسير إليه الريف عبد الله بن حمزة الخارجي مسائل في صحة إمامة نفسه فصنف كتاباً أبطل فيه جميع ما أوردَه من الشبَهِ.


أشرُوسَنهُ: بالضم ثم السكون وضم الراء وواو ساكنة وسين مهملة مفتوحة ونون وهاء أوردَه أبو سعد رحمه الله بالسين المهملة وهذا الذي أوردته ها هنا هو الذي سمعته من ألفاظ أهل تلك البلاد، وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهيَاطلة بين سَيحون وسمرقند وبينها وبين سمرقند ستة وعشرون فرسخاً معدودة في الإقليم الرابع طولها إحدى وتسعون درجة وسدس وعرضها ست وثلاثون درجة وثلثان. قال الإصطخري أشروسنة اسم الاقليم كما أن الصغد اسم الإقليم وليس بها مكان ولا مدينة بهذا الاسم والغالب عليها الجبالُ والذي يطوف بها من أقاليم ما وراء النهر من شرقيها فرغانة ومن غربيها حدود سمرقند وشماليها الشاش وبعض فرغانة وجنوبيها بعض حدود كش والصغانيان وشومان ووَلاَ شجرد وراشت ومدينتها الكبرى يقال لها بلسان ومن مدنها بنجيكت وساباط وزامين وديزك وخَزقانه ومدينتها التي يسكنها الوُلاة بُنجيكت. ينسب إلى أشروسنة أمم من أهل العلم. منهم أبو طلحة حكيم بن نصر بن خالج بنُ جُندَبك وقيل جندُلك الأشروسَني.


إش: بالكسر وتشديد الشين. من قُرى خوارزم. أش: بالفتح والشين مخففة وربما مدت همزته. مدينة الأشات بالأندلس من كورة البيرة وتعرف بوادي أش والغالب على شجرها الشاهبَلوط وتنحدر إليها أنهار من جبال الثلج بينها وبين غرناطة أربعون ميلاً وهي بين غرناطة وبَجانة وفيها يكون الإبريسم الكثير. قال ابن حَوقل بين ماردة ومدَلين يومان ومنها إلى تُزجيلة يومان ومنها إلى قصر أش يومان ومن قصر أش إلى مِكناسة يومان. قلت ولا أدري قصر أش هو وادي أش أو غيره.


أشطَاط: بالفتح والطاآن مهملان يجوز أن يكون جمع شط وهو البعد أو جمع. الشطط وهو الجور ومُجَاوَزَة القَدر وغَدير الأشطاط. قريب من عسُفان. قال عبيد الله بن قيس الرقيات.

لم تكلم بالجَلهتـين الـرسـومُ

 

حادث عهد أهلهـا أم قـديمُ

سَرَف منزل لسَلمَةَ فالـظـه

 

ران منا منازل فالـقـصـيم

فغدير الأشطاط منها مـحَـل

 

فبعسفَانَ منـزل مـعـلـومُ

صدَرُوا ليلة أنقَضى الحج فيهِم

 

حُرة زَانـهَـا أغـر وسـيم

يحمي أهلها النفوس علـيهـا

 

فعلى نحرها الرُقَى والتمـيمُ

 

الأشعَر: بالفتح ثم السكون وفتح العين المهملة وراء. الأشعرُ والأقرَعُ جبلان معروفان بالحجاز. قال أبو هريرة خيرُ الجبال أحد والأشعر ووَرِقانُ وهي بين مكة والمدينة، وقال ابن السكيت الأشعر: جبل جُهينة يَنحدر على يَنبعَ من أعلاه، وقال نصر: الأشعر والأبيض جبلان يشرفان على صَبوحة وحُنين والأشعر والأجرد جبلا جهينَةَ بين المدينة والشام.


الأشفَارُ: بالفاء كأنه جع شُفر وهو الحد. بلد بالنجد من أرض مهرة قرب حضرموت بأقص اليمن له ذكر في أخبار الردة.


أشفند: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء وسكون النون ودال مهملة. كورة كبيرة من نواحي نيسابور قصبتها فَرهاذجرد أول حدودها مرجُ الفضاء إلى حد زَوزَن والبوزجَان وهي ثلاث وثمانون قرية لها ذكر في خبر عبد الله بن عامر بن كُرَيز أنه نزلها في عسكره فأدركهم الشتاءُ فعادوا إلى نيسابور.


أشفُورقان: من قرى مرو الروذ والطالقان فيما أحسب. منها عثمان بن أحمد بن أبي الفضل أبو عمر الأشفورقاني الحُضري كان إماماً فاضلاً حسن السيرة جميل الأمر وكان إمام جامع أشفورقان سمع أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب السنجَري وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني الفقيه وأبا جعفر محمد بن محمد بن الحسن الرَابي. قال أبو سعد: قرأت عليه بأشفورقان عند مُنصَرَفي من بلخ وكانت ولادته تقديراً سنة 471 ووفاته في سنةِ 549ْ الإشفيان: تثنية الإشفي الذي يخرزُ به. ظَرِبان يكتنفان ماءً يقال له الظبيُ لبني سُليم.


أشقَاب: بالفتح ثم السكون وقاف وألف وباء موحدة. موضع في قول اللهبي:

فالهاوَتان فكبكَب فجـتـاوب

 

فالبوصُ فالأفراع من أشقاب

 

أشقَالِية: بالفتح واللام مكسورة وياء خفيفة. إقليم من نواحي بطليوس من نواحي الأندلس.


أشقَرُ: أشقَرُ وشقراءُ. من قرى اليمامة لبني عدي بن الرباب.


الأشق: القاف مشددة. موضع في قول الأخطَل يصف سَحاباً.

باتَتْ يمانيةُ الرياح تـقـوده

 

حتى استقاد لها بغير حبال

في مُظْلِمٍ غَدَقِ الرباب كأنما

 

يسقي الأشق وعالجاً بدوالي

 

أشقُوبل: بالضم ثم السكون وضم القاف والواو ساكنة وباء موحدة مضمومة ولام. مدينة في ساحل جزيرة صقلية.


أشِقَةُ: القاف مفتوحة. مدينة مشهورة بالأندلس متصلة الأعمال بأعمال بَربَطانية في شرقي الأندلس ثم في شرقي سرقسطة وشرقي قرطبة وهي مدينة قديمة أزلية متقنة العمارة هي اليوم بيد الإفرنج ولها حصون ومعاقل تذكر في مواضعها إن شاء الله تعالى.


أشكابس: بالفتح وفتح الكاف وبعد الألف باء موحدة مضمومة وسين مهملة. حصن بالأندلس من أعمال شنتمرية.


إشكَرب: بالكسر وراء ساكنة وباء موحدة. مدينة في شرقي الأندلس. ينسب إليها أبو العباس يوسف بن محمد بن فازو الإشكربي ولد بإشكرب ونشأ بجيان فانتسب إليها وسافر إلى خراسان وأقام ببلخ إلى أن مات بها في سنة 548.


أشكُرُ: بالفتح وضم الكاف. قرية من قرى مصر بالشرقية وبمصر أيضاً أسكر ذكرتُه.


إشكَنوَار: بالكسر وفتح الكاف وسكون النون وواو وألف وراء، بلد بفارس. أشكَورانُ: بالفتح وضم الكاف وواو ساكنة وراء وألف ونون. من قرى أصبهان. قال أبو طاهر محمد أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن إبرُوية الأشكوراني قدم علينا أصبهان وقرأتُ عليه وسألته عن مولده فقال سنة 417 وتوفي سنة 493. قال وأشكوران من ضياع أصبهان وقال أخبرني جدي أبو أمي أبو نصر منصور بن محمد بن بَهرام.


أشكُونيَة: بكسر النون وياء مفتوحة. من نواحي الرُوم بالثغر غزاها سيف الدولة بن حمدان. فقال شاعره أبو العباس: الصفري وشدد الياء ضرورةً.

وحلت بأشكونية كـل نـكـبة

 

ولم يك وَفد الموت عنها بناكب

جَعَلْتَ رُباها للخَوَامع مَرتَـعـاً

 

ومن قبل كانت مَرتعاً للكواعب

 

إشكيذَبَانُ: بكسر أوله والكاف وياء ساكنة وفتح الذال المعجمة وباء موحدة وألف ونون. قرية بين هراة وبُوشَنج. ينسب إليها الإمام أبو العباس الإشكيذباني، وأبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسين الإشكيذباني سمع بِهَمذان من أبي الفضل أحمد بن سعد بن حتان ومن أبي الوقْت عبد الأول السجزي ومات بمكة في حدود سنة 590.


أشكيشَانُ: بالفتح وكسر الكاف وياء ساكنة وشين أخرى معجمة وألف ونون. من قرى أصبهان. منها أبو محمد محمود بن محمد بن الحسن بن حامد الإشكيشاني حدث عن أبي بكر بن رَنْدَة وغيره.


أشلاَءُ اللحَام: أشلاء جمع شِلو وهي الأعضاءُ من اللحم وبنو فلانَ أشلاء في بني فلان أي بقايا فيهم واللحام بكسر اللام والحاء المهملة. اسم موضع.


الأشلُ: جبل في ثغور خراسان غزاه الحكم بن عمرو الغفاري.


إشلِيمُ: بالكسر ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وميم. كورة أو قرية بحوف مصر الغربي.


أشمَذَانِ: بفتح أوله والميم والذال معجمة مفتوحة وألف ونون مكسورة بلفظ التثنية. يقال شَمَذَت الناقة بذنبها إذا رفعتهُ ويقال للنخل شُمذ لأنهن يرفعنَ أذنابهن، وقيل في قول رزاح بن ربيعة العُذري أخي قُصي لأمه:

جَمعنَا من السر من أشمذَين

 

ومن كل حي جمعنا قبيلا

 

وقيل. أشمذان ها هنا جبلان وقيل قبيلتان، وقال نصر: أشمذان تثنية أشمذا جبلان بين المدينة وخَيبر تنزلهما جُهَينةُ وأشجعُ.


إشمِنت: بكسر الميم وسكون النون وتاء مثناة. قرية بالصعيد الأدنى غربي النيل وقيل إنها إشنمت النون قبل الميم.


أشمُوم: بضم الميم وسكون الواو. اسم لبلدتين بمصر يقال لإحداهما أشمُوم طَناح وهي قرب دمياط وهي مدينة الدفهَلية والأخرى أشموم الجُرَيسات بالمنوفية - طَناح - بفتح الطاء والنون- والجُرَيسات - بضم الجيم وفتح الراء وياء ساكنة وسين مهملة وألف وتاءِ مثناة. أشمُون: بالنون وأهل مصر يقولون الأشمُونين. وهي مدينة قديمة أزَلية عامرة آهلة إلى هذه الغاية وهي قصبة كورة من كُوَر الصعيد الأدنى غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها وهو أشمن بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح قالوا قسم مصر بن بيصر نواحي مصر بين ولده فجعل لابنه أشمن من أشمون فما دونها إلى منف في الشرق والغرب وسكن أشمنُ أشمونَ فسميت به. ينسب إليه جماعة. منهم أبو إسماعيل ضمام بن إسماعيل بن مالك المعافري الاشمُوني مات بالإسكندرية سنة 185، وهَجَيعُ بن قيس الحارثي يروي عن حَوثَرَة بن مُسهِر وعن حُذَيفة بن اليمان روى عنه عبد العزيز بن صالح وسعيد بن راشد وعبد الرحمن بن رزين وخَلاّد بن سليمان. قال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بنِ يونس الحافظ وكان يعني هَجَنعاًَ يسكن الأشمُون من صعيد مصر وأحسبه من ناقلة الكوفة وذكره أبو سعد السمعاني كما ذكره ابن يونس سواءً إلا أنه وَهِمَ في موضعين أحدهما أنه قال قيس بن الحارث وإنما هو الحارثي وقال هو من أهل أشموس قال آخره سين مهملة هذا لفظه قرية من صعيد مصر وإنما هو أشمونين.


أشمُونيث: بكسر النون وياء ساكنة وثاء مثلثة. عين في ظاهر حلب قي قبلتها تَسقي بستاناً يقال له الجوهري وإن فضل منها شيء صب في قُوَيق. ذكره منصور بن مسلم بن أبي الخُرجَين يتشوق حَلَب:

أيا سائق الأظعان من أرض جَوشَن

 

سَلِمتَ ونلتَ الخِصْبَ حيث تَـرُودُ

أبِن لي عنها تَشفِ ما بي من الجَوَى

 

فلم يشف ما بـي عـالـجٌ وزَرُودُ

هل العَوَجَانُ الغَمرُ صافٍ لـوَارِدٍ

 

وهل خَضمته بالخَـلُـوق مُـدُودُ

وهل عينُ أشمونيث تجري كمُقلتي

 

عليها وهل ظِلُّ الجِـنـان مـديدُ

إذا مَرِضَتْ وَدت بأن تُـرَابَـهـا

 

لها دون أكحـال الأسَـاة بَـرُودُ

ومَن جَربَ الدنيا على سُوءِ فعلِها

 

يَعيبُ ذميمَ العَيش وهو حـمـيدُ

إذا لم تَجِد، ما تَبتغيه فخُضْ بهـا

 

غِمَارَ السُرَى أم الطِلابِ وَلُـودُ

 

أشمِيُون: الميم مكسورة وياء مضمومة وواو ساكنة ونون. من قرى بُخارى وقيل محلة. ينسب إليها أبو عبد الله حاتم بن قديد الأشميوني من شيوخ محمد بن إسماعيل البخاري.


أشنَاذجِرد: نون وألف وذال معجمة ساكنة وجيم مكسورة وراء ودال مهملة قرية، نسب إليها السلفي أبا العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الأشناذجردي، وقال أنشدني بنهاوند:

فؤادي منك مُنصدع جـريحُ

 

ونفسي لا تموتُ فتَستـريحُ

وفي الأحشاء نارٌ ليس تُطفَى

 

كأن وَقودَها قَصـب وريحُ

 

أشنَانبِرت: الألف والنون الثانية ساكنتان وباء موحدة مكسورة وراء ساكنة وتاء مثناة. من قرى بغداد. منها أبو طاهر إسحاق بن هبة الله بن الحسن الأشنانبرتي الضرير حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الغنوي الرقي بالخطب النباتية وعن غيره وسكن دمشق إلى حين وفاته. روى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صَصري التغلبي الدمشقي في معجمه وكان حياً في سنة 592.


الأشنَانُ: بالضم وهو الذي تغسل به الثياب قَنطرَةُ الأشنان. محلة كانت ببغداد. ينسب إليها محمد بن يحيى الاشناني روى عن يحيى بن معين حدت عنه سعيد بن أحمد بن عثمان الأنماطي و غيره وهو الذي في عداد المجهولين.


أشَندُ: بفتحتين ثم السكون ودال مهملة. قرية من قرى بلخ.


أشنُه: بالضم ثم السكون وضم النون وهاء مَحضَة. بلدة شاهدتُها في طرف أذربيجان من جهة إربل بينها وبين أرمية يومان وبينها وبين إربل خمسة أيام وهي بين إربل وأرمية ذات بساتين وفيها كُمثرَى يفضل على غيره يُحمَل إلى جميع ما يجاورها من النواحي إلا أن الخراب فيها ظاهر وكان وُرُودي إليها مجتازاً من تبريز سنة 617. نسب المحدٌثون إليها جماعة من الرواة على ثلاثة أمثلة أشنَاني كذا نسبوا أبا جعفر محمد بن عمر بن حفص الأشناني الذي روى عنه أبو عبد الله الغُنجاري وهو منها قاله محمد بن طاهر المقدسي قال رأيتهم ينسبون إلى هذه القرية الاشنُهي ولكن هكذا نسبه أبو سعد الماليني في بعض تخاريجه. قال وربما قالوا بالهمزة بعد الألف قالوا الأشناني على غير قياس. وإليها ينسب الفقيه عبد العزيز بن علي الأشنُهي الشافعي تفقه على أبي إسحاق إبراهيم بن علي الفيروزابادي وسمع الحديث من أبي جعفر بن مسلمة وصنف مختصراً في الفرائض جَودهُ.


إشنين: بالكسر والنون أيضاً وياء ساكنة ونون أخرى والعامة يقول إشني. قرية بالصعيد إلى جنب طُنبُذَى على غربي النيل وتسمى هذه وطنبذى العَرُوسَين لحُسنهما وخِصبهما وهما من كورة البهنسا.


أشُوقَة: بالضم ثم الضم وسكون الواو وقاف وهاء. بلدة بالأندلس. ينسب إليها أحمد بن محمد بن مَرحَب أبو بكر الأشوِقي فقيه مُفْتِ وله سماع من أبي عبد الله بن دُليم وأحمد بن سعد ومات سنة 370 قاله أبو الوليد بن الفرضي.
أشُوفة: بالنون مكان القاف. حصن بالأندلس من نواحي إستِجهَ وعن السلفي أشونة حصن من نظر قرطبة. منه الأديب غانم بن الوليد المخزومي الأشوني وهو الذي يقول فيما ذكر السلفي:

ومن عَجَب أني أحِـن إلـيهـم

 

وأسألُ عنهم مَنْ لقيت وهم معي

وتَطلبهم عيني وهم في سوادهـا

 

ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلُعي

 

 أشيَحُ: بالفتح ثم السكون وياء مفتوحة وحاء مهملة. اسم حصن منيع عالٍ جداً في جبال اليمن. قال عُمارة اليمني حدثني المقرىءُ سَلمان بن ياسين وهو من أصحاب أبي حنيفة قال بِتُ في حصن أشيَحَ ليالي كثيرة وأنا عند الفَخر أرَى الشمس تَطلع من المشرق وليس لها من النور شيء وإذا نظرت إلى تهامة رأيتُ عليها من الليل ضباباً وَطَخاءً يمنع الماشي من أن يعرف صاحبه من قريب وكنت أظن ذلك من السحاب والبُخار وإذا هو عقابيل الليل فأقسمتُ أن لا أصلي الصبح إلا على مذهب الشافعي لأن أصحاب أبي حنيفة يؤخرون صلاة الصبح إلى أن تكاد الشمس أن تطلع على وِهاد تهامة وما ذاك إلا لأن الشرق مكشوف لأشيَح من الجبال لعلو ذِروَته. وقال أبو عبد الله الحسن بن قاسم الزبيدي يمدح الراعي سبأ بن أحمد الصلحي وكان منزله بهذا الحصن:

إن ضَامَك الدهرُ فاستعصم بأشيَحَ أو

 

إن نابَك الدهرُ فاستمطرُ بَنانَ سبـا

ما جاءه طالب يَبغِـي مَـوَاهـبَـهُ

 

إلا وأزْمَعَ منه فَـقْـرُهُ هَـرَبـا

بني المظفر ما امتُدت سماءُ عُـلاً

 

إلا وألقِيتُمُ في أفقِـهـا شُـهُـبـا

 

أشِير: بكسر ثانيه وياء ساكنة وراء. مدينة في جبال البربر بالمغرب في طرف إفريقية الغربي مقابل بَجِايةَ في البر، كان أول من عمرها زِيرِي بن مَناد الصنهاجي وكان سيد هذه القبيلة في أيامه وهو جد المعز بن باديس وملوك إفريقية بعد خروج الملقب بالمعز منها وكان زيري هذا في بدء أمره يسكنُ الجبال ولما نَشأ ظهرَت منه شجاعة أوجَبَتَ له أن اجتمع إليه طائفة من عشيرته فأغار بهم على من حوله من زناتة والبربر ورُزِق الظفرَ بهم مرة بعد مرة فعظُمَ جمعه وطالبته نفسُه بالإمارة وضاق عليه وعلى أصحابه مكانُهم فخرج يرتاد له موضعاً ينزله فرَأى أشيرَ وهو موضع خالِ وليس به أحد مع كثرة عيونه وسعة فضائه وحُسن منظره فجاء بالبنائين من المدن التي حوله وهي المَسيلة وطُبنَة وغيرهما وَشَرَعَ في إنشاءِ مدينة أشير وذلك في سنة 324 فتمت على أحسن حال وعمل على جبلها حصناً مانعاً ليس إلى المتحصن به طريق إلا من جهة واحدة تَحميه عشرة رجال وحَمى زيري أهل تلك الناحية وزرع الناس فيها وقَصَدَها أهل تلك النواحي طلباً للأمن والسلامة فصارت مدينة مشهورة وتملكها بعده بنو حَماد وهم بنو عم باديس واستولوا على جميع ما يجاورها من النواحي وصاروا ملوكاً لا يُطُون أحداً طاعةً وقاوَموا بني عَمهم ملوكَ إفريقية اَل باديس، ومن أشير هذه الشيخ الفاضل أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري إمام أهل الحديث والفقه والأدب بحَلَبَ خاصة وبالشام عامةً استدعاه الوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هُبيرة وزير المقتفي والمستنجد وطلبه من الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي فسيره إليه وقرأ كتاب ابن هبيرة الذي صنْفه وسماه الإيضاح في شرح معاني الصحاح بحضوره وجَرَتْ له مع الوزير منافرة في شيءٍ اختلفا فيه أغضبَ كل واحد منهما صاحبه ورَدِفَ ذلك اعتذار من الوزير وبَره براً وافراً ثم سار من بغداد إلى مكة، ثم عاد إلى الشام فمات في بقاع بعلبك في سنة 561.


أشَيقِر: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وكسر القاف وراء. واد بالحجاز. قال الحفصي الأشيقر جبل باليمامة وقرية لبني عكل. قال مُضَرس بن ربعي.

تحَملَ من وادي أشيقر حاضرُة

 

وألوَى بريعان الخيام أعاصِرُه

ولم يبقَ بالوادي لأسماء منـزل

 

وحوراءُ إلا مُزمِنُ العهد دائرُه

ولم يَنقُصِ الوسِميُ حتى تنكَرَت

 

معالمُهُ واعتَم بالنبت حاجـرُهُ

فلا تهلكن النفس لَؤماً وحسـرَةً

 

على الشيء سداه لغَيرك قادرُه

 

الأشيَمَانِ: بالفتح ثم السكون تثنية أشيَم. موضعان وقيل حَبلاَن بالحاء المهملة من رمل الدهناءِ وقد ذكرهما ذو الرمة في غير موضع من شعره ورواه بعضهم الأشامان وقد تقدم قول ذي الرمة:

كأنها بعد أحوال مَضَينَ لها

 

بالأشيَمَين يمان فيه تسهيمُ

 

وقال السكري الأشيمان في بلاد بني سعد بالبحرين دون هَجَرَ.


الأشيَمُ: واحد الذي قبله وياؤه مفتوحة وهو في الأصل الشيء الذي به شامة، وهو موضع غير الذي قبله والله أعلم.


 أشي: بالضم ثم الفتح والياءُ مشددة. قال أبو عبيد السكوني من أراد اليمامة من النباج سار إلى القَرَيتَين ثم خرج منها إلى أشَي وهو لعَدِي الرِباب وقيل هو للأحمال من بلعَدَوية، وقال غيره: أشي موضع بالوَشم والوشم واد باليمامة فيه نخل وهو تصغير الأشاء وهو صغار النخل الواحدة أشاءة، وقال زياد بن مُنقذ التميمي أخو المَرار يذكره:

لا حبذا أنت ياصنعاء ُمـن بـلـد

 

ولا شَعُوبُ هَوى منْي ولا نُـقُـمُ

وحبذا حين تُمسيِ الـريحُ بـاردةً

 

وادي أشي وفتيان بـه هُـضُـمُ

الواسعون إذا ما جَـر غـيرُهـم

 

على العشيرة والكافون ما جَرَمُوا

والمُطعمون إذا هَبـتْ شـآمـية

 

وباكَرَ الحي في صُرادها صـرَمُ

لم ألقَ بعدَهم حيا فـأخـبـرهـم

 

إلا يزيدهـم حـبـا إلـي هُـمُ

وهي قصيدة شاعر في اختبار أبي تمام أنا أذكره بمشيئة الله وتوفيقه في صنعاءَ، وقال عَبدَة بن الطبيب هذه الأبيات:

إن كنتَ تجهل مسعاتي فقد علمت

 

بنو الحُوَيرث مَسعاتي وتَكراري

والحي يومَ أشـي إذ ألـم بـهـم

 

يوم من الدهر إن الدهر مَـرارُ

لولا يجوده الحـي الـذين بـهـا

 

أمسَى المَزَالف لا تَذكو بها نـارُ

- والمزالف - ما دنا من النار. قال نصر بن حماد  الأشاءة همزته منقلبة عن ياء لأن تصغيره أمشَع بلفظ اسم هذا الموضع وقد خالفه سيبَويه في ذلك وحَكَينا كلام أبي الفتح بن جنْي في ذلك في أشاءَة ونتبِعهُ بحكاية كلامه في أشَي ههنا. قال قال لي شيخنا أبو علي قد ذهب قوم إلى أن أشياء من لفظ أشَي هذا فهي على هذا فعلاء لا أفعال ولا أفعلاء ولا لفعاءُ ولامه مجهولة وهي تحتمل الحرفَين الهمزة والياء كأنها أغلب على اللام ولا يجوز على هذا أن يكون أشُي من لفظ وشِئت بهمزة لامه لانضمامها كأجوه وأقْنَة لقولهم أشياء بالهمز ولو كان منه لوَجَبَ وَشيَاءُ لانفتاح الهمزة ولا تقِيسُ على أحدِ وأناة لقلته وينبغي لأشي أن يكون مصروفاً فإن ظاهر أمره أن يكون فعَيلاً وفُعَيل أبداً مصروف عربياً كان أو عجمياً، وقد رُوي أشَيُ هذا غير معروف ولا أدفع أن يكون هذا جائزاً فيه وهو أن يكون تحقير أفعل من لفظ شَوَيتُ حُقرَ وهو صفة فيكون أصلُه أشوَى كأحوَى حُقرَ فحُذِفَت لامُه كحذف لام أخوَى، وأما قياس قول عيسى فينبغي أن يُصرَفَ وإن كان تحقير أفعل صفة ولو كان من لفظ شَوَيت لجاز فيه أيضاً أشيَو كما جاز من أحا أحيَو غير أن ما فيه من علمية يُسجله فيَحظرُ عليه ما يجوز فيه في حال إشاعته وتنكيره وقد يجوز عندي في أشَي هذا أن يكون من لفظ أشاءة فاؤه ولامه همزتان وعينُه شين فيكون بناؤه من أشءَ وإذا كان كذلك احتمل أن يكون مكبرُهُ فعلاً كأنه أشاء أحد أمثلة الأسماء الثلاثية العشرة غير أنه حُقرَ فصار تقديره أشيء كأشِيع ثم خففت همزته بأن أبدلت ياءً وأدغمت فيها ياءُ التحقير فصار أشِي كقولكم في تحقيركم مع تخفيف الهمزة كَمِي وقد يجوز أن يكون أشي من قوله وادي أشَي تحقير أشيا أفعَل من لفظ شأؤتُ أو شأيتُ حُقر فصار أشِيء كأعيم ثم خففت همزته فأبدلت ياءً وأدغمت ياءُ التحقير فيها كقولك فيم تخفيف تحقير رأس أرُوس فاجتمعت معك ثلاث ياآت ياءُ التحقير والتي بعدها بدلاً من الهمزة ولام الفعل فصارت إلى أشي ومَن حَذَفَ من آخر تحقير أحوَى فقال أحي مصروفاً أو غير مصروف من هذه الياآت الثلاث في أشي شيئاً وذلك أنه ليس معه في الحقيقة ثلاث ياآت ألا تعلم أن الياء الوسطى إنما هي همزة مخففة والهمزة المخففة عندهم في ُحكم المحققة فكما لا يلزم الحذف معِ تخفيف الهمزة في أشَي من قولك هذا أشَي ورأيت أشيا كذلك لا يُحذف في أشي أو لا تعلم أنك إن حقرت بريء اسم رجلٍ في قياس قول يونس في رد المحذوف ثم خففت الهمزة لزمك أن تقول هذا بُري فتجمع بين ثلاث ياآت ولا تحذف منهن شيئاً من حيث كانت الوسطى منهن همزة مخففة وقياس قول العرب في تخفيف رُؤياً رُيا وقول الخليل في تخفيف فعل في أوَيت أوىَ وقول أبي عثمان في تخفيف الهمزتين معاً من مثال إفعَوعلتَ من وَأيتُ إوَاوَيتُ أن تحذف حرفاً من آخر أشَي هذا فتقول أشيء مصروفاً أو غير مصروف على خلاف القوم فيه فجرَى عليه غير اللازم مجرَى اللازمِ، وقد يجوز في أشئ أيضاً أن يكون تحقير أشأ وهو فعَلى كأرطى من لفظ أشاة حُقر كأرَيط فصار أشَيا ثم أبدلت همزته للتخفيف ياءَ فصار أشيا واصرفه في هذا ألبته كما تصرف أرَيط معرفةً ونكرةً ولا تحذف هنا ياء كما لم تحذفها فيما قبل لأن الطريقين واحدة لكن من أجاز الحذف على إجراء غير اللازم مجرى اللازم أجاز الحذف هنا أيضاً. قال وفيه ما هو أكثر من هذا ولو كانت مسئلة مفردة لوجب بسطُها وفي هذا ههنا كفاية إن شاء الله تعالى.