حرف الهمزة والألف: باب الهمزة والغين وما يليهما

باب الهمزة والغين وما يليهما

الأغدِرَةُ: جمع غدير الماء وهو ما غادره السيلُ في مستنقع من الأرض نحو جريب وأجربة ونصيب وأنصبة وهو من جموع القلة أغدِرةُ السيدان موضع وراء كاظمة بين البصرة والبحرين يقارب البحر قال المخبل السعدي:

ذَكرَ الربابَ وذِكرُها سُقـمُ

 

فصبَا وليس لمن صبا حِلمُ

وإذا ألم خِيالُهـا طُـرِفَـت

 

عيني فماؤ شؤونها سَجـمُ

وأرى لها داراً بأغدرة السي

 

دان لمٍ يدرس لهـا رسـمُ

إلا رماداً هامـداً دفَـعَـت

 

عنه الرياحَ خوالد سُـحـمُ

 

قال أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثني المازني قال حدثني الأصمعي قال قرأت على أبي عمرو بن العلاء شعر المخبل السعدي فلما بلغتُ إلى قصيدته التي أولها:

ذكر الرباب وذكرها سقمُ فمر فيها

 

وأرى لها داراً بأغدرة السـيدان

 

فقال أبو عمرو قد رابني هذا وكيف يكون هذا المخبل وأغدرة السيدان وراء كاظمة وهذه ديار بكر بن وائل ما أرى هذا الشعر إلا لطرفة قال الأصمعي فلم يزل ذلك في نفسي حتى رأيت أعرابياً فصيحاً من بكر بن وائل ينشد من هذه القصيدة أبياتاً منها هذه:

وتقول عاذلتي وليس لهـا

 

بغدِ ولا ما بعـده عِـلـمُ

إن الثراءَ هو الخُلـود وإن

 

المرء يُكربُ يَومه العـدمُ

ولئن بنيت إلى المُشَقر في

 

هضب تُقَصر دونه العصمُ

لتنقُبن عـنًـي الـمـنـية

 

إن الله ليس لحكمه حُكـمُ

 

أغذُونَ: بفتح الهمزة وسكون الغين وضم الذال المعجمة وسكون الواو ونون من قرى بخارى منها أبو عبد الرحمن حاشد بن عبد الله القصير بن عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن الأغذوني توفي سنة 250، وكان يزعم أنه من ولد الأحنف بن قيس وقد ذكر المدائني أن الأحنف لم يكن له ولد غير بحر وأنه لا عقب له.


الأغرانِ: تثنية الأغر، وهما جبلان من جبال رمل البادية قال الراجز:

وقد قطَعنا الرملَ غير حَبلَين

 

حَبلَى زَرُود وكذا الأغرين

الأغرُ: بطن الأغر بين الخزَيميه والأجفُر على طريق مكة من الكوفة وهو على ثلاثة أميال من الخزيمية وفيه حوض وقباب وحصن. وفي كتاب اللصوص الأغر أبرق أبيض بأطراف العلمين الدنيا التي تلي مطلَع الشمس وبقبلته سبخَة مِلح قال الشاعر:

فيا رب باركِ في الأغر وملحِه

 

وماء السباخ إذ علا القَطِرانُ

 

قال طهمان:

سَقياً لمر تَبعَ تَوَارثه الـبـلـى

 

بين الأغر وبين سود العـاقـر

لعبت بها عُصفُ الرياح فلم تدع

 

إلا رواسي مثل عش الطـائر

وقال نصر الأغر جبل في بلاد طيىء به ماء يسقي نخيلاً يقال لها المنتهب في رأسه بياض.

أغزُونُ: بالزاي من قرى بخارى منها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله بن مُرة بن الأحنف بن قيس الأغزوني جد أبي عبد الرحمن حاشد المذكور قبل في أغذون بالذال المعجمة توفي في حدود سنة مائتين ذكرهما معاً أبو سعد ولا شك أنه لم يتحقق صحة أحدهما فذكرهما معاً أعني أغذون وأغزون و الله أعلم.

أغمات: ناحية في بلاد البربر من أرض المغرب قرب مراكش وهي مدينتان متقابلتان كثيرة الخير ومن ورائها إلى جهة البحر المحيط السوس الأقصى بأربع مراحل ومن سجلماسة ثمان مراحل في بحر المغرب وليس بالمغرب فيما زعموا بلد أجمع لأصناف من الخيرات ولا أكثر ناحية ولا أوفر حظاً ولا خصباً منها تجمع بين فواكه الصرود والجروم وأهلها فرقتان يقال لأحدهما الموسوية من أصحاب ابن ورصند والغالب عليهم جفاء الطبع وعدمُ الرقة والفرقة الأخرى مالكية حشوية وبينهما القتال الدائم وكل فرقة تصلي في الجامع منفردة بعد صلاة الأخرى كذا ذكر ابن حَوقل التاجر الموصلي في كتابه وكان شاهدهما قديماً بعد الثلاثمائة من الهجرة ولا أدري الآن كيف هي فقد تداولتهم عدة دُوَل منها دولة الملثمين وكان فيهم جد وصلابة في الدين، ثم عبد المؤمن وبنوه ولهم ناموس يلتزمونه. وسياسة يقيمونها لا يثبتُ معها مثل هذه الأخلاط والله أعلم، وبين مدينة أغمات ومراكُش ثلاثة فراسخ هي في سفح جبل هناك وهي للمصامدة يُدبَغ بها جلود تفوق جودة على جميع جلود الدنيا وتُحمَل منها إلى سائر بلاد المغرب ويتنافسون فيها وينسب إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن سنان بن عطاءِ الأغماتي المغربي رحل إلى الشرق وأوغَلَ حتى بلغ سمرقند وكان فاضلاً وله شعر حسن منه:  

لَعمرُ الهوَى إنى وإن شطت النـوَى

 

لذو كبدٍ حرى وذو مَدمعٍ سَـكـب

فإن كنتُ في أقصى خراسان ثـاوياً

 

فجسمي في شرق وقلبي في غرب

 

وقال أبو بكر محمد بن عيسى المعروف بابن اللبانة يذكر المعتمد بن عباد صاحب أشبيلية وكان لما أزيل أمره وانتُزع منه مُلكُهُ حمل إلى أغمات فحبس بها

انفُض يدَيك من الدنيا وساكـنـهـا

 

فالأرض قد أقفرت والناس قد ماتوا

وقل لعالَمها الأرضي قد كتـمـت

 

سريرةَ العالم العُلـوي أغـمـاتُ

أغنَاق: بلدة من نواحي تركستان بما وراء النهر تعد من أعمال بناكت وربما قيل لها يغناق في أوله ياء.


أغواث: كان يقال لليوم الأول من أيام القادسية التي قاتل فيها المسلمون الفرس يوم أرماث ويقال لليوم الثاني أغواث ويقال لليوم الثالث يوم عماس وكان اليوم الرابع يوم القادسية وفيه كان الفتح على المسلمين ولاأدري أهذه الأسماء مواضع أم هي عن الرمث والغَوث والعمس، وقال القعقاع بن عمرو يذكر يوم أغواث وكان أول يوم شهده بعد رجوعه من الشام:

لم تعرف الخيل العراب سـواءَنـا

 

عشيةَ أغواث بجنـب الـقـوادس

عشية رُحنا بالـرمـاح كـأنـهـا

 

على القوم ألوان الطيُور الرسارس