باب الهمزة والفاء وما يليهما
أفَاحيص: جمع أفحوص. ناحية باليمامة عن محمد بن إدريس بن أبي حفصة.
الأفاعي: واد قرب القُلزمِ من أرض مصر ذكره في حديث رواه هشام بن عمار. حدثنا البُحتُري بن عُبيد قال هشام وذهبنا إليه إلى القلزم في موضع يقال له الأفاعي. حدثنا أبي قال: حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سموا أسقاطكم فإنها فرَطُكم، قال ابن عساكر قوله إلى القلزم تصحيف عن عبد العزيز وإنما هو إلى القَلِمون قلت: أنا والصواب ما قاله عبد العزيز سألت عنه من راَه وعرفه.
أفَاعِيَةُ: بضم الهمزة، واد يصب من منى، وذكر الحازمي أنه في طريق مكة عن يمين المصعد من الكوفة.
آفَاق: بضم أوله وآخره قاف أفاق وأفَيق، موضعان في بلاد بني يَربوع قرب الخَصِي. كان فيه يوم من أيام العرب قتل فيه عمر بن الجَزُور فارس بكر قَتله مَعدان بن قَعنَب التميمي قال فيه شاعر:
وعَمي يابن حَقة جاء قسراً |
|
إليكم عنوة بابن الجـزور |
وقال عدي بن زيد العِبادي يَصف سحاباً:
أرِقتُ لمُكفَهرز بات فـيه |
|
بوارق يرتقين رؤس شيب |
تَلوحُ المَشرَفيةُ فـي ذُرَاه |
|
وَيجلُوا صُفحَ دَهدار قشيب |
كأن مآتِماً باتَـت عـلـيه |
|
خَضبن مآلياً بدمِ صبـيب |
سقى بطنَ العقيق إلى أفاق |
|
ففاثور إلى لَبَب الكثـيب |
وقال لبيد:
وَلَدَي النعمان مِني موقف |
|
بين فاثور أفاق فالذحـلِ |
الأفاقَةُ: بضم الهمزة، موضع من أرض الحزن قرب الكوفة، وقال المفضل هو ماء: لبني يربوع وكان النعمان بن المنذر يبدو له في أيام الربيع، ويوم الأفاقة من أيامهم وأغار بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني على بني يربوع بالأفاقة فأسروه وهزموا جيشه، فقال العوام أخو الحارث بن هَمام:
قَبحَ الالهُ عصابةَ من وائل |
|
يوم الأفاقة أسلموا بسطاما |
كانت لهم بعُكاظ فَعلَةَ سيءٍ |
|
جعلت على أفواههم أقداما |
وكانت الأفاقة من منازل آل المنذر فلذلك. قال لبيد:
ليبك على النعمان شـرب وقَـينَة |
|
ومُختبطات كالسعَالـى أرامـل |
له الملك في ضاحِي مَعَد وأسلمَتْ |
|
إليه العبادُ كلـهـا مـا يُحـاولُ |
وَوَصفَه بأوصاف كثيرة ثم قال:
فإن أمرأً يرجو الفلاَحَ وقد رأى |
|
سَوَاماً وَحياً بالأفاقة جـاهـلُ |
غداة غَدَوا منها وآزَرَ سَربَهـم |
|
مواكبُ تُحدَى بالغبيط وجامـلُ |
ويوم أجازت قُلةَ الحرن منهـم |
|
مواكبُ تَعلو ذا حُساً وقنـابـل |
وقال لبيد أيضاً:
شهدتُ أنْجيَةَ الأفاقة عـالـياً |
|
كَعبى وأردَاف الملوك شهودُ |
وقال غيره:
ألا قل لدارٍ بالأفاقة أسلـمـي |
|
بحي على شَحط وإن لم تكلمي |
وقالى آخر:
ونحن رَهنا بالإفاقة عـامـراً بما كان بالدرداء رهناً وأبسَلاَ
قلت وربما صحفه قوم فقالوا الأفاقة بفتح الهمزة وإظهار الهاء مثل جمع فقيه.
أفَامِية: مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كُوَر حمص. قال أبو العلاء أحمد بن عبد الله المعَري:
ولولاك لم تسلَم أفامية الردَى |
ويسميها بعضهم فامية بغير همزة، وقرأت في كتاب ألفه يحيى بن جرير المتطبب فقال فيه بنى سلوقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروا وهي حلب.
الأفاهيدُ: قال ابن السكيت: الأفاهيد قُنينات بُلق بقفار خرجان على موطىء طريق الرَبذَة من النخل. قال كثير:
نظرت إليها وهي تُحدى عشيةً |
|
فأتبعتُهم طَرفَيَ حيث تيممـا |
تَرُوع بكناف الأفاهيد غيرهـا |
|
نَعَاماً وحِقْباً بالفدافد صـيمَـا |
ظعائن يَشفين السقيم من الجَوَى |
|
به ويُخبلنَ الصحيح المسلمَـا |
الأفدَاع: بالغين المعجمة. ماءٌ عليه نخل في جبل قطن شرقي الحاجر.
الأفرَاحُونُ: بالحاء المهملة. بليدة من نواحي مصر قرب سحا وكانت قديماً تسمى الأمراحون بالميم.
الأفرَاعُ: موضع حول مكة في شعر الفضل اللهبي
فالهاوتان فكبكب فحُـتـاوبُ |
|
فالبَوصُ فالأفراع من أشقاب |
إفرَاغةُ: بكسر الهمزة والغين معجمة. مدينة بالأندلس من أعمال ماردة كثيرة الزيتون تملكها الأفرنج في سنة 543في أيام علي بن يوسف بن تاشفين الملثم وهي السنة التي مات فيها مَهديهم وهو محمد بن تومَرت.
الأفرَاقُ: بفتح الهمزة عند الأكثرين، وضبطه بعضهم بكسرها وقال الأفراق موضع من أعمال المدينة أفرَانُ: بفتح الهمزة وسكون الفاء وراء وألف ونون قرية من قرى نخشبَ. ينسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد الأفراني الحامدي حدث عنه محمد بن أحمد بن أفريقون الأفراني النسفي من كتاب ابن نُقطةَ أفرَخشُ: بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الراء وسكون الخاء المعجمة والشين معجمة. من قرى بُخارى. منها أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق إبراهيم الأفرخشي البخاري كان رئيس العلماء ومقدمهم ويعرف بالإسماعيلي توفي في شهر رمضان سنة 384.
أفر: بعد الهمزة المفتوحة فاء مضمومة وراء مشددة قال نصر: هو بلد في سواد العراق قريب من نهر جَوبَر.
أفرَعُ: موضع قرب اليمامة لبني نُمير. قال الراعي:
يُسَوقها تَرعِـية ذو عـبـاءَة |
|
بما بين نَقب فالحبيس فأقرَعا |
أفرَنجَةُ: أمة عظيمة لها بلاد واسعة وممالك كثيرة وهم نصارى ينسبون إلى جد لهم واسمه أفرنجش وهم يقولون فَرَنك وهي مجاورة لرومية والروم وهم في شمالي الأندلس نحو الشرق إلى رومية ودار ملكهم نوكَبردَه وهي مدينة عظيمة ولهم نحو مائة وخمسين مدينة وقد كان قبل ظهور الإسلام أول بلادهم من جهة المسلمين جزيرة رودس قبالة الاسكندرية في وسط بحر الشام.
أفرندين: موضع بين الري ونيسابور.
إفرِيقِية: بكسر الهمزة، وهو اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة قبالة جزيرة صقلية وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس والجزيرتان في شماليها فصقلية منحرفة إلى الشرق والأندلس منحرفة عنها إلى جهة المغرب، وسميت إفريقية بإفريقيس بن أبرهة بن الرائش، وقال أبو المنذر هشام بن محمد هو إفريقيس بن صَيفي بن سبأ بن يَشجُب بن يَعرُب بن قحطان وهو الذي اختطها وذكروا أنه لما غزا المغرب انتهى إلى موضع واسع رحيب كثير الماء فأمر أن تُبنَى هناك مدينة فبُنيت وسماها إفريقية اشتق اسمها من أسمه ثم نقل إليها الناسَ ثم نُسبت تلك الولاية بأسرها إلى هذه المدينة ثم انصرف إلى اليمن، فقال بعض أصحابه:
سِرنا إلى المغرب في جَحـفَـل |
|
بكـل قـرم أرَيحـي هُـمـام |
نَسري مع إفريقـيس ذاك الـذي |
|
سادَ بِعِز الـمـلـك أولادَ سـام |
نخوضُ بالفُرسان فيِ مـأتـقـط |
|
يكثُرُ فـيه ضـربُ أًيدِ وهـام |
فأضْحَت البربرُ في مَـقـعَـص |
|
نَحُوُسُهم بالمشرفي الـحُـسـام |
في موؤقف يبقَى لـنـا ذِكـرُهُ |
|
ما غَردَت في الأيك ورقُ الحَمام |
وذكر أبو عبد الله القُضاعي أن إفريقية سميت بفارق بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام وأن أخاه مصر لما حاز لنفسه مصر حاز فارق إفريقية وقد ذكرتُ ذلك متسقاً في أخبار مصر قالوا: فلما اختط المسلمون القيروان خربت إفريقية وبقي اسمها على الصقع جميعه، وقال أبو الريحان البيروني: أن أهل مصر يسمون ما عن أيمانهم إذا استقبلوا الجنوب بلاد المغرب ولذلك سميت بلاد إفريقيه وما وراءها بلاد المغرب يعني أنها فرقَت بين مصر والمغرب فسميت إفريقية لأنها مسماة باسم عامرها، وحدُ إفريقية من طرابلس الغرب من جهة برقة والاسكندرية إلى بجاية وقيل إلى مِليانْه فتكون مسافة طولها نحو شهرين ونصف، وقال أبو عبيد البكري الأندلسي حدُ إفريقية طولها من برقة شرقاً إلى طَنجة الخضراء غرباً وعرضها من البحر إلى الرمال التي في أول بلاد السودان وهي جبال ورمال عظيمة متصلة من الشرق إلى الغرب وفي يُصاد الفَنَك الجيد، وحدث رُواة السير أن عمر بر الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمرو بن العاص لا تدخل إفريقية فإنها مفرقة لأهلها غير متجمعة ماؤها قاسٍ ما شربه أحد من العالمين إلا قسَت قلوبهم فلما افتُتحت في أيام عثمان رضي الله عنه وشربوا ماءها قَسَت قلوبهم فرجعوا إلى خليفتهم عثمان فقتلوه، وأما فتحها فذكر أحمد بن يحيى بن جابر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وأمره بفتح إفريقية وأمده عثمان بجيش فيه مَعبد بن العباس بن عبد المطلب ومروان بن الحكم بن أبي العاص وأخوه الحارث بن الحكم وعبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير بن العوام والمسوَر بن مَخرَمة بن نَوفل بن أَهيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وعبد الله وعاصم ابنا عمر بن الخطاب وبُسر بن أبي أرطأة العامري وأبو ذؤيب الهذلي الشاعر وذلك في سنة 29 وقيل سنة 28 وقيل 27 ففتحها عنوة وقتل بَطريقها وكان يملك ما بين أطرابلس إلى طنجة وغنموا واستاقوا من السبي والمواشي ما قدروا سلبه فصالحهم عظماءُ إفريقية على ثلاثمائة قنطار من الذهب على أن يَكُف عنهم ويخرُجَ من بلادهم فقبل ذلك منهم وقيل إنه صالحهم على ألف ألف وخمسمائة ألف وشرين ألف دينار وهذا يَدُلُ على أن القنطار الواحد ثمانية آلاف وأربعمائة دينار، ورجع ابن أبي سرح إلى مصر ولم يول على إفريقية أحداً فلما قتل عثمان رضي الله عنه عزل علي رضي الله عنه ابن أبي سرح عن مصر وولى محمد بن أبي حُذَيفة بن عُتبة بن ربيعة مصر فلم يُوَتجه إليها أحداً فلما ولي معاوية بن أبي سفيان وولى معاوية بن حُدَيج الشكوني مصر بعث في سنة 50 عُقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط الفهري فغزاها وملكها المسلمون فاستقروا بها واختط مدينة القيروان كما نذكره في القيروان إن شاء الله تعالى ولم تزل بعد ذلك في أيدي المسلمين فوليها بعد عقبة بن نافع زُهِير بن قيس البلَوي في سنة 69 فقتله الروم في أيام عبد الملك فوليها حسان بن النعمان الغساني فعُزِل عنها ووليها موسى بن نُصَير في أيام الوليد بن عبد الملك ثم وليها محمد بن يزيد مولى قريش في أيام سليمان بن عبدالملك سنة 99 ثم وليها إسماعيل بن عبد الملك بن عبد الله بن أبي الهواجر مولى بني مخزوم من قبل عمر بن عبد العزيز ثم وليها يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج من قبل يزيد بن عبدالملك ثم عزله وولى بشر بن أبي صفوان في أول سنة 103 ثم وليها عبيدة بن عبد الرحمن السلمي ابن أخي أبي الأعور السلمي فقدمها في سنة 110 من قبل هشام بن عبد الملك ثم عزله هشام وولى مكانه عبد الله بن الحبحاب مولى بني سلول ثم عزله هشام في سنة 123 وولى كلثوم بن عياض القشيري فقتله البربر فولى هشام حنظلة بن صفوان الكلبي سنة 124 ثم قام عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري وأخرج حنظلة عن إفريقية عنوةً ووليها وأثر بها آثاراً حسنة وغزا صقلية وكان الأمر قد انتهى إلى مروان بن محمد فبعث إليه بعَهده وأقره على أمره وزالت دولة بني أمية وعبد الرحمن أمير وكتب إلى السفاح بطاعته فلما ولي المنصور خلع طاعته ثم قتله أخوه إلياس بن حبيب غيلَةً في منزله وقام مقامه ثم قُتل إلياس وولي حبيب بن عبد الرحمن فقُتل ثم تغلب الخوارج حتى ولى المنصور محمد بن الأشعت الخزاعي فقدمها سنة 144 فجَرت بينه وبين الخوارج حروب ففارقها ورجع إلى المنصور فولى المنصور الأغلب بن سالم بن عِقال بن خَفاجة بن عبد الله بن عباد بن مُحرث وقيل مُحارب بن سعد بن حَرَام بن سعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم فقدمها في جمادى الآخرة سنة 148 وجَرَت له حروب قتل في اَخرها في شعبان سنة155 وبلغ المنصور فولى مكانه عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صُفْرة أخا المهلب المعروف بهزارمَرد فقدمها في صفر سنة 151 وكانت بينه وبين البربر وقائع قاتل! فيها حتى قُتل في منتصف ذي الحجة سنة 54 فولاها المنصور يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب فصلحت البلاد بقدومه ولم يزَل عليها حتى مات المنصور والمهدي والهادي ثم مات يزيد بن حاتم بالقيروان سنة 170 في أيام الرشيد واستخلف ابنه داود بن يزيد بن حاتم ثم ولى الرشيد روح بن حاتم أخا يزيد فقدمها وساسها أحسن سياسة حتى مات بالقيروان سنة 174 فولى الرشيد نصر بن حبيب المهلبي ثم عزله وولى الفضل بن روح بن حاتم فقدمها في المحرم سنة 177 فقتله الخوارج سنة 78 فكانت عدة من ولي من آل المهلب ستة نفر في ثمان وعشرين سنة ثم ولى الرشيد هَرثمة بن أيمن فقدمها في سنة 179 ثم استعفى من ولايتها فأعفاه وولى محمد بن مقاتل العكي فلم يستقم بها أمره فإنه أخرج منها وولى إبراهيم بن الأغلب التميمي المقدم ذكره فأقام بها إلى أن مات في شوال سنة 196 وولي ابنه عبد الله بن إبراهيم ومات بها ثم ولى أخوه زيادة الله بن إبراهيم في سنة ا 20 في أول أيام المأمون ومات في رجب سنة 223 ثم ولي أخوه أبو عِقال الأغلب بن إبراهيم ثم مات سنة 226 فولي ابنه محمد بن الأغلب إلى أن مات في محرم سنة 242 فولي ابنه أبو القاسم إبراهيم بن محمد حتى مات في ذي القعدة سنة 249 فولي ابنه زيادة الله بن إبراهيم إلى أن مات سنة 250 فولي ابن أخيه محمد بن أحمد إلى أن مات سنة 261 فولي أخوه إبراهيم بن أحمد وكان حسن السيرة شَهماَ فأقام والياً ثمانياً وعشرين سنة ثم مات في ذي القعدة سنة 289 فولي ابنه عبد الله بن إبراهيم بن أحمد فقتله ثلاثة من عبيده الصقالبة فولي ابنه أبو نصر زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم فدخل أبو عبد الله الشيعي فهرب منه إلى مصر وهو آخرهم في سنة 296 فكانت مدة ولاية بني الأغلب على إفريقية مائة واثنتي عشرة سنة وولي منهم أحد عشر ملكاً، ثم انتقلت الدولة إلى بني عبيد الله العلوية فوليها منهم المهدي والقائم والمنصور والمعز حتى ملك مصر وانتقل إليها في سنة 362 واستمرت الخطبة لهم بإفريقية إلى سنة 407 ثم وليها بعد خروج المعز عنها يوسف الملقب بُلُكين بن زِيري بن مناد الصنهاجي باستخلاف المعز إلى أن مات في ذي الحجة سنة 373 ووليها ابنه المنصور إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة 386 ووليها ابنه باديس إلى أن مات في سلخ ذي القعدة سنة 406 ووليها ابنه المعز بن باديس وهو الذي أزال خطبة المصريين عن إفريقية وخطب للقائم بالله وجاءَته الخلعة من بغداد وكاشف المستنصر الذي بمصر بخلع الطاعة وذلك في سنة435 وقتل من كان بإفريقية من شيعتهم فسلط البازُوري وزير المستنصر العَرَب على إفريقية حتى خربوها ومات المعز في سنة 453 وقد ملك سبعاً وأربعين سنة ووليها ابنه تميم بن المعز إلى أن مات في رجب سنة 501 ووليها ابنه يحيى بن تميم حتى مات سنة 559 ووليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات في سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي وفي أيامه أنفذ رجار صاحب صقلية من ملك المهدية فخرج الحسن منها ولحق بعبد المؤمن بن علي وملك الأفرنج بلاد إفريقية وذلك في سنة 543 وانتقضت دولتهم وقد ولى منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة وملك الأفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن فاستنقذها منهم في يوم عاشوراء سنة 555 وولى عليها أبا عبد الله محمد بن فرج أحد أصحابه ورَتبَ معه الحسن بن علي بن يحيى بن تميم وأقطعه قريتين ورجع إلى المغرب وهي الآن بيد الوُلاة من قبل ولده فهذا كافٍ من إفريقية وأمرها، وقد خرج منها من العلماء والأئمة والأدباء ما لا يُحصى عددهم منهم أبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنْعم الإفريقي قاضيها وهو أول مولود ولد في الإسلام بإفريقية سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحَبكي وبكر بن سوادة روى عنه سفيان الثوري وعبد الله بن لهيعة وعبد الله بن وهب وغيرهم تكلموا فيه قدم على أبي جعفر المنصور ببغداد قال: كنت أطلب العلم مع أبي جعفر أمير المؤمنين قبل الخلافة فأدخلني يوماً منزله فقدم إلي طعاماً ومُرَيقه من حبوب ليس فيها لحم ثم قدم إلي زبيباً ثم قال: يا جارية عندك حَلواءُ قالت: لا، قال: ولا التمر قالت: ولا التمر، فاستلقى ثم قرأ هذه الآية: "عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون" الأعراف: 129، قال فلما ولي المنصور الخلافة أرسل إلي فقدمتُ عليه فدخلت والربيع قائم على رأسه فاستدناني وقال: يا عبد الرحمن بلغني أنك كنتَ تَفِدُ إلى بني أمية قلتُ: أجل قال: فكيف رأيت سلطاني من سلطانهم وكيف ما مررت به من أعمالنا حتى وصلتَ إلينا قال: فقلت: يا أمير المؤمنين رأيتُ أعمالاً سيئة وظلماً فاشياً ووالله يا أمير المؤمنين ما رأيت في سلطانهم شيئاً من الجور والظلم إلا ورأيته في سلطانك وكنتُ ظننته لبعد البلاد منك فجعلتُ كلما دنوتُ كان الأمر أعظم أتذكرُ يا أمير المؤمنين يوم أدخلتني منزلك فقدمتَ إلي طعاماً ومريقه من حبوب لم يكن فيها لحم ثم قدمت زَبيباً ثم قلت: يا جارية عندك حلواء قالت: لا قلت: ولا التمر قالت: ولا التمر فاستقليتَ ثم تلوت: "عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون فقد والله أهلك عدوك واستخلفك في الأرض ما تَعمَلُ قال: فنكس رأسه طويلاً ثم رفع رأسه إلي وقال كيف لي بالرجال قلتُ: أليس عمر بن عبد العزيز كان يقول إن الوالي بمزلة السوق يُجلَب إليها ما ينفُقُ فيها فإن كان بَرا أتوه ببرهم وإن كان فاجراً أتوه بفجورهم فأطرق طويلاً فأومأ إلي الربيع أن أخرج فخرجتُ وما عدت إليه، وتوفي عبد الرحمن سنة 156، وينسب إليها أيضاً سحنون بن سعيد الإفريقي من فقهاء أصحاب مالك جالس مالكاً مدة وقدم بمذهبه إلى إفريقية فأظهرَهُ فيها وتوفي سنة 251 وقيل سنة 240.
أفسُوس: بضم الهمزة وسكون الفاء والسينان مهملتان والواو ساكنة بلد بثغور طرسوس يقال إنه بلد أصحاب الكهف.
أفشنة: بفتح الهمزة وسكون الفاء والشين معجمة مفتوحة ونون وهاء من قرى بخارى.
أفشوَان: بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الشين وواو وألف ونون من قرى بُخارى على أربعة فراسخ منها، والمشهور بالنسبة إليها أبو نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أسد بن كامل بن خالد الأفشواني.
الأقشُولية: بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الشين وسكون الواو وكسر اللام وياء مشددة قرية في غربي واسط بينها وبين البلد نحو ثلاثة فراسخ. ينسب إليها حنشي بن محمد بن شُعيب أبو الغنايم النحوي الضرير متأخر مات في ذي القعدة سنة. 565.
أفشِيرَقان: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الشين وياء ساكنة وراء وقاف وألف ونون. قرية بينها وبين مرزوَ خمسة فراسخ. منها أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم الإفشيرقاني الفقيه الشافعي كان عالماً بالأنساب والكتابة.
الأفقُوسية: اسم مدينة جزيرة قبرس وهو تعريب أفقديون بالرومية معناه خير موضع خبرني بذلك رجل عربي من أهل قبرس.
أفكان: قالوا: هو اسم مدينة كانت ليَعلَى بن محمد، ذات أرحية وحمامات وقصور.
الأفلاَج: جمع فَلَج بالتحريك، وقد ذكر في موضعه من هذا الكتاب مبسوطاً وهو باليمامة. قال امرؤ القيس:
بعَينَي ظُعنُ الحي لما تحـمـلـوا |
|
على جانب الأفلاج من بطن تيمَرَا |
أفلاَطنُس: حصن عظيم عال مشرف جداً من أعمال جبل وَهَرَاً وهو من أعمال حلب الغربية. أفلُوغوييَا: بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم اللام وسكون الواو وغين معجمة وواو أخرى ساكنة ونون وياء وألف. مدينة كبيرة من بلاد الأرمن من نواحي أرمينية ولا يُعرف أنها خرج منها فاضل قط ولهذه المدينة رستاق وقلاع حصينة منها قلعة يقال لها وَريمَان في وسط البحر عن سِن جبل لا ترام وهناك نهر يغُور في الأرض يقال له نهر نصيبين والجُذام يُسرع في أهلها لأن أكثر أكلهم الكِرنبُ والغدد فيهم طبع وفيهم خدمة للضيف وقِرى وحسن طاعة لرُهبانهم حتى إنهم إذا حضرت أحدهم الوِفاة أحضَرَ القس ودفع إليه مالاً واعتَرَفَ له بذنب ذنب مما عمله فيستغفر له القُس ويضمَنُ له الصفح واَلعفوَ عن ذنوبه ويقال إن القس يبسطُ كساءً فكلما ذكر له المريض ذنباً بسط القسُ كفيه فإذا فرغ من إقراره بالذنب ضم إحدى يديه إلى الأخرى كالقابض على الشيء ثم يَطرَحه في التراب فإذا فرغ من إقراره بذنوبه جمع القس أطراف كسائه وخرج أي أنني قد جمعت ذنوبك في هذا الكساء ويذهب فينفُضُ الكساء في الصحراء وهذه سُنة عجيبة غريبة.
إفليج: بكسر الهمزة والجيم. موضع أحسبه باليمن أفلِيلاءُ: بفتح الهمزة قال ابن بشكوال. قرية من قرى الشام ينسب إليها أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص الوزير الأديب الفاضل الأندلسي شرح ديوان أبي الطيب المتنبي. مات في ذي القعدة سنة 441 ومولده في شوال سنة 352 أفوَى: مقصور مفتوح الأول ساكن الثاني. قرية من قرى كورة البهنسا من نواحي الصعيد بمصر.
الأفهار: كأنه جمع فهر من الحجارة موضع في قول طُفيل بن علي الحنفي:
فمنعَرَجُ الأفهار قفر بسابـس |
|
فبطن خُوي ما بروضته شَفَرُ |
أفيح: بضم الهمزة وفتح الفاء بلفظ التصغير عن الأصمعي وغيره يقوله بفتح أوله وكسر ثانيه موضع بنجد قال عروة بن الورد:
أقول له يا مال أمك هـابـل |
|
متى حُبست على أفيح تعقلُ |
بديمومة ما إن يكاد يُرَى بها |
|
من الظمإ الكُومُ الجلالُ تبول |
تنكر آيات البلاد لـمـالـك |
|
وأيقن أن لا شيء فيها يُعولُ |
وقال ابن مُقبل:
وقد جَعَلن أفيحاً عن شمايلها |
|
بانت مناكبُه عنها ولم يبـن |
أفيعية: بالضم ثم الفتح والعين مهملة. منهل لسلَيم من أعمال المدينة في الطريق النجدي إلى مكة من الكوفة أفيق: بلفظ التصغير. موضع في بلاد بني يربوع. يقال أفاق وأفيق قال أبو دُوَاد الإيادي:
ولقد اغتدى يدافع رُكنـي |
|
صُنتُعُ الخُد أيدُ القصرات |
وأرانا بالجزع جزع أفيق |
|
يتمشى كمشية الناقـلات |
أفِيق: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق والعامة تقول فيق تنزل في هذه العقبة إلى الغور وهو الأردُن وهي عقبة طويلة نحو ميلين قال حسان بن ثابت:
لمن الديارُ أقفرتْ بمـعـان |
|
بين أعلى اليرموك فالصمانِ |
فقفا جاسـم فـدار خُـلَـيد |
|
فأفيق فجانبـي تـرفُـلان |
وفي كتاب الشام عن سعيد بن هاشم بن مَرثد عن أبيه قال أخبرونا عن مُنخَل المشجعي قال رأيتُ في المنام قائلاً يقول لي إن أردت أن تدخل الجنة فقل كما يقول مؤذن أفيق قال فسرتُ إلى أفيق فلما أذن المؤذن قمتُ إليه فسألته عما يقول إذا أذن فقال أقول لا إله إلا اللَّه وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخيرُ وهو على كل شيء قدير أشهد بها مع الشاهدين وأحملها عن المجاهدين وأعدها ليوم الدين وأشهد أن الرسول كما أرسل والكتاب كما أنزِل وأن القضاء كما قدر وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعث من في القبور عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله تعالى.
أفي:ِ بالضم ثم الفتح والياء مشددة موضع في شعر نصيب:
ونحن منعنا يوم أولِ نساءنا |
|
ويومَ أفي والأسنة ترعُف |