حرف الهمزة والألف: باب الهمزة والنون وما يليهما

باب الهمزة والنون وما يليهما

أنا: بالضم والتشديد، عدة مواضع بالعراق عن نصر أنا: بالضم والتخفيف والقصر، واد قرب السواحل بين الصلاَ ومديَنَ يطؤه حُجاج مصر وفيه عين يقال لها عين أنى، قال كثير:

يَجتزنَ أودية البُضيع جوازعاً

 

أجوازَ عَينِ أنا فنَعفَ قِبـال

 

وبئر أنا بالمدينة من اَبار بني قريظة وهناك نزل النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من غزوة الخندق وقصد بني النضير عن نصر.


أناخَة: بالخاء المعجمة، جبل لبني سعد بالدهناء.


أنارُ: بضم الهمزة وتخفيف النون وألف وراء بليدة كثيرة المياه والبساتين من نواحي أذربيجان بينها وبين أردبيل سبعة فراسخ في الجبل وأكثر فواكه أردبيل منها معدودة في ولاية بيشكين صاحب أهر وورَاوِي رأيتُها أنا.


أناس: بضم أوله، بلدة بكرمان من نواحي الروذان وهي على رأس الحد بين فارس وكرمان.


أنبَابة: بالضم وتكرير الباء الموحدة. من قرى الري من ناحية دنباوند بالقرب منها قرية تسمى بها.


الأنبارُ: بفتح أوله، مدينة قرب بلخ وهي قصبة ناحية جوزَجان وبها كان مقام السلطان وهي على الجبل وهي أكبر من مَرو الروذ وبالقرب منها ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة وبناؤهم طين وبينها وبين شبورقان مرحلة في ناحية الجنوب، ينسب إليها قوم منهم أبو الحسن علي بن محمد الأنباري روى عن القاضي أبي نصر الحسين بن عبد الله الشيرازي نزيل سجستان روى عنه محمد بن أحمد بن أبي الحجاج الدهستاني الهَرَوَي أبو عبد الله، والأنبار أيضاَ مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ وكانت الفرس تسميها فيروز سابور، طولها تسع وتسعون درجة ونصف وعرضها اثننان وثلاثون درجة وثلثان وكان أول من عمرها سابور بن هُرمُز ذو الأكتاف ثم جددها أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس وبَنى بها قصوراً وأقام بها إلى أن مات، وقيل إنما سمي الأنبَار لأن بخت نصر لما حارب العرب الذين لا خلاق لهم حبسَ الأسراءَ فيه، وقال أبو القاسم الأنبار حد بابل سميت به لأنه كان يُجمع بها أنابرُ الحِنطة والشعير والقت والتبن وكانت الأكاسرة ترزُق أصحابها منها وكان يقال لها الأهراءُ فلما دخلتها العرب عربَتها فقالت الأنبار، وقال الأزهري الأنبار أهراء الطعام واحدها نبرَ ويجمع على أنابير جَمع الجمع وسمي الهُري نبراً لأن الطعام إذا صُبّ في موضعه انتبر أي ارتفع ومنه سمي المِنبر لارتفاعه، قال ابن السكيت النبرُ دوَيبة أصغر من القراد يلسعُ فيُحبَطُ موضع لسعها أي يرمُ والجمع أنبار، قال الراجز يذكر إبلاً سَمِنَتْ وحمَلت الشحومَ:

كأنها من بُدُنٍ وأبـقـار

 

دبت عليها ذرِباتُ الأنبار

وأنشد ابن الأعرابي لرجل من بني دبَير:

لو قد ثَوَيتَ رهينةَ لمـؤدىءٍ

 

زَلج الجوانب راكد الأحجار

لم تبك حولك نِيبُها وتفارقت

 

صَلقاتُها لمنابت الأشجـار

هَلاّ منَحتَ بنيك إذ أعطَيتهُم

 

من جلةٍ أمِنتك أو أبكـار

 

زلج الجوانب: أنَ مُزل يعني القبر- صلقاتُها - أي أنيابها التي تُصلق بها- أمنتك - أي أمنت أن تنحرها أو تَهبَها أو تعمل بها ما يُؤذيها، وفُتحت الأنبار في أيام أبيَ بكر الصديق رضي الله عنه سنة 12 للهجرة على يد خالد بن الوليد ولما نازلهم سألوه الصلح فصالحهم على أربعمائة ألف درهم وألف عباءة قطرانية في كل سنة ويقال بل صالحهمِ على ثمانين ألفاً و الله أعلم وقد ذكرت في الحيرة شيئاً من خبرها، وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم والكتابة وغيرهم، منهم من المتأخرين القاضي أحمد بن نصر بن الحسين الأنباري الأصل أبو العباس الموصلي يُعرَف بالديبُلي فقيه شافعي قدم بغداد واستنابه قاضي القضاة أبو الفضائل القاسم بن يحيى الشهرزوري في القضاء والحكمِ بحريم دار الخلافة وكان من الصالحين ورعاً ديناً خيراً له أخبار حسان في ورعه ودينه وامتناعه من إمضاء الحكم فيما لا يجوز ورد أوامِرِ من لا يُمكن رَدها يستجرأ عليه وكان لا تأخذه في الحق لومة لائم وله عندي يد كريمة جزاه الله عنها ورحمه الله رحمة واسعة وذاك أنه تلطف في الصالي إلى حق كان حِيلَ بيني وبينه من غير معرفة سابقة ولا شفاعة من أحد بل نظر إلى الحق من وراء سَجف رقيق فوعظ الغريم وتلطفَ به حتى أقر بالحق ولم يزل على نيابة صاحبه إلى أن عُزل وانعزلَ بعزله ورجع إلى، الموصل وتوفي بها سنة 598 رحمة الله عليه، والأنبار أيضاً سكة الأنبار بمَروَ في أعلا البلد، ينسب إليها أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدَوَيه الأنباري، قال أبو سعد وقد وهم فيه أبو كامل البصيري وهو المذكور بعد هذا فنسبه إلى أنبار بغداد وليس بصحيح.


أنبَامَة: قلعة قرب الري.


إنبُ: بكسرتين وتشديد النون والباء الموحدة حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب له ذكر.


أنبردُوَان: بالفتح ثم السكون وفتح الباء الموحدة وسكون الراء وضم الدال المهملة وواو وألف ونون، من قرى بخارى، ينسب إليها أبو كامل أحمد بن محمد بن علي ابن محمد بن بصير البصيري الانبردُواني الفقيه الحنفي سمع أبا بكر محمد بن إدريس الجرجاني وغيره وجمع وصنف وكان كثير الوهم والخطأ ومات سنة 449.


إنبطُ: بالكسر ثم السكون وكسر الباء الموحدة وطاء: مهملة بوزن إثمد ورواه الخالع أنْبط بوزن أحمد، موضع في ديار كلب بن وَبرة، قال ابن فَسوَةَ:

من يَك أرعاهُ الحِمـى أخَـوَاتَـهُ

 

فمالي من أخت عَوَانٍ ولا بـكـر

وما ضرها إن لم تكن رَعت الحمى

 

ولم تطلُب الخيرَ الممنع من بِشْـر

فإن تمنعوا منها حِمـاكـم فـإنـه

 

مباح لها ما بين إنبط فـالـكُـدرِ

 

وقال ابن هرمَةَ:

لمن الديارُ بحائل فالإنبطِ

 

آياتُها كوثائق المستشرِط

 

وإنبط أيضاً من قرى هَمدان، بها قبر الزاهد أبي علي أحمد بن محمد القومساني صاحب كرامات يزار فيها من الاَفاق مات في سنة 387.


إنبطَة: مثل الذي قبله وزيادة الهاء، موضع كثير الوحش، قال طرفة يصف ناقة:

 

ذِعْلِبة في رجْلِهَـا رَوَحُ

 

مُدبرة وفي اليدين عسَرُ

كأنها من وحش إنبـطَة

 

خَنساء يحنو خَلفَها جذَرُ

 

أنبَل: بالفتح ثم السكون وباء موحدة مفتوحة ولام، إقليم أنبل بالأندلس من نواحي بَطلَيوس.


أنبَلُونَة: بالفتح ثم السكون والباء موحدة مفتوحة والواو ساكنة والنون مفتوحة وهاء، مدينة قديمة على البحر المغربي بنواحي إفريقية قريبة من تونس وهي من عمل شطفورة.


أنبيرُ: بكسر الباء الموحدة وياءٍ ساكنة وراء، مدينة بالجوزجان بين مرو الروذ وبلخ من خراسان، بها قُتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولعلها الأنبار المقدَم ذكرها و الله أعلم.


إنتانُ: بعد النون الساكنة تاء: فوقها نقطتان وألف ونون. شِعبُ الإنتان موضع قرب الطائف كانت به وقعة بين هوازن وثقيف كثر فيهم القتلى حتى أنتنُوا فسمي لأجل ذلك شعب الأنتان. أنتقِيرَةَ: بفتح التاء فوقها نقطتان والقاف وياء ساكنة وراء، حصن بين مالقة وغرناطة، قال أبو طاهر منها أبو بكر يحيى بن محمد بن يحيى الأنصاري الحكيم الأنتقيري من أصحاب غانم روى عنه إبراهيم بن عبد القادر بن شنيع إنشادات قال كنا مع العجوز الشاعرة المعروفة بابنة ابن السكان المالقية فمر علينا غراب طائر فسألناها أن تصفَه، فقالت على البديهة:

مَر غـرابٌ بـنـا

 

يَمسحُ وَجه الربـى

قلتُ له مـرحَـبـاً

 

يا لون شعرِ الصبى

 

أنجَافَرِين: بالجيم والفاء مفتوحة الراء مكسورة وياء ونون وكذا ذكر أبو سعد ثم قال أنجُفارين وقال في كل واحدة، هي من قرى بخارا ونسب إلى كل واحدة منهما أبا حفص عمر بن جرير بن داود بن خَيدَم وزاد في أنجفارين ابن شُبيل بن جَنارشير الأديب البخاري مات في سنة 326 ونقول هما إن شاء الله تعالى واحد.


أنجُ: بالضم والسكون وجيم. ناحية من أعمال زَوَزَان بين الموصل وأرمينية.


أنجَلُ: بالجيم بوزن أفْعَل، موضع قريب من مَعدن النقرة قريب من ماوان وأريك ويروى بكسر الهمزة وياء عن نصر كله.
أنحَاص: بالحاء المهملة، موضع في شعر أمية بن أبي عائذ الهذَلي حيث، قال:

لمن الديارُ بعَلـيا فـالأحـراص

 

فالسودَتَين فمجـمَـعَ الأبـوَاص

فضُهاء أظْلَم فالنطوف فصـائفٍ

 

فالتمر فالبُرَقات فـالأنـحـاص

أنحاصِ مسرعةً التي جازت إلى

 

هَضب الصفا المتزحلف الدلاص

 

أنحِلُ: بالحاء المهملة بوزن أضرب، بلد من ديار بكر يذكر مع سِعِرت بلد آخر هناك.


أنخلُ: بضم الخاء المعجمة ذات أنخل واد ينحدر على ذات- عِرق أعلاه من نجد وأسفله من تهامة.


أندَانُ: من قرى أصبهان، ينسب إليها أبو القاسم جابر بن محمد بن أبي بكر الأنداني كان يسكن محلة لُبنَان سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا شاكر أحمد بن علي الحبال و غيرهما وكتب عنه أبو سعد.


أندَاقُ: بفتح أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وألف وقاف، قرية على ثلاثة فراسخ من سمرقند، ينسب إليها أبو علي الحسن بن علي بن سِبَاع بن نصر البكري السمرقندي الأنداقي يُعرَف بابن أبي الحسن، وأنداق أيضاً، قرية بينها وبين مَرو فرسخان.


أندَامش: بكسر الميم والشين المعجمة، مدينة بين جبال اللور وجُنديسابور، قال الاصطخري من سابور خوست إلى اللور ثلاثون فرسخاً، قرية فيها ولا مدينة ومن اللور إلى مدينة أندامش فرسخان ومن قنطرة أندامش إلى جنديسابور فرسخان.


أندِجَن: بكسر الدال وجيم ونون قلعة كبيرة مشهورة، من ناحية جبال قزوين من أعمال الطرم.


أندَخُوذ: بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة وضم الخاء المعجمة وسكون الواو وذال معجمة بلدة بين بلخ ومرو على طرف البر، وينسبون إليها أنخذى ونخذى، وقد نسب إليها هكذا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن علي اللؤلؤي النخذي كان من أهل العلم والفضل تفقه ببخارى وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله البرقي ببخارى والسيد أبي بكر محمد بن علي بن حَيدرَة الجعفري وأبي حفص عمر بن منصور بن جنب البزاز وأبي محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحسين الأسبيري والشريف أبي الحسن علي بن محمد التميمي أجاز لأبي سعد ومات بأندَخوذ بحد سنة 533 بيسير.


أندَدٍي: الدالان مهملتان والأخيرة مكسورة من قرى نسف بما وراء النهر ينسب إليها محمد بن الفضل بن عمار بن شاكر بن عاصم الأنددي.


أندَرَاب: الدال مهملة مفتوحة وراء وألف وباء: موحدة. بلدة بين غزنين وبَلخ وبها تذاب الفضة المستخرجة من معدن بنجهير ومنها تدخل القوافلُ إلى كابُل ويقال لها أندرابة أيضاً، وهي مدينة حسنة نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو ذر أحمد بن عبد الله بن مالك الترمذي الأندرابي من أهل ترمذ ولي القضاء بأندراب فنسب إليها يروي عن محمد بن المثنى وابن بَشار.


أندَرَابَه: بزيادة الهاء. قرية بينها وبين مَروَ فرسخان كان للسلطان سَنجر َبن ملك شاه بها آثار وقصور باقية الجدران إلى الاَن وقد رأيتها خراباً وكذلك القرية خراب أيضاً. ينسب إليها جماعة منهم أحمد الكرابيسي الأندرابي سمع أبا كُرَيب وغيره.


أندَرَاش: في آخره شين معجمة وباقية نحو الذي قبله بلدة بالأندلس من كورة البيرة ينسب إليها الكتان الفائق. اندزهل: موضع قال أبو تمام.


أندَرِينُ: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وكسر الراء وياء ساكنة ونون هو بهذه الصيغة بجملتها اسم قرية في جنوبي حلب بينهما مسيرة يوم للراكب في طرف البرية ليس بعدها عمارة وهي الآن خراب ليس بها إلا بقية الجدران وإياها عنى عمرو بن كُلثوم. بقوله:

ألا هبي بصحنِكِ فاصبَحينا

 

ولا تبقي خمورَ الأندَرينا

 

وهذا مما لا شك فيه، وقد سألت عنه أهل المعرفة من أهل حلب فكل وافق عليه وقد تكلف جماعة اللغويين لما لم يعرفوا حقيقة اسم هذه القرية وألجأتهم الحيرَةُ إلى أن شرحوا هذه اللفظة من هذا البيت بضُرُوب من الشرح. قال صاحب الصحاح الأندر قرية بالشام إذا نسبت إليها تقول هؤلاء أندرِيون وذكر البيت ثم قال لما نسب الخمر إلى القرية اجتمعت يا آن فخففها للضرورة كما قال الاَخر:

وما علمي بسحر البابلينا

 

وقال صاحب كتاب العين الأندري ويُجمع الأندرين يقال هم الفتيان يجتمعون من مواضع شتى وأنشد البيت، وقال الأزهري الأندر: قرية بالشام فيها كروم وجمعها الأندرين فكأنه على هذا المعنى أراد خمور الأندرين فخفف ياء النسبة كما قال الأشعرين وهذا أحسنُ منهم رحمهم الله تعالى صحيح القياس ما لم يُعرَف حقيقة اسم هذا الموضوع فأما إذا عُرف فلا افتقار إلى هذا التكلف. بقي أن يقال لو أن الأمر على ما ذكرت وكان الأندرين علماً لموضع بعينه بهذه الصيغة لوَجب أن لا تدخلها الألف واللام كما لم تدخل على مثل نصيبين وقنسرين وفلسطين ودارين وما أشبهها. قيل: إن الأندر بلغة أهل الشام هو البيدر فكأن هذا الموضع كان ذا بَيادر والبيَادر هي قباب الأطعمة فنظروا إلى تأنيثها ووجب أن تكون فيها تاء تدلُ على تأنيثها فتكون كل واحدة منها بيدرة أو قبة فلما جُمع عُوضَ من التأنيث الياءُ والنون كما فعلوا بأرضين ونصيبين وفلسطين وقنسرين ومثله قيل في علِيين جمع علي من العُلُو نُظِرَ فيه فدل على الرفعة والنبوة وعوض فَي الجمع الواو والنون ثم ألزموه ما جمعوه به كما ألزموا قنسرين ودارين وفعلوا ذلك به والألف واللام فيه فلزمَته كما لزمَت الماطِرُون قال يزيد بن معاوية:

ولها بالماطِـرونَ إذا

 

أكلَ النَملُ الذي جَمَعا

 

وكما لزمت السيلحين. قال الأشعث بن عبد الحجر:

وما عُقِرَت بالسيلحين مطِيتي

 

وبالقَصر إلا خشيَةَ أن أعيرَا

 

وله نظائر جمة. وأما نصبه في موضع الجر فهو تقوية لما قلناه لأنهم أجروه مجرَى من يقول هذه قنسرين ورأيتُ قنسرين ومررتُ بقنسرين والألف للإطلاق.


أندسُ: بضم الدال المهملة والسين مهملة أيضاً مدينة على غربي خليج القسطنطينية بين جبلين بينها وبين القسطنطينية ميل في مُستو من الأرض، وبأنْدُس مسجد بناه مسلَمة بن عبد الملك في بعض غزواته.


أندَغن: بفتح الدال المهملة والغين المعجمة ونون قرى مرو على خمسة فراسخ منها بأعلى البلد ينسب إليها عَباد بن أسَيد الأندَغني جالس ابن المبارك وكان من الزهاد.


أندَقُ: بالقاف وفتح الدال. قرية بينها وبين مدينة بخارى عشرة فراسخ ينسب إليها أبو المظفَر عبد الكريم بن حنيفة بن العباس الأندَقي كان فقيهاً فاضلاً مات في شعبان سنة 481.


أندُكانُ: بضم الدال المهملة، وهي من قرى فرغانة ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن طاهر الأنْدكاني الصوفي كان شيخاً مقرياً عفيفاً صالحاً عالم بالروايات قرأ القرآن وخرج إلى قاشان وخدم الفقهاء بالخانقاه بها وسمع ببخارى أبا الفضل بكر بن محمد بن علي الزرَنجَري وبمروَ أبا الرجاء المؤمل بن مسرور الشاشي وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الهراس الواعظ سمع منه أبو سعد وقال وُلد بأندكان تقديراً في سنة 480 ونشأ بفرغانة ودخل مرو سنة 4. ومات بقرية قاشان في جمادى الأولى سنة 545 وأندكان أيضاً من قرى سرخس بها قبر أحمد الحمادي الزاهد.
الأندُلُس: يقال بضم الدال وفتحها وضم الدال ليس إلا وهي كلمة عجمية لم تستعملها العربُ في القديم وإنما عرفَتها العربُ في الإسلام وقد جرى على الألسن أن تَلزَمَ الألف واللام وقد استُعمِلَ حذفهما في شعر ينسب إلى بعض العرب فقال عند ذلك:

 

سألتُ القومَ عن أنس فقالوا

 

بأندلسٍ وأندلـسَ بـعـيد

 

 وأندلس بناء مستنكَر فُتحت الدال أو ضمت وإذا حملَت على قياس التصريف وأجرِيت مُجرَى غيرها. من العربي فوزنها فعلَلُ أو فَعلَلُ وهما بناآان مستنكران ليس في كلامهمِ مثل سفرجل ولامثل سفرجُل فإن ادعى مدع أنها فنعَلُل فليس في أبنيتهم أيضاً ويخرج عن حكم التصريف لأن الهمزة إذا كانت بعدها ثلاثة أحرُف من الأصل لم تكن إلا زائدة وعند سيبوَيه أنها إذا كان بعدها أربعة أحرف فهي من الأصل كهمزة اصطبل واصطخر ولو كانت عربية لجاز أن يُدعى لها أنها أنْفُعُل، وإن لم يكن له نظير في كلامهم فيكون من الدلس والتدليس وإن الهمزة والنون زائدتان كما زيدتا في إنقحل وهو الشيخ المسن ذكره سيبويه وزعم أن الهمزة والنون فيه زائدتان وأنه لا يُعرَف ما في أوله زائدتان مما ليس جارياً على الفعل غيره قال ابن حَوقل التاجر الموصلي وكان قد طَوف البلاد وكتب ما شاهده أما الأندلس فجزيرة كبيرة فيها عامر وغامر طولها نحو الشهر في نيف وعشرين مرحلة تغلب عليها المياه الجارية والشجر والثمر والرخص والسعة في الأحوال وعرضُ فم الخليج الخارج من البحر المحيط قدر اثني عشر ميلاً بحيث يرى أهل الجانبين بعضُهم بعضاً ويتبينون زروعَهم وبيادرهُم قال: وأرض الأندلس من على البحر تُوَاجِهُ من أرض المغرب تونس وإلى طبرقة إلى جزائر بني مزغناي ثم إلى أنكور ثم إلى سبتة ثم إلى أزيلي ثم إلى البحر المحيط وتتصل الأندلس في البر الأصفر من جهة جليقة وهو جهة الشمال ويحيط بها الخليج المذكور من بعض مغربها وجنوبها والبحر المحيط من بعض شمالها وشرقها من حد الجلالقة على كورة شنترين ثم إلى أشبونة ثم إلى جبل الغور ثم إلى مالديه من المُدُن إلى جزيرة جبل طارق المحاذي لسبتة ثم إلى مالقة ثم إلى المرية فرضة بجاية ثم إلى بلاد مرسية ثم إلى طرطوشة ثم تتصل ببلاد الكفر مما يلي البحر الشرقي في ناحية أفرنجة ومما يلي المغرب ببلاد عَلْجَسكَس وهم جيل من الإنكبرد ثم إلى بلاد بسكُونَس ورومية الكبرى في وسطها ثم ببلاد الجلاَلقة حتى تنتهي إلى البحر المحيط، ووصفها بعد الأندلسيين بأتم من هذا وأحسن وأنا أذكر كلامه على وجهه قال هي جزيرة ذات ثلاثة أركان مثل شكل المثلث قد أحاط بها البحران المحيط والمتوسط وهو خليج خارج من البحر المحيط قرب سَلاَ من بر البربر فالركن الأول هو في هذا الموضع الذي فيه صنم قادس وعنده مَخرَج البحر المتوسط الذي يمتد إلى الشام وذلك من قبلي الأندلس والركن الثاني شرقي الأندلس بين مدينة أربونة ومدينة برديل وهي اليوم بأيدي الإفرنج بإزاء جزيرتي ميورقة ومنورقة المجاورة من البحرين المحيط والمتوسط ومدينة أربونة تقابل البحر المتوسط ومدينة بُرديل تقابل البحر المحيط والركن الثالث هو ما بين الجنوب والغربي من حيز جليقية حيث الجبل الموفى على البحر وفيه الصنم العاليَ المشبه بصنم قادس وهو البلد الطالع على برباطينة فالضلع الأول منها أوله حيث مخرج البحر المتوسط الشامي من البحر المحيط وهو أول الزقاق في موضع يُعرف بجزيرة طريف من بر الأندلس يقابل قصر مصمودة بإزاء سَلاَ في الغرب الأقصى من البر المتصل بإفرِيقية وديار مصر وعرضُ الزقاق ههنا اثنا عشر ميلاً ثم تمر في القبلة إلى الجزيرة الخضراء من بر الأندلس المقابلة لمدينة سبتة وعرضُ الزقاق ههنا ثمانية عشر ميلاً وطوله في هذه المسافة التي ما بين جزيرة طريف وقصر مصمودة إلى المسافة التي ما بين الجزيرة الخضراء وسبتة نحو العشرين ميلاً ومن ههنا يتسع البحر الشامي إلى جهة المشرق ثم يمرُ من الجزيرة الخضراء إلى مدينة مالقة إلى حصن المنكب إلى مدينة المرية إلى قرطاجنة الخلفاء حتى تنتهي إلى جبل قاعُون الموفي على مدينة دانية ثم ينعطف من دانية إلى شرقي الأندلس إلى حصن قُليرة إلى بلنسية ويمتد كذلك شرقاً إلى طرَكُونة إلى بَرشلونة إلى أربونة إلى البحر الرومي وهو الشامي وهو المتوسط، والضلع الثاني مبدؤه كما تقدم من جزيرة طريف آخذاً إلى الغرب في الحَوز المتسع الداخل في البحر المحيط فيمرُ من جزيرة طريف إلى طرف الأغر إلى جزيرة قادس وههنا أحد أركانها ثم يمر من قادس إلى بر المائدة حيث يَقعُ نهر إشبيلية في البحر ثم إلى جزيرة شَلطيش إلى وادي يَانَه الى طبيرة ثم إلى شنترية إلى شلب وهنا عَطف إلى أشبونة وشنترين وترجع إلى طرف العُرف مقابل  شلب وقد يُقطع البحر من شلب إلى طرف العُرف مسيرة خمسين ميلاً وتكون أشبونة وشنترة وشنترين على اليمين في حَوز وطَزتُ العرف وهو جبل منيف داخل في البحر نحو أربعين ميلاً وعليه كنيسة الغُراب المشهورة ثم يدور من طرف العرف مع البحر المحيط فيمر على حوز الريحانة وحوز المَدرة وسائر تلك البلاد مائلاً إلى الجوف وفي هذا الحيز هو الركن الثاني، والضلع الثالث ينعطف في هذه الجهات من الجنوب إلى الشرق فيمر على بلاد جليقية وغيرها حتى ينتهي إلى مدينة بُرديل على البحر المحيط المقابل لأربونة على البحر المتوسط وهنا هو الركن الثالث وبين أربونة وبرديل الجبل الذي فيه هَيكل الزهرة الحاجز بين الأندلس وبين بلاد أفرنجة العظمى ومسافته من البحر نحو يومين للقاصد ولولا هذا الجبل لالتقى البحران ولكانت الأندلس جزيرة منقطعة عن البر فاعرف ذلك فإن بعض من لاعلم له يعتقد أن ألأندلس يحيط بها البحر في جميع أقطارها لكونها تسمى جزيرة وليس الأمر كذلك وإنما سميت جزيرة بالغلبة كما سميت جزيرة العرب وجزيرة أقور وغير ذلك وتكون مسيرة دورها أكثر من ثلاثة أشهر ليس فيها ما يتصل بالبر إلا مقدار يومين كما ذكرنا وفي هذا الجبل المدخلُ المعروف بالأبواب الذي يُدخَلُ منه من بلاد الأفرنج إلى الأندلس وكان لا ُيرام ولا يمكن أحداً أن يدخلُ منه لصُعوبة مسلكه. فذكر بطليموس أن قَلَوبَطْرَة وهي امرأة كانت آخر ملوك اليونان أول من فتح هذه الطريق وسَهلَها بالحديد والخل. قلتُ: ولولا خوف الإضجار والإملال لبسطتُ القول في هذه الجزيرة فوَصفتُها كثيرَ وفضائلها جمة وفي أهلها أئمة وعُلماء وزُهاد ولهم خصائص كثيرة ومحاسن لا تُحصى وإتقان لجميع مايصنعونه مع غلبة سوء الخلُق على أهلها وصعوبة الانقياد وفيها مُدُن كثيرة وقرَى كبار يجيءُ ذكرها في أماكنها من هذا الكتاب حسب ما يقتضيه الترتيب إن شاء الله تعالى وبه العون والعِصمَةُ. والأندُلُس: أيضاً محلة كبيرة كانت بالُفُسطاط في خطة المعافر، وقال محمد بن أسعد الجواني في كتاب النُقَط من تصنيفه ومسجد الأندلس هو مُصلى المعافر على الجنائز وهو ما بين النقعَة والرباط وكان دكةً وعليه محاريبُ وقد ذكره القُضاعي في كتابه قال وبَنته جهة مكنون علم الآمرية أم بنيه ثم بنته سِت القُصور مسجَداً في سنة 526 على يد المعروف بابن أبي تُراب الصواف وكيلها والرباط إلى جانب الأندلس في غربيه بنته مكنونُ أيضاً سنة 526 رباطاً للعجائز المنقطعات الصالحات والأرامل العابدات وأجرَت لهن رِزقاً وفي سنة 594 بنى الحاجب لؤلؤ العادليُ رحمه الله تعالى في رحبة الأندلس بستاناً وحَوضاً ومَقعداً وجمع بين مصلى الأندلس والرباط بحائط بينهما جعل موضعه دارَ بقر للساقية التي تستقي الماء الذي يجري إلى البستان أندَوَان: قرية من قرى أصبهان في ناحية قُهاب قرب البلد كبيرة أندُوشَر: بالضم ثم السكون والشين معجمة. حصن بالأندلس بقرب قرطبة. منه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان اليحصبي الأندُوشري كتب عنه السلفي شيئاً من شعره بالإسكندرية وقال كان من أهل الأدب والنحو أقام بمكة شرفها الله مدة مديدة وقدم علينا الإسكندرية سنة 548 ومَدَحَني وسافر في ركب إلى الشام متوجهاً إلى العراق وذكر لي أنه قرأ النحو بجيان على أبي الرُكب النحوي المشهور بالأندلس وعلى غيره وكان ظاهر الصلاح.


أندَة: بالضم ثم السكون مدينة من أعمال بلنسية با لأندلس كثيرة المياه والرساتيق والشجر وعلى الخصوص التين فإنه يكثر بها، وقد نسب إليها كثير من أهل العلم. منهم أبو عمر يوسف أبو عبد الله خيرون القضاعي الأندي سمع من أبي عمر يوسف بن عبد البر وحدث عنه الموطأ ودخل بغداد سنة 104 وسمع من أبي القاسم بن بيان وأبي الغنائم بن النرسي ومن أبي محمد القاسم بن علي الحريري مقاماته في شوال من هذه السنة وعاد إلى المغرب فهو أول من دخلها بالمقامات قاله ابن الدبيثي، وينسب إليها أيضاً أبو الحجاج يوسف بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد القضاعي الأندي مات في سنة 542 قال أبو الحسن بن المفضل المقدسي، وأبو الوليد يوسف بن عبد العزيز بن إبراهيم الأندي المعروف بابن الدباغ حدث عن أبي عمران بن أبي تُليد وغيره وله كتاب لطيف في مشتبه الأسماء ومشتبه النسبة سمع منه الحافظ أبو عبد الله محمد الاشبيري.


أنَسَاباذ: بفتح أوله وثانيه قرية من رستاق الأعلم من أعمال همذان بينها وبين زنجان وهي قرب دركزين ويقال إن الوزير الدركَزيني من أهلها ونذكره في دركزين إن شاء الله تعالى.


إنسَانُ: بلفظ الإنسان ضد البهيمة قال أبو زياد من بلاد جعفر بن كلاب، وقال: في موضع للضباب في جبال طخفة بالحمى حمى ضرية إنسانُ وهو ماء بالحمي إلى جنب جبل يسمى الريان، وإنسان الذي يقول فيه الراجز:

خَلية أبوابها كـالـطـيقـان

 

أحمى بها الملكُ جنوب الريان

فكَبَشَات فجنوبـي إنـسـان

 

 

 

أنسَبُ:آخره باء بوزن أحمر من حصون بني زُبيد باليمن.


الأنسرُ: بضم السين بلفظ جمع النسر من الطير ماء لطيىء دون الرمل قرِب الجبلين، وعن نصر الأنسر رضمات صغار في وَضح حمى ضرية وهو في الأشعار بالنسار، وقال ابن السكيت الأنسر براق أبيضْ بين مزعا والجثجاثة من الحمى وليس بين القولين خلاف والرضمات جمع رضمة وهي صخور يرضم بعضها على بعض.


أنشاج: اَخره جيم. كأنه من نواحي المدينة في شعر أبي وجزة السعدي:

يا دارَ أسماء قد أقوت بأتشَـاجِ

 

كالوَشم أوكإمامِ الكتاب الهاجِي

أتشاق: بالشين المعجمة مَحَلةُ أنشاق. من قرى مصر بالدقهلية، وبمصر أيضاً في كورة البهنسا أبشاق بالباء الموحدة.
أنشام: بفتح أوله واد في بلاد مُراد. قال فروة بن مُسيك المرادي:

إنا ركبنا على أبيات إخـوتـنـا

 

بكل جيش شـديدِ الـرزً رَزْامِ

حتى أذقنا على ما كان من وجع

 

أعلى وأنْعَمَ شرا يوم أنـشـامِ

وقال أبو النواح المرادي يَرد على فروة بن مُسيك المردي:

نحن صبحنا غُطيفاً في ديارهم

 

بالمشرَفي صبوحاً يوم أنشـام

ولت غطيف وفي أكنافها شعلٌ

 

زايَلنَ بين رِقابِ القومِ والهامِ

 

أنْشَميثن: بالفتح ثم السكون وفتح الشين المعجمة والميم وياء ساكنة وثاء مثلثة مفتوحة ونون من قرى نَسف بما وراء النهر ينسب إليها أبو الحسن حُميد بن نُعَيم الفقيه الانشَميثني سمع الحديث وكان رجلاً صالحاً أنصاب: ماء لبني يَربوع بن حنظلة.


أنصِنَا: بالفتح ثم السكون وكسر الصاد المهملة والنون مقصور مدينة أزلية من نواحي الصعيد على شرقي النيل قال ابن الفقيه وفي مصر في بعض رساتيقها وهو الذي يقال له أنصنا قرية مُسخ كلهم منهم رجل يجامع امرأته حَجَرا وامرأة تَعُجُ وغير ذلك وفيها برابي وآثار كثيرة نذكرها في البرابي قال المنجمون: مدينة أنصنا طولها إحدى وستون درجة في الإقليم الثالث وطالعها تسع عشرة درجة من الجدي تحت ثلاث درجات من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت حياتها ثلاث درج من الحمل بيت عاقبتها ثلاث درج من الميزان، وقال أبو حنيفة الدينوري ولا ينبتُ اللبَخُ إلا بأنصنا وهو عود تنشَر منه الألواح للسفُن وربما أرعف ناشرُها ويباع اللوحُ منها بخمسين ديناراً ونحوها وإذا شد منها لوحٌ بلوح وطُرح في الماء سنة إلتأما وصارا لوحاً واحداً هذا آخر كلامه. وقد رأيت أنا اللبخ بمصر وهو شجر له ثمر يشبه البلح في لونه وشكله ويَقرُب طعمُهُ من طعمه وهو كثير يَنُتُ في جميع نواحي مصر، وينسب إلى أنصنا قوم من أهل العلم منهم أبو طاهر الحسين بن أحمد بن حَيون الأنصناوي مولى خولان، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الأنصناوي المعروف بالطبري روى عن أبي علي هارون بن عبد العزيز الأنباري المعروف با لأوارجي روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر الناقد بمصر.
أنطَابلس: بعد الألف باء موحدة مضمومة ولام مضمومة أيضاً وسين مهملة، ومعناه بالرومية خمس مُدُن وهي مدينة بين الاسكندرية وبرقة، وقيل هي مدينة ناحية برقة وقد ذُكر أمرها في برقة.


أنطاق: ناحية قرب تكريت لها ذكر في الفتوح سنة 16. قال ربعي بن الأفكل:

وإنا سوف نمنع من يجازي

 

بحد البيض تلتهبُ التهاب.

كما دنا بها الإنطاق حتـى

 

تولى الجمع َيرتجىء الإيابا

 

أنطاكِية: بالفتح ثم السكون والياء مخففة وليس في قول زهير:

عَلون بأنطاكيةٍ فوق عِـمـقَةٍ

 

وِراد الحواشي لونُها لونُ عَنْدَمِ

 

وقول امرىء القيس:

علون بأنطاكية فوق عقـمة

 

كجِرمَة نخلِ أو كجنة يثرِب

 دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية قال الهيثم بن عدي أول من بنى أنطاكية أنطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي أن أول من بنى أنطاكية أنطيغنوس في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سَلُوقوس وهو الذي بنى اللاذقية وحلب والرها وإفامية، وقال في موضعِ آخر من كتابه بنى الملك أنطيغنوس على نهر أورَنطس مدينة وسماها أنطوخيا وهي التي كَملَ سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على اسم ولده أنطيُوخُوس وهي أنطاكية، وقال بطليموس مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وثلاثين دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان لها درجتان ونصف من الحوت تحكم فيه كف الخضيب وهي في الإقليم الرابع، وقيل: إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقن بن سام بن نوح عليه السلام أخت أنطالية باللام ولم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية وهي من أعيان البلاد وأمهاتها موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير، وقال ابن بُطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي الحسين هلال بن المحسن الصابي في سنة نيف وأربعين وأربعمائة قال فيها وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية وبينهما يوم وليلة فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلاً ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون قُراها متصلة ورياضها مُزهرة ومياهها منفجرة يقطعها المسافر في بالِ رخِي وأمنِ وسكون وأنطاكية بلد عظيم ذو سور وفسيل ولسوره ثلاثمائة وستون برجاً يطوف عليها بالنوبة أربعة اَلاف حارس يُنفَذون من القسطنطينية من حضرة الملك يَضْمنون حراسة البلد سنة ويستبدل بهم في السنة الثانية وشكلُ البلد كنصف دائرة قُطرها يتصل بجبل والسور يصعد مع الجبل إلى تُلته فتتم دائرة وفي رأس الجبل داخل السور قلعة تبين لبعدها من البلد صغيرة وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلُع عليها إلا في الساعة الثانية وللسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب وفي وسطها بيعة القُسيان وكانت دار قُسيان الملك الذي أحيا ولده فُطرس رئيس الحوارين وهو هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون وعليه كنيسة على أساطين وكان يدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو واللغة على أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلاً ونهاراً دائماً اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب الدنيا وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمامات وبساتين ومناظر حسنة تخر منها المياه وعِلة ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطل على المدينة، وهناك من الكنائس ما لا يحَد كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملون والبلاط المجزع، وفي البلد بيمارستان يُراعي، البَطريك المَرضى فيه بنفسه ويدخل المجذمين الحمام في كل سنة فيَغسلُ شُعورهم بيده، ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويُعينه على خدمتهم الأجلآء من الرؤساء والبطارقة التماس التواضُع، وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقُودها الاَس ومياهها تَسعى سَيحاً بلاكُلفة، وفي بيعة القُسيان من الخدم المسترزقة ما لا يُحصى ولها ديوان لدَخل الكنيسة وخرجها، وفي الديوان بضعة عشر كاتباً. ومُنذ سنة وكَسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة 1362 للإسكندر الواقع في سنة 442 للهجرة وتواصلت أكثر أيام نيسان وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم السبت الثالث عشر من نيسان رَعد وبَرق أكثر مما ألِفَ وعُهِدَ وسُمِع في جُملته أصوات رعد كثيرة مَهولة أزعجت النفوس ووقَعت في الحال صاعقة على صَدفة مخبية في المذبح الذي للقسيان فَلَقت عن وجه النسرانية قطعة تشاكل ما قد نحِت بالفاس والحديد الذي تنحت به الحجارة وسقط صليب حديد كان منصوباً على علو هذ. الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من الصدفة أيضاً قطعة يسيرة ونزَلَت الصاعقة من منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة غليظة يُعلق فيها الثميوطون وسَعة هذا المنفذ إصبعان فقطعت السلسلة قِطعاً كثيرة وانسبَك بعضها ووُجد ما  انسَبَك منها مُلقَى على وجه الأرض وسقط تاج فضة كان معلقاً بين يدي مائدة المذبح وكان من وراء المائدة في غربيها ثلاث كراس خشبية مربعة مرتفعة ينصَب عليها ثلاثة صُلبان كبار فضة مذهبة مرصعة وقُلع قبل تلك الليلة الصليبان الطرَفيان ورُفعا إلى خزانة الكنيسة وتُرك الوسطاني على حاله فانكسَرَ الكرسيان الطرفيان وتَشظيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه من غير أن يظهر فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه شيء وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغَطي مائدة المذبح ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتطع كلى واحد منها قطعاً كباراً وصغاراً وكانت هذه القطع بمزلة ما قد عَفِنَ وتَهَرأ ولا يشبه ما قد لامسته نار ولا ما احترق ولم يَلحق المائدة ولا شيناً من هذه الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر وانقطع بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته من الكَلس والنورة كقطع الفاس ومن جملته لوح رخام كبير طَفَرَ من موضعه فتكسر إلى علو تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك على حالها وتطاير بقية الرخام إلى ما قَرُب من المواضع. بَعُد وكان في المجنبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبلُ قنب مجاور للسلسلة الفضة التي تقطعت أتنسبك بعضها معلق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفىء شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا زال منها شيء، وكان جملة هذا الحادث مما يُعجَب منه وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر اَب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوة ينور منها نور، ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدثون بذلك وتوَالت الأخبار بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجُرَة وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوماً من أنطاكية زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسَقَط منها أبنية كثيرة وخُسِف موضع في ظاهرها وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر ونبع من ذلك الخسف ماء حار شديد الحرارة كثير المنبع المتدفْق وغرق منه سبعون ضيعة وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة العالية فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه الأرض سبعة أيام وانبَسطَ حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نَضَبَ وصار موضعه وَحَلاً وحضر جماعة من شاهد هذه الحال فحدثوا بها أهل أنطاكية على ما سَطرتَه وحكوا أن الناس كانوا يُصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتَدَحرَج المتاع إلى الأرض، وفي ظاهر البلد نهر يُعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي. آخر ما كتبناه من كتاب ابن بُطلان، وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مَرسى في بليد يقال له السوَيدية ترسي فيه مراكب الإفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية، وكان الرشيد العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزوات فاستطابها جداً وعزم على المقام بها فقال له شيخ من أهلها ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين قال وكيف قال لأن الطيب الفاخر يتغير حتى لا ينتفع به والسلاح يَصدأ فيها ولو كان من قلَعِي الهند فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها، وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جُند قنْسرين فلما صار بمِهْرُوية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدو ففضهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها وكان مُعظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهمٍ وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم ديناراً وجريباً ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مَسلمة ففتحاها على الصلح الأول ويقال بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجه عمرو بن العاص من إليلياء ففتحها ورجع ومكث يسيراً حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة منهم مُسلم بن عبد الله جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي وكان مُسلم قُتل على باب من أبوابها فهو يُعرف بباب مُسلم إلى الآن وذلك أن الروم خرجت من البحر  فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على السور فرمَاه عِلج بحجر فقتله ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير إليهم الفِلثر بدينار ومُدي قمح فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية- والفِلثَر - مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفَدان والجريب. ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغراً من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصيصة وطرصوس وأذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قُتلمِش السلجوقي جد ملوك اَل سلجوق اليوم في سنة 477 وسار شرف الدولة مسلم بن قُرَيش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478 وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر. فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:

لَمَعَت كناصية الحَصانِ الأشقر

 

نار بمعتَلَجِ الكثيب الأحـمـر

وفتحت أنطاكية الروم الـتـي

 

نشرَت معاقلها على الإسكندر

وَطِئت مناكبَها جيادُك فانثنـت

 

تلقى أجنتها بنات الأصـفـر

 

فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن مَلكتها الأفرنج من واليها بَغِيسِغَان التركي بحيلة تمت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب وذلك في سنة 491 وهي في أيديهم إلى الآن وبأنطاكية قبر حبيب النجار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يُزار ويقال إنه نزلت فيه "وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين" يس: 36، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم منهم عمر بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مُطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف بن ذبيان بن مَرثد بن عمرو بن عُمير بن عِمران بن عتيك بن الأزدابو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن علي بن روح الكفرطابي ومحمد بن حُريم وأبا الحسن بن جوصا سمع منهم ومن غيرهم بدمشق وقدم مرة أخرى في سنة 359 مستنفراً فحدث بها وبحمص عن جماعة كثيرة روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدد بن علي الأملوكي وغيرهما وكتب عن أبو الحسين الرازي، وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدث مشهور له رحلة سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودُحَيما وهشام بن عَمار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فَروخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفان بن مُسلم وعلي بن الجَعد وجماعة سواهم روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جَوصا وأبو عوانة الإسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم وكان من الحفاظ المشهورين، وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان بن خرداذ ثقة مأمون وذكر دُحيم أنه مات بأنطاكية في المحرم سنة 282، وإبراهيم بن عبد الرزاق أبو يحيى الأزدي ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما وصنف كتاباً يشتمل على القرآات الثمان وحدث عن آخرين روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع وغيرهما ومات بأنطاكية سنة 338 وقيل: في شعبان سنة تسع  أنطالِية: بوزن التي قبلها وحروفها إلا أن هذه بالام مكان الكاف بلد كبير من مشاهير بلاد الروم كان أول من نزله أنطالية بنت الروم بن اليقن بن سام بن نوح أخْت أنطاكية فسمي باسمها، وقال البلخي إذا تجاوزت قلمية واللامس انتهيت إلى أنطالية حصن للروم على شط البحر منيع واسع الرستاق كثير الأهل ثم تنتهي إلى خليج القسطنطينية.


أنطرطُوس: بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص، وقال أبو القاسم الدمشقي من أعمال طرابلس مطلة على البحر في شرقي عِرقة بينهما ثمانية فراسخ ولها برجان حصينان كالقلعتين، وقال محمد بن يحيى بن جابر وفتح عُبادة بن الصامت في سنة 17 بعد فتح اللاذقية وجَبلة أنطرطوس وكان حصناً ثم جلا عنه أهله فبنى معاوية أنطرطوس وحصنها وأقطع المقاتلة بها القطائع وكذلك فعل بِمَرَقِتة وبليناس. وينسب إليها عمر بن داود بن سَلمون بن داود أبو حفص الأنطرطوسي قدم دمشق وحدث عن خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن داود مأمون ومحمد بن عبيد الله الرفاعي وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الجوازي الأصبهاني وجماعة كثيرة روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو الحسين بن الترجمان وأحمد بن الحسن الطيان وكان يقول ختمتُ اثنين وأربعين ألف ختمة ومولده سنة 295 ومات 390 قال وتزوجت بمائة امرأة واشتريت ثلاثمائة جارية، وعيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج حدث عن الأوزاعي وأبى علي أرطأة بن المنذر روى عنه محمد بن مصَفى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك وقال أبو أحمد الحاكم حديثه ليس بقائم وعبد الله بن محمد بن الأشعث أبو الدرداء الأنطرطوسي حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمد بن عبيدة المددي الحمصي روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني المعروف بالأرزباني وسليمان بن أحمد الطبراني قاله أبو القاسم الحافظ الإمام، وأنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي حدث بدمشق سنة 279 عن عيسى بن سليمان الشيرازي ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرصافي المعروف بابن مُطاعن وجماعة كثيرة روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن جوصا وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وغيرهم.


أنطليش: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء وكسر اللام وياء ساكنة والشين معجمة قرية بالأندلس ينسب إليها عبد البصير بن إبراهيم أبو عبد الله الأنطليشي سمع محمد بن وضاح والخشني وغيرهما حدث وتوفي وأحمد بن تقي على القضاء قاله ابن الفرضي.


الأنعمانِ: واديان قيل: هما الأنعم وعاقل، وقيل: موضع بنجد، وقيل: جبل لبني عبس، وقال رجل من بني عُقيل يتشوقه:

وإن بجنب الأنـعـمـين أراكة

 

عداني عنها الخوفُ دانٍ ظلالها

منعمة من فوق أفنانها العُـلـى

 

جَنًى طيب للمُجتني لو ينالهـا

لها ورق لا يشبه الورق الـذي

 

رأينا وحيطانٌ يلوحُ جمالـهـا

 

الأنعَمُ: بفتح العين جبل ببطن عاقل بين اليمامة والمدينة عند منعجِ وخزاز وهناك آخر قريب منه يقال له الأنعمَان ويصغر أنيعم عن نصر.


الأنعُم: بضم العين. موضع بالعالية. قال جرير:

حي الديار بعاقـل فـالأنـعـم

 

كالوحي في رق الزبور المعجم

طَللٌ تجر به الرياح مـسـوَارياً

 

والمدجنات من الشمال المرزِمِ

 

وقال نصر الأنعم بضم العين جبل بالمدينة عليه بعض بيوتها.


أنف: بالفتح ثم السكون والفاء. بلد في شعر هُذَيل قال عبد مناف بن ربع الجُرَبي ثم الهذَلي:

إذا تجرد نوح قامـتَـا مـعـه

 

ضَرباً أليماً بسبتٍ يلعجُ الجلِـدَا

من الأسى أهل أنف يوم جاءهـم

 

جيش الحمار فجاؤا عارضاً بَردَا

 

كانوا غزوا ومعهم حمار فسماه جيش الحمار، وفي أخبار هذيل خرج المعترض بن حبواء الظفري ثم السلمي لغزو بني هذيل فوجد بني قرد بأنف وهما داران إحداهما فوق الأخرى بينهما قريب من ميل وذكر قصة ذلك، وسماه ابن ربع الهذلي أنف عاد فقال في هذا اليوم:

فِدى لبني عمرو وَآل مـؤَمـل

 

غداةَ الصباح فدية غير باطـل

هم منعوكم من حُـنـين ومـائه

 

وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحلِ

 

- والمطَاحل - موضع أضاف أنفَ عاد إليه.


 أنَفَة: بالتحريك. بليدة على ساحل بحر الشام شرقي جبل صهيون بينهما ثمانية فراسخ.


أنقد: بالقاف. جبل تضاف إليه برقة ذكر في البُرَق.


أنقِرَة: بالفتح ثم السكون وكسر القاف وراء وهاء وهو فيما بلغني. اسم للمدينة المسماة أنكورية، وفي خبر امرىء القيس لما قصد ملك الروم يستنجده على قتلة أبيه هَوَتهُ بنتُ الملك وبلغ ذلك قَيصر فوعده أن يتبعه الجنودَ إذا بلغ الشام أو يأمر من بالشام من جنوده بنجدَته فلما كان بأنقرة بعث إليه بثياب مسمومة فلما لبسها تساقط لحمُهُ فعلم بالهلاك فقال:

رب طَعنةٍ مُثَعنجره

 

وخُطبةٍ مسحنفِرَه

تبقَى غداً بأتقِـرَه

 

 

 

وقال بطليموس مدينة أنقرة طولها ثمان وخمسون درجة وعرضها تسع وأربعون درجة وأربعون دقيقة طالعها العقرب اثنتا عشرة درجة منه بيت حياتها فيه القلب وفي عاشرها قلبُ الأسد وهي في الإقليم السابع طالعها السماك كان في أول الطول والعرض به تحت خمس وعشرين درجة من السرطان وأربعين دقيقة عاشرها جَبهة الأسد، وكان المعتصم قد فتحها في طريقه إلى عَمورية فقال أبو تمام:

يايوم وقعة عمـورية انـصـرَفـتْ

 

عنك المنَى حُفلاً معسولةَ الحـلـب

جرى لها الفالُ بَرحـاً يوم أنـقـرة

 

إذ غُودرَت وحشة الساحات والرحب

لما رأت أختها بالأمس قد خـرَبـت

 

كان الخرابُ لها أعدَى من الجـرَب

 

وأنقرة أيضاً موضع بنواحي الحيرة في قول الأسود بن يعفُر النهشلي قال الأصمعي تقدم رجل من بني دارم إلى القاضي سوار بن عبد الله ليُقيم عنده شهادةً فصادفه يتمثل بقول الأسود بن يعفُر، وهي هذه الأبيات:

ولقد علمتُ لو آن علمي نافعـي

 

أن السبيلَ سبـيلُ ذي الأعـواد

إن المَنيةَ والحتُوفَ كـلاهـمـا

 

توفي المخارمَ يرميان فـؤادي

ماذا أؤمل بـعـد آل مـحـرق

 

تركوا منازلَـهـم وبـعـد إياد

أهل الخَوَرنق والسدير وبـارق

 

والقصر ذي الشُرَفات من سِندَاد

نزلوا بأنقرةِ يَسـيل عـلـيهـم

 

ماءُ الفُرات يجيءُ من أطـواد

جَرَت الرياحُ على محل ديارهم

 

فكأنما كانوا عـلـى مـيعـاد

ولقد غَنُوا فيها بأنـعـم عـيشةِ

 

في ظل ملكٍ ثـابـتِ الأوتـاد

فإذا النعيم وكلمـا يُلـهَـى بـه

 

يوماً يصيرُ إلى بلَـى ونَـفَـاد

 

ثم أقبل على الدارمي فقال له أتروي هذا الشعر قال لا قال أفتعرف قائلهُ قال: لا. قال: هو رجل من قومك له هذه النباهةُ يقول مثل هذه الحِكمِ لا ترويها ولا تَعرف قائلها يا مزاحم أثبت شهادتَهُ عندك فإني متوقف فيها حتى أسأل عنه فإني أظنُه ضعيفاً، وقد ذكر بعض العلماء أن أنقرة التي في شعر الأسود هي أنقرة التي ببلاد الروم نزلَتها إياد لما نفاهم كسرى عن بلاده وهذا أحسن بالغ ولا أرى الصواب إلا هذا القول و الله أعلم.


أنقلقَان: بالفتح ثم السكون وضم القاف الأولى وسكون اللام وألف ونون وبعضهم يقول أنكلكان من قُرى مَروَ ينسب إليها مظهر بن الحكم أبو عبد الله البيع الأنقلقاني روى عنه مسلم بن الحجاج.


الأنقُورُ: قال الزبير. موضع باليمن قال أبو دهبل:

متى دفعنا إلى ذي ميعَةٍ نـتِـقٍ

 

كالذيب فارَقَهُ السلطانُ والروحُ

وواجَهَتنا الأنـقـور مـشـيخة

 

كأنهم حين لاقونا الـربـابـيحُ

 

أنكاد: مدينة قرب تلمسان من بلاد البربر من أرض المغرب كانت لعلي بن أحمد قديماً ذات سور من تراب في غاية الارتفاع والعرض وواديها يَشقُها نصفَين منها إلى تاهَرت بالعرض شرقاً ثلاث مراحل.


الأنكَبردَة: بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وضم الباء الموحدة وسكون الراء ودال مهملة وهاء بلاد واسعة من بلاد الأفرنج بين القسطنطينية والأندلس تأخذ على طرف بحر الخليج من محاذاة جبل القِلاَل وتَمُرُ على محاذاة ساحل المغرب مشرقاً إلى أن تتصل ببلاد قَلَورية.


إنكِجَان: بالكسر ثم السكون وكسر الكاف وجيم وألف ونون ناحية بالمغرب من بلاد البربر ثم من بلاد كَتامة فيهم كان أكثر مقام أبي عبد الله الشيعي بها ويسميها دار الهجرة وسمعت بعضهم يقول إيكجان بالياء انكفردر: من بلاد بخارى بما وراء النهر.


 الأنوَاصُ: بالصاد المهملة. موضع في بلاد هُذَيل يُروى بالنون والباءِ قال:

تُسقى بها مَدَافعُ الأنواص

 

ورواه نصر بالضاد المعجمة: الأنواطُ: ذاتُ أنواط. شجرة خضراءُ عظيمة كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظيماً لها فتعلق عليها أسلحَتَها وتذبح عندها وكانت قريبة من مكة وذُكر أنهم كانوا إذا حجوا يعلقون أرديتَهم عليها ويدخلون الحرم بغير أردية تعظيماً للبيت ولذلك سُميت أنواط يقال ناط الشيء ينوطه نوطاً إذا علقه.

 

أنوَرُ: بفتح الواو. حصن باليمن من مخلات قَيظَان.


الأنَيسُ: بالضم ثم الفتح وياء مشددة مكسورة وسين مهملة جبل أسود في قول النابغة:

طَلَعُوا عليك برَايَةٍ معروفَةٍ

 

يوم الأنيس إذ لقيتَ لئيمـا

 

أنيسُون: بالفتح ثم الكسر وياءٍ ساكنة وسين مهملة مضمومة وواو ونون. من فرى بخارى ينسب إليها أبو الليث نصر بن زاهر بن عمير بن حمزة الأنيسوني البخاري.


الأنيعمُ: بلفظ التصغير موضع قال حَضْرَمي بن عامر الأسدي:

لقد شاقني لولا الحياءُ من الصبا

 

لِمَيةَ رَبع بـالأنـيعـم دارسُ

ليَالي إذ قلبي بَـمـية مـوزَع

 

وإذ نحن جيرانٌ لها متلابـس

وإذ نحن لا نخشى النميمة بيننا

 

ولو كان شيء بيننا متشاكـسُ