حـرف البـاء: باب الباء والدال وما يليهما

باب الباء والدال وما يليهما

بَدَا: بالفتح والقصر. واد قرب أيلَةَ من ساحل البحر وقيل بوادي القُرَى وقيل: بوادي عُذْرة قرب الشام. قال بعضهم:

وأنت التي حَببتِ شغباً إلى بَدا

 

إلي وأوطاني بلاد سوَاهُمـا

حَللتِ بهذا حـلةً ثـم حـلة

 

بهذا فطاب الواديان كلاهما

 

وقال جميل العذري:

ألا قد أرى ألا بُثينَةَ تَـرتـجـي

 

بوادي بَداء لا بحسمى ولا شَغب

ولا ببُصاق لا بُثينَةَ فـاعـتـرف

 

لما أنتَ لاقٍ أو تنكب عن الركب

 

بَدَاكِرُ: بالفتح وأخره راء. من قرى بُخارى. منها أبو جعفر رِضوَانُ بن سالم البداكري البخاري وغيره.


بُدَالَةُ: بالضم. موضع في شعر عبد مَنَاف بن رِبع الهُذَلي:

إني أصادِفُ مِثلَ يوم بُدَالة

 

ولقاء مثل غداةِ أمس بعيدُ

 

البَدَائعُ: بالفتح وياءٍ. موضع في. قول كُثير:

بَكى سائب لما رأى رملَ عالـج

 

أتى دونه والهضبُ هَضْبُ مُتَالِع

بكى إنه سَهلُ الدموع كما بكى

 

عشيةَ جاوَزْنا بِحَارا البَـدَائع

 

بَدبَدُ: بالفتح والتكرير. ماءٌ في طرف أبان الأبيض الشمالي قال. كُثير:

إذا أصبَحَت بالجلس في أهل قرية

 

وأصبَحَ أهلي بين شَطب فبدبـدِ

 

وقال قيس بن زُهَير يخاطب عروَةَ بن الورد:

أذَنْب علينا شتمُ عروَةَ حـالَـه

 

بقرة أحساءٍ يومـا بـبـدبَـد

رأيتُك الأفاً بيوتَ مـعـاشـر

 

تَزال يَدٌ في فَضل قَعْبٍ ومرفَدِ

 

بُدَخكَث: بالضم ثم الفتح وخاءٌ معجمة ساكنة وكاف مفتوحة وثاءٌ مثلثة. من قُرَى اسفيجاب أو الشاش. منها أبو سعيد ميكائيل بن حَنيفة البُدَخكثي قتل شهيداً في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.


بدر: بالفتح ثم السكون. قال الزجاج بدر أصلُهُ الامتلاءُ. يقال غلام: بدر إذا كان ممتلئاً شاباً لَحِماً وعَين بَدرةَ: ويقال قد بدَرَ فلان إلى الشيء وبادرَ إليه إذا سبق وهو غير خارج عن الأصل لأن مَعناه استَعمَلَ غايةَ قوته وقدرته على السرعة أي استعمل مِلء طاقته وسمي بيدرُ الطعام بيدراً لأنه أعظَمُ الأمكنة التي يجتمع فيها الطعام، ويقال بدرَت من فلان بادرة أي سبَقَت فَعلة عند حِدة منه في غضب بلغت الغاية في الإسراع وقوله تعالى: "ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً أن يكبروا " النساء: 6، أي مسابقة لكبرهم وسس القمرُ ليلة الأربعة عشر بدراً لتمامه وعظمه. وبدر ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار وهو ساحل البحر ليلة، ويقال: إنه ينسب إلى بَدر بن يَخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بل هو رجل من بني ضَمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه، وقال الزبير بن بَكار: قُرَيش بن الحارث بن يُخلُد، ويقال مُخلد بن النضر بن كنانة به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون جاءت عِيرُ قريش وخرجت عير قريش قال: وابنه بدرُ بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة، ولما قُتل مَن قُتل من المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحَت قريش على قتلاهم ثم قالوا لاتفعلوا فيبلُغَ محمداً وأصحابه فيَشمتوا بكم، وكان الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العُزى قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعَة بن الأسود وعَقيل بن الأسود والحارث بن زمعة وكان يُحب أن يبكي على بنيه. قال: فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة بالليل فقال: لغلام له وقد ذهب بَصَرُه انظر هل أحِل النحيبُ وقد بكت قريش على قتلاهم لعلي أبكي على أبي حَكيمة يعني زمعة فإن جوفي قد احترقَ فلما رجِع الغلام إليه قال: إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته. فقال حينئذٍ :

أتبكي أن يَضِل لها بـعـير

 

وَيمنَعها من النوم السهُـودُ

فلا تبكي على بكر ولـكـن

 

على بدر تقاصرت الجُدودُ

على بدر سَرَاة بني هُصيص

 

ومخزوم ورَهط أبي الوليد

وبَكي إن بَكْيتِ على عقـيل

 

وبكي حارثاَ أسـدَ الأسُـودِ

وبكيهم ولا تسمى جمـيعـاً

 

وما لأبي حكيمة من نَـديد

ألا قد ساد بعدهُـمُ رجـال

 

ولولا يوم بدر لـم يَسُـودُوا

 

وبين بدر والمدينة سبعة بَرَد بريد بذات الجيش وبريدُ عبود وبريد المرغَة وبريد المُنصَرف وبريد ذات أجذال وبريد المَغلاَة وبريد الأثيل ثم بدر وبدرُ الموعِدِ وبدر القتال وبدر الأولى والثانية كله موضع واحد، وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة الكرام. ونُسب إلى سُكنى الموضع أبو مسعود البدري واسمهُ عُقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسَيرَة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شهد العقبة الثانية وكان أصغَرَ من شهدها. وفي كتاب الفيصل أنه لم يشهد بدرأ، وقال ابن الكلبي شهد بدراً والعقبة ووَلاه علي الكوفة حين سار إلى صِفْين. وبدر جبل في بلاد باهلة بن أعصُر وهناك أرمَامُ الجبلُ المعروف وأحد جبلين يقال لهما بدران في أرض بين الحريش و اسم الحريش معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وبدرٌ أيضاً مخلاف باليمن وهو غير الأول.


بدس: بالفتح وتشديد ثانية وفتحه وبدس. من قُرَى اليمن.


 بَدِلانُ: بوزن قَطِرَان ويقال بَدَلانُ. موضع في قول امرىء القيس:

لمن طَلَل أبصرتُهُ فشجَانـي

 

كخَط زَبُورٍ أو عسيب يمانِ

ديار لهندٍ والربابِ وفرتَنـا

 

لَيَالينَا بالنعف مـن بَـدَلانِ

لياليَ يَدعُوني الهوى فأجيبه

 

وأعيُنُ من أهوَى إلي رَوَان

 

بَدلِيسُ: بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياءِ ساكنة وسين مهملة ولا أعلم نظيراً لهذا الوزن في كلام العرب غير وهبيل اسم بطن من النخع، وأما في العجم ففيه تفليس وتبريز. بلدة من نواحي أرمينية قرب خِلاَطَ ذات بساتين كثيرة وتفاحها يُضرب به المثل في الجودة والكثرة والرخص ويُحمل إلى بُلدان كثيرة وطولها خمس وستون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى الى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص ومات بها سنة 26 للهجرة، وفي بدليس يقول أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف.

بَدليسُ قد جددتِ لي صـبـوَة

 

بعد التقى والنسك والسمـت

هتكتِ سِترِي في هَوَى شادنِ

 

وما تحرجـتِ ولا خـفـت

وكنتُ مطوياً عـلـى عـفة

 

مظنونة يَمشي بها وَقـتـي

وإن تحاسَبنَا فقـولـي لـنـا

 

مَن أنتِ يا بدليس من أنـتِ

وأين ذا الشخص النفيسُ الذي

 

يَزيد في الوصف على النعت

من طبعِكَ الجافي ومن أهله

 

قد صرتِ بغداد على بخـت

 

بَدَن: بالتحريك. لُهَيمُ البدن يُذكر في اللام.


بُدن: بالضم. موضع في أشعار بني فزارة عن نصر.


بدوتَان: بفتح الواو وتاء فوقها نقطتان وألف ونون بلفظ التثنية. دارةُ بَدوَتَين لبني ربيعة بن عقيل وهما هضبتان بينهما ماء.


بَدوَةُ: واحدة الذي قبله. جبل بنجد لبني العجلان. قال عامر بن الطفَيل: يرثي ابن أخيه عبد عمرو بن حنظلة بن طُفَيل:

وهَل داع فيسمع عبد عـمـرو

 

لأخرى الخيل تصرَعُها الرماحُ

فلا وَأبيك لا أنسى خـلـيلـي

 

ببَدوة ما تحَـرَّكـت الـرياحُ

وكنتَ صِفي نفسي دون قومي

 

وودي دون حامله الـسـلاحُ

 

وقال تميم بن أبَي بن مقبل:

هل أنت محيي الربع أم أنت سائلُه

 

بحيث أفاضتْ في الركاءِ مسائلُه

وكيف تحَيي الربع قد بان أهلُـه

 

فلم يَبـق إلا أسـه وجـنـادلُـه

وقد قلتُ من فرط الأسى إذ رأيتُه

 

وأسبَل دمعي مستـهـلا أوائلـه

ألا يا لقومـي لـلـديار بـبَـدوَة

 

وأني مراحُ المرءِ والشيبُ شاملُهُ

 

بدهَةُ: ناحية بالسند وقد كتبت بالنون مشروحة وأنا شاك فيها فليحقق.


بديَانا: بعد الدال ياء وألف ونون. من قرى نسفَ. ينسب إليها بديانَوى. منها أبو سلمة البديانوي الزاهد له كلام في الرقائق.


بَديع: بالفتح ثم الكسر وياءٍ ساكنة وعين مهملة. قال الحازمي: بديع. اسم بناءٍ عظيم للمتوكل بسر من رأى، وقال السكوني: بديع ماء عليه نخل وعيون جارية بقرب وادي القرى، وقال الحازمي: أوله ياء وسنذكره في موضعه.


البديعة: بزيادة هاء. ماءَة بحسمي وحِسمي جبل بالشام.


بُدَين: تصغير بدَن. اسم ماءٍ.


البَدِيةُ: بالفتح ثم الكسر وياء مشددة. ماء على مرحلتين من حلَب بينها ويين سلَمية. قال أبو الطيب.

وأمسَت بالبدِية شَفـرَتـاهُ

 

وأمسَى خلف قائمه الحيارُ

 

البَدِي: قال أبو زياد كل ما كان في الجاهلية من الركي ينسَب عادياَ وأما ما حفر منذ كان الإسلام محدثاً جديد الأرض فإنه ينسب إسلامياً واحدته البَدي وجماعته البُديانُ. واد لبني عامر بنجد. والبدي أيضاً قرِية من قرى هَجَرَ بين الزرائب والحوضى. قال لبيد:

غلب تشذْر بالذحولِ كأنها

 

جن البدِيً رواسياً أقدامُها

 

وقيل البديَ في هذا البيت البادية. وقد ذكر لبيد البدي في شعر آخر له. فقال:

جَعَلْنَ جراحَ القرنتين وعالجا

 

يميناً ونكبنَ البدي شمـائلاً

فهذا موضع بعينه. ويقويه قولُ امرىء القيس:  

أصابَ قطَاتَين فسال لِواهمـا

 

فوادي البدي فانتحي للاريض