حـرف البـاء: باب الباء والسين وما يليهما

باب الباء والسين وما يليهما

بَسَا: بالفتح ويعربونها فيقولون فَسا. مدينة بفارس ذكرت في فسا. وذكر الأديب أبو العباس أحمد بن علي بن بابه القاشي أن أرسلان البساسيري منسوب إليها قال: هكذا ينسب أهل فارس إلى بسا بساسيري وكان مولاه منها وكان من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة فلما ملك جلال الدين أبو طاهر وابنه الملك الرحيم أبو نصر قوي أمر البساسيري وتقدم على أتراك بغداد وكثرت أمواله وأتباعه فلما قدم طغرُل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد خرج الملك الرحيم إليه وهرب البساسيري إلى رحبة مالك. وكان كاتب المستنصر صاحب مصر وانتسب إليه فقبله وأقطعه واتفق أن إبراهيم إينال أخا طغرل بك جمع جموعاً وعصى على أخيه بنواحي همذان فجمع طغرل بك عساكره وقصده فخَلت بغداد من مدافع عنها فرجع إليه أرسلان البساسيري ومعه قريش بن بدران بن المقلد أمير بني عُقيل فمَلكا بغداد ودار الخلافة واستذَم الوزير رئيس الرؤساء إلى قريش للخليفة القائم بأمر الله ولنفسه وانتقل الخليفة إلى خيمة قريش وحمله إلى قلعة عانة على الفرات وبها ابن عمه مُهارش وسلم رئيس الرؤساء إلى البساسيري فصلبه ومثل به وملك دار الخلافة واستولى على ذخائرها وأقام الخطبة ببغداد ونواحيها سنة كاملةً لصاحب مصر أولها سادس عشر ذي القعدة سنة450 وأعيدت خطبة القائم في سادس عشر ذي القعدة من سنة 451 الى أن أوقع طغرل بك بأخيه ورجع إلى بغداد وأوقع بالبساسيري فقتله ورد القائم إلى مَقر عزْه ودار خلافته والقصة في ذلك طويلة وهذا مختصرها، وببغداد من ناحية باب الأزَج محلة كبيرة يقال لها دار البساسيري نسب إليها بعض الرواة.

بساءُ: بالضم والتشديد والمد. بيت بنته غطفان وسمته بساء مضاهاة للكعبة وهو من قولهم لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة وهو طوَفانُهُ حولها ليحلبها وأ بس بالإبل عند الحلب إذا دعا الفصيل إلى الناقة يستدرها به فكأنهم كانوا يستحلبون الرزق في الطواف حوله.

بساسة: بالفتح ثم التشديد. من أسماء مكة في الجاهلية لأنها كانت تبس من لا يتقي فيها والبس أن تقول في زَجر الناقة بس بس إذا أردتَ سوقَها وزجرها. قال الشاعر:

بساسة تبس كل منـكـر

 

بالبلد المحفوظ ثم المعشر

 

بساقٌ : بالضم وآخره قاف ويقال: بصاق بالصاد. جبل بعرفات. وقيل: واد بين المدينة والجار وكان لأمية بن حرثان بن الأسكر ابن اسمه كلاب اكتتب نفسه في الجند الغازي مع أبي موسى الأشعري في خلافة عمر فاشتاقه أبوه وكان قد أضر فأخذ بيد قائده ودخل على عمر وهو في المسجد فأنشده:

أعاذِلَ قد عذَلتِ بغـير قـدر

 

ولا تدرين عاذِل مـا ألاَقِـي

فإما كنتِ عاذلـتـي فـردي

 

كلاباً إذ توجـه لـلـعـراق

فَتى الفتيان في عُسرِ ويسُـرٍ

 

شديد الركن في يوم التلاقـي

فلا وأبيكَ ما بالـيتَ وجـدي

 

ولا شغَفي عليك ولا اشتياقي

وإيقادي علـيك إذا شـتَـونـا

 

وضمُك تحت نحري واعتناقي

فلو فَلقَ الفُـؤادَ شـديدُ وجـد

 

لهم سوادُ قلبي بـانـفـلاق

سأستعدي على الفاروق ربـاً

 

له عمَدَ الحجيجُ إلى بـسـاق

وأدعوالله محتسـبـاً عـلـيه

 

ببطن الأخشبين إلـى دُفـاق

إن الفاروق لم يردُد كـلابـاً

 

على شيخين هامُهمـا زواق

 

 فبكى عمر وكتب إلى أبي موسى الأشعري في رد كلاب إلى المدينة فلما قدم دخل عليه فقال له عمر: ما بلغ من برك بأبيك فقال: كنت أوثره وأكفيه أمرَه وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبناً إلى أغزر ناقة في إبله فأسمنها وأريحها وأتركها حتى تستقِر، ثم أغسل أخلافَها حتى تبرُدَ ثم احتلب له فأسقيهُ، فبعث عمر إلى أبيه فجاءه فدخل عليه وهو يتهادى وقد انحنى فقال له: كيف أنت يا أبا كلاب فقال: كما ترى يا أمير المؤمنين فقال: هل لك من حاجة قال: نعم كنت أشتهي أن أرى كلاباً فأشُمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت فبكى عمر وقال: ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى، ثم أمر كلاباً أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه ففعل وناوله عمر الإناء وقال: اشرب هذا يا أبا كلاب فأخذه فلما أدناه من فمه قال: و الله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب فبكى عمر وقال: هذا كلاب عندك حاضر وقد جئناك به فوثب إلى ابنه وضمه إليه وقبله فجعل عمر والحاضرون يبكون وقالوا لكلاب إلزم أبويك فلم يزل مقيماً عندهما إلى أن مات وهذا الخبر وإن كان لا تعلق له بالبُلدان فإني كتبته استحساناً له وتبعاً لشعره.


بُسَاق: أيضاً. عقبة بين التيه وإيلَة. قال أبو عمر الكندي التقى زهير بن قيس البلوي وعبد العزيز بن مروان وقد تقدم إلى مصر مع أبيه إلى عمال عبد الله بن الزبير ببساق وهو سطح عقبة أيلة فانهزم زهير ومن معه.

ملكتَ بُساقاَ والبطاحَ فلـم تَـرِم

 

بِطاحك لما أن حَميتَ ذِمـارَكـا

فساء الأولى ولوا عن الأمر بعدما

 

أرادوا عليه فاعلمن اقتسـاركـا

 

بَساقُ: بالفتح وتشديد السين وآخره قاف. اسم بالعراق يسمونه البزاق بالزاي وكانوا يدعونه بالنبطية بساق معناه بكلامهم الذي يقطع الماء عما يليه ويجتزه إلى نفسه وهو نهر يجتمع إليه فضول مياه السيب وما فضل من ماء الفرات فقال الناس لذلك البزاق.


بسانُ: بالنون. محلة بهَرَاة.


بسبُطُ: بالفتح ثم السكون وضم الباء الثانية. جبل من جبال السرَاة أو تهامة عن نصر.


بَسبَة: بالفتح ثم السكون وباء أخرى. من قرى بخارى. ينسب إليها أحمد بن محمد بن أبي نصر البَسيي حكاه السمعاني عن أبي كامل البَصيري. وقال الإصطخري بسبة العليا وبَسبة السفلى من أعمال فرغانة. فإما بسبة العليا فهي أول كورة من كور فرغانة إذا دخلتَ إليها من ناحية خُجَندَة.


بستَان إبراهيم:. في بلاد بني أسد. وأنشد الأبيوردي لبعضهم.

ومن بُستان إبراهيم غنتْ

 

حمائم تحتها فَنن رطيبُ

 

بُستان ابن عامر: هو بستان ابن معمَر المذكور فيما بعد.


بُستَان الغُمَير: بالتصغير كان يقال له في الجاهلية غمر ذي كِندة فاتخذ فيه ناس من بني مَخزوم أرضاً. فيقال له بستان الغمَير.


بُستانُ ابن معمر: مجتمع النخلَتين النخلة اليمانية والنخلة الشامية وهما واديان والعامة يسمونه بستان ابن عامر وهو غلط. قال الأصمعي: وأبو عبيدة وغيرهما بستان ابن عامر إنما هو لعمر بن عبيد الله بن معمَربن عثمان بن عمروبن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لُؤَي بن غالب ولكن الناس غلطوا فقالوا: بستان ابن عامر وبستان بني عامروإنما هو بستان ابن معمر. وقوم يقولون نُسب إلى حَضْرمي بن عامر واَخرون يقولون نسب إلى عبد الله بن عامر بن كرَيز وكل ذلك ظَن وترجيم. وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي في شرح كتاب أدب الكاتب فقال وقال يعني ابن قتيبة ويقولون بستان ابن عامر وإنما هو بستان ابن معمر، وقال البطليوسي بستان ابن معمر غير بستان ابن عامر وليس أحدهما الآخر فأما بستان ابن معمر فهو الذي يعرف ببطن نخلة وابن معمر هو عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي وأما بستان ابن عامر فهو موضع اَخر قريب من الجُحفة وابن عامر هذا هو عبد الله بن عامر بن كُرَيز استعمله عثمان على البصرة وكان لا يُعالج أرضاً إلا أنبط بها إلى الماء ويقال: إن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير فعوذَه وتفلَ في فيه فجعل يمتص ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله إنه لمسقي فكان لا يعالج أرضاً إلا أنبطَ فيها الماء.


بَست: آخره تاء مثناة. واد بأرض أربل من ناحية أذربيجان في الجبال. بُست: بالضم. مدينة بين سجستان وغزنين وهراة وأظنها من أعمال كابل فإن قِياسَ ما نجِدُه من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي. وهي من البلاد الحارة المِزاج وهي كبيرة ويقال لناحيتها اليوم كرم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر، وسُئل عنها بعض الفضلاءِ فقال هي كتثنيتها يعني بستان، وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء. منهم الخطابي أبو سليمان أحمد بن محمد البُستي صاحب معالم السنن وغريب الحديث وغير ذلك وكان من الأئمة الأعيان ذكرت أخباره وأشعاره في كتاب الأدباء من جمعي فأغنى، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي البستي سمع هشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرَقَ وقتيبة بن سعيد وغيرهم روى عنه أبو جعفر محمد بن حيان وأبو حاتم أحمد بن عبد الله بن سهل بن هثمام البستيان و غيرهما مات سنة 307، وأبو الفتح علي بن محمد ويقال ابن أحمد بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس سمع أبا حاتم بن حبان روى عنه الحاكم أبو عبد الله مات ببخارى في سنة 400، وقال عمران بن موسى بن محمد بن عمران الطولقي في أبي الفتح البستي.

 

إذا قيلَ أي الأرض في الناس زِينَة

 

أجَبنا وقُلنا أبهَجُ الأرض بُستُـهـا

فلو أنني ألركت يوماً عـمـيدهـا

 

لَزِمتُ يَدَ البُستيً دهراً وبُستُـهـا

 

وقال كافور بن عبد الله الإخشيدي الخصي الليثي الصوري:

 

ضَيعتَ أيامي ببُست وهِمـتـي

 

تأبى المقامَ بها على الخسـران

وإذا الفتى في البُؤس أنفق عمرَه

 

فمَن الكفيلُ له بعـمـرٍ ثـان

 

وأبوحاتم محمد بن حبان بن معاذ بن مَعبد بن سعيد بن شهيد التميمي كذا نسبه أبو عبد الله محمد . أحمد بن محمد البخاري المعروف بغنجار ووافقه غيره إلى مَعبد ثم قال ابن هُدبة بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مُر بن أد بن طابخة بن الياس بن مُضرَ الإمام العلامة الفاضل المتقن كان مكثراً من الحديث والرحلة والشيوخ عالماً بالمتون والأسانيد أخرج من علوم الحديث ما عجزَ عنه غيرُهُ ومن تأملَ تصانيفه تأمل مُنصف علم أن الرجل كان بحراً في العلوم سافر ما بين الشاش والاسكندرية وأدرك الأئمة والعلماء والأسانيد العالية وأخذ فقه الحديث والفرض على معانيه عن إمام الأئمة أبي بكر بن خُزَيمة ولازَمه وتلمذَ له وصارت تصانيفه عُدة لأصحاب الحديث غير أنها عزيزة الوجود سمع ببلده بُست أبا أحمد إسحاق بن إبراهيم القاضي وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن الجُنَيد البستي وبهَرَاة أبا بكر محمد بن عثمان بن سعد الدارمي وبمروَ أبا عبد الله وأباعبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي وأبا يحيى محمد بن يحيى بن خالد المديني وبقرية سنج أباعلي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وأبا عبد الله محمد بن نصر بن ترقُل الهورَقاني وبالصغد بما وراء النهر أبا حفص عمر بن محمد بن يحيى الهمدَاني وبنسا أبا العباس الحسن بن سُفيان الشيباني ومحمد بن عمر بن يوسف ومحمد بن محمود بن عدي النسويين وبنيسابور أبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج الثقفي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شِيرَوَيه الأزدي وبأرِغيان أبا عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني وبجرجان عِمران بن موسى بن مجاشع وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوَزان الجرجانيين وبالري أبا القاسم العباس بن الفضل بن عاذان المقري وعلي بن الحسن بن مسلم الرازي وبالكَرَج أبا عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الحافظ والحسين بن إسحاق الأصبهاني وبعسكر مُكرَم أبا محمد عبد الله بن محمد بن موسى الجَوَاليقي المعروف بعبدان الأهوازي وبتُستر أبا جعفر محمد بن محمد بن يحيى بن زهير الحافظ وبالأهواز أبا العباس محمد بن يعقوب الخطيب وبالأبلة أبا يعلى، محمد بن زهير والحسين بن محمد بن بسطام الأبليين وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحَباب الجُمحي وأبا يعلى زكرياءَ بن يحيى الساجي وأبا سعيد عبد الكريم بن عمر الخطابي وبواسط أبا محمد جعفر بن أحمد سِنان القطان والخليل بن محمد الواسطي ابن بنت تميم بن المنتصر وبقم الصًلح عبد الله بن قحطبة مرزوق الصلحي وبنهر سابس قرية من قرى واسط. خلاد بن محمد بن خالد الواسطي وببغداد أبا العباس حامد بن محمد بن شُعَيب البلْخي وأبا أحمد الهيثم بن خلف الد وري وأبا القا سم عبد الله بن محمد عبد العزيز البغَوي وبالكوفة أبا محمد عبد الله زيدان البَجلي وبمكة أبا بكر محمد بن إبراهيم المنذر النيسابوري الفقيه صاحب كتاب الأشراف اختلاف الفقهاء وأبا سعيد المفضل بن محمد إبراهيم الجندي وبسَامِرا علي بن سعيد العسكري عسكر سامرا وبالموصل أبا يَعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وهارون بن المِسكين البلدي وأبا جابرزيد بن علي بن عبد العزيز بن حيان الموصلي وروح بن عبد المجيب الموصلي وببلد سنجار علي بن إبراهيم بن الهيثم الموصلي وبنصبين أبا السري هاشم بن يحيى النصيبيني ومسدد يعقوب بن إسحاق الفلوسي وبكفر توثا من ديار ربيعة محمد بن الحسين بن أبي مَعشر السلَمي وبسرغامرطا من ديار مضر أبا بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك عبد الله بن مسرح الحراني وبالرافقة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي وبالرقة الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وبمنبج عمر بن سعيد بن سِنان الحافظ وصالح بن الأصبغ بن عامر التنُوخي وبحلب علي بن أحمد بن عمران الجرجاني وبالمصيصة أبا طالب أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي وبأنطاكية أبا علي وصيف بن عبد الحافظ وبطرسوس محمد بن يزيد الدرقي وإبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وبأذَنة محمد بن عَلان الأذني وبصيداء محمد بن أبي المعافي بن سليمان الصيدَا وي وببيروت محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي المعروف بمكحول وبحِمص محمد بن عبد اللَّه الفضل الكُلاعي الراهب وبدمشق أبا الحس أحمد بن عُمَير بن جوصاء الحافظ وجعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري وأبا العباس حاجب بن أركين الفرغاني الحافظ  وبالبيت المقدس عبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي الخطيب وبالرملة أبا بكر محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي وسعيد بن داود بن وردان المصري وعلى بن الحسين بن سليمان المعدل وجماعة كثيرة من أهل هذه الطبقة سوى من ذكرناهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد اللَّه بن مندة الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي الهَرَوي وأبو مسلمة محمد بن محمد بن داود الشافعي وجعفر بن شعيب بن محمد السمرقندي والحسن بن منصور الأسفيجابي والحسن بن محمد بن سهل الفارسي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزَني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن خُنشام الشرُوطي وجماعة كثيرة لا تحصى. أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرَستاني اذناً عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي عثمان سعيد البُحتُري قال سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول أبو حاتم البستي القاضي كان من أوعِية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجإل صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يُسبق إليه وولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدُن ثم ورد نيسابور سنة 334 وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرُهم سِناً فقال استَملِ فقلتُ نعم فاستَملَيتُ عليه ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء بنيسابور و غيرها وانصرف إلى وَطنه وكانت الرحلة بخُراسان إلى مصنفاته. أخبرنا أبواليمن زيد بن الحسن الكندي شفاهاً قال أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي اذناً عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت كتابةً قال ومن الكُتُب التي تكثر منافعُها إن كانت على قدرِ ماترجمها به واضعُها مصنْفات أبي حاتم محمد بن حبان البستي التي ذكرها لي مسعود بن ناصر السجزي ووَقفني على تذْكرة باسمائها ولم يقدر لي الوصول الى النظر فيها لأنها غير موجودة بيننا ولا معروفة عندنا وأنا أذكُرُ منها ما استحسنتُه سوى ما عدلتُ عنه وأطرحتُه. فمن ذلك كتاب الصحابة خمسة أجزاءِ وكتاب التابعين اثنا عشر جزأً وكتاب اتباع التابعين خمسة عشر جزأً وكتاب تبع الاتباع سبعة عشر جزأً وكتاب تباع التبع عشرون جزأ وكتاب الفصل بن النَقَلَة عشرة أجزاءٍ وكتاب علل أوهام أصحاب التواريخ عشرة أجزاءٍ وكتاب علل حديث الزهري عشرون جزأ وكتاب علل حديث مالك عشرة أجزاءٍ وكتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء وكتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة عشرة أجزاءٍ وكتاب ماخالف الثوري شُعبةَ ثلاثة أجزاءٍ وكتاب ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما انفرد به أهل مكة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما عند شُعبة عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزآن وكتاب غرائب الأخبار عشرون جزأً وكتاب ما أغرَبَ الكوفيون عن البصريين عشرة أجزاء وكتاب ما أغرب البصريون عن الكوفيين ثمانية أجزاءٍ وكتاب أسامي من يُعرَف بالكُنى ثلاثة أجزاءِ وكتاب كُنى من يعرف بالأسامي ثلاثة أجزاءٍ وكتاب الفصل والوصل عشرة أجزاءِ وكتاب التمييز بين حديث النضر الحُداني والنضر الحزاز جزآن وكتاب الفصل بين حديث أشعث بن مالك وأشعث بن سُوَار جزآن وكتاب الفصل بين حديث منصور بن المعتمر ومنصور بن راذان ثلاثة أجزاءٍ وكتاب الفصل بين مكحول الشامي ومكحول الأزدي جزء وكتاب موقوف ما رُفع عشرة أجزاءِ وكتاب آداب الرجالة جزاَن وكتاب ما أسند جُنادة عن عُبادة جزء وكتاب الفصل بين حديث نور بن يزيد ونور بن زيد جزء وكتاب ما جعلَ عبدَ الله بن عمرعبيدَ الله بن عمر جزآن وكتاب ما جعل شيبان سفيان أو شيبان ثلاثة أجزاء وكتاب مناقب مالك بن أنس جزآن وكتاب مناقب الشافعي جزآن وكتاب المعجم على المُدُن عشرة أجزاءٍ وكتاب المُقِلًين من الحجازيين عشرة أجزاء وكتاب المُقِلًين من العراقيين عشرون جزأً وكتاب الأبواب المتفرقة ثلاثون جزأَ وكتاب الجمع بين الأخبار المتضادة جزآن وكتاب وصف المعدل والمعدل جزآن وكتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا جزء وكتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون جزأ وكتاب الهداية إلى علم السنن قصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه يذكر حديثاَ ويترجم له ثم يذكر من  يتفرد بذلك الحديث ومن مفاريد أي بلد هو ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يُعرف من نسبته ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة فإن عارَضهُ خبر ذكره وجمع بينهما وإن تضاد لفظُه في خبر آخر تلطف للجمع بينهما حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث معاً وهذا من أنبل كُتبه وأعزها. قال أبو بكر الخطيب: سألتُ مسعود بن ناصر يعني السجزي فقلت له في هذه الكُتب موجود عندكم ومقدور عليها ببلادكم فقال إنما يوجد منها الشيء اليسير والنزر الحقير. قال وقد كان أبو حاتم بن حبان سَبلَ كُتبه ووقَفها وجمعها في دار رسمها بها فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان وضعف السلطان واستيلاء ذوي العَبث والفساد على أهل تلك البلاد. قال الخطيب: ومثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يُكثر بها النسخ فيتنافس فيها أهل العلم ويكتبونها ويجلدونها احرازاً لها ولا أحسبُ المانع من ذلك كان إلا قلة معرفة أهل تلك البلاد بمحل العلم وفضله وزُهدهم فيه ورَغبتهم عنه وعدم بصيرتهم به و الله أعلم. قال الإمام: تاج الإسلام وحصل عندي من كُتبه بالإسناد المتصل سماعا كتاب التقاسيم والأنواع خمس مجلدات قرأتُها على أبي القاسم الشحامي عن أبي الحسن البجاني عن أبي هارون الزوزَني عنه وكتاب روضة العقلاء قرأتُه على حنبل السًجزي عن أبي محمد النُوني عن أبي عبد الله الشروطي عنه وحصل عندي من تصانيفه غير مُسندة عدةُ كتب مثل كتاب الهداية إلى علم السنن من أوله قدرُ مجلدين وله وهو أشهر من هذه كلها كتاب الثقات وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب الإيمان وكتاب صفة الصلاة أدرك عليه في كتاب التقاسيم فقال في أربع ركعات يصليها الانسان ستمائة سُنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب. قال أبو سعد: سمعت أبا بكر وجيهَ بن طاهر الخطيب بقصر الريح سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي سمعت أبا بشر عبد الله بن محمد بن هارون سمعت عبد الله بن محمد الاستراباذي يقول أبو حاتم بن حبان البستي كان على قضاء سمرقند مدة طويلة وكان من فقهاء الدير وحُفاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار عالماً بالطب والنجوم وفنون العلم ألف كتاب المُسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكُتب الكثيرة من كل فن. أخبرَتني الحرة زَينب الشعرية اذناً عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن الحسين الإمام سمعت الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول أبو حاتم بن حبان داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة ولهم جرايات يستنفقونها داره وفيها خزانة كُتبه في يدَي وصي سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شيءٍ منها في الصفة من غير أن يخرجه منها شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته، وأخبرني القاضي أبو القاسم الحَرستاني في كتابه قال أخبرني وجيهُ بن طاهر الخطيب بقصر الريح اذناً سمعت الحسن بن أحمد الحافظ سمعت أبا بشر النيسابوري يقول سمعت أبا سعيد الإدريسي يقول سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري الرجل الصالح بسمرقند يقول كُنا مع أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في بعض الطريق من نيسابور وكان معنا أبو حاتم البستي وكان يسأله ويُؤذيه فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة يابارد تنَح عني لا تؤذيني أوكلمةً نحوها فكتب أبوحاتم مقالته فقيل له تكتُبُ هذا فقال نعم أكتُبُ كل شيءٍ يقوله. أخبرني الخطيب أبو الحسن السديدي مشافهةً بمروَ قال أخبرني أبو سعد اذناً أخبرنا أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي إجازةً سمعت والدي سمعت الحاكم أباعبد الله يقول سمعت أباعلي الحسين بن علي الحافظ وذكر كتاب المجروحين لأبي حاتم البستي فقال كان لعُمر بن سعيد بن سنان المَنبجي ابن رحل في طلب الحديث وأدرك هؤلاءِ الشيوخ وهذا تصنيفه وأساء القول فى أبي حاتم قال الحاكم أبو حاتم كبير في العلوم وكان يُحسد لفضله وتقدمه. ونقلتُ من خط صديقنا الإمام الحافظ أبي نصر عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السُلَمي الحديثي وذكر أنه نقله من خط أبي الفضل احمد بن علي بن عمرو السليماني البِيكنْدي الحافظ من كتاب شيوخه وكان قد ذكر فيه ألف شيخ في باب الكَذابين. قال وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي قدم علينا من سمرقند سنة 230 أو 329 فقال لي أبو حاتم سهل بن السري الحافظ لا تكتب عنه فإنه كذاب وقد صنف لأبي الطيب المصعَبي كتاباً في القرامطة حتى قلدَه قضاءَ سمرقند فلما أخبرَ أهل سمرقند بذلك أرادوا أن يقتلوه فهرب ودخل بُخارى وأقام دلأَلاً في البزازين حتى اشترى له ثياباً بخمسة آلاف درهم إلى شهرين وهرب في الليل وذهب بأموال الناس. قال: وسمعت السليماني الحافظ بنيسابور قال لي كتبتَ عن أبي حاتم البستي فقلتُ نعم فقال إياك أن تروي  عنه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بَابُو حتى قَبله وقَلدَه أعمال سجستان فمات به. قال: السليماني فرأيتُ وجههَ وجهَ الكذابين وكلامه كلام الكذابين وكان يقول يا بني اكتُب أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الأئمة حتى كتبتُ بين يدَيه ثم مَحَوتُه. قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب سمعت أحمد بن محمد بن صالح السجستاني يقول توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 354 وعن شيخنا أبي القاسم الحَرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البُحتُري سمعت محمد بن عبد الله الضبي يقول توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة 354 ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بُستَ بقرب داره. وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بُخارى أنه مات بسجستان سنة 354 وقبره ببست معروف يزار إلى الاَن فإن لم يكن نُقِلَ من سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصوابُ أنه مات ببستَ.


بَسترة: بالفتح. وهي مدينة ويقال بَستيرة.


بَستيغُ: بكسر التاء المثناة وياء ساكنة والغين معجمة. قرية من قرى نيسابور. ينسب إليها أبوسعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خُنشام البستيغي. روى عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا وكان كرامياً غالياً وسمع الحديث ورواه. وكان مولده سنة 393، وقال عبد الغافر الفارسي: روى عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني وأبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العَلَوي توفي سنة نيف وستين وأربعمائة، وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد البستيغي حدث عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي حدث عنه عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي. وقال كان شيخاً معروفأ صالحاً معتمداً سمع الحديث غالياً وهو من جملة الأمناء مات في المحرم سنة 488.


البسراط: بكسر أوله. بلد التماسيح بمصر قرب دمياط من كورة الدقهلية.


بُسرُ: بالضم. اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال له اللحا وهو صعب المسلك إلى جنب زُرة التي تسميها العامة زرع ويقال: إن بهذه القرية قبر اليسع النبي عليه السلام، وينسب إليها أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد له كلام في الطريقة وكرامات حدث عن سعيد بن منصور الخراساني وعبد الغفار بن نجيح وآدم بن أبي إياس وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عُواِنة الكلابي وذكر ابن نافع الأرسوفي وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة وذكر غير ه وروى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي ومحمد بن عثمان الأذرَعي وأبو بكر محمد بن عمار الأسدي وأبو زرعة عبد الرحمن بن واصل الحاجب وابناه عبيد ونُجَيب وغيرهم. وابنه نجيب بن أبي عبيد البسري حكى عن أبيه روى عنه أبو بكر الهلالي وأبو العباس أحمد بن معز الصوري الجلودي وأبو زرعة الحسيني ومعاذ بن أحمد الصوري وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش الغساني وأبو بكر بن معمر الطبراني وحدث عن أبيه بكتاب قَوام الإسلام وبكتاب الطبيب ذكره ابن ماكولا في كتاب نجيب، ومحمد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغساني البسري من أهل قرية بسر من حوران قدم دمشق وحدث بهاعن نجيب بن أبي عبيد كتب عنه أبو الحسين الرازي. بَسَرفُوثُ: حصن من أعمال حلب في جبال بني عُلَيم له ذكر في فتوح الملك العادل نور الدين محمود بن زَنكي وقد خرب وهو الآن قرية وهو بالتحريك وسكون الراء وضم الفاء وسكون الواو والثاء المثلثة.


البسرة: بسكون السين. من مياه بني عَقيل بنجد بالأعراف أعراف غمرة فإذا شرب الإنسان من مائها شيئاً لم يروَ حتى يُرسل ذنبه وليست ملحة جداً ولكنها غليظة. قال أبو زياد الكلابي وأخبرني غير واحد أنهم يَرِدونها فيستقبل أحدهم فرغ الدلوِ فلا يروَى حتى يرسل ذنبه ولا يملكه أي أنها تسهل البطنَ. قال وهي وَهط من عرفُط والوهطُ جماعة العرفط وهو محتضر لحياضها قِريباً وتشربه الإبل والماشية فلا يضرها ولا يغيرها فوَرَدَها قوم وهم لا يدرون كُنْهَ مائها وهم عطاش فوقعوا في الماءِ يسقون ويشربون فنزل بهم أمر عظيمٌ فجعلوا لربون ولا يقر في بطونهم فظلوا بيوم لم يظلوا بيوم مثله قط ثم راحوا واستقوا منها في أسقيتهم. فقال أحدهم حين راحوا.

أسوقُ عيراً تحمل المشيا

 

ماءً من البَسرَة أحـوَزيا

تعجلُ ذا القَباضة الوحـيا

 

أن يرفع المبرزَ عنه شيا

 

- المشي والمشو- الدواءُ الذي يسهل- والأحوزي - السريع وأهل ذلك الماء من أصح بني عُقَيل وأحسنهم أجساما وقد مَرَنُوا عليه مروناً إلا أن أحدهم إذا فقده أياماً ثم عاد إليه فشرب منه أرسل ذنبه مرةً، وأهل هذا الماء بنو عُبادة بن عقيل رهط لَيلَى الأخيلية.


بُس: بالضم والتشديد. جبل في بلاد محارب بن خصفة. وقيل بُس ماء لغطفان، وقيل بس موضع في أرض بني جُشم ونصر ابني معاوية بن بكر. وبس أيضاً بيتٌ بَنته غطفان مضاهاةَ للكعبة، وقيل اسمه بساء. وقيل بس جبل قريب من ذات عرق. قال الغوري بس موضع كثير النخل، وأنشد للعاهان:

بَنُونَ وهَجمَة كأشاء بس

 

صَفايا كنة الآبار كُومٍ

 

وقيل بس أرض لبني نصر بن معاوية، وقال فيها رجل من بني سعد بن بكر:

أبت صحفُ الغَرقِي أن يقرب اللوى

 

وأجراعُ بُس وهي عم خصـيبـهـا

أرى إبلي بَعدَ اشـتـمـاتٍ ورتـعَةِ

 

تُرَجع سَجْعاً آخر اللـيلِ نـيبـهـا

وإن تهبطي من أرض مصر لغـائط

 

لها بُهرَةٌ بيضـاء ريا قـلـيبـهـا

وإن تسمعي صوت المكاكي بالضحى

 

بغناءمن نجد يسـامـيك طـيبـهـا

 

الغرقي- رجل كان على الصدقات- والاشتمات. أول السمن وإبلٌ مشتمتة إذا كانت كذلك- والبهرة. مكان في الوادي دَمِث ليس بحولٍ أي ليس فيه حجارة ولا دمث- والغناء- الروضة الملتفة، وقال الحصين بن الحمام المري في ذلك:

فإن دياركم بجنـوب بـس

 

إلى ثقف إلى ذات العظوم

 

 بسطامُ: بالكسر ثم السكون. بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين. قال مِسعَربن مهلهل بسطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة. منها أبو يزيد البسطامي الزاهد وبها تفاح حسن الصبغ مشرق اللون يحمل إلى العراق يعرف بالبسطامي. وبها خاصيتان عجيبتان إحداهما أنه لم يُر بها عاشقٌ من أهلها قط ومتى دخلها إنسان في قلبه هَوًى وشرب من مائها زال العشقُ عنه والأخرى أنه لم يُرَ بها رمد قط ولها ماء مرينفع إذا شرب منه على الريق من البَخَر وإذا احتقن به أبرأ البواسير الباطنة وتنقطع بها رائحة العود ولو أنه من أجوَد الهندي وتذكو بها رائحة المسك والعنبر وسائر أصناف الطيب إلا العود وبها حيات صغار وثابات وذُباب كثير مؤذٍ وعلى تل بإزائها قصر مفرط السعة على السور كثير الأبنية والمقاصير ويقال إنه من بناء سابور ذي الأكتاف ودجاجها لا يأكل العذِرَةَ. قلتُ أنا وقد رأيتُ بسطام هذه وهي مدينة كبيرة ذات أسواق إلا أن أبنيتها مقتصدة ليست من أبنية الأغنياء وهي في فضاءٍ من الأرض وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها ولها نهر كبير جارٍ ورأيتُ قبر أبي يزيد البسطامي-رحمه الله في وسط البلد فيِ طرف السوق وهو أبو يزيد طَيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد البسطامي، ومنها أبو يزيد طَيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى بن علي الزاهد البسطامي الأصغر. ومن المتأخرين أحمد بن الحسن بن محمد الشعيري أبو المظفر بن أبي العباس البسطامي المعروف بالكافي سبط أبي الفضل محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي سمع جده لأمه وأجاز لأبي سعد ومات في حدود سنة 530، وكان عُمَرُ أنفذَ إلى الري وقُومس نعَيمَ بن مُقرن وعلى مقدمته سُوَيد بن مقرن وعلى مجنبته عُيينة بن النحاس وذلك في سنة 19 أو 18 فلم يقم له أحد وصالحهم وكتب لهم كتاباً، وقال أبو نُجَيد.

فنحن لعمري غير شك قـرارنـا

 

أحق وأملى بالحروب وأنـجـبُ

إذا ما دعا داعي الصباح أجـابـه

 

فوارس منا كـل يوم مـجـرب

ويوم ببسطام العـريضة إذ حَـوَت

 

شددنا لهم اَزارَنا بـالـتـلـبـب

ونقلُبهـا زوراً كـأن صـدورهـا

 

من الطعن تُطلى بالسنى المخضب

 

بَسطةُ: بالفتح. مدينة بالأندلس من أعمال جَيان. ينسب إليها المصليات البَسطية. وبسطة أيضاً بمصر كورة من أسفل الأرض يقال لها بسطة وبعضهم يقول بُسطة بالضم.


بسفُرجانُ: بضم الفاءِ وسكون الراءِ وجيم وألف ونون. كورة بأرض أران ومدينتها النشوَى وهي نَقجَوان عمَر ذلك كله أنوشروان حيث عمر باب الأبواب وقد عدوه في أرمينية الثالثة.


بَسكاسُ: من قُرى بُخارى. منها أبو أحمد نبهان بن إسحاق بن مِقداس البسكاسي البخاري سمع الربيع بن سليمان توفي سنة 310.


بسكايرُ: بعد الألف ياء وراء، من قرى بخارى. منها أبوالمَشهر أحمد بن علي بن طاهربن محمد بن طاهر بن عبد الله من ولد يزد جرد بن بهرام البسكايري كان أديباً فاضلاً رحل إلى خراسان والعراق والحجاز وسمع الحديث ولم تكن أصوله صحيحة روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزار وغيره البسكَتُ: بالكسر والتاء فوقها نقطتان. بلدة من بلاد الشاش. خرج منها جماعة من العلماء. منهم أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن النجم بن ولاثة البسكتي الشاشي كانت وفاته بعد الأربعمائة. بسكِرَةُ: بكسر الكاف وراء. بلدة بالمغرب من نواحي الزاب بينها وبين قلعة بني حماد مرحلتان فيها نخل وشجر وقسب جيد بينها وبين طُبنة مرحلة كذا ضبطها الحازمي وغيره يقول بَسكَرَة بفتح أوله وكافه. قال وهي مدينة مسورة ذات أسواق وحمامات وأهلها علماءُ على مذهب أهل المدينة وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر الجليل وتعرف ببسكرة النخيل. قال أحمد بن محمد المروُذي.

ثم أتى بِسكِرَةَ الـنـخـيل

 

قد اغتدَى في زيهِ الجميل

 

وإليها ينسب أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عُقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس بن هُديد بن جُمح بن حيان بن مستملح بن عكرمة بن خالد وهو أبو ذؤَيب الهذَلي ابن خويلد البسكري سافر إلى بلاد الشرق وسمع أبا نُعيم الأصبهاني وجماعة من الخراسانيين وكان يفهم الكلام والنحو وله اختيار في القراءة وكان يدرس النحو بَسكُونَس:  بَسَلُ: بالتحريك ولام. واد من أودية الطائف أعلاه لفهم وأسفله لنصر بن معاوية بينه وبين ليةَ بلد يقال له جلذَانُ يسكنه بنو نصر بن معاوية، وعن أبي محمد الأسوَد بسل بسكون السين وضبطه بعضهم بالنون وذكر في موضعه.


بسلَةُ: بسكون السين. رباط يرابط به المسلمون.


بَسوسَا: موضع قرب الكوفة نزله مهران أيام الفتوح فسألَ المثنى بن حارثة رجلاً من أهل السواد ما يقال للبقعة التي فيها مهران وعسكره فقال بسوساً فقال المثنىأكدَ مهران وهلك نزل منزلاً هو البسوسُ.


بَسومَةُ: بتخفيف السين. ناحية بين الموصل وبلد يُجلب منها حجارة الأرحاء العظام عن نصر.


بسوَى: بالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر. بليدة في أوائل أذربيجان بين أشنو ومَرَاغة قرب خان خاصبك رأيتُها أكثر أهلها حرامية.


بُسيَانُ: بالضم. قال الأصمعي بس وبسيانُ. جبلان في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر بن هوازن. قال ذو الرمة:

سَرَت من منًى جِنْحَ الظلام فأصبحت

 

ببسيان أيديها مع الفجـر تـلـمـعَ

 

وحكى أبو بكر ومحمد بن موسى ثم وجدته في كتاب نصر أن بُسيان موضع فيه برك وأنهار على أحد وعشرين ميلاً من الشبيكة بينها وبين وجرة. وكانت بها وقعة مشهورة. قال المساور بن هندٍ.

 

ونحن قتلنا ابني طميةَ بالعصا

 

ونحن قتلنا يوم بسيان مُسهراً

 

وأنشد السكري عن أبي محلم لسليمان بن عياش وكان لصاً.

تقر لعيني أن ترى بين عُصبة

 

عراقية قد جز عنها كتابُـهـا

وأن أسمع الطراقَ يَلقون رُفقة

 

مخيمةً بالسبي ضاعت ركابُها

أتيحَ لها بالصحن بين عـنـيزة

 

وبُسيان أطلاس جُرُود ثيابهـا

ذِئَابٌ تعاوت من سُلَيم وعامـر

 

وعبسِ وما يلقى هناك ذيابهـا

ألا بأبي أهل العراق ورِيحُهـم

 

إذا فتشَت بعد الطِراد عيابهـا

 

وقال امرؤ القيس يصف سحاباً:

عَلاَ قَطناً بالثيم أيمـنَ صـوبـهِ

 

وأيسرَهُ عليا الستـار فَـيذبُـلِ

وألقى ببسيانٍ مع الليل بَـركـه

 

فأنزلَ منه العصمَ من كل منزل

 

بُسيطَةُ: بلفظ تصغير بَسطة. أرض في البادية بين الشام والعراق حدها من جهة الشمال ماء يقال له أمر ومن جهة القبلة موضع يقال له قَعبة العلم وهي أرض مستوية فيها حصى منقوش أحسن ما يكون وليس بها ماء ولا مرعَى أبعد أرض الله من السكان سلكها أبو الطيب المتنبي لما هرب من مصر إلى العراق فلما توسطها قال بعض عبيده وقد رأى ثوراً وحشياً هذه منارة الجامع وقال آخر منهم وقد رأى نعامةً وهذه نخلة فضحكوا. فقال المتنبي

بسيطةُ مهلاً سُقيت القـطـارا

 

تركتِ عيونَ عبيدي حـيارَى

فظنوا النعامَ عليكِ الـنـخـيلَ

 

وظنوا الصِوارَ عليك المَنـارَا

فأمسَكَ صحبي بـكْـوَارهـم

 

وقد قصدَ الضحكُ منهم وجارَا

 

وقال الراجز:

أأنت يا بُسيطة التي الـتـي

 

قد هَيبتكِ في المَقيل صُحبتي

 

وقال نصر بُسيطة فلاة بين أرض كلب وبلقَين بقفا عَفَرَ أو أعفر وقيل على طريق طيىء إلى الشام وقد جاء فيِ الشعر بُسيطة وبُسيط.


البَسيطةُ: بفتح أوله وكسر ثانيه. موضع في قول الأخطل يصف سحاباً حيث يقول:

وعلاَ البسيطةَ والشقيقَ بريقٍ

 

فالضوجُ بين رُويةٍ وطِحالِ

 

قالوا البسيطة موضِع بين الكوفة وحزن بني يربوع وقيل: أرض بين العذيب والقاع وهناك البيضة وهي العذيب. وقال عدي بن عمرو الطائي.

لولا توقد ما يَنفيه خطـوهـمـا

 

على البسيطة لم تدركهما الحدَقُ

بَسِينةُ: بعد الياء نون. من قرى مروَ على فرسخين منها ينسب إليها أبو داود سليمان بن إياس البسيني المروزي رحل إلى العراق وسمع الحديث.

بُسَي: بالضم ثمِ الفتح وتشديد الياء. من جبال بني نصر والجُمُد أيضا.