حـرف البـاء: باب الباء والطاء وما يليهما

باب الباء والطاء وما يليهما

البطَاحُ: بكسر أوله جمع بطحاء، وهي بطاح مكة ويقال لقرَيش: الداخلة البطاح، وقال ابن الأعرابي: قريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب وأكرمهما قريش البطاح والبطحاء في اللغة مسيل فيه دقاق الحصى والجمع الأباطح والبطاح على غير قياس، وقال الزبير بن أبي بكر: قريش البطاح بنو كعب بن لؤي وقريش الظواهر ما فوق ذلك سكنوا البطحاء والظواهر روقبائل بني كعب هم عدي وجُمَح وتيم وسهم ومخزوم وأسد وزُهرة وعبد مناف وأمية وهاشم كل هؤلاء قريش البطاح وقريش الظواهر بنو عامر بن لؤي يخلد بن النضر والحارث ومالك وقد درجا والحارث ومحارب ابنا فِهر وتيم الأدرم بن غالب بن فِهر وقيس بن فِهر درج وإنما سموا بذلك لأن قريشاً اقتسموا فأصابت بنو كعب بن لؤي البطحاء وأصابت هؤلاء الظواهر فهذا تعريف للقبائل لا للمواضع فإن البطحاويين لو سكنوا بالظواهر كانوا بطحاويين وكذلك الظواهر لو كانوا سكنوا البطحاء كانوا ظواهرَ وأشرفهْم البطحاويون، وقال أبو خالد ذكوان مولى مالك الدار:

فلو شهدتني من قريش عصـابةٌ

 

قريش البطاح لا قريش الظواهر

ولكنهم غابوا وأصبحتُ شـاهـداً

 

فقبحتُ من مولى حِفاظِ وناصر

 

وبلغت معاوية فقال: أنا ابن سِدَاد البطحاءِ والله إياي نادى اكتبوا إلى الضحاك أنه لا سبيل لك عليه واكتبوا إلى مالك واشتروا لي ولاءه فلما جاء الكتاب مالكاً سأل عنه عبد الله بن عمر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاءِ وهِبتِه، وقال أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: سمعت عوَّادة تغني في أبيات طريح بن إسماعيل الثقفي في الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان من أخواله:

أنت ابن مسلَنطِحِ البطاح ولم

 

تُطرَق عليك الحُنِي والوُلُجُ

 

الحُني: ما انخفض من الأرض - والولُجُ - ما اتسع من الأودية أي لم تكن بينهما فيخفى حسبك فقال بعض الحاضرين. ليس غير بطحاء مكة فما معنى هذا الجمع فثار البطحاوي العلوي فقال: بطحاءُ المدينة وهو أجل من بطحاء مكة وجَدي منه، وأنشد له:

وبطحاءُ المدينة لي منزل

 

فيا حبذا ذاك من منزل

 

فقال: فهذان بطحاوان فما معنى الجمِع قلنا العرب تنوسع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعاً وقد قال بعض الناس:

 

إن أقل الجمع اثنان وربما ثنوا الواحد في الشعر وينقلون الألقاب ويغيرونها لتستقم لهم الأوزان، وهذا أبو تمام يقول في مدحه للواثق:

 

يَسمو بك السفاح والمنصور والمأمون والمعصوم

 

فنقل المعتصم إلى المعصوم حتى استقام له الشعر وبالأمس، قال أبو نصر بن نُباتة:

 

فأقام باللورَين حولاً كاملاً

 

يترقبُ القدرَ الذي لم يقدر

 

وما في البلاد إلا اللور المعروفة وهذا كثير وما زادنا على الصحيح والحزر ولو كان من أهل الجهل لهان ولكنه قد جس الأدب ومسه، ومما يؤكد أنها بطحاوان قول الفرزدق:

 

وأنت ابن بطحاوَي قريش فإن تشأ

 

تكن في ثقيف سيلَ ذي أدب عفرِ

قلت: أنا وهذا كله تعسف وإذا صح بإجماع أهل اللغة أن البطحاء الأرض ذات الحصى فكل قطعة من تلك الأرض بطحاء وقد سميت قريش قريش البطحاء وقريش الظواهر في صدر الجاهلية ولم يكن بالمدينة منهم أحد، وأما قول الفرزدق وابن نباتة فقد قالت العرب: الرقمتان ورامتان وأمثال ذلك كثيراً تمر في هذا الكتاب قصدُهم بها إقامة الوزن فلا اعتبار به والله أعلم.

البُطاحُ: بالضم، قال أبو منصور: البُطاح مرض يأخذ من الحمى والبطاحي مأخوذ من البطاح، وهو منزل لبني يَربوع وقد ذكره لبيد، فقال:  

تربعت الأشراف ثم تصـيفـت

 

حِساء البطاح وانتجعن السلائلا

 

وقيل: البطاح ماء في ديار بني أصد بن خزيمة وهناك كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وأهل الردة وكان ضِرَار بن الأزور الأسدي قد خرج طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك بن نويرة طليعة لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل ضرار مالكاً، فقال أخوه متمم بن نويرة يرثيه:

تطاولَ هذا الليلُ ما كاد ينجلـي

 

كليل تمامٍ مـا يريد صِـرامـاً

سأبكي أخي ما دام صوتُ حمامة

 

تؤرق في واد البُطاح حمـامـا

وأبعَثُ أنواحاًعلـيه بـسُـخـرة

 

وتَذرِفُ عيناي الدموعَ سجامـا

 

وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح:

فلا تحسِبا أني رجعت وإننـي

 

منعتُ وقد تحنى إلي الأصابـعُ

ولكنني حاميت عن جل مالـك

 

ولاحَظتُ حتى أكلَحتني الأخادع

فلما أتـانـا خـالـد بـلـوائه

 

تخطت إليه بالبطـاح الـودائع

 

بِطانٌ: بكسر أوله، منزل بطريق الكوفة بعد الشقوق من جهة مكة دون الثعلبية وهو لبني ناشرة من بني أسد، قال الشاعر:

أقول لصاحبي من التأسي

 

وقد بلغَت نفوسُهما الحلوقا

إذا بلغَ المطي بنا بطـانـاً

 

وجزنا الثعلبية والشقوقـا

وخَلفنا زُبالة ثـم رُحـنـا

 

فقد وأبيك خلقنا الطريقـا

 

وبطان أيضاًبلد باليمن من مِخلاف سِنحانَ.


البطَانَةَ: بزيادة الهاء، بئر بجنب قرانين وهما جبلان بين ربيعة والأضبط ابني كلاب وعبد الله بن أبي بكر بن كلاب.


البَطَائح: نذكر حالها في البطيحة.


البَطحاءُ: أصله المسيل الواسع فيه دقاق الحصى، وقال النضر: الأبطح والبطحاء بطنُ الميثاء والتلعة والوادي وهو التراب السهل في بطونها مما قد جرته السيول يقال: أتينا أبطَح الوادي وبطحاءَه مثله وهو ترابه وحصاه والسهل اللين والجمع الأباطح وقال بعضهم: البطحاء كل موضع متسع وقول عمر رضي الله عنه بطحوا المسجد أي ألقوا فيه الحصى الصغار وهو. موضع بعينه قريب من ذي قار وبطحاء مكة وأبطحها ممدود وكذلك بطحاء ذي الحليفة، وقال ابن إسحاق: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غازياً فسلَك نَقبَ بني دينار من بني النجار على فيفاءِ الخبَار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها: ذات الساق فصلى تحتها فثم مسجدِه صلى الله عليه وسلم وَآثارُ أثفِيَةِ قدره، وبطحاء أيضاً مدينة بالمغرب قرب تلمسان بينهما نحو ثلاثة أيام أو أربعة بُطحَانُ: بالضم ثم السكون كذا يقوله المحدثون أجمعون، وحكى أهل اللغة بَطِحان بفتح أوله وكسر ثانيه وكذلك قيده أبو علي القالي في كتاب "البارع" وأبو حاتم والبكري وقال: لا يجوز غيرُه، وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي وخطه حجة بطحان بفتح أوله وسكون ثانيه وهو، واد بالمدينة وهو أحد أوديتها الثلاثة وهي العقيق وبطحان وقناة، قال غير واحد من أهل السير: لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة فاستوخموها فأتوا العالية فنزل بنو النضير بُطحان ونزلت بنو قريظة مهزوراً وهما واديان يهبطان من حرة هناك تنصب منها مياه عذبة فاتخذ بها بنو النضير الحدائق والآطام وأقاموا بها إلى أن غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخرجه منها كما نذكره في النضير، قال الشاعر وهو يقَوًي رواية من سكن الطاء:

 

أيا سعيد لم أزل بـعـدكـم

 

في كرب للشوق تغشانـي

كم مَجلس ولي بـلـذاتـه

 

لم يُهنني إذ غاب ندمانـي

سقياً لسلع ولسـاحـاتـهـا

 

والعيش في أكناف بُطحان

أمسيت من شوقي إلى أهلها

 

أدفع أحزاناً بـأحـزانـي

 

وقال ابن مقبل في قول مَن كسر الطاء:

عَفَى بَطِحَانُ من سُليمى فيشـربُ

 

فملقى الرحال من مِنى فالمحصب

 

وقال أبو زياد: بطحان من مياه الضِباب.


البطحَةُ: بالفتح ثم السكون، ماء بواد يقال له: الخنوقة، وقال أبو زياد: من مياه غني البطْحة.


بُطرُوحُ: بضم أوله والراء، حصن من أعمال فحص البلوط من بلاد الأندلس. بِطرَوش:: بالكسر ثم السكون وفتح الراء وسكون الواو وشين معجمة، بلدة بالأندلس وهي مدينة فحص البلوط فيما حكاه عنهم السلفي، منها أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروشي فقيه كبير حافظ لمذهب مالك قرأ على أبي الحسن أحمد بن محمد وغيره الفقهَ وروى الحديث عن محمد بن فروخ بن الطلاع وطبقت وأخذ كتب ابن حَزم عن ابنه أبي رافع أسامة بن علي بن حزم الظاهري كان يوماً في مقبرة قُزطُبة فقال: أخبرني صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبي الوليد يونس بن عبد الله بن الصفار عن صاحب هذا القبر وأشار الى قبر أبي عيسى عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر عبد الله عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبيه يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس المديني قال: فاستحسن ذلك منه كل من حضر.


بُطروشُ: مثل الذي قبله إلا أن أوله وراءه مضمومتان، بلد من أعمال دانية بالأندلس، منها أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أمية بن سعيد بن عتال الداني البطروشي سمع ابن سُكرة السرقسطي وشيوخ قرطبة وولى قضاء دانية وكان من أهل العلم والفهم ذكرها والذي قبلها السلفي.


بَطلَسُ: بفتح أوله واللام، جبل.


بَطَليوسُ: بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة و مهملة، مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة على نهر اَنة غربي قرطبة ولها عمل واسع يذكر في مواضعه ينسب إليها خلق كثير، منهم أبومحمد عبد الله محمد بن السيد البطليوسي النحوي اللغوي صاحب التصانيف والشعر مات في سنة 521، وأبو الوليد هشام بن يحيى بن حجاج البطليوسي سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق فسمع بمكة والشام ومصر وإفريقية وغير ذلك وعاد إلى الأندلس فامتُحِنَ ببلده بسعاية سُعِيَت به فأسكِنَ قرطبة فَسمِعَ منه بها الكثيرُ، وقال ابن الفرضي: وسمعت منه قبل المحنَة وبعدها، في شوال سنة385.


بُطنَانُ: بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف، وبطنان الأودية المواضعُ التي يستريض فيها الماءُ ماء السيل فيكرُم نباتُها واحدتها بَطن، عن أبي منصور، وهو واد بين مَنبج وحلب بينه وبين كل واحد من البلدين مرحلة خفيفة فيه أنهار جارية وقُرى متصلة قصبتها بُزاعة، وقد ذكر امرؤ القيس في شعره بعض قراه فقال:

 

ألا رب يومٍ صالح قد شـهـدتُـهُ

 

بتَاذفَ ذات التل من بَطن طَرطرا

 

وفي كتاب اللصُوص، بُطنَانُ حبيب بقنسرين، إلى حبيب بن مسلَمة الفهري وذلك أن عياض بن غنم وجهَهُ أبو عبيدة من حلب ففتح حصناً هناك فنسب وفي الحماسة قطعة شعر ذكرتها في الجابية منها:

فلو طاوَعُوني يوم بُطنان أسلِمَت

 

لقَيس فرُوج منكم ومـقَـاتِـل

وقال ابن السكيت في تفسير، قول كُثير:

ومالستُ من نُصحي أخاك بمُنكر

 

ببُطنانَ إذ أهلُ القِبَاب عَمَاعـم

 

بطنَانُان حبيب بأرض الشام كان عبد اَلملك يشتو فيه في حرب مصعب بن الزبير ومصعب يشتو بمسكن، قال: وقال غيره: ولم يذكر القائل الأول بُطنان بأسفل قنسرين وبطنان حبيب، وبطنان بني وبر بن الأضبط بن كلاب بينهما روحَة للماث!ي وأنشد ابن الأعرابي:

سقا الله حياً دون بطنان دارُهـم

 

وبُورِكَ في مردِ هناك وشِـيبِ

وإني وإياهم على بعـدِ دارِهـم

 

كخمر بماءِ في الزجاج مَشُوبِ

 

وإلى بطنان، ينسب أبوعلي الحسن بن محمد بن جعفر الحلبي يعرف بابن البُطناني روى عنه جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب بن النج حوراني العبدري.


بَطنُ أعدَا: البطن الغامض من الأرض وجمعه بُطنان مثل عَبد وعُبدان وهوِ موضع له ذكر في حديث الهجرة أنه سلك منه إلى مَدلجَة تعهِنَ.


بَطن أنفٍ : من منازل هذيل نزل به قوم على أبي خِراش فخرج ليجيئهُم بالماء فنهشَته حَيةٌ فمات، وقال قبل موته:

لعمرُك والمنايا غـالـبـات

 

على الإنسان تَطَلعُ كُل نجـد

لقد أهلكتِ حَيةُ بطـن أنـف

 

على الأصحاب ساقاً ذات فَقد

 

وقال أيضاً:

لقد أهلكتِحـية بـطـن أنـف

 

على الأصحاب ساقاً ذات فَضل

فما تَرَكَتْ عَدُوا بين بُـصـرَى

 

إلى صنعاءَ يطلُـبُـه بِـذحـل

بَطنُ الأياد: في بلاد بني يربوع عن بعضهم.


بَطنُ التينِ: بلفظ التين من الفواكه، في بلاد بني ذُبيان، قال شُتَيم بن خُوَيلد الفزاري:  

حَلت أمامَةُ بطن التين فالرقَمَـا

 

واحتل أهلُك أرضاً تُنبت الرَتَمَا

 

بَطنُ الحر: ضدّ العبد، واد بنَجد، قالت امرأة زوجت في طيءٍ :

لعمري لقد أشرفتُ أطوَلَ ما أرى

 

وكلفتُ نفسي مَنظَراً مُتعـالـياً

وقلتُ أناراً تؤنسـين وأهـلَـهـا

 

أم الشوق أدني منك يا لبنَ دانـيا

وقلتُ لبطن الحُر حيث لـقـيتُـه

 

سقى الله أعلاك الذِهابَ الغواديا

 

بَطْنُ الحَرِيم: بفتح الحاء وكسر الراء. في بلا أبي بكر بن كَلاب وفيه روضة ذكرت في الرياض.


بَطنُ حُلَيات: بضم الحاء المهملة وفتح اللام، في شعر عمر بن أبي ربيعة:

ألم تَسأل الأطلال والمتربـعَـا

 

ببطن حُلَياتٍ دَوارِسَ بَلْقَـعـا

لهند وأترابٍ لهند إذ الـهـوَى

 

جميع وإذا لم نَخشَ أن يتصدعا

 

بَطنُ الذّهاب: يروَى بفتح الذال وضمها، لبني الحارث بن كعب كان فيه يوم من أيامهم.


بَطْنُ الرمة: بضم الراء وتشديد الميم وقد يقال بالتخفيف وقد ذكر في الرمة، وهو واد معروف بعالية نجد، وقال ابن دريد: الرمة قاع عظيم بنجد تنصب إليه أودية.


بَطْنُ رُهاط: بالضم، في بلاد هُذيل بن مدركة وقد ذُكر رُهاط.


بَطْنُ ساقٍ : موضع في، قول زهير:

عَفا من آل لَيلَى بطنُ ساقِ

 

فأكتِبهُ العجالز فالقصـيمُ

 

بَطنُ السر: واد بين هجر ونجد كان لهم فيه يوم، قال جرير:

 

أستقبَلَ الحي بطنَ السر أم عَسفوا

 

فالقلبُ فيهم رهينٌ أينما انصرفوا

 

بَطنُ شَاغِرٍ : الشين والغين معجمتان، قال الشاعر:

 

فإن على الأحشاء من بطن شاغر

 

نساءَ يُشَبهنَ الضًراءَ الـغـوَاديا

إذا كـان يوم ذو خُـروج ورية

 

يشبهنَ ذُكرَانَ الكلابِ المقاعـيا

 

الضراءُ: الضارية، والغوادي: التي تَغْدوا على الصيد بَطنُ الضًباعِ: قال المُرَقش:

لمن الظعنُ بالضحَى طافيات

 

شبهُها الدَومُ أو خَلايا سَفين

جاعلاتٌ بطنَ الضِباع شمالاً

 

وبراقَ النعاف ذات اليمـين

 

بَطنُ ظَبي: أرض لكلب، قال امرؤ القيس:

سما لك شوق بعدما كان أقصَـرَا

 

وحلت سُلَيمى بطنَ ظَني فَعرعَرَا

 

بَطنُ العَتك: بفتح العين وسكون التاء فوقها نقطتان وكاف، من نواحي اليمامة.


بَطنُ عُرَنَةَ: ذُكر في عرنة فأغنى.


بَطنُ عِنان: واد ذكر في عنان.


بَطنُ اللوى: قال الأصمعي: وقد ذكر بلاد أبي بكر بن كلاب فقال لهم: أرَيكتان ثم بطن اللوى صَدرُه لهم وأسفلُهُ لبني الأضبط وأسفل ذلك لفزارة، وهو واد ضخم إذا سال سال أياماً، قال ابن ميادَةَ:

ألا ليت شعري هل يَحلن أهـلُـهـا

 

وأهلي روضات ببطن اللوى خُضْرَا

 

بَطنُ مُحسرٍ : بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها، هو وادي المُزْدَلفة، وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث المزدلفة كلها موقِفٌ إلا وادي محشر، قال ابن أبي نجيح: ما صب من محسر فهو منها وماصب منها في منى فهومن منى وهذا هو الصواب إن شاء الله.


بَطنُ مر: بفتح الميم وتشديد الراء، من نواحي مكة عنده يجتمع وادي النخلَتَين فيصيران وادياً واحداً وقد ذكر في نخلة وفي مر، وقال أبو ذُؤيب الهُذَلي:

صوحَ من أم عمرو بطن مر فأك

 

ناف الرجيع فُذو سدرٍ فأمـلاحُ

وحشا سوى أن فراد السباع بهـا

 

كأنها من تبغى النـاس أطـلاحُ

 

بَطنُ نخل: جمع نخلة، قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة بينهما الطَرف على الطريق وهو بعد أبرق العَزاف للقاصد إلى مكة.


بطياسُ: بكسر الباء وسكون الطاء وياء وأهل حلب كالمجمعين على أن بطياس قرية من باب حلب بين النيرَب وبابلى كان بها قصرٌ لعلي بن عبد الملك بن صالح أمير حلب وقد خربت القرية والقصر، وقال الخالديان في كتاب الديرة: الصالحيةُ قرية قرب الرقة وعندها بطياس ودير زكى وقد ذكرته الشعراء، قال أبو بكر الصنوبَري:

إني طَرِبتُ إلى زَيتون بِطيَاس

 

بالصالحيةِ ذاتِ الَـورد والاَسِ

مَن يَنسَ عهدَهُما يوماً فلستُ له

 

وإن تطاوَلَتِ الأيام بالنـاسـي

ياموطِناً كان من خير المواطن لـي

 

لما خَلوتُ به مـا بـين جـلاسـي

وقائلِ لي أفِق يومـاَ فـقـلـتُ لـه

 

مَن سَكرة الحب أو من سكرة الكاسِ

لا أشربُ الكاسَ إلا مـن يَدي رِشـإ

 

مهفهف كقضـيب الـبـان مـياسِ

مُورد الخد فـي قـمـص مُـوردة

 

له من الآس إكليل عـلـى الـراسِ

قل للذي لامَ فيه هل ترى خَـلَـفـاً

 

يا أملح الروض بل يا أملح النـاسِ

     

 

وقال البحتُري وهو يَدُلُ على أنها بحَلَبَ

يا برق أسفر عن قُويق فطرتي

 

حَلَب فأعلى القصرمن بطـياسِ

عن مَنبَت الورد المعصفر صِبغُه

 

في كل ضاحية ومَجنـى الاَسِ

أرضٌ إذا استَؤحَشتُ ثم أتيتُـهـا

 

حشدَت علي فأكثَرتْ إينـاسـي

 

وقال أيضاً:

نظرتُ وضمت جانبي الـتـفـاتةٌ

 

وما التفَتَ المُشتاق إلا لـينْـظُـرَا

إلى أرجُوَاني من البرق كـلـمـا

 

تنمر عُلوي السحاب تعـصـفـرا

يَضيءُ غَمَاماً فوق بطياس واضحـاً

 

يَبضُ وروضاً تحت بطياس أخضرَا

وقد كان محبـوبـاً إلـي لـو أنـه

 

أضاءَ غزالا عند بطـياس أحـوَرَا

البُطَيحاءُ: تصغير البطحاء، رَحبة مرتفعة نحو الذراع بناها عمر خارج المسجد بالمدينة.

البَطِيحَةُ: بالفتح ثم الكسر وجمعها البطائح والبطيحة والبطحاءُ واحد وتبطح السيلُ إذا اتسع في الأرض وبذلك سميت بطائح واسط لأن المياه تبطحت فيها أي سالت واتسعت في الأرض، وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة وكانت قديماً تُرى متصلة وأرضاً عامرة فاتفق في أيام كسرى أبرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة وزاد الفرات أيضاً بخلاف العادة فعجز عن سدها فتبطح الماءُ في تلك الديار والعمارات والمزارع فطَرَدَ أهلها عنها فلما نقص الماءُ وأراد العمارة أدركَته المنية وولى بعده ابنه شِيرُوَيه فلم تَطُل مدتُه ثم ولى نساء لم تكن فيهن كفاية ثم جاء الاسلام فاشتغلوا بالحروب والجلاء ولم يكن للمسلمين دراية بعمارة الأرضين فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرت الدولة الإسلامية قرارها استفحَلَ أمر البطائح وانفسدَت مواضع البثوق وتغلبَ الماءُ على النواحي ودخلها العمال بالسفُن فَرَأوا فيها مواضع عالية لم يَصِل الماءُ إليها فبنُوا فيها قرى وسكنها قوم وزرعوها الأرز، وتغلبَ عليها في أوائل أيام بني بُويه أقوام من أهلها وتحصنوا بالمياه والسفن وجيرة تلك الأرض عن طاعة السلطان وصارت تلك المياه لهم كالمعَاقل الحصينة إلى أن انقضت دولة الديلم ثم دولة السلجوقية فلما استبَذ بنو العباس بملكهم ورجع الحق إلى نصابه رجعت البطائح إلى أحسن النظام وَجبَاها عُمالهم كما كانت في قديم الأيام، وقال حمدان بن السحت الجرجاني: حضرت الحسين بن عمرو الرستَمي وكان من أعيان قُواد المأمون وهو يسأل الموبَذان من خراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز المَهرجان وكيف جُعِلا عِيداً وكيف سميَا فقال الموبذان: أنا أنبئك عنهما أن واسطاً كانت في أيام دارا بن دارا تسمى أفرُونية ولم تكن على شاطىء دجلة وكانت دجلة تجري على سَننها في ناحية بطن جوخا فانبثقَت في أيام بهرام جور وزالت على مجراها إلى المَذَار وصارت تجري إلى جانب واسط منصبةً فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية ولم تكن البصرة ولا ما حولها إلا الأبلة فإنها من بناء ذي القرنين وكان موضع البصرة قُرى عادية مخوفاً بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر إلا دجلة الأبلة فأصاب القرى والمُدُن التي كانت في موضع البطائح وهم بشر كثير وباء فخرجوا هاربين على وجوههم وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم موتى فرجعوا فلما كان أول يوم من فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطراً فأحياهم فرجعوا إلى أهاليهم فقال: ملكُ ذلك الزمان هذا نورُوز أي هذا يوم جديد فسُمًى به فقال الملك: هذا يوم مبارك فإن جاء الله عزوجل فيه بمطر وإلا فليصب الماء بعضهم على بعض وتبركوا به وصيروه عيداً، فبلغ المأمون هذا الخبر فقال: إنه لموجود في كتاب الله تعالى وهو قوله: "ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم" الآية البقرة: 243،