حـرف التـاء: باب التاء والفاء ومايليهما

باب التاء والفاء ومايليهما

تَفتَازَان: بعد الفاء الساكنة تاء أخرى وألف وزاي. قرية كبيرة من نواحي نَسَا وراءَ الجبل. خرج منها جماعة. منهم أبو بكر عبد الله بن إبراهيم بن أبي بكر التفتازاني إمام فاضل عالم بالتفسير والمذهب والأصول حسن الوعظ سمع بنيسابور أبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ونصر الله الخَشنامي وأبا سعد علي بن عبد الله بن أبي الحسن بن أبي صادق الحيري وتفقْه بطُوس على أبي حامد الغَزالي والتفسير على سلمان بن ناصر.

التفرق: بالفتح وضم الراءِ. يوم التفرق من أيام العرب.

تَفَرنُو: بفتحتين وسكون الراءِ وضم النون. بلد بالمغرب بين برقة والمحمدية.

تَفسَرا: بالفتح ثم السكون وفتح السين المهملة وتشديد الراء والقصر. موضع في قول شريح بن خليفة حيث قال:

تدق الحصَى والمَروَ دَقاً كأنه

 

بروضة تَفسَرا سمامة مَوكِب

 تَفلِيسُ: بفتح أوله ويكسر. بلد بأرمينية الأولى وبعض يقول بأران وهي قصبة ناحية جُرزان قرب باب الأبواب وهي مدينة قديمة أزلية طولها اثنتان وستون درجة وعرضها اثنتان وأربعون درجة. قال مِشعر بن مُهَلهل الشاعر في رسالته وسِرتُ من شِروان في بلاد الأرمن حتى انتهيت إلى تفليس وهي مدينة لا إسلام وراءها يجري في وسطها نهر يقال له الكر يصب في البحر وفيها غروب تطحن وعليها سور عظيم وبها حمامات شديدة الحر لا تُوقَد ولا يستقي لها ماء وعلتها عند أولي الفَهم تغني عن تكلف الإبانة عنها يعني أنها عين تنبع من الأرض حارة وقد عمل عليها حمام فقد استغنت عن استسقاء الماء. قلت هذا الحمام حدثني به جماعة من أهل تفليس وهو للمسلمين لا يدخله غيرهم، وافتتحها المسلمون في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه كان قد صار حبيب بن مسلَمة إلى أرمينية فافتتح أكثر مُدُنها فلما توسطها جاءه رسول بطريق جُرزان وكان حبيب على عزم المسير إليها فجاءَه بالطريق يسأله الصلح وأماناً يكتبه حبيب لهم. قال فكتب لهم أما بعد فإن رسو لكم قدم علي وعلى الذين معي من المؤمنين فذكر عنكم أنكم قلتم إننا أمة أكرمنا الله وفَضلنا وكذلك فعل الله بنا والحمد لله كثيراً وصلى الله على سيدنا محمد نبيه خير البرية من خلقه وذكرتم أنكم أحببتم سلَمنا وقد قومت هديتكم وحسبتها من جزيتكم وكتبت لكم أماناً واشترطت فيه شرطاً فإن قبلتموه ووفيتم به وإلا فأنذنوا بحرب من الله ورسوله والسلام على من اتبع الهدى، وكتب لهم مع ذلك كتاباً بالصلح والأمان وهو بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من حبيب بن مسلَمَة لأهل تفليس من رستاق مَنجَليس من جُرزان الهرمز بالأمان على أنفسهم وبيعهم وصوامعهم وصلواتهم ودينهم على الصغار والجزية على كل بيت دينار وليس لكم أن تجمعوا بينِ البيوتات تخفيفاً للجزية ولا لنا أن نفرق بينها استكثاراً لها ولنا نصيحتكم على أعداءِ الله ورسوله ما استطعتم وقِرَى المسلم المحتاج ليلة بالمعروف من حلال طعام أهل الكتاب لنا وإن يقطع برجل من المسلمين عندكم فعليكم أداؤه إلى أدنى فئة من المسلمين إلا أن يحال دونهم فإن أنبتم وأقمتم الصلاة فإخواننا في الدين وإلا فالجزية عليكم وإن عرض للمسلمين شغل عنكم فقهركم عدوُكم فغير مأخوذين بذلك ولا هو فاقض عهدكم هذا لكم وهذا عليكم شهد الله وملائكته وكفى بالله شهيداً، ولم تزل بعد ذلك بأيدي المسلمين وأسلم أهلها إلى أن خرج في سنة 515 من الجبال المجاورة لتفليس يقال لها جبال أبخاز جيلٌ من النصارى يقال لهم الكُرج في جمع وافر وأغاروا على ما يجاورهم من بلاد الإسلام وكان الوُلاة بها من قبل الملوك السلجوقية قد استضعفوا لما تَوَاتَر عليهم من اختلاف ملوكهم وطلب كل واحد الملك لنفسه وكان في هذه السنة الاختلاف واقعاً بين محمود ومسعود ابنَي محمد بن ملكشاه وجعلها الأمراءُ سوقاً بالانتماءِ تارة إلى هذا وأخرى إلى هذا واشتغلوا عن مصالح الثغور فواقع الكرج ولاة أرمينية وقائع كان آخرها أن استظهر الكرج وهزموا المسلمين ونزلوا على تفليس فحاصروها حتى ملكوها عنوة وقتلوا من المسلمين بها خلقاً كثيراً ثم ملكوها واستقروا بها وأجملوا السيرة مع أهلها وجعلوهم رعية لهم ولم تزل الكرج كذلك أولي قوة وغارات على المسلمين تارة إلى أوان ومرة إلى أذربيجان ومرة إلى خلاط ووُلاة الأمر مشتغلون عنهم لرب الخمور وارتكاب المحظور حتى قصدهم جلال الدين منكبرني بن خوارزم شاه في شهور سنة 623 وملك تفليس وقتل الكرج كل مقتلة وجَرَت له معهمِ وقائع انتصر عليهم في جميعها ثم رتب فيها والياً وعسكراً وانصرف عنها ثم أساءَ الوالي السيرة في أهلها فاستدعوا من بقي من الكرج وسلموا إليهم البلد وخرج عنه الخوارزمية هاربين إلى صاحبهم وخاف الكرج أن يعاودهم خوارزم شاه فلا يكون لهم به طاقة فأحرقوا البلد وذلك في سنة 624 وانصرفوا فهذا اَخر ما عرفتُ من خبره، وينسب إلى تفليس جماعة من أهل العلم. منهم أبو أحمد حامد بن يوسف بن أحمد بن الحسين التفليسي سمع ببغداد وغيرها وسمع بالبيت المقدس أبا عبد الله محمد بن علي بن أحمد البيهقي وبمكة أبا الحسن علي بن إبراهيم العاقولي روى عنه علي بن محمد الساوي. قال الحافظ أبو القاسم حدثنا عنه أبو القاسم بن السوسي وخرج من دمشق سنة .483. تَفهنَا: بالفتح ثم الكسر وسكون الهاءِ ونون. بليدة بمصر من ناحية جزيرة قوسنيا.