حـرف التـاء: باب التاء والنون وما يليهما

باب التاء والنون وما يليهما

تناتضَةُ: بالضم وبعد الألف تاء أخرى مكسورة والضاد معجمة، كذا هو في كتاب العمراني وقال: موضع.

تَناصُف: بالفتح وضم الصاد المهملة وفاء، موضع بالبادية في شعر جحدر اللص:

نظرتُ وأصحابي تغالى رِكابُهم

 

وبالشرً وادٍ من تناصُفَ أجمعا

بعين سقاها الشوق كحل صبابة

 

مضيضاً ترى إنسانها فيه منقعا

إلى بارِقِ حاد اللوَى من قراقر

 

هنيئاً له إن كان جدّ وأمرعـا

إلى الثمد العذب الذي عن شماله

 

وأجرعه سقياً لذلك أجـرَعـا

 

التَناضِبُ: بالفتح وكسر الضاد المعجمة والباء موحدة، كذا وجدته بخط ابن أخي الشافعي وغيره يضمها في قول جرير:

بانَ الخليطُ فودعوا بـسَـوَادِ

 

وغدا الخليطُ روافعَ الإصعادِ

لا تسأليني ما الذي بي بعدمـا

 

زَوذتِني بِلِوَى التناضُب زادي

 

قال ابن إسحاق: في حديث هجرة عمر بَن الخطاب رضي الله عنه قال: اتعَدتُ لما أردتُ الهجرة إلى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي بن وائل السهمي، التناضبَ من أضاة بني غِفار فوق سرِفَ وقلنا أينا لم يُصبح عندها فقد حُبس فليمض صاحباه قال: فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب وحبس هشام وفتن فافتتن وقدمنا المدينة وذكر الحديث.


تُناضِبُ: بالضم وكسر الضاد، كذا ضبطه نصر وذكره في قرينه الذي قبله وقال، هو شعبة من شعب الدوداء والدوداءُ واد يدفع في عقيق المدينة.


التنانِيرُ: جمع التنور الذي يخبز فيه ذات التنانير، عقبة بحذاءِ زُبالة وقيل: ذات التنانير مُعَشى بين زُبالة والشقوق وهو، واد شجير فيه مزْدَرَع ترعيه بنو سلامة وبنو غاضرة وفيه بركة للسلطان وكان الطريق عليه فصار المعشى بالرسم حياله، قال مضرس بن رِبعي:

فلما تعالت بالـمـعـالـيق حـلة

 

لها سابقٌ لايخفض الصوتَ سائرُه

تلاقين من ذات التنـانـير سُـربَةً

 

على ظهر عادِي كثير سوافـرُه

تبينت أعناق المطي وصحبـتـي

 

يقولون موقوف السعير وعامـرُه

 

قال الراعي من كتاب ثعلب المقروءِ عليه:

أسجَم حَنان من المرن سـاقـه

 

طروقاً إلى جَنبي زُبالة سائقُه

فلما علا ذات التنانير صـوبُـهُ

 

تكشف عن برق قليل صواعقه

التناهِي: بالفتح، موضع بين بطان والثعلبية من طريق مكة على تسعة أميال من بطان فيه بركة عامرة وأخرى خراب وعلى ميلين من التناهي بركة أم جعفر وعلى ثلاثة أميال منها بركة للحسين الخادم وهو خادم الرشيد بن المهدي ومسجد الثعلبية منها على ثمانية أميال.


تَنبُغ: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة والغين معجمة، موضع غزا فيه كعب بن مُزَيقياء جد الأنصار بكر بن وائل.


تنب: بالكسر ثم الفتح والتشديد وباءِ موحدة، قرية كبيرة من قرى حلب، منها أبو محمد عبد الله بن شافع بن مروان بن القاسم المقري التنبي العابد سمع بحلب مشرف بن عبد الله الزاهد وأبا طاهر عبد الرزاق بن إبراهيم بن قاسم الرَقي وأبا أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التفليسي روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جرادة الحلبي أفادنيه هكذا القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة، وينسب إلى هذه القرية غيره من الكتاب والأعيان بحلب ودمشق في أيا منا.


تَنبُوكُ: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وكاف، قال أبو سعد: وظني أنها، قرية بنواحي عُكْبَرَاء، منها أبو القاسم نصر بن علي التنبوكي الواعظ العكبري سمع أبا علي الحسن بن شهاب العكبري وسمع منه هبة الله بن المبارك السقطي وقال نصر: تنبوكُ ناحية بين أرجان وشيراز.


تَنتَلَةُ: التاءُ الثانية مفتوحة، موضع في بلاد غطفان عن نصر.


تنحيبُ: بالحاء المهملة المكسورة وياء ساكنة وباء موحدة. يوم تنحيب كان من أيام العرب.


تندَةُ: الدال مهملة مفتوحة، قرية كبيرة في غربي النيل من الصعيد الأدنى. تنَسُ: بفتحتين والتخفيف والسين مهملة، قال أبو عبيد البكري: بين تنس والبحر ميلان وهي آخر إفريقية مما يلي المغرب بينها وبين وَهران ثمانية مراحل وإلى مليانة في جهة الجنوب أربعة أيام وإلى تيهرت خمس مراحل أو ست، قال أبو عبيد:: هي مدينة مسورة حصينة داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها وبها مسجد جامع وأسواق كثيرة وهي على نهر يأتيها من جبال على مسيرة يوم من جهة القبلة ويستدير بها من جهة الشرق ويصب في البحر وتسمى تنس الحديثة وعلى البحر حصن ذكر أهل تنس أنه كان القديم المعمور قبل هذه الحديثة وتنُس الحديثة أمسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس منهم الكركَدَنُ وابن عائشة والصقر وصهيب و غيرهم وذلك في سنة 262 وسكنها فريقان من أهل الأندلس من أهل البيرة وأهل تدمير وأصحاب تنس من ولد إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان هؤلاء البحريون من أهل الأندلس يشتون هناك إذا سافروا من الأندلس في مرس على ساحل البحر فيجتمع إليهم بربر ذلك القطر ويرغبونهم في الانتقال إلى قلعة تنس ويسألونهم أن يتخذوها سوقاً ويجعلوها سكنى ووعدوهم بالعون وحسن المجاورة فأجابوهم إلى ذلك وانتقلوا إلى القلعة وانتقل إليهم من جاورهم من أهل الأندلس فلما دخل عليهم الربيع اعتلوا واستوبؤوا الموضع فركب البحريون من أهل الأندلس مراكبهم وأظهروا لمن بقي منهم أنهم يمتارون لهم ويردون فحينئذ نزلوا قرية بجَاية وتغلبوا عليها ولم يزل الباقون في تنس في تزايد وثروة وعدد ودخل إليهم أهل سوق إبراهيم وكانوا في أربعمائة بيت فوسع لهم أهل تنس في منازلهم وشاركوهم في أموالهم وتعاونوا على البنيان واتخذوا الحصن الذي فيها اليوم ولهم كيل يسمونه الصحفة وهي ثمانية وأربعون قادوساً والقادوس ثلاثة أمداد بمد النبي صلى الله عليه وسلم ورطل اللحم بها سبع وستون أوقية ورطل سائر الأشياء اثنتان وعشرون أوقية ووزن قيراطهم ثُلت درهم عدل بوزن قرطبة وقال سعد بن أشكل التيهرتي في علته التي مات منها بتنس:

نأى النوم عني واضمحلت عُرَى الصبر

 

وأصبحتُ عن دار الأحبة فـي أسـر

وأصبحت عن تيهرت في دار غـربة

 

وأسلمني مر القضـا، مـن الـقـدر

إلى تنسى دار النـحـوس فـإنـهـا

 

يُساق إليها كلى منتقـص الـعـمـر

هو الدهر والسياف والمـاء حـاكـم

 

وطالعها المنحوس صمصامة الدهـر

بلاد بها البرغـوث يحـمـل راجـلاً

 

ويأوي إليها الذئب في زمن الحـشـر

ويرجف فيها القلبُ فـي كـل سـاعة

 

بجيش من السودان يغلب بـالـوفـر

ترى أهلها صَرعـى دوَى أم مِـلـدم

 

يروحون في سكر ويغدون في سكـر

 

وقال غيره:

أيها السائل عن أرض تـنـس

 

مقعد اللُوم المصفى والدنـس

بلدة لا ينزل القـطـر بـهـا

 

والندَى في أهلها حَرف درس

فصحاءُ النطق فـي لا أبـدا

 

وهم في نعم بـكـم خـرس

فمتى يلممَ بها جـاهـلـهـا

 

يرتحل عن أهلها قبل الغلس

ماؤها من قبحِ ما خصت بـه

 

نجسَ يجري على ترب نجس

فمتى تـلـعـن بـلاداً مـرة

 

فاجعل اللعنة دَأباَ لـتـنـس

 

وقال أبو الربيع سليمان الملياني: مدينة تنس خربها الماء وهدمها في حدود نيف وعشرين وستمائة وقال تراجع إليها بعض أهلها ودخلها في تلك المدة وهم ساكنون بين الخراب وقد نسبوا إلى تنس إبراهيم بن عبد الرحمن التنسي دخل الأندلس وسكن مدينة الزهراء وسمع من أبي وهب بن مسرة الحجازي وأبي علي القالي وكان في جامع الزهراء يفتي ومات في صدر شوال سنة 307.


تنضُب: بالفتح ثم السكون وضم الضاد المعجمة والباءُ موحدة، قرية من أعمال مكة بأعلى نخلة فيها عين جارية ونخل.


تَنعُمُ وتَنعُمَة: بضم العين المهملة، قريتان من أعمال صنعاء. تِنعَةُ: بالكسر ثم السكون والعين مهملة وفي كتاب نصر بالغين المعجمة ووجدته بخط أبي منصور الجواليقي فيما نقله من خط ابن الفرات بالثاءِ المثلثة في أوله والصواب عندنا تنعة كما ترجم به، وروي عن الدارقطني أنه قال: تِنعة هو بُقَيل بن هانىء بن عمرو بن ذُهل بن شُرَحبيل بن حبيب بن عُمير بن الأسود بن الضبيب بن عمرو بن عبد بن سلامان بن الحارث بن حضرموت وهم اليوم أو أكثرهم بالكوفة وبهم سميت، قرية بحضرموت عند وادي بَرَهوت الذي تسمع منه أصوات أهل النار وله ذكر في الاَثار، وقد نسب بهذه النسبة جماعة منهم إلى القبيلة ومنهم إلى الموضع، منهم أوس بن ضمعج التنعي أبو قتيبة، وعياض بن عياض بن عمرو بن جبلة بن هانىء بن بقيل الأصغر بن أسلم بن ذُهل بن نمير بن بقيل وهو تنعة روى عن ابن مسعود حديثه عنه سلمة بن كهيل، وعمرو بن سويد التنعي الكوفي الحضرمي يروي عن زيد بن أرقم وأخوه عامر بن سويد يروي عن عبد الله بن عمر روى عنه جابر الجعفي وغيره.


التنعيم: بالفتح ثم السكون وكسر العين المهملة وياء ساكنة وميم، موضع بمكة في الحل وهو بين مكة وسرِفَ على فرسخين من مكة وقيل: على أربعة وسمي بذلك لأن جبلاً عن يمينه يقال له: نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان، وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينة منه يحرم المكيون بالعمرة، وقال محمد بن عبد الله النميري:

فلم تر عيني مثل سـرب رأيتـه

 

خرجن من التنعيم معتـمـرات

مررن بفخ ثـم رحـن عـشـية

 

يلبين للرحمـن مُـؤتـجـرات

فأصبح ما بين الأراك فـحـذوَه

 

إلى الجذع جذع النخل والعمرات

له أرج بالعنبر الغـض فـاغـم

 

تطلع رياه مـن الـكـفـرات

تضوع مسكاً بطن نعمان إن مشت

 

به زَينب في نسوة عـطـرات

 

تُنغَةُ: بضم أوله والغين معجمة، ماءٌ من مياه طيء وكان منزل حاتم الجوَاد وبه قبره وآثاره، وفي كتاب أبي الفتح الإسكندري، قال: وبخط أبي الفضل تنغة منهل في بطن وادي حائل لبني عدي بن أخزم وكان حاتم ينزله.


تَنكُتُ: بضم الكاف وتاءٍ مثناة، مدينة من مُدن الشاش من وراءِ سيحون خرج منها جماعة من أهل العلم منهم أبو الليث نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل التنكتي ويكنى أبا الفتح أيضاً رحل إلى المغرب وأقام بالأندلس يسمع ويُسَمع وكان من التجار المكثرين المشهورين بفعل الخير والبر اشتهر برواية صحيح مسلم بالعراق ومصر والأندلس عن عبد الغافر الفارسي وكان سمع بيسابور أبا الفتح ناصر بن الحسن بن محمد العمري وبمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفال وإبراهيم بن سعيد الحبال وسمع بالشام نصرا الزاهد المقدسي وأبا بكر الخطيب الحافظ روى عنه أبو القاسم السمرقندي ونصر بن نصر العكبري وأبو بكر الزاغوني وغيرهم وكان مولده سنة 406 ومات في ذي القعدة سنة 486.


تنمَا: بالقصر، موضع من نواحي الطائف عن نصر.


تَنمصُ: بفتحتين وتشديد الميم وضمها والصاد مهملة، بلد معروف، قال الأعشى يمدح ذا فائش الحِميري:

قد علمت فارس وحمَـيرُ وال

 

أ عرابُ بالدشت أيهـم نـزلا

هل تعرف العهدَ من تنمص إذ

 

تضرب لي قاعداً بها مـثـلاَ

 

كذا وجدته في تفسر قول الأعشى، والذي يغلب على ظني أن تنمص اسم امرأة و الله أعلم.


التنَنُ: بالضم ثم الفتح وآخره نون أخرى، قرية باليمن من أعمال ذمار.


التنور: بالفتح وتشديد النون واحد التنانير، جبل قرب المصيصة يجري سيحان تحته.


تنوف: ثانيه خفيف وآخره فاء، موضع في جبال طيىءٍ وكانوا قد أغاروا على إبل امرىء القيس بن حُجر من ناحيته. فقال:

كأن دِثاراَ حلَقَت بـلَـبُـونِـه

 

عُقابُ تنوفٍ لا عقاب القواعل

 

وقال أبو سعيد: رواه أبو عمرو وابن الأعرابي عقابُ تنوفِ وِروى أبو عبيدة تنوفي بكسر الفاء ورواه أبو حاتم تنوفى بفتحها وقال أبو حاتم: هو ثنية في جبال طيءٍ مرتفعة وللنحويين فيه كلام وهو مما استدركه ابن السراج في الأبنية وقد ذكرت ما قالوا فيه مستوفى في كتابي الذي وسمته بنهاية العجب في أبنية كلام العرب.


تنوقُ: بالقاف، موضع بنَعمانَ قرب مكة. تنونية: من قرى حمص مات بها عبد الله بن بشر المازني صحابي في سنة ست وتسعين وقبره بها وكان منزله في دار قنافة بحمص.


تنوهةُ: بالهاء، من قرى مصر على النيل الذي يُفضي إلى رشيد مقابل مخنان من الجانب الغربي وبازائها في الشرق من هذا النهر الذي يأخذ إلى شرقي الريف وبلاد الجنوب.


تَنهاةُ: بالفتح ثم السكون، موضع بنجد، قالت صفية بنت خالد المازني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وهي يومئذ بالبشر من أرض الجزيرة تتشوق أهلها بنجد وكانت من أشعر النساء:

نظرتُ وأعلامٌ من الـبـشـر دونـهـا

 

بنظرة أقنى الأنف حجن المـخـالـب

سَمَا طـرفـه وازداد لـلـبـرد حـده

 

وأمسى يروم الأمر فوق الـمـراقـب

لأبصر وهنـاً نـارَ تـنـهـاةَ أوقـدت

 

بروض القطا والهضب هضب التناضب

ليالينـا إذ نـحـن بـالـحـزن جـيرة

 

بأفيح حُر البَقل سَـهـل الـمـشـارب

ولم يحتمـل إلا أبـاحـت رمـاحـنـا

 

حمى كـل قـوم احـرزوه وجـانـب

تَنهَج: اسم قرية بها حصن من مشارف البلقاءِ من أرض دمشق سكنها شاعر يقال له: خالد بن عباد ويعرف بابن أبي سفيان ذكره الحافظ أبو القاسم.

 تِنيرُ: بكسرتين وتشديد النون وياء ساكنة والسين مهملة. جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفَرَما ودمياط والفرما في شَرقيها. قال المنجمون: طولها أربع وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثُلث في الإقليم الثالث. قال الحسين بن محمد المهلبي أما تنيس فالحال فيها كالحال في دمياط إلا أنها أجل وأوسط وبها تعمل الثياب الملونة والفرش البوقلمون وبُحَيرتها التي هي عليها مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم ويكون ماؤها أكثر السنة ملحاً لدخول ماء بحر الروم إليه عند هبوب ريح الشمال فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء وكثرَ هبوب الريح الغربية حلت البحيرة وحلا سِيف البحر الملح مقدار بريدين حتى يجاوز مدينة الفرما فحينئذ يخزنون الماء في جباب لهم ويعدونه لسنَتهم، ومن حذق نوَاتي البحر في هذه البحيرة إنهم يقلعون بريح واحدة يريدون القلوع بها حتى يذهبوا في جهتين مختلفتين فيلقى المركب المركب مختلف السير في مثل لحظ الطرف بريح واحدة. قال وليس بتنيس هوَامٌ مؤذية لأن أرضها سبخة شديدة الملوحة. وقرأت في بعض التواريخ في أخبار تنيس قيل فيه إن مور تنيس ابتدىء ببنائه في شهر ربيع الأول سنة 230 وكان والي مصر يومئذٍ عيسى بن منصور بن عيسى الخراساني المعروف بالرافعي من قبل ايتاخ التركي في أيام الواثق بن المعتصم وفرغ منه في سنة 239 في ولاية عَنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي الهروي في أيام المتوكل كان بينهما عدة من الولاة في هذه المدة بطالع الحوت اثنتا عشرة درجة في أول حد الزهرة وشرفها وهو الحد الأصغر وصاحب الطالع المشتري وهو في بيته وطبيعته وهو السعد الأعظم في أول الإقليم الرابع الأوسط الشريف وأنه لم يملكها مَن لسانه أعجمي لأن الزهرة دليلة العرب وبها مع المشتري قامت شريعة الإسلام فاقتضى حكم طالعها أن لا تخرج من حكم اللسان العربي. وحكي عن يوسف بن صبيح أنه رأى بها خمسمائة صاحب محبرة يكتبون الحديث وأنه دعاهم سراً إلى بعض جزائرها وعمل لهم طعاماً يكفيهم فتسامع به الناس فجاءه من العالم ما لا يحصى كثرة لأن ذلك الطعام كفى الجماعة كلهم وفضل منه حتى فرقه بركة من الله الكريم حلت فيه بفضائل الحديث الشريف. وقيل: إن الأوزاعي رأى بشر بن مالك يلتبط في المعيشة فقال: أراك تطلب الرزق ألا أدلك على أم متعيش. قال وما أم متعيش قال تنيس ما لزمها أقطَع اليدَين إلا ربته. قال بشر فلزمتُها فكَسبتُ فيها أربعة آلاف وقيل: إن المسيح عليه السلام عبر بها في سياحته فرأى أرضاً سبخة مالحة قفرة والماءُ الملح محيط بها فدَعا لأهلها بإدرار الرزق عليهم. قال وسميت تنيس بإسم تنير بنت دَلوكة الملكة وهي العجوز صاحبة حائط العجوز بمصر فإنها أول من بنى بتنيس وسمتها باسمها وكانت ذات حدائق وبساتين وأجرت النيل إليها ولم يكن هناك بحر فلما ملك دركون بن ملوطس وزمطرة من أولاد العجوز دلوكة فخافا من الروم فشقا من بحر الظلمات خليجاً يكون حاجزاً بين مصر والروم فامتدّ وطغَى وأخرب كثيراً من البلاد العامرة والأقاليم المشهورة فكان فيما أتى عليها أجنة تنْيس وبساتينها وقراها ومزارعها. ولما فتحت مصر فيٍ سنة عشرين من الهجرة كانت تنيس حينئذٍ خصاصاً من قصب وكان بها الروم وقاتلوا أصحاب عمرو، وقتل بها جماعة من المسلمين وقبورهم معروفة بقبور الشهداء عند الرمل فوق مسجد غازي وجانب أكوَام وكانت الوقعة عند قبة أبي جعفر بن زيد وهي الآن تعرف بقُبة الفتح وكانت تنيس تعرف بذات الأخصاص إلى صدر من أيام بني أمَية ثم إن أهلها بنوا قصوراً ولم تزل كذلك إلى صدر من أيام بني العباس فبنى سورها كما ذكرنا ودخلها أحمد بن طُولون في سنة 269 فبنى بها عدة صهاريج وحوانيت في السوق كثيرة وتعرف بصهاريج الأمير، وأما صفتها فهي جزيرة في وسط بحيرة مفردة عن البحر الأعظم يحيط بهذه البحيرة البحر من كل جهة وبينها وبين البحر الأعظم بر اَخر مستطيل وهي جزيرة بين البحرين وأول هذا البر قرب الفَرَما والطينة وهناك فوهة يدخل منها ماء البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس في موضع يقال له القرباج فيه مراكب تعبر من بر الفرما إلى البر المستطيل الذي ذكرنا أنه يحول بين البحر الأعظم وبحيرة تنيس يُسار في ذلك البر نحو ثلاثة أيام إلى قرب دمياط وهناك أيضاً فوهة أخرى تأخذ من البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس وبالقرب من  ذلك فوهة النيل الذي يلقي إلى بحيرة تنيس فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة فحينئذٍ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماءَ إذا حلت البحيرة وهي ظاهرة إلى الأرض وهذه صورتها.
هنا يوجد رسم بالصفحة رقم 421 قال صاحب تاريخ تنيس ولتنيس موسم يكون فيه من أنواع الطيور ما لا يكون في موضع آخر وهي مائة ونيف وثلاثون صنفاً وهي السلوى. النفح. المملوح. النصطفير.ا لزرزور. ا لباز ا لرومي. الصفرى. الد بسي. البلبل، السقاءُ. القمري. الفا ختة .النواح. الزرَيق. النوني. الزاغ. الهدهد. الحسيني. الجرادي. الأبلق. الراهب. الخشاف. البزين. السلسلة. درد اري. الشماص. البصبص. الأخضر، الأبهق. الأزرق. الخضير. أبو الحناء. أبو كلب. أبو دينار. وارية الليل. وارية النهار. برقع أم علي. برقع أم حبيب. الدوري. الزنجي. الشا مي. شقراق. صدر النحاس. البلسطين. الستة الخضراء. الستة ا لسود اء. الأطروش. ا لخرطوم. ديك ا لكرم. الضريس. الرقشة الحمراء. الرقشة الزرقاء. الكسر جوز. الكسرلوز. السما ني. ابن المرعة. اليونسة. الوروار الصرد ة. الحصية الحمر اء. القبرة. المطوق. السقسق. السلار. المرع. السكسكة. الأرجوجة. الخوخة. فرد قفص. الأورث. السلونية. السهكة. البيضاء. اللبس. العروس. الوطواط. العصفور. الروب. اللفات. الجرين. القليلة. العسر. الأحمر. الأزرق. البشر ير. البون. البرك. البرمسي. الحصاري. الزجاجي. البج. الحمر. الرومي. الملاعقي. البط الصيني. الغرناق. الأقرح. البلوى. السطرف. البشروش. وزالفرط. أبو قلمون. أبو قير. أبو منجل. البجع الكركي. الغطاس. البلجوب. البطميس. البجوبة الرقاد ة. الكروان البحري. الكروان الحرحي. القِرِ ني. الخروطة الحلف. الأرميل. القلقوس. اللدد. العقعق. البوم. الورشان. القطار. الدراج. الحجل. البا زي. الصردي. الصقر. الهام. الغراب. الأبهق. البا شق. الشا هين. العقاب. الحداء. الرخمة، وقيل: إن البجع من طيور جيحون وماسوى هذا الجنس من طيور نهر جيحون وما سوى ذلك من طيور نهري العراق دجلة والفرات وإن البُصبُص يركب ظهر ما اتفق له من هذه الطيور ويصل إلى تنيس طير كثير لا يعرف اسمه صغار وكبار ويعرف بها من السمك تسعة وسبعون صنفاً وهي. البوري. البلمو. البرو. اللبب. البلس. السكس. الأران. الشموس. النسا. الطوبان. البقسما ر. الأحناس. الأنكليس. المعينة. البني. الإبليل. الفريص. الد و نيس. المرتنوس. الأسقملوس. النفط. الخبا ر. البلطي. الحجف. القلارية. الرخف. العير. التون. اللت. القجاج. القروص. الكليس. الأكلس. الفراخ. القرقاج. الزلنج. اللاج. الأكلت. الما ضي. الجلاء. السلاء. البرقش. البلك. المسط. القفا. السور. حوت الحجر. البشين. الربوت. البساس. الرعا د. المخيرة. اللبس. السطور. الراي. الليف. اللبيس. الأبرميس. الأتونس. اللباء. العميان. المناقير. القلميدس. الحلبوة. الرقاص. القريدس. الجبر. وهو كباره. الصبح. المجزْع. الدلينس. الأشبال. المساك الأبيض. الزقزوق. أم عبيد.

السلور. أم الأسنان. الأبسارية. اللجاة. وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم. منهم محمد بن علي بن الحسين بن أحمد أبو بكر التنيسي المعروف بالنقاش قال أبو القاسم الدمشقي سمع بدمشق محمد بن حريم ومحمد بن عتاب الزفتي وأحمد بن عمير بن جَوصا وحمامة بن محمد وسعيد بن عبد العزيز والسلام بن معاذ التميمي ومحمد بن عبد الله مكحولاً البيروتي وأبا عبد الرحمن السناني وأبا القاسم البغوي وزكرياءُ بن يحيى الساجي وأبا بكر الباغندي وأبا يعلى الموصلي وغيرهم روى عنه الدارقطني وغيره ومات سنة 369 في شعبانه ومولده في رمضان سنة 282، وأبو زكرياءَ يحيى بن أبي حسان التنيسي الشامي أصله من دمشق سكن تنيس يروي عن الليث بن سعد. وعبد الله بن الحسن بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن كامل أبو محمد البصري المعروف بابن النحاس من أهل تنيس قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة وسمع الكثير من أبي بكر الخطيب وكتب تصانيفه وعبد العزيز الكناني وأبي الحسن بن أبي الحديد وغيرهم ثم حدث بها وببيت المقدس عن جماعة كثيرة فروى عنه الفقيه المقدسي وأبو محمد بن الأكفاني ووثقه وغيرهما وكان مولده في سادس ذي القعدة سنة 404 ومات بتنيس سنة 461 وقيل 462.

تُنيضبَة: تصغير تنضبة بالضاد المعجمة والباء الموحدة شجريتخذ منه السهام وهوماء لبني سعيد بن قُرط من أبي بكر بن كلاب قرب النير.

تِنين: بكسرتين وتشديد النون وياءٍ ساكنة ونون أخرى. جبل التنين مشهور قرب جبل الجودي من أعمال ا لموصل.

تُنينيرُ: تصغير تنْور. اسم لبلدتين من نواحي الخابور تنينير العليا وتنينير السفلى وهما على نهر الخابور رأيتُ العليا غير مرة.