حـرف الـثـاء: باب الثاء والواو وما يليهما

باب الثاء والواو وما يليهما

ثوابة: بالفتح دربُ ثوابة ببغداد ينسب إليه أبو جعفر محمد بن إبراهيم البرتي الأطروش الكاتب الثوابي سمع القاضي يحيى بن أكثم روى عنه أبو بكر الجعابي ومات في سنة 313 من كتاب النسب.

ثورا: بالفتح والقصر. اسم نهر عظيم دمشق وقد وصف في بردى وقد جاء في شعر بعضهم ثَورَة بالهاء وهو ضرور ة.
ثور: بلفظ الثور فحل البقر، اسم جبل بمكة فيه الغار الذي اختفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو طالب عمُ النبي صلى الله عليه وسلم :

أعوذ برب الناس من كل طاعن

 

علينا بشرِ أو مخلـق بـاطـل

ومن كاشح يسعى لنا بـمـعـيبة

 

ومن مُفتر في الدين ما لم يحاول

وثَورٍ ومَن أرسى ثبيراً مكـانـه

 

وعير وراق في حراءٍ ونـازل

 

وقال: الجوهري ثور جبل بمكة وفيه الغار المذكور في القرآن يقال له أطحل، وقال: الزمخشري ثورُ أطحلَ من جبال مكة بالمفجر من خلف مكة على طريق اليمن، وقال: عبيد الله إضافةُ ثور إذا أريد به اسم الجبل إلى أطحل غلط فاحش إنما هو ثور أطحل وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة وأطحل فيما زعم ابن الكلبي وغيره جبل بمكة وُلد ثور بن عبد مناة عنده فنسب ثور بن عبد مناة إليه فإن اعتقد أن أطحل يسمى ثوراً بإسم ثور بن عبد مناة لم يجز لأنه يكون من إضافة الشيء إلى نفسه ولا يسوغه إلا أن يقال إن ثوراَ المسمى بثور بن عبد مناة شعبة من شعب أطحل أو قُنة من قننه ولم يبلغنا عن أحد من أهل العلم قاطبة أنه اسم رجل وأما اسم الجبل الذي بمكة وفيه الغار فهو ثور غير مضاف إلى شيء، وفي حديث المدينة أنه صلى الله عليه وسلم حرم ما بين عَير إلى ثور. قال: أبو عبيد أهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلاً يقال له ثور وإنما ثور بمكة قال فيرى أهل الحديث أنه حرم ما بين عير إلى أحُد وقال غيره إلى بمعنى مع كأنه جعل المدينة مضافة إلى مكة في التحريم وقد ترك بعض الرواة موضع ثور بياضاً ليبين الوهم وضرب آخرون عليه، وقال بعض الرواة: من عير إلى كدى وفي رواية ابن سلام: من عير إلى أحد والأول أشهر وأشد وقد قيل إن بمكة أيضاَ جبلاً اسمه عَير ويشهد بذلك بيت أبي طالب المذكور اَنفاً فإنه ذكر جبال مكة وذكر فيها عيراً فيكون المعنى أن حرم المدينة مقدار ما بين عير إلى ثور اللذين بمكة أو حرم المدينة تحريماً مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة بحذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ووصف المصدر المحذوف ولا يجوز أن يعتقد أنه حرم ما بين عير الجبل الذي بالمدينة وثور الجبل الذي بمكة فإن ذلك بالإجماع مباح، وثور الشباك موضع آخر، وثور أيضاً واد ببلاد مُزَينة. قال معنُ بن أوس:

أعاذل من يحتل فـيفـاً وفـيحةَ

 

وثوراً ومن يَحمي الأكاحل بعدنا

 

وبرقة الثور تقدم ذكرها في البُرَق.


الثومَه: بلفظ واحدة الثومُ حصن باليمن.


الثوَيرُ: تصغير ثور أبيرق أبيض لبني أبي بكر بن كلاب قريب من سواجٍ من جبال حمى ضرية. قال مُضرس بن ربعي:

رأى القوم في ديمومة مدلَهمة

 

شخاصاً تمنها أن تكون فحالا

فقالها سيالات يُرين ولم نكـن

 

عهدنا بصحراء الثوَير سَيالا

 

والثوَيرُ أيضاً ماء بالجزيرة من منازل تَغلب.


الثويةُ: بالفتح ثم الكسر وياء مشددة ويقال الثوية بلفظ التصغير موضع قريب من الكوفة، وقيل بالكوفة وقيل خُرَيبة إلى جانب الحيرة على ساعة منها ذكر العلماءُ أنها كانت سجناً للنعمان بن المنذر كان يحبس بها من أراد قتله فكان يقال لمن حُبس بها ثوى أي أقام فسميت الثوية بذلك، وقال: أبو حيان دفن المغيرة بن شعبة بالكوفة بموضع يقال له الثوية وهناك دفن أبو موسى الأشعري في سنة خمسين، وقال عِقال يذكر الثوية:

سقينا عقالا بالثوية شربة

 

فمال بلت الكاهلي عقال

 

ولما مات زياد بن أبي سفيان دفن بالثوية، فقال حارثة بن بدر الغداني يرثيه:

صَلّى الإلهُ على قَبر وطـهـرَه

 

عند الثوية يَسفي فوقه المصـر

أدت إليه قريش نَعشَ سـيدهـا

 

ففيه ما في الندى والحزم مقبورُ

أبا المُغِيرَةِ والـدنـيا مُـغـيرَة

 

وإن مَن غُر بالدنيا لمـغـرورُ

قد كان عندك للمعروف معرفة

 

وكان عندك لِلنكراء تـنـكـيرُ

لم يَعرف الناس مذ كفنْتُ سيدهم

 

ولم يُجل ظلاماً عنـهـمُ نُـورُ

والناسُ بعدك قد خفت حلومُهُـمُ

 

كأنما نفخت فيها الأعـاصـيرُ

 

لا لوم على من استخقه حسن هذا الشعر فأطال من كتبه، وقال أبو بكر محمد بن عمر العنبري:

سل الركبَ عن ليل الثوية من سَرَى

 

أمامهم يحدو بهم وبـهـم حـادي

وقد ذكرها المتنبي في شعره.