باب الجيم والباء وما يليهما
جباءٌ : بالتحريك بوزن جَبل وما أراه إلا مرتجلا إن لم يكن منقولا عن الفعل الماضي من قولهم جَبأ عليه الأسوَدُ إذا خرج عليه حية من جُحره، وهو جبل باليمن قرب الجنَد، وقيل هو قرية بالبمن، وقال: ابن الحائك جَبَاء مدينة أو قرية للمَعَافر كذا في كتابه وهي لآل الكرندي من بني ثُمامة آل حمير الأصغر وهي في نجوَة من جبل صَبِر وجبل ذَخْر وطريقها في وادي الضباب. ينسب إليها شُعيب الجَبائي من أقران طاوس حدث عنه سَلَمة بن وهرام ومحمد بن إسحاق، وقال: العمراني جَبَاءُ ممدود. جبل باليمن والنسبة على ذا جبائي وقد روى بالقصر والأول أكثر.
جباً: مقصور. شعبة من وادي الجِي عند الرُوَيثة بين مكة والمدينة. وقال الشنفرَى:
خرجنا من الوادي الذي بين مِشعل |
|
وبين الجبَا هَيهاتَ أنسأتُ سربتي |
وقال تأبط شراً يرثي الشنفرى:
على الشنفرى ساري السحاب ورائح |
|
غزيرُ الكُلَى أو صيبُ الماء باكـرُ |
عليك جزاء مثل يومك بـالـجـبَـا |
|
وقد رعفتْ منك السيوفُ البواتـرُ |
ويومك يوم العَيكَـتَـين وعَـطـفة |
|
عطفتَ وقد مَسَ القلوبَ الحناجـرُ |
تَجُولُ ببز الموت فيهـم كـأنـهـم |
|
لشوكتك الحـذا ضـئين عـواثـرُ |
وفرش الجبا في شعر كثير قال:
أهاجَك بَرق آخر الليل واصبُ |
|
تضمنه فرشُ الجبَا فالمَسَاربُ |
جُبىّ: بالضم ثم التشديد والقصر. بلد أو كورة من عمل خوزستان ومن الناس من جعل عبادان من هذه الكورة وهي في طرف من البصرة والأهواز حتى جعل من لا خبرة له جُبى من أعمال البصرة وليس الأمر كذلك، ومن جُبى هذه أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجُبائي المتكلم المعتزلي صاحب التصانيف مات سنة 303 ومولده سنة235. وابنه أبو هاشم عبد السلام كان كأبيه في علم الكلام وفضل عليه بعلم الأدب فإنه كان إماماً في العربية مات سنة 321 ببغداد، وجبى في الأصل أعجمي وكان القياس أن ينسب إليها جبوي فنسبها إليها جبائي على غير قياس مثل نسبتهم إلى الممدود وليس في كلام العجم ممدود. وجُبى أيضاً قرية من أعمال النهروان. ينسب إليها أبو محمد دَعوان بن علي بن حماد الجبائي المقري الضرير روى عن أبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله النعالي، وجُبى أيضاً قرية قرب هيت. قال أبو عبد الله الدبيثي: منها أبو عبد الله محمد بن أبي العزْ بن جَميل وُلد بقرية تعرف بجبى من نواحي هيت وقدم بغداد صبياً واستوطنها وقرأ بها القرآن المجيد والفرائض والأدب والحساب وسمع الحديث من جماعة. منهم أبو الفرج بن كُليب وطبقته وقال الشعر وأجاده وخدم في عدة خدم ديوانية ثم تولى صدرية المخزن المعمصر بعد عزل أبي الفتوح بن عضد الحين ابن رئيس الرؤساء في عاشور في القعدة سنة605 مضافاً إلى أعمال آخر ثم عزل في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 611 وتوفي في النصف من شعبان سنة 616.
الجُبّابَاتُ: بالضم وبعد الألف الأولى باء آخرى وآخره تاء فوقها نقطتان.
موضع قريب من ذي قار كانت به إحدى الوقائع بين بكر بن وائل والفُرس. قال
الأغَلبُ:
أما الجُبابات فقد غشينا |
|
بفاقرات تحت فاقرينا |
يتركن من ناهبنه رهينا وقال أبو أحمد: وهو أيضاً. يوم الجُبابة موضع جُبّ في ديار أود بن صعَب بن سعد العشيرة كانت فيه وقعة بينهم وبين الأزد، والجُبابات أيضأ ماءَ بنجد قرب اليمامة.
الجُبَابُ: بالضم. ذكر أبو الندي أنه، في ديار بني سعد بن زيد مناة بن تميم
وهو منقول عن الجباب وهو شيءٌ يعلو ألبانَ الإبِلِ كالزبد ولا زبدَ لها.
جَبَا البِرَاقِ: بالفتح والجَباَ في كلام العرب تُراب البئر الذي يكون
حولها وبراق جمع برقة وقد تقدم ذكره، وهو موضع بالجزيرة قُتل فيه عُمَير بن
الحُباب السلَمي. وَجبَا براقٍ أيضاً موضع بالشام عن أبي عبيدة ذكرهما معاً
نصر.
الجُبَابةُ: بالضم وقد تقدم اشتقاقه في الجباب، وهو موضع عند ذي قار كان به
يوم الجبابات وقد تقدم. قال: أبو زياد الجبابة من مياه أبي بكر بن كلاب.
الجَبَابين: بالفتح وبعد الألف باء آخرى وياءٌ ساكنة ونون. من قرى دُجَيل
من أعمال بغداد. منها أحمد بن أبي غالب بن سمجون الأبرودي أبو العباس
المقري يعرف بالجَبَابيني قرأ القرآن على الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي
سبط الشيخ أبي منصور الخياط وسمع منه ومن سعد الخير بن محمد الأنصاري
وغيرهما وتفقه على مذهب أحمد بن كَرَوس وخلفه بعد وفاته على مجلسه بدرب
القيار وتوفي شاباً في عاشر رجب سنة 554 عن نيف وأربعين سنة.
الجَبَاجبُ: جمع جُبجُبة وهو الكِرش يُجعل فيها الخَليعُ أو تذاب الإهالة
فتُحقَنُ فيها والجبجبة أيضاً زِنبيل من جلود يُنقَل فيه التراب والخَليع
لحمَ يُطبخ بالتَوَابل. وهي جبال بمكة. قال: الزبير الجباجب. الأخاشب جبال
بمكة يقال ما بين جَبجبها وأخشبَيها أكرَمُ من فلان. قال كثير:
إذا النصر وَافَتها على الخيل مالك |
|
وعبد مناف والتقها بالجبـاجـب |
وقيل: الجباجب أسواق بمكة. وقال: العمراني الجباجب شجر معروف بِمنًى سمى بذلك لأنه كان يلقى به الجباجب وهي الكروش. وقال: نصر الجباجب مجمع الناس من منىً وقيل الجباجب الأسواق.
الجُبَاجِبَةُ: بالضم كأنه مرتجل. ماءَة في ديار بني كلاب لربيعة بن قرط
عليها نخل وليس على شيءٍ من مياههم نخل غيرها وغير الجرولة.
جَبَاخانُ: بالفتح وبعد الألف خاء معجمة وآخره نون. قال: أبو سعد، قرية
على باب بلخ خرج منها جماعة. منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن
الفرج الجباخاني البلخي الحافظ رحل إلى خراسان والجبال والعراق والشام وكان
حافظاً تكلمها فيه حدث عن أبي يَعَلى الموصلي وخلق كثير روى عنه جماعة
وتوفي ببلخ في شهر ربيع الأول سنة 357 وقيل سنة 356 وكان يروي المناكير.
جُبَارُ: بالضم وهو في كلام العرب الهدرُ ذهب دمه جُبَاراً كما تقول هدراً.
وهو ماء لبني حُميس بن عامر بن ثعلبة بن مَودَعة بن جُهينة بن زيد بن ليث
بن سُود بن أسلم بن الحاف بن قُضاعة بين المدينة وفيد. قال:
ألامن مبلغ أسماءَ عني |
|
إذا حلَت بيمنٍ أو جُبَارِ |
وقال ابن ميادَةَ:
نظرنا فهاجَتنا على الشوق والهوى |
|
لزينبَ نار أوقـدت بـجـبـار |
كأن سَناها لاح لي من خصَـاصة |
|
على غير قصدِ والمطي سَـوَار |
حُميسِية بالرملَتَـين مـحـلـهـا |
|
تمر بحِلـف بـينـنـا وجِـوَار |
وفي كتاب سيف بخط ابن الخاضبة في حديث العنسي جار غير مضبب وفي الحاشية، قال أبو بكر بن سيف: الصواب في جار جُبارُ وفي غير عثر بالثاءِ المثلثة وهو بلد باليمن.
جَبار: بالفتح وتشديد ثانيه. من قرى اليمن.
الجبالُ: جمع جبل. اسم علم للبلاد المعروفة اليوم باصطلاح العجم بالعراق
وهي ما بين أصبهان إلى زنجان وقزوين وهمذان والدينَوَر وقريسين والري وما
بين ذلك من البلاد الجليلة والكور العظيمة وتسمية العجم له بالعراق غلط لا
أعرف سببه وهو اصطلاح محدث لا يعرف في القديم وقد حددنا العراق في موضعه
وذكرنا اختلاف العلماء فيه فلم يرد لأحدهم فيه قول مشهور ولا شاذ ولا
يحتمله الاشتقاق وقد ظننت أن السبب فيه أن ملوك السلجوقية كان أحدهم إذا
ملك العراق دخلت هذه البلاد في ملكه فكانها يسمونه سلطان العراق وهذا أكثر
مقامه بالجبال فظنها أن العراق الذي منسوب إليه ملكه هو الجبال والله أعلم
ألا يرى أبادلف العجلي كيف فرق بينهما. فقال:
وإني امرؤ كسرويُ الفعـال |
|
أصيف الجبال وأشتو العراقا |
وألبسُ للحـرب أثـوابـهـا |
|
واعتنق الدارعين اعتنـاقـا |
وإنما اختار أبو دُلَف ذلك ليسلم في الصيف من سمائم العراق وذبابه وهوامه وحشراته وسخونة مائه وهوائه واختار أن يشتُوَ بالعراق ليسلم من زمهرير الجبال وكثرة ثلوجه، وبلغ هذان البيتان إلى عبدالله بن طاهر وكان سيىء الرأي في أبي دلف. فقال:
ألم ترأنا جلبـنـا الـخـيول |
|
إلى أرض بابل قبا عِتـاقـا |
فما زُلنَ يَسعِفْنَ بالدارعـين |
|
طَوراً حُزوناً وطوراً رقاقا |
إلى أن وَرَينَ بـأذنـابـهـا |
|
قلوبَ رجال أرادها النفاقـا |
وأنـت أبـا دلـف نـاعـم |
|
تصيف الجبال وتشتو العراقا |
فلما وقف أبو دلف على هذه الأبيات آلى على نفسه لا يصيف إلا بالعراق ولا يشتو إلا بالجبال. وقال:
ألم تَرَني حين حال الزمـانُ |
|
أصيف العراق وأشتو الجبالا |
سموم المصيف وبرد الشتـاء |
|
حنانيْك حالاً أزالتـك حـالاً |
فصبراً على حدث النائبـات |
|
فإن الخطوب تذلُ الرجـالا |
أبانا: بالفتح وبعد الألف نون ناحية، بالسواد بين الأنبار وبغداد.
جبانُ: بالكسر ثم التشديد، ناحية من أعمال الاهواز فارسي معرب عن نصر.
جبانه: بالفتح ثم التشديد والجبانُ في الأصل الصحراء وأهل الكوفة يسمون
المقابر جبانة كما يسمونها أهل البصرة المقبرة وبالكوفة محال تسمى بهذا
الاسم وتضاف إلى القبائل. منها جبانة كِندمة مشهورة. وجبانة السبغ كان بها
يوم للمختار بن عبيد، وجنانة ميمون منسوبة إلى أبي بشير مولى محمد بن علي
بن عبد الله بن عبدالله صاحب الطاقات ببغداد بالقرب من باب الشام. وجبانة
عرزَم نسب إليها بعض أهل العلم عرزمياً. وجبّانة سالم تنسب إلى سالم بن
عمارة بن عبد الحارث بن ملكان بن نهار بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن
هوازن وغير هذه وجميعها بالكوفة. الجبَاةُ: بالفتح وآخره تاء مثناة والجبا
في اللغة ماحول البئر والجبا واحدة أو تأنيثه ويحتمل أن يكون مخفف الهمزة
من قولهم جبأ عن الشيء إذ توارى عنه وأجبأته أنا إذا واريته والأكمة الموضع
الذي يختفي فيه جبأة ثم خففت همزته لكثرة الاستعمال والخراسانيون يروونه
الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة كأنه جمع جبهة وهو ماءْ بالشام بين حلب
وتدمر أوقع سيف الدولة بالعرب فيه وقعة مشهورة. فقال المتنبي:
ومرُها بالجباة يضمُ فـيهـا |
|
كلا الجيشين من نقعإزارار |
جُباةُ: بالضم والتشديد قالوا، موضع من كوَر فارس وأخاف أن تكون جُبَى التي تقدم ذكرها ونسبنا إليها الجبائي.
الجبَايةُ: بكسر الجيم وبعد الألف ياء وهاءْ من جبيت الشيء إذا جمعته من
جهات متفرقة. ويوم الجباية من أيام العرب ولا أدري أهو اسم موضع أو سمي
بجباية كانت فيه.
الجب: واحد الجباب وهو البئر التي لم تُطوَ، ملينة قرب بلاد الزنج في أرض
بربرة يجلب منها الزرافة و جلوده يتخذها أهل فارس نعالاً، والجب أيضاً أحد
محاضر طيىءٍ بسَلْمَى أحد جبليهم وبه نخل ومياه، والجب أيضاً ماءْ في ديار
بني عامر، والجب أيضاً ماء معروف لبني ضبينة بن جعدة بن غني بن يعصُر.
قال لبيد:
أبني كلاب كيف ينفى جعفر |
|
وبنو ضبينة حاضرو الأجباب |
قتلها ابن عروَة ثم لَطُها دونه |
|
حتى يحاكمهم إلـى جـواب |
والجب أيضاَ ذكر الاصمعي في كتاب جزيرة العرب مياه جعفر بن كلاب بنجد قال ثم، الجب بيار في وسط واد وهو الذي يقال له جب يوسف عليه السلام كذا قال، والجب أيضاً داخل في بلاد الضِباب وبلاد عبس ثم بلاد أبي بكر، وجب عميرة ينسب إلى عميرة بن تميم بن جزءِ التجيبي قريب من القاهرة يبرز إليه الحاج والعساكر وجب الكلب من قرى حلب حدثني مالك هذه القرية ابن الإسكافي وسألته عما يحكى عن هذا الجب وأن الذي نهشه الكلب الكلِب إذا شربَ منه بَرَأ فقال هذا صحيح لا شك فيه قال: وقد جائَنا منذ شهور ثلاث أنفس مكلوبين يسألون عن القرية فدلها عليها فلما حصلها في صحرائها اضطرب أحدهم وجعل يقول لمن معه اربطوني لئلا يصل إلى أحدكم منْي أذى و ذلك أنه كان قد تجاوز أربعين يوماً منذ نُهش فربط فلما وصل إلى الجب وشرب من مائه مات وأما الآخران فلم يكونا بلغا أربعين يوماَ فشربا من ماء الجب فبراَ قال: وهذه عادته إذا تجاوز المنهوش أربعين يوماً لم تكن فيه حيلة بل إذا شرب منه تعجل موته وإذا شرب منه من لم يبلغ أربعين يوماً بَرأ قال: و هذه البئر هي بئر القرية التي يشرب منها أهلها قال: وعلى هذا الجب حوض رخام سُرق مراراً فإذا حمل إلى موضع رجم أهل هذا الموضع أو يرد إلى موضعه من رأس هذا الجب، وجب يوسف الصديق عليه السلام الذي ألقاه فيه إخوته ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز وهو بالأردن الأكبر بين بانياس وطبرية على اثني عشر ميلاً من طبرية مما يلي دمشق قاله الإصطخري. وقال غيره: كان منزل يعقوب بنابُلُس من أرض فلسطين والجب الذي ألقي فيه يوسف بين قرية من قراها يقال لها: سنجل وبين نابلس.
جَبتَلُ: بالفتح ثم السكون والتاء فوقها نقطتان مفتوحة ولام علم مرتجل،
موضع من ديار نهد باليمن له ذكر في الشعر.
جُبثَا: بالضم ثم السكون والثاء مثلثة، ناحية من أعمال الموصل.
الجبجبَان: بالفتح مكرر، وهما جبلان بمكة وهي الجباجب المذكورة قبل في
مناوحة الأخشبين.
جُبجب: بالضم والتكرير، ماء معروف بنواحي اليمامة. قال: ا لأحوص.
وفي الصعدَين الآن من حي مالـك |
|
ثوَى شوقُه أم في الخليط المصوب |
يَظَل علـيهـا إن نـأت وكـأنـه |
|
صدَى حاتم قد ذيد عن كل مشرب |
فأنى له سلمى إذا حـل وانـتَـوَى |
|
بحلوان واحتلت بمزج وجُبـجـب |
وقال الراجز:
يا دار سلمى بديار يثـرب |
|
بجبجب وعن يمين جبجب |
الجبحَةُ: بالضم ثم السكون والحاء مهملة، موضع باليمن. جِنرِينُ: لغة في جبريل، بيتُ جبرينَ ذكر قبل وهو من فتوح عمرو بن العاص اتخذ به ضيعة يقال لها عجلان باسم مولى له وهو حصن بين بيت المقدس وعسقلان. ينسب إليه أبوالحسن محمد بن خلف بن عمر الجبريني يروي عن أحمد بن الفضل الصائغ روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني، وفي كتاب دمشق أحمد بن عبد الله بن حمدون بن نصر بن إبراهيم أبو الحسن الرملي المعروف بالجبريني قدم دمشق و حدث بها عن أبي هاشم محمد بن عبد الأعلى بن عليل الإمام وأبي الحسن محمد بن بكار بن يزيد السكسكي الدمشقي وأبي الفضل العباس بن الفضل بن محمد بن الحسن بن قتيبة وأبي محمد عبد الله بن أبان بن شداد وأبي الحسن داود بن أحمد بن مصحح العسقلاني وأبي بكر محمد بن محمد بن أبي إدريس إمام مسجد حلب روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني وتمام بن محمد الرازي، وجبرين الفستق قرية على باب حلب بينهما نحو ميلين وهي كبيرة عامرة.
جبرينُ قصرسطايَا: بضم القاف وسكون الواو وفتح الراء وسكون السين المهملة
وطاء مهملة وألف وياء وألف من قرى حلب من ناحية عَزاز ويعرف أيضاً بجبرين
الشمالي، وينسبون إليها جبراني على غير قياس، منها التاج أبو القاسم لحمد
بن هبة الله بن سعد الله، وسعيد بن سعد الله بن مقلد بن أحمد بن هبة الله
بن سعدالله، وسعيد بن سعيد بن صالح بن مقلد بن عامر بن علي بن يحيى بن أبي
جعفر أحمد بن أبي عبيد أخي أبي عُبادة الوليد بن عبيد البُحتري الشاعر
أصلهم من جردفنة الجبراني النحوي المقري فاضل إمام شاعر له حلقة في جامع
حلب يقرىء بها العلم والقرآن وله ثروة ويرجع إلى تناية واسعة وسألته عن
مولده فقال في سنة 561 وقرأ النحو على أبي السخاء فتيان الحلبي وأبي الرجاء
محمد بن حرب وقرأ القرآن على الدقاق المغربي، وأنشدني لنفسه:
ملك إذا ما السلم شتتَ مـالـه |
|
جمع الهياجُ عليه ما قد فرقـا |
وأكفُه تكف الندى فـبـنـانـه |
|
لو لامس الصخر الأصم لأورقا |
وجبرين أيضاً قرية بين دمشق وبَعلبَك.
الجبَلاَن: تثنية الجبل إذا أطلق هذا اللفظ فإنما يراد به، جبلاطيىءٍ أجاء
وسلمى وقد ذَكرا في موضعهما.
جبلان: بالضم جبلان العركبة، بلد واسع باليمن يسكنه الشراحيون وهو بين وادي
زبيد ووادي رِمَع، وجبلان رَيمة هو ما فرق بين وادي رمع ووادي صنعاء العرب،
ومنها تجلب البقر الجبلانية العراب الحُرش الجلود إلى صنعاء وغيرها وهي
بلاد كثيرة البقر والزرع والعسل، ويسكن البلد بطون من حمير من نسل جبلان
والصرادف وهو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشَم بن عبد شمس بن
وائل بن الغوث بن قَطَن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهَمَيسع بن حمير.
جَبلُ جُور: بالجيم المضمومة وسكون الواو وراء، اسم لكورة كبيرة متصلة
بديار بكر من نواحي أرمينية أهلها نَصارَى أرمن وفيها قلاع وقرى.
جبلُ الخمر: الذي ذكره في الحديث، يراد به جبل بيت المقدس سمي بذلك لكثرة
كرومه.
جبلُ السماق: بلفظ السماق الذي يطبخ به، هو جبل عظيم من أعمال حلب الغربية
يشتمل على مدُن كثيرة وقرىً وقلاع عامتها للإسماعيلية الملحدة وأكثرهم في
طاعة صاحب حلب وفيه بساتين ومزارع كلها عذي والمياه الجارية به قليلة إلا
ما كان من عيون ليس بالكثيرة في مواضع مخصوصة ولذلك تنبت فيه جميع أشجار
الفواكه وغيرها حتى المشمش والقطن والسمسم وغير ذلك وقيل إنه سمي بذلك
لكثرة ما ينبت فيه من السماق وقد ذكره شاعر حلبي عصري يقال له عيسى بن
سعمان ولم أدركه فقال:
وليلة بِت مسروق الـكَـرَى أرِقـاً |
|
ولهانَ أجمع بين البرء والخـبَـل |
حتى إذا نار لَيلَى نـام مُـوقـدهـا |
|
وأنكرَ الكلبُ أهليه من الـوهَـل |
طرَقتها ونجومُ الـلـيل مـطـرقة |
|
وحلتُ عنها وصبغ الليل لم يحُـل |
عهدي بها في رواق الصبح لامعة |
|
تلوى ضفائر ذاك الفاحم الـرَجـلِ |
وقولها وشعاع الشمس منـخـرط |
|
حييت يا جبل السماق من جـبـل |
يا حبذا التلَعات الخضر من حلـب |
|
وحبذا طلَلٌ بالسفح مـن طـلـل |
ياساكني البلد الأقصى عسى نفـس |
|
من سفِح جَوشَنَ يطفي لاعج الغلَل |
طال المقام فها شوقاً إلـى وطـن |
|
بين الأحصّ وبين الصحصح الرمل |
جَبلُ الطير: جبل بصعيد مصر قرب أنْصِنا في شرقي النيل وإنما سمي بذلك لأن صنفاً من الطير أبيض يقال له بوقير يجيءُ في كل عام في وقت معلوم فيعكف على هذا الجبل وفي سفحه كوة فيجيءُ كل واحد من هذه الطيور فيدخل رأسه في تلك الكوة ثم يخرجه ويلقي نفسه في النيل فيعوم ويذهب من حيث جاءَ إلى أن يُدخل واحد منها رأسه فيها فيقبض عليه شيء من تلك الكوة فيضطرب ويظل معلقاً فيه إلى أن يَتلف فيسقط بعد مدة فإذا كان ذلك انصرف الباقي لوقته فلا يُرَي شيء من هذه الطيور في هذا الجبل إلى مثل ذلك الوقت من العام القابل، وفي رأس هذا الجبل كنيسة الكف فيها رهبان يقولون إن عيسى عليه السلام أقام بها وأثر كفه بها خبرني بهذه القصة غير واحد من أهل مصر ووجدته أيضاً مكتوباً في كتبهم وهو مشهور متداول فيهم. قال: أبو بكر الموصلي المعروف بالهرَوي الخراط حدثني رجل كبير من أهل تلك البلاد أنه إذا كان العام مخصباً قبضت الكوة على طائرين وإن كان متوسطاً قبضت على واحدوإن كانت سنة مجدبة لم تقبض شيئاً.
جبلُ الفِضة: موضع، ينسب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن الشادّ الجبلي سكن هراة
وورد بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي ومحمد بن إسحاق
بن خزيمة وذكره الخطيب وأظن هذا الجبل هو جبل بَنجهير وقد تقدم ذكره.
جَبلُ بنِي هِلال: بحَوران، من أرض دمشق تحته قرى كثيرة، منها قرية تعرف
بالمالكية بها قدح خشب يزعمون أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجبَلُ: كورة بحمص.
الجبَلُ: هو اسم جامع لهذه الأعمال التي يقال لها الجبال وقد تقدم ذكرها
والعامة في أيامنا يسمونها العراق، وقد نسب إليها خلق كثير، منهم علي بن
عبد الله بن جَهضَم الهمذاني الجبلي روى عن محمد بن علي الوجيهي روى عنه
أبو حازم العبدوي ونسب كذلك لأن همذان من بلاد الجبل، وأبو عبدان عبد
العزيز بن صالح الجبَلي البُرُوجردي روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن
المبارك الحافظ وغيره وروى عنه أبو الحسن عبد الرحيم بن عبد الرحمن
البوشَنجي الصوفي وأبو عبد الله بُختيار بن عبد الله الحاجبي وغيرهما،
وأحمد بن الحسن بن الفرج بن محمد بن الحسين الجبلي الهمذاني سمع أباِ الفضل
عبد الواهب بن أحمد بن بوغة الكَرَابيسي وأبا الفتح عَبدوس بن عبد الله بن
عبدوس العبدري وأبا القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني وغيرهم روى عنه أبو
سعد المروزي ونسبه كذلك، وجبل هراة نسبها إليه أبا سعد محمد بن الديسق
الجبلي الهروي روى عن أبي عمر المليحي لصحيح البخاري وجامع أبي عيسى
الترمذي ومات في حدود سنة 520. والجبَلُ موضع بالأندلس نسبها إليه محمد بن
أحمد الجبلي الأندلسي روى عن بقي بن مخلد ومات سنة 313، ومحمد بن الحسن
الجبلي الأندلسي نحوي شاعر سمعه أبو عبد اللّه الحُمَيدي.
جَبلُ: بفنح الجيم وتشديد الباء وضمها ولام، بليد بين النغمانية وواسط في
الجانب الشرقي كانت مدينة وأما الآن فإني رأيتها مراراً وهي قرية كبيرة،
وإياها عنى البُحتُري بقوله:
حَنَانيك من هَول البطائح سـائراً |
|
على خطَر والربح هَول دَبورُها |
لئن أوحشتني جبلٌ وخصاصهـا |
|
لما آنستني واسط وقصـورُهـا |
وبقاضيها يضرب المثل، وكان من حديثه أن المأمون كان راكباً يوماً في صفينة يريد واسطاً ومعه القاضي يحيى بن أكثم فرأى رجلاً على شاطىء دجلة يَعدو مُقابل السفينة وينادي بأعلى صوته يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضينا نعم القاضي قاضي جبّل فضحك القاضي يحيى بن أكثم فقال: له المأمون ما يضحكك يا يحيى قال: يا أمير المؤمنين هذا المنادي هو قاضي جَبل يثني على نفسه فضحك منه وأمر له بشيء وعزله وقال: لا يجوز أن يلي المسلمين مَن هذا عقلهُ، وينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو عمران موسى بن إسماعيل الجبلي رفيق يحيى بن معين حدث عن عمر بن أبي جعفر خَثْعم اليماني وحفص بن سالم وغيرهما، والحكم بن سليمان الجبلي روى عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار روى عنه عيسى بن المسكين البلدي، وأبو الخطاب محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الجبلي الشاعر كان من المجيدين وكان بينه وبين أبي العَلاء المعري مشاعرة، وفيه قال أبو العلاءِ قصيدته:
غير مُجد في ملفتي واعتقادي |
|
نَوح باكٍ ولا ترَنـم شـادي |
ومات أبو الخطاب في في القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
جَبَلَةُ: بالتحريك مرتجل، اسم لعدة مواضع، منها جبلة ويقال: شعبُ جَبلَةَ
الموضع الذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين بني عامر وتميم وعبس وذُبيان
وفزارة وجبلة هذه هضبة حمراءُ بنجد بين الشرَيف والشرَف والشريف ماء لبني
نُمَير والشرف ماءَ لبني كلاب، وجبلَةُ جبل طويل له شعب عظيم واسع لا يرقي
الجبل إلا من قبل الشعب والشعب متقارب وداخله متسع وبه عرَينة بطن من
بَجيلة، وقال أبو زياد: جبلة هضبة طولها مسيرة يوم وعرضها مسيرة نصف يوم
وليس فيها طريق إلا طريقان فطريق من قبل مطلع الشمس وهو أسفل الوادي الذي
يجيءُ من جبلة وبه ماءة لعُرَينة يقال لها سلعة وعرينة حي من بجيلة حلفاءُ
في بني كلاب وطريق آخر من قبل مغرب الشمس يسمى الخليف وليس إلى جبلة طريق
غير هذين، وقال أبو أحمد: يوم شعب جبلة وهو يوم بين بني تميم وبين بني عامر
بن صعصعة فانهزمت تميم ومن ضامها وهذا اليوم الذي قتل فيه لقيط بن زُرارة
وهو المشهور بيوم تَعطيش النوق برأي قيس بن زهير العبسي وكان قد قتل لقيطاً
جعدَةُ بن مرداس وجعدة هو فارس خَيبرَ، وفيه يقول مُعقر البارقي:
تقدم خَيبراً بأقل عَضْـب |
|
له ظُبَةٌ لما لاقى قُطُوف |
وزعم بعضهم أن شريح بن الأحوص قتله واستشهد بقول دَختنُوس بنت لَقيط وجعل بنو عبس يضربونه وهو ميت.
ألا يا لها الوَيلات ويلة مَن هَـوَى |
|
بضرب بني عبس لقيطاً وقد قَضى |
له عفرها وجهاً عـلـيه مـهـابة |
|
ولا تحفل الصم الجنادل من ثـوى |
وما ثأره فـيكـم ولـكـن ثـأره |
|
شريح أرادَته الأسـنة والـقَـنـا |
وكان يوم جبلة من أعظم أيام العرب وأذكرها وأشدها وكان قبل الإسلام بسبع وخمسين سنة وقبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بسبع عشرة سنة، وقال رجل من بني عامر:
لم أر يوماً مثل يوم جبلَة |
|
لما أتتنا أسد وحَتظَلَـه |
وغَطَفانُ والملوكأزْفلَـه |
|
نَضربهم بقضب منتحلَة |
وجبلة أيضاً موضع بالحجاز. قال أبو بكر في الفيصل: منها أبو القاسم سليمان بن علي الجبلي الحجازي المقيم بمكة حدث عن ابن عبد المؤمن وغيره قال: والحسن بن علي بن أحمد أبو علي الجبلي أظنه من جبلة الحجاز كان بالبصرة روى عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ومحمد بن عَزرة والجوهري وبكر بن أحمد بن مقبل ومحمد بم يوسف العُصفُري ومحمد بن علي الناقد البصريين روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي وغيره، وجبلة أيضاً قلعة مشهورة بساحل الشام من أعمال حلب قرب اللاذقية. قال أحمد بن يحيى بن جابر: لما فرغ عُبادة بن الصامت من اللاذقية في سنة 17 وكان قد سيره إليها أبو عبيدة بن الجراح ورد فيمن معه على مدينة تعرف ببلدة على فرسخين من جَبلَةَ ففتحها عنوة ثم إنها خربت وجلا عنها أهلها فأنشأ معاوية جبلة وكانت حصناً للروم جلها عنه عند فتح المسلمين حمص وشحَنها بالرجال وبنى معاوية بجبلة حصناً خارجاً من الحصن الرومي القديم وكان سكان الحصن القديم قوماً من الرهبان يتعبدون فيه على دينهم فلم تزل جبلة بأيدي المسلمين على أحسن حال حتى قوي الروم وافتتحها ثغور المسلمين فكان فيما أخذو جبلة في سنة 357 بعد وفاة سيف الدولة بسنة ولم تزل بأيديهم إلى سنة 473 فإن القاضي أبا محمد عبد الله بن منصور بن الحسين التنُوخي المعروف بابن ضليعة قاضي جبلة وثَبَ عليها واستعان بالقاضي جلال الدين بن عمار صاحب طرابلس فتقَوى به على من بها من الروم فآخرجهم منها ونادى بشعار المسلمين وانتقل من كان بها من الروم إلى طرابلس فأحسن ابن عمار إليهم وصار إلى ابن ضليعة منها مال عظيم القدر وبقيت بأيدي المسلمين ثم ملكها الفرنج في سنة 52 في الثاني والعشرين من ذي القعدة من يد فخر الملك إلى أن استردها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 58 4تسلمها بالأمان في تاسع عشر جمادى الآخرة وهي الاَن بأيدي المسلمين والحمد لله رب العالمين. قال أبو الفضل محمد بن طاهر: من جبلة هذه أبو القاسم سليمان بن علي الجبلي المقيم بمكة وهو من أهل جبلة الشام حدث عن ابن عبد المؤمن وغيره كذا ذكره عبد الغني الحافظ فهذا كما ترى نسبه الحازمي إلى جبلة الحجاز ولم أر غيره ذكر بالحجاز موضعاً ينسب إليه يقال له جبلة واللّه أعلم ونسبه ابن طاهر عن عبد الغني إلى جبلة الشام وهو الصحيح إن شاءَ الله عز وجل، ومن جبلة الشام يوسف بن بحر الجبلي سمع سُليم بن ميمون الخواص وغيره روى عنه أبو المعافى أحمد بن محمد بن إبراهيم الأنصاري الجبلي شيخ أبي حاتم بن حبان، وعثمان بن أيوب الجبلي حدث عن إبراهيم بن مَخلد الذهبي روى عنه أبو الفتح الأزدي، وعبد الواحد بن شُعيب الجبلي حدث عن أحمد بن المؤمل، ومحمد بن الحسين الأزدي الجبلي يروى عن محمد الأزرق وأبي إسماعيل الترمذي وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن المغيرة السكري الهمداني ومحمد بن عبد الرحمن بن يحيى المصري ومحمد بن عبدة المروزي ومحمد بن عبد الله الحضرمي الكوفي المعروف بمطمئن روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنُوخي وغيره هذا كله من الفيصَل، وقال في كتاب دمشق عبد الواحد بن شُعيب الجبلي قاضيها: سمع بدمشق سليمان بن عبد الرحمن ويحيى بن يزيد الخواص وأبا الحباب خالد بن الحباب وأبا اليمان الحكم بن رافع روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الحكيم الأصبهاني وأبو الحسن بن جَوصا الدمشقي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسن بن مثوبة الأصبهاني وعلي بن سراج الحافظ المصري، وأبو محمد عبد الوهاب بن نجدة الحَوطي الجبلي سمع الوليد بن مسلم وسُوَيد بن عبد العزيز ومحمد بن شُعيب بن سابور روى عنه ابنه أبو عبد الله أحمد وأبو داود السجستاني وأبو بكر بن خَيثمة ومات سنة 232، وأبو سهل يزيد بن قيس السليخ الجبلي سمع بدمشق وغيرها والوليد بن مسلم بن شعيب بن سابور وجماعة وافرة روى عنه أبو داود في سنته، وجماعة آخرى، وجَبَلَةُ أيضاً. قال: أبو زيد جبلة حصن في آخر وادي الستارة بتهامة من ناحية ذَرَةَ ووادي الستارة بين وادي بطن مر وعُسفان عن يسار الذاهب إلى مكة وطول هذا الوادي نحو من يومين وبالقرب من هذا الوادي واد مثله يعرف بسايَةَ، وقال: عَرام بن الأصبغ جبلة قريةُ بذَرَةَ قالها هي أول قرية بُنيت بتهامة وبها حصون منكرة لا يرومها أحد وقد وصفت في ذرة ولعل الحازمي أراد جبلة هذه والله أعلم، وجبلة أيضاً قرية لبني عامر بن عبد القيس بالبحرين.
جِبلَة: بالكسر ثم السكون ذو جبلَةَ، مدينة باليمن تحت جبل صَبرَ وتسمى ذات
النهرين وهي من أحسن مدن اليمن وأَنزهها وأطيبها. قال: عُمارة جبلةُ رجل
يهودي كان يبيع الفَخار في الموضع الذي بَنَت فيه الحرة الصلَيحية دار
العروبة وسميت باسمها وكان أول من اختطها عبد الله بن محمد الصلَيحي
المقتول بيد الأحول مع الداعي يوم المَهجَم في سنة 473 وكان أخوه علي ولآه
حصن التَعكُر وهذا الحصن على الجبل المطل على ذي جبلة وهي في سفحه وهي
مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء وكان عبد الله بن محمد الصليحي قد
اختطها في سنة 458 وحشر إليها الرعايا من مخلاف جعفر. وقال: علي بن محمد بن
زياد المازني وكانت ذو جبلة للمنصور بن المفضل أحد ملوك آل الصليح فأخذها
منه الداعي محمد بن سبا. فقال:
بذي جبلة شَوقي إليك وإنـهـا |
|
لتطهر بالشيخ الذي ليس يعمُرُ |
عوائد للغيد الغوانـي فـإنـهـا |
|
عن الشيخ نحو ابن الثلاثين تنفرُ |
وكان بذي جبلة الفقيه عبد الله بن أحمد بن أسعد المقري صنف كتاباً في القرا اَت السبع وكان أبوه فقيهاً. قال القاضي مسلم بن إبراهيم قاضي صنعاء: حدثني عبد الله بن أحمد قال رأيت في المنام قائلاً يقود لي كلم السلطان فخرجت وتبعَني أبي سريعاً قال: وتأويل هذه أني أموت وسيموت أبي بعدي قال: فمات ومات أبوه بعده بثلاثة أيام حزناً عليه وصنف أيضأ كتاباً في الحديث جمع فيه بين الكُتُب الخمسة الصحاح وأوصى عند موته بغسل تلك الكُتُب فغُسلت، ومن ذي جبلة أيضاً الفقيه أبو الفضانل بن منصور بن أبي الفضائل كان رجلاً صالحاً فقيهاً صنف كتاباً رد فيه على الشريف عبد الله بن حمزة الخارجي واعترض فيه على ألفاظه ولحنَه في كثير منها وزَيّفَ جميع ما احتج به فلما وصل الكتاب إلى الشريف الخارجي أجاب عن الشريف حميد بن الأنف ولما وصل كتابه إلى الفقيه أبي الفضائل صنف كتاباً آخر في الرد عليه ومات أبو الفضائل بذي جبلة في أيام أتابك سُنْقُر في نحو سنة 590، وبذي جبلة توفي القاضي الأشرف أبو الفضانل يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني التيمي القفطي في جمادى الآخرة سنة 624 ومولده في غرة سنة 548 بقفط وهو والد الوزير القاضي الأكرم أبي الحسن علي بن يوسف وأخيه القاضي المؤيد أبي إسحاق إبراهيم وكان الأشرف قد خرج من قفط في سنة 572 في الفتنة التي كانت بها بسبب الإمام الذي أقاموه وكان من بني عبد القرى الداعي وادّعى أنه داود بن العاضد فيها فأنفذَ الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب أخاه الملك العادل أبا بكر فقتل من أهل قفط نحو ثلاثة آلاف وصلبهم على شجرهم بظاهر قفط بعمائمهم وطيالستهم وخدم الأشرف في عدة خدم سلطانية منها بالصعيد ثم النظر في بلبيس ونواحيها ثم النظر في البيت المقدس ونواحيه وناب عن القاضي الفاضل في كتابة الانشاء بحضرة السلطان صلاح الدين ثم توحش من العادل ووزيره ابن شكر فقدم حران واستوزره الملك الأشرف موسى بن العادل ثم سأله الإذن له في الحج فأذن له وجهزه أحسن جهاز على أن يحج ويرد فلما حصل بمكة امتنع من العود ودخل اليمن فاستوزره أتابك سُتقُر في سنة 602 ثم ترك الخدمة وانقطع بذي جبلة ورزقه دارٌ عليه إلى أن مات في الوقت المذكور وكان أديباً فاضلاً مليح الخط محباً للعلم والكتُبُ واقتنائها ذا عين مبين وكرم وعربية.
جُبَنُ: بالضم بوزن جُرَذ، حصن باليمن. جَبُوبُ: بالفتح ثم الضم وسكون
الواو وباءٍ آخرى وهو في الأصل الأرض الغليظة، جَبُوبُ بدر ذكره أبو أحمد
العسكري فيما يلحن فيه العامة حكى الحسن بن يحيى الأرزَني أن علي بن
المديني قال: سألت أبا عبيدة عن جبوب بدر فقال لعله جنُوب بدر قال أبو
أحمد: وجميعها خطأ وإنما هو جَبُوب بدر الجيم مفتوحة وبعدها باء تحتها نقطة
واحدة ويقال للمدَر جبوب واحدتها جبوبة قال: ويروى عن بعض التابعين أنه
قال: اطلَعْتُ على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرأيتُ على قبره الجبوب
وربما صير الشاعر الجَبُوب الأرض. قال الراجز يصف فرساً:
إن لم تجده سابحاً يَعبُوبا |
|
ذا مَيْعَة يلْتَهم الجبوبـاَ |
قلت ومنه قول أبي قطيفة حيث، قال:
ألا ليت شعري هل تَغيرَ بعـدنـا |
|
جبُوبُ المُصلَى أم كعهدي القَرَائنُ |
والجبوب أيضاً حصن باليمن من أعمال سنحان.
الجبولُ: بالفتح ثم التشديد والواو ساكنة ولام، قرية كبيرة إلى جنب مَلاحة
حلب وفي الجبول ينصب نهر بُطنان وهو نهر الذهب ثم يجمد مالحاً فيمتار منه
كثير من بلدان الشام وبعض الجزيرة ويُضمنُ بمائة وعشرين ألف درهم في كل عام
ويجتمع على هذه الملاحة أنواع كثيرة من الطير قبل جمودها. أنشدني أبو عبد
الله محمد بن عبد القاهربن هبة الله النصيبيني الحلبي قال: أنشدني المهذب
حسن الساسكوني العامري الحموي لنفسه يصف ذلك.
قد جبل الجبول مـن راحة |
|
فليس تعرُو ساكنيها هموم |
كأنمـا الـمـاء وأطـياره |
|
فيه سماءْ زينت بالنجـوم |
كأن سُود الطير في بيضها |
|
خليطُ جَيش بين زنج ورُوم |
وأهل
الجبول معروفون بقلة الدين والمودَة والكذب والاختلاف والتعصب على المحال
حدثني من أثِقُ به والله أعلم مع معرفته بحالهم أنه ولي عليهم في أيام
الملك الظاهر غازي بن يوسف بن أيوب والياً صارماً فلم يرتضوه فاجتمعها على
الشكوَى منه والكذب عليه وأرادها الخروج إلى حلب لذلك فلما اجتمعها وصارها
على الطريق قام أحدهم وأشار إلى شجرة من شجر الخِلاف فقال: امرأتي طالق
ثلاثاً وحق الله ورسوله وإلا علي الحج ماشياً حافياً وكل ما أملكه وقف في
سبيل الله إن لم تكن هذه الشجرة شجرة الكمثرى وإنني جَنيتُ الكمثرى منها
وأكلتُهُ مراراً ثم قال: لأصحابه ليحلف كل واحد منكم بمثل ماحلفت به لأنه
صحة عزمه فيماخرجنا له من الكذب والبهتان وإلا فإني راجع عنكم قال: فحلفها
على مثل يمينه ووصلها إلى حلب ووقفها للملك الظاهر وأظهرها له من الكذب
والبهتان والجراءة على شهادة الزور ما هم الملك الظاهر بعقوبة الوالي وعزله
ثم أطلعه أحدهم على حقيقة الحال سراً فاستحضرهم وعرفهم ما بلغه عنهمِ
بعلائمه وتهددهم إن لمِ يصدقوه فصدقوه وقالوا: حملنا على ذلك ما لقينا من
جوْر هذا الوالي فعاقبهم ثم أطلقهم فصار يُضْرَب بسوءِ فعلهم المثل.
جبةُ: بالضم ثم التشديد بلفظ الجبة التي تلبس والجبة في اللغة ما دخل فيه
الريح من السنان، والجبة أيضاَ في شعر كثير.
بأجـــمـــل مـــنـــهـــــا وان أدبـــــــرت فأرخ بـــجـــبة يقــــرو حـــــــمـــــــيلا
الأرخ الثنني من البقر وفي شعر آخر لكثير يدل على أنه بالشام. قال:
وإنك عمري هل ترى ضوءَ بارق |
|
عريض الـســنَـــا ذي هَـــيدب مـــتـــزحـــزح |
قعـــدتُ لـــه ذات الـــعـــشـــاء أشِـــيمُــــه |
|
بمـــر وأصـــحـــابـــي بـــجـــــــبّة أذرُح |
وأذرُحُ بالشام كما ذكرناه في موضعه، وجبة أيضاً تعرف بجبة عسُيل ناحية بين دمشق وبعَلَبك تشتمل على عدة قُرى وجُبةُ من قرى النهروان من أعمال بغداد، وقال: الحازمي موضع بالعراق، منها أبو الحسبن أحمد بن عبد اللّه بن الحسين بن إسماعيل الجبي المقري روى حروف القراآت عن محمد بن أحمد بن رجاءٍ عن أحمد بن زيد الحُلوْاني عن عيسى بن قالون وعن الخضر بن هَيثم بن جابر المقري الطوسي عن محمد بن يحيى القطعي عن زيد بن عبد الواحد عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وغيرهما حدث عنه أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن بُندار المقري الأهوازي نزيل دمشق، وجبة أيضاً قرية من نواحي طريق خراسان، منها أبو السعادات محمد بن المبارك بن محمد بن الحسين السُلَمي الجبي دخل بغداد وأقام بها وطلب العلم وسمع الكثير من الشيوخ مثل أبي الفتح عبيد الله بن شابيل أبي السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القَزاز ولازم أبا بكر الحازمي وقرأ وكتب مصنفاته ولازمه حتى مات وكان حسن الطريقة ومات سنة 585 بجبة ودفن بها ولم يبلغ اها ن الرواية، والجبةُ في قول الشاعر:
والله لو طفلتَ يا ابن آسْتهـا |
|
تسعين عاماً لم تكن من أسد |
فارحل إلى الجبة عن عصرنا |
|
واطلب أباً في غير هذا البلد |
قال الجهشياري يعني بالجبة الجبة والبدَاة طسوجين من سواد الكوفة، والجبةُ أيضاً أو الجب موضع بمصر، ينسب إليه أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي الصَيرَفي يعرف بابن الجبي ويلقب سيبويه وكان فصيحاً قال: الأمير أبو نصر ويكنى أبا عمران وولد سنة 284 ومات في صفر سنة 358 سمع أبا يعقوب إسحاق المنجنيقي وأبا عبد الرحمن النسوي وأبا جعفر الطحاوي وتفقه للشافعي وجالس أبا هاشم المقدسي وأبا بكر محمد بن أحمد بن الحداد وتتلمذ له وكان يظهر الاعتزال ويتكلم على ألفاظ الصالحين وله شعر ويظهر الوسوسةَ، والجبّة أيضاً. قال: أبو بكر بن نفطةَ قال: لي محمد بن عبد الواحد المقدسي إنها قرية من أعمال طرابلس الشام، منها أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج الجبائي الشامي، قلت: كذا كان ينسب نفسه وهو خطأ والصواب الجبي سمع ببغداد من أبي الفضل محمد بن ناصر ومحمد بن عمر الأرموي وغيرهما وبأصبهان من أبي الخير محمد بن أحمد الباغباني ومسعود الثقفي وآخرين وأقام بها وحدث وكان ثقة صالحاً وكانت وفاته بأصبهان في ثالث جمادى الآخرة سنة605.
الجبيبُ: تصغبر الجب، قال: نصر هو، واد عند كحلة، قَال درًيد بن الصمةَ.
فكنتُ كأنّي واثق بمصـدَر |
|
يمشي بأكناف الجبيب فثهمَد |
والجبيب أيضاَ واد آخر من أودية أجاء. قال: ابن أحمر
خَلَدَ الجبيْبُ وبادَ حاضرُهُ |
|
إلا منازل كلها قـفـر |
الجُبيل: تصغير جبل ذكره في كتاب البخاري قيل، هو الجبل الذي بالسوق وهو سَلْع وقيل بل هو جبل سَلَم، وجُبيل أيضاً بلد في سواحل دمشق في الإقليم الرابع طوله ستون درجة وعرضه أربع وثلاثون درجة وهو بلد مشهور في شرقي بيرُوت على ثمانية فراسخ من بيروت من فتوح يزيد بن أبي سفيان وبقي بأيدي المسلمين إلى أن نزل عليه صنجيل الفرنجي لعنه الله فحاصره وأعانه مراكب لقوم آخرين في البحر وراسل صنجيل أهله وأعطاهم الأمان وحلف لهم فسلمها إليه وذلك في سنة 596 فما صارها في قبضته قال لهم: إني قد وعدت أصحاب المراكب بعشرة آلاف دينار وأريدها منكم وكان يأخذ منهم المصاغ كل ثلاثة مثاقيل بدينار والفضة كل سبعين درهماً بدينار فاستأصلهم بذلك، ولم تزل بأيدي الأفرنج إلى أن فتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب فيما فتحه من الساحل في سنة 583 ورتب فيها قوماً من الأكراد لحفظها فبقيت على ذلك إلى سنة 593 فباعها الأكراد الذين كانها بها وانصرفها عنها إلى حيث لا يعلم فهي إلى الاَن بأيدي الأفرنج، ينسب إليها جماعة، منهم أبو سعيد الجبيلي روى عن أبي الزياد عبد الملك بن داود روى عنه عبد الله بن يوسف وغيره وعُييد بن حيان الجبيلي حدث عن مالك بن أنس وعن الأوزاعي ونظرائهما وروى عنه صفوان بن صالح والعباس بن الوليد بن مَزْيد البيروتي وأبو زرعة الدمشقي، وزيد بن القاسم السلَمي الجبيلي حدث عن أدم بن أبي أياس حدث عنه خيثمة بن سليمان، وأبو قدامة الجبيلي حدث عن عقبة بن علقمة البيروتي ومحمد بن الحارث البيروتي حدث عنه صفوان بن صالح روى عنه الطبراني، وأبو سليمان إسماعيل بن خضُر بن حسان الجبيلي يروي عن إسرائيل بن روح وسويد بن عبد العزيز وعمر بن هاشم البيروتي ومحمد بن يوسف الفريابي ومحمد بن شعيب بن سابور وحمزة بن ربيعة ومحمد بن فديَك بن أسماعيل القيسراني وعبيد بن حيان ومحمد بن المبارك الصوري روى عنه أبو بكرعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وكناه أبا سلَيمُ وأبو الحسن بن جوصا وأبو الجهم بن طلاب ومحمد بن جعفر بن مَلاس وأبو علي محمد بن سليمان بن حَيدرة الأطرابلسي وذكوان بن إسماعيل البعلبكي في آخرين قال: أبو سليمان بن زيد في سنة 264 مات أبو سليمان الجبيلي، والجبيلُ أيضاً ماء لبني زيد بن عُبيد بن ثعلبة الحنفيين باليمامة، وجبيل أيضاً موضع بين المشلل من أعمال المدينة والبحر، وجبيل أيضاَ جبل أحمر عظيم وهو من أخيلة حمى فَيد بينه وبين فَيد ستة عشر ميلاً وليس بين الكوفة وفيد جبل غيره وجبيل جبل بين أفاعيه والمسلح يقال له جبل بان لأن نباته ألبانُ وهو صلب أصم، والجبيل في تاريخ مصر، عن محمد بن القاسم قال: رأيت عبيد الله بن أنَيس يدخل من الجبيل إلى الجمعة ويحمل نعليه فيصلي الجمعة وينصرف وهذا الجبيل من نواِحي حمص.
الجبيلةُ: تصغير جبلة، بلد هو قصبة قرى بني عامر بن الحارت بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز العبقَسيين بالبحر والله أعلم.