باب الجيم والراء وما يليهما
جراباذُ: بالضم بين الألفين باء موحدة وآخره ذال معجمة، من قرى مرو وأهلها يقولون كراباذ. منها أبو بكر محمد بن عبد اللّه الجراباذي روى عن محمود بن عبد الله السعدي روى عنه القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي.
جُرَابُ: بالضم يحتمل أن يكون جُرَاب بمعنى جَريب نحو كبار وكبير وطوال وطويل والجريب الوادي والجريب قطعة من الأرض معلومة. وجراب، ماءٍ ، وقيل بئر بمكة قديمة. قال الشاعر:
سقى الله أمواهاً عرفتُ مكانها |
|
جُرَاباً وملكوماً وبذر والغمرا |
جراحُ:
بالفتح وتشديد الراء وآخره حاء مهملة. مدينة بمصر في كورة المُرتاحية.
جُرَادُ: بالضم بوزن غُرَاب، ماء في ديار بني تميم عند المرُوت كانت بهِ
وقعة الكلاب الثانية، وقال جرير:
ولقد عرَكنَ بآل كعب عركة |
|
بلوى جُرَاد فلم يدعن عميداً |
إلا قتيلاً قد سلـبـنـا بـزة |
|
تقعُ النسورُ عليه أو مصفوداً |
وفي الحديث أن حصين بن مشمت وفد على النبي صلى الله عليه وسلم،
فبايعه بيعة الإسلام وصدق إليه ماله فأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم
مياهاً عدة، منها جُرَاد وبعض المحدثين يقوله بالذال المعجمة، ومنها
السديرة والثماد والأصيهب، وسألت أعرابياً آخر كيف تركتَ جُرَاداً فقال:
تركته كأنه نعامة جاثمة يعني من الخصب والعشب.
وقال ابن مقبل:
للمازنية مصطاف ومـرتـبـع |
|
مما رأت أودُ فالمقرات فالجَرعُ |
منها بنَعف جُرَادٍ والقبائض مـن |
|
وادي جُفَاف مَراً دنياً ومستمـعُ |
أراد مرأً دنيا فخفف الهمزة، وقال نصر: جُراد، رملة عريضة بين البصرة واليمامة بين حائل والمرُوت في ديار بني تميم، وقيل في ديار بني عامر، وقيل: أرض بين عُليا تميم وسفلى قيس، وقيل: جبل. الجُرَادَةُ: بزيادة الهاءِ.. قال: أبو منصور الأزهري الجرادة، رملة بعينها بأعلى البادية. قال الأسود بن يعفر:
وغودر علها ذلها متطاول |
|
بنيل كجثْمان الجرَادة ناشر |
الجَراديِ:
بكسر الدال بنو الجرادي. قرية باليمن من أعمال صنعاءَ.
جرَار: بالراء،اسم جبل في قول ابن مقْبل.
لمن الديار بجانب الأحـفـار |
|
فبتِيل دمخٍ أو بسفح جُـرَار |
أمست تلوح كأنها عـامـية |
|
والعهد كان بسالف الأعصار |
جِرَارُ:
بالكسر جمع جَرَة الماء موضع من نواحي قنْسرين، وجرار أيضاً جرَارُ سعد
موضع بالمدينة كان ينصُبُ عليه سعد بن عبادة جراراً يبرد فيها الماءَ
لأضيافه به أطُمُ دُليم.
الجرارَةُ: بالفتح والشديد، ناحية من نواحي البطيحة قريبة من البر توصف
بكثرة السمك.
جُرازُ: بالضم ثم التخفيف وآخره زاي، موضع بالبصرة. جُرَاف: آخره فاء ذو
جراف، واد يفرغ في السلى.
جِرَام: بالكسر وآخره ميم لفظة فارسية. قال حمزة: قلب إلى صرام تعريباً وهو
من رساتيق فارس.
جَرَاميزُ: بالفتح وآخره زاي كأنه جمع جرموز وهو الحوض الصغير وجراميز
الرجل أعضاؤه، موضع باليمامة قال مضرس بن ربعي:
تحمل من ذات الجراميز أهلُـهـا |
|
وقلَص عن نهي القرينة حاضـره |
تربعنَ روض الحزن حتى تعاورت |
|
سهام السَفا قريانـه وظـواهـرة |
جُرَاوَةُ:
بالضم، ناحية بالأندلس من أعمال فحص البلوط وجوارة، أيضاً موضع بإفريقية
بين قسطنطينية وقلعة بني حماد، منها عبد الله بن محمد الجرَاوي كاتب شاعر
مليح النظم والنثر كذا قال الحسن بن رشيق القيرواني وذكر أنه توفي سنة415
عن نيف وأربعين سنة الجروي: يروى بضم الجيم وفتحها والضم أكثر، وهي مياه في
بلاد القين بن جسر وقيل هي قلُب على طريق طيىءٍ إلى الشام، وقيل مياه
لطيىءٍ بالجبلين.
قال بعض الأعراب:
ألا لا أرى ماء الجـراوي شـافـياً |
|
صدَايَ ولو روى غليلَ الـركـائب |
فيا لهف نفسي كلما التحـت لـوحة |
|
على شربة من ماءِ أحواض ناضب |
الجرباءُ:
كأنه تأنيث الأجرب، موضع من أعمال عمَان بالبلقاءِ من أرض الشام قرب جبال
السراة من ناحية الحجاز وهي قرية من أذرح التي تقدم ذكرها وبينها كان أمر
الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وروي جَزبي بالقصر وذكره بعد
بأتم من هذا، والجرباءُ أيضاً ماء: لبني سعد بن زيد مناة بن تميم بين
البصرة واليمامة.
جرباذَقانُ: بالفتح والعجم يقولون كرباذكان، بلدة قريبة من همذان بينها
وبين الكَرَج وأصبهان كبيرة مشهورة، وأنشد أبو يَعلَى محمد بن محمد بن
الهاشمي:
جربـاذقـان بـلــدة |
|
زرًت على جيد القبائح |
أرض يموت الحر في |
|
أرجائها لولا ابن صالح |
ينسب إليها
جماعة منهم أبو أحمد عبيدالله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد الله العطار
الجرباذقاني قاضيها روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ، وجربذاقان أيضاً
بلدة بين إستراباذ وجرجان من نواحي طبرستان، ينسب إليها نصر الجرباذقاني
فقيه حنفي بارع في الفقه.
جَرَبُ: بفتحتين وتشديد الباءِ الموحدة، موضع باليمن ذكر في حديت حنش
السبيء الصنعاني ويروى جربة في حديث حنش الصنعاني غزونا جربة ومعنا فضالة
بن عبيد كذا ضبطه أبو سعد والجربة في اللغة الكتيبة من حمر الوحش.
الجربتان: من قرى جهران باليمن. جربَثُ: يروى بفتحتين وضمتين، وقد رواه ابن
دريد جرثب بتقديم الثاءِ وتأخير الباءِ وقد ذكر الحازمي حربث بالحاء وقد
ذكر في موضعه ولا أدري أهو هذا وقد صحف أحدهما أو كل واحد منهما موضع على
حدته.
جربستُ؟ بالفتح ثم السكون وفتح الباءِ وسكون السين وتاء مثناه قرية في جبال
طبرستان لا يدخل إليها إلا في طرق غامضة صعبة.
جُربة: بضمتين وتشديد الباءِ، جبل لبني عامر.
جربةُ: بالفتح ثم السكون والباء موحدة خفيفة رواية في جَربة وجَرب المقدم
ذكرهما، قرية بالمغرب لها ذكر كثير في كتاب "الفتوح "، وفي حديث حَنَش
غزونا مع رُوَيفع بن ثابت قرية بالمغرب يقال لها جَربة فقام فينا خطيبا
فقال: أيها الناس لا أقول لكم إلا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول فينا يوم خَيبر فإنه قام فينا فقال: لا يحل لامرىء يؤمن بالله
واليوم الآخر أن يسقي ما زرعه غيره يعني إتيان النساء الحبالى وقد روى فيها
جربة أيضاً بكسر الجيم، وقيل هي جزيرة بالمغرب من ناَحية إفريقية قرب قابس
يسكنها البربر، وقال: أبو عبيد البكري وعلى مقربة من قابس جزيرة جربة وفيها
بساتين كثيرة وأهلها مفسدون في البر والبحر وهم خوارج وبينها وبين البر
الكبير مجاز.
جربى كأنه جمع أجرب.قال: أبو بكر محمدبن موسى، من بلاد الشام كان أهلها
يهوداً كتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما قدم عليه يُحنه بن رؤبة
صاحب إيلة بقوم منهم من أهل اذرُح يطلبون الأمان كتاباَ على أن يؤدها
الجزية، وقد روى بالمد وقد تقدم.
جرتُ: بالضم ثم السكون والتاء مثناة فوقها، قرية من قرى صنعاءَ باليمن،
ينسب إليها يزيد بن مسلم الجرثي الصنعاني ويقال له الحزيَزي أيضاً حدث عن
مسلم بن محمد كذا ضبطه الحازمي وأبو سعد، وقال: العمراني سمعته من جار الله
بفتح الجيم وضبطه الأمير بكسرها، وقد روي أيضاً جرث بالثاءِ.
جرثم: بالضم ثم السكون والثاء مضمومة مثلثة، والجرثومة في الأصل قرية
النمل، ماء لبني أسد بين القنان وترمسُ. قال زهير:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن |
|
تحملن بالعَلياء من فوق جرثـم |
جرجا: بجيمين والراء ساكنة، قرية من أعمال الصعيد قرب إخميم، ينسب إليها عبد الولي بن أبي السّرَايا بن عبد السلام الأنصاري فقيه شافعي وكان خطيب ناحيته وأحد عدولها وله شعر حسن المذهب منه ما أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي قال: أنشدني الخطيب عبد الخطيب لنفسه.
لا تنكرن بعلوم السقم معرفتـي |
|
فَرب حامل علم وهو مجهول |
قد يقطع السيف مفلولاَ مضاربه |
|
عند الجلاد وينبُو وهو مصقول |
وأنشدني قال: أنشدني لنفسه.
تأن إذا أردتَ النطقَ حتـى |
|
تصيب بسهمه غرض البيان |
ولا تُطلق لسانك ليس شيء |
|
أحق بطول سجن من لسان |
جرجانُ: بالضم وآخره نون. قال: صاحب الزيج طول جرجان ثمانون درجة ونصف وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة في الإقليم الخامس وروى بعضهم أنها في الإقليم الرابع وفي كتاب "الملحمة" المنسوب إلى بطليموس طول مدينة جرجان ست وثمانون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها أربعون درجة في الأقليم الخامس طالعها الثور ولها شركة في كف الخضيب ثلاث درج وست عشرة دقيقة وشركة في مرفق الدب الأصغر تحت سبع عشرة درجة وست عشرة دقيقة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت عاقبتها مثلها من الميزان، وجرجان، مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان فبعض يعدها من هذه وبعض يعدها من هذه وقيل: إن أول من أحدث بناءها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وقد خرج منها خلق من الأدباءِ والعلماء والفقهاء والمحدثين ولها تاريخ ألفه حمزة بن يزيد السهمي. قال الإصطخري: أما جرجان فإنها أكبر مدينة بنواحيها وهي أقل ندىً ومطراً من طبرستان وأهلها أحسن وقاراً وأكثر مروءة ويساراً من كبرائهم وهي قطعتان إحداهما المدينة والآخرى بكراباذ وبينهما نهر كبير يجري يحتمل أن تجري فيه السفُنُ ويرتفع منها من الابريسم وثياب الابريسم ما يحمل إلى جميع الآفاق. قال: وابريسم جرجان بزردودة و يحمل إلى طبرستان ولا يرتفع من طبرستان بزر ابريسم ولجرجان مياه كثيرة وضياع عريضة وليس بالمشرق بعد أن تجاوز العراق مدينة أجمع ولا أظهر حسناَ من جرجان على مقدارها وذلك أن بها الثلج والنخل وبها فواكه الصرود والجروم وأهلها يأخذون أنفسهم بالتأني والأخلاق المحمودة. قال: وقد خرج منها رجال كثيرون موصوفون بالسِترِ والسخاء، منهم البرمكي صاحب المأمون ونقودهم نقود طبرستان الدنانير والدراهم وأوزانهم المن ستمائة درهم وكذلك الري وطبرستان. وقال: مِسعَرُ بن مهلهل سرت من دامغان متياسراً إلى جرجان في صعود وهبوط وأودية هائلة وجبال عالية، وجرجان مدينة حسنة على واد عظيم في ثغور بلدان السهل والجبل والبر والبحر بها الزيتون والنخل والجوز والرمان وقصبُ السكر والأترج وبها ابريسم جيد لا يستحيل صَبغه وبها أحجار كبيرة ولها خواص عجيبة وبها ثعابينُ تهول الناظر لكن لا ضررَ لها، ولأبي الغمر في وصف جرجان.
هي جنةُ الدُنيا التي هي سَجسجٌ |
|
يرضى بها المحرور والمقرورُ |
سهـلـية جـبـلـية بـحـرية |
|
يحتلُ فيها مُنـجـد ومُـغـير |
وإذا غدا القناص راح بما اشتهى |
|
طباخُه فـمـلـهـج وقـديرُ |
قبـح ودراج وسـربُ تـدارج |
|
قد ضمَهن الظبي واليَعـفـورُ |
غربت بهـن أجـادل وزرازر |
|
وبواشق وفهودة وصُقـصـر |
ونواشط من جنس ما هي أفتَنَت |
|
رأي العيون بها وهن الـنـورُ |
وكأنما نُوارهـا بـرياضـهـا |
|
للمبصريهِ سندس مـنـشـورُ |
وللصاحب كافي الكفاة أبي القاسم في كتابه كافي الرسائل في ذم جرجان.
نحن والله من هوائك يا جـر |
|
جانَ في خطة وكرب شديد |
حرها ينضج الجلود فإن هبت |
|
شمالاَ تـكـدرَتْ بـركـود |
كحبيب منافق كلـمـا هـم |
|
بوصل أحاله بـالـصـدود |
وقال: أبو منصور النيسابوري يذكر اختلاف الهواء بها في يوم واحد.
ألا رب يوم لي بجرجـان أرعـن |
|
ظللتُ له من حرقـه أتـعـجـب |
وأخشى على نفسي اختلاف هوائها |
|
وما لامرىءِ عما قضى الله مهرب |
وما خـير يوم آخـرق مـتـلـون |
|
ببرد وحـر بـعـده يتـلـهـب |
فأوله للقـر والـجـمـر يَنْـقَـبُ |
|
وآخره للثلج والـخـيش يَضْـرَبُ |
وكان الفضل بن سهل قد ولى مسلم بن الولي الشاعر ضياع جرجان وضمنه إياها بخمسمائة ألف وقد بذل فيها ألف ألف درهم وأقام بجرجان إلى أن أدركته الوفاة ومرض مرضه الذي مات فيه فرأى نخلة لم يكن في جرجان غيرها. فقال:
ألا يا نخلة بالـسـف |
|
ح من أكناف جرجان |
ألا إنــــي وإياك |
|
بجرجان غـريبـان |
ثم مات مع تمام الإنشاد، وقد نَسب الأقيشر اليربوعي وقيل ابن خزيم إليها الخمرَ. فقال:
وصَهباء جرجانية لم يُطِـف بـهـا |
|
حنيف ولم ينفر وبها سـاعةً قـدْرُ |
ولم يشهد القس المهيمـن نـارهـا |
|
طَرُوقاً ولم يحضر على طبخها حَبر |
أتاني بها يَحيى وقد نـمـتُ نـومة |
|
وقد لاحت الشعر وقد طلع النسـر |
فقلت أصطبحها أو لغيري فأهدهـا |
|
فما أنا بعدالشيب ويحك والخـمـر |
تعففْت عنها في العصور التي مَضت |
|
فكيف التصابي بعدما كمل العمـر |
إذا المرءُ وفى الأربعين ولـم يكـن |
|
له دون مايأتـي حـياءٌ ولاسِـتـر |
فدعه ولا تنفس علـيه الـذي أتـى |
|
وان جر أسباب الحياة له الـدهـر |
وكان أهل
الكوفة يقولون من لم يرو هذه الأبيات فإنه ناقص المُروءة، وأما فتحها فقد
ذكر أصحاب السير أنه لما فرخ سُوَيد بن مُقرن من فتح بسطام في سنة 18 كاتب
ملك جرجان ثم سار إليها وكاتبه روزبان صول وبادرَهُ بالصلح على أن يؤدي
الجزية ويكفيه حرب جرجان وسار سُوَيد فدخل جرجان وكتب لهم كتاب صلح على
الجزية.
وقال أبو نجيد:
دعانا إلى جرجان والري دونهـا |
|
سواد فأرضتْ من بها من عشائر |
وقال سويد بن قُطبَةَ:
ألا أبلغ أسيداً إن عرضـت بـأنـنـا |
|
بجُرجان في خضر الرياض النواضر |
فلما أحسونا وخـافـهـا صـيالـنـا |
|
أتانا ابن صول راغماً بـالـجـرائر |
وممن ينسب
إليها من الأئمة أبو نُعَيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني الأستراباذي
الفقيه أحد الأئمة سمع يزيد بن محمد بن عبد الصمد وبكار بن قُتيبة وعمار بن
رجاءٍ وغيرهم. قال: الخطيب وكان أحد أئمة المسلمين والحفاظ بشرائع الدين مع
صدق وتورُع وضبط وتيقظ سافر الكثير وكتب بالعراق والحجاز ومصر وورد بغداد
قديماً وحدث بها فروى عنه من أهلها يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، وقال: أبو
علي الحافظ كان أبو نعيم الجرجاني أوحد ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر محمد
بن إسحاق بن خزيمة مثله وأفضل منه وكان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ
نحن المسانيد، وقال: الخليلي القزويني كان لأبي نعيم تصانيف في الفقه وكتاب
"الضعفاءِ" في عشرة أجزاء وقال: حمزة بن يوسف السهمي في "تاريخ جرجان" عبد
الملك بن محمد بن علي بن زيد الأستراباذي سكن جرجان وكان مقدماً في الفقه
والحديث وكانت الرحلة إليه في أيامه روى عن أهل العراق والشام ومصر والثغور
ومولده سنة 242 وتوفي باستراباذ في ذي الحجة سنة 323. ومنها أبو أحمد
عبدالله بن عدي بن عبدالله بن محمد بن المبارك الجرجاني الحافظ المعروف
بابن القطان أحد أئمة الحديث والمكثرين منه والجامعين له والرَحالين فيه
رحل إلى دمشق ومصر وله رحلتان أولاهما في سنة 297 والثانية في سنة305سمع
الحديث بدمشق من محمد بن خُزَيم وعبد الصمد بن عبد الله بن أبي زيد
وابراهيم بن دحيم وأحمد بن عمير بن جَوصا وغيرهم وسمع بحمص هبيل بن محمد
وأحمد بن أبي الأخيل وزيد بن عبد الله المِهراني وبمصر أبا يعقوب إسحاق
المنجنيقي وبَصيدا أبا محمد المُعافى بن أبي كريمة وبصور أحمد بن بشير بن
حبيب الصوري وبالكوفة أبا العباس بن عقدة ومحمد بن الحُصيَن بن حفص
وبالبصرة أبا خليفة الجُمَحي وبالعسكر عبدان الأهوازي وببغداد أبا القاسم
البغوي وأبا محمد بن صاعد وببَعلَبَك أبا جعفر أحمد بن هاشم وخلقاً من هذه
الطبقة كثيراً وروى عنه أبو العباس بن عقدة وهو من شيوخه وحمزة بن يوسف
السهمي وأبو سعد الماليني وخلق في طبقتهم وكان مصتفاً حافظاً ثقة على لحن
كان فيه، وقال: حمزة كتب أبو محمد بن عدي الحديث بجرجان في سنة 290 عن
أحمدبن حفص السعدي وغيره ثم رحل إلى الشام ومصر وصنف في معرفة ضُعَفاءِ
المحدثين كتاباً في مقدار مئتي جزأً سماه "الكامل "، قال: وسألت الدارقطني
أبا الحسن أن يصنف كتاباً في ضعفاء المحدثين فقال: أليس عندكم كتاب ابن عدي
قلت بلى قال: فيه كفاية لا يزاد عليه وكان ابن عدي جمع أحاديث مالك بن أنس
والأوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة من المتقدمين
وصنف على كتاب المُزَني كتاباَ سماه "الأبصار"، وكان أبو أحمد حافظاً
متقناً لم يكن في زمانه مثله تفرّد بأحاديث فكان قد وهب أحاديث له يتفرد
بها لبنيه عدي وأبي زرعة وأبي منصور تفردها بروايتها عن أبيهم وابنُه عدي
سكن سجستان وحدث بها، قال: ابن عدي سمع مني أبو العباس بن عقدة كتاب"
الجعفرية" عن أبي الأشعث وحدث به عندي فقال: حدثني عبد الله بن عبد الله
وكان مولده في ذي القعدة سنة 277 ومات غرة جمادى الآخرة سنة365 ليلة السبت
فصلى عليه أبو بكر الإسماعيلي ودفن بجنب مسجد كوزين وقبره عن يمين القبلة
مما يلي صحن المسجد بجرجان، ومنها حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن
إبراهيم بن محمد ويقال ابن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن احمد بن عبد الله بن
هشام بن العبا س بن وائل ابو القاسم السهمي الجرجاني الواعظ الحافظ رحل في
طلب الحديث فسمع بدمشق عبد الوهاب الكلابي وبمصر ميمون بن حمزة وأبا أحمد
محمد بن عبد الرحيم القيسراني وبتنيس أبا بكر بن جابر وبأصبهان أبا بكر
المقري وبالرقة يوسف بن أحمد بن محمد وبجرجان أبا بكر الإسماعيلي وأبا أحمد
بن عدي وببغداد أبا بكر بن شاذان وأبا الحسن الدارقطني وبالكوفة الحسن بن
القاسم وبعكبرا أحمد بن الحسن بن عبد العزيز وبعسقلان أبا بكر محمدبن أحمد
بن يوسف الخدري روى عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤدب وأبو عامر الفضل
بن إسماعيل الجرجاني الأديب وغير هؤلاء سمعها ورووا، قال: أبو عبد اللّه
الحسين بن محمد الكتبي الهَرَوي الحاكم سنة 427 ورد الخبر بوفاة الثعلبي
صاحب التفسير وحمزة بن يوسف السهمي بنيسابور، ومنها أبو إبراهيم اسماعيل بن
الحسن بن محمد بن أحمد العلوي الحسيني من أهل جرجان كان عارفاً بالطت جداً
وله فيه تصانيف حسنة مرغوب فيها بالعربية والفارسية انتقل إلى خوارزم وأقام
بها مدة ثم انتقل إلى مرو فأقام بها وكان من أفراد زمانه وذكر أنه سمع أبا
القاسم القشيري وحدث عنه بكتاب الأربعين له وأجاز لأبي سعد السمعاني وتوفي
بمرو سنة 531وغير هؤلاء كثير. الجُرْجانيةُ: مثل الذي قبله منسوب هو اسم
لقصبة إقليم خوارزم، مدينة عظيمة على شاطىء جيحون وأهل خوارزم يسمونها
بلسانهم كركانج فعربت إلى الجرجانية وكان يقال لمدينة خوارزم في القديم
فِيل ثم قيل لها المنصورة وكانت في شرقي جيحون فغلب عليها جيحون وخربها
وكانت كركانج هذه مدينة صغيرة في مقابلة المنصورة من الجانب الغربي فآنتقل
أهل خوارزم إليها وآبتنها بها المساكن ونزلوها فخربت المنصورة جملة حتى لم
يبق لها أثرٌ وعظمت الجرجانية، وكنت رأيتُها في سنة 616 قبل إستيلاء التتر
عليها وتخريبهم إياها فلا أعلم أني رأيت أعظم منها مدينة ولاأكثر أموالاً
وأحسن أحوالاً فاستحال ذلك كلُه بتخريب التتر إياها حتى لم يبق فيما بلغني
الا معالمها وقتلها جميع ما كان بها.
جرج. بالضم ثم السكون وجيم آخرى، بلده من نواحي فارس.
جرجَرَايا: بفتح الجيم وسكون الراء الأولى، بلد من أعمال النهروان الأسفل
بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة وخربت مع ما خرب من
النهروانات.
وقد خرج منها جماعة من العلماء والشعراءِ والكُتاب والوزراءِ ولها ذكر في
الشعر كثير، قال أبزون العماني:
ألا يا حبذا يوماً جَررنـا |
|
ذيولَ اللهو فيه بجرجَرايا |
وممن ينسب
إليها محمد بن الفضل الجرجراي وزير المتوكل على الله بعد ابن الزَيات ثم
وزر للمُستعين بالله ثم مات سنة 251 وكان من أهل الفضل والأدب والشعر،
ومنها أيضاً جعفر بن محمد بن الصباح بن سفيان الجرجراي مولى عمر بن عبد
العزيز نزل بغداد وروى عن الدارَاوَردي وهشيم روى عنه عبد الله بن قَحطبة
الصلحي وغيره، وعِصَابَة الجرجراي واسمه إبراهيم بن باذام له حكايات وأخبار
وديوان شعر روى عنه عون بن محمد الكندي.
جرجَسَارُ: بالضم وفتح الجيم الثانية والسين مهملة وألف وراء، قرية من قرى
بلخ في ظن أبي سعد، منها أبو جعفرمحمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد
الجُرجَساري البلخي روى عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشُوماني روى عنه أبو
حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وجرجَسَار أيضاً، من قرى مرو.
جرجًنبانُ: بفتح الجيمين وسكون الراء والنون والباء موحدة ثم ألف ونون،
قرية كبيرة بين سَاوَةَ والرَي لها ذكر في الأخبار.
الجُرْجُومَةُ: بضم الجيمين، مدينة يقال لأهلها الجُرَاجمة كانت على جبل
اللُكام بالثغر الشامي عند معدن الزاج فيما بين بياس وبُوقة قرب أنطاكية
والجراجمة جبل كان أمرهم في أيام استيلاءِ الروم أن خافها على أنفسهم فلم
يتنبه المسلمون لهم ووَلَّى أبو عبيدة أنطاكبة حبيبَ بن مَسلَمة الفِهري
فغزا الجرجومة فصالحه أهله على أن يكونها أعواناً للمسلمين وعيوناً ومسالح
في جبل اللكام وأن لايؤخذها بالجزية وأن يطلقها أسلاب من يقتلونه من أعداء
المسلمين إذا حضرها معهم حرباً ودخل من كان معهم في مدينتهم من تاجر وأجير
وتاب من تاجر وأجير وتابع من الأنباط من أهل القرى ومن معهم في هذا الصلح
فسُمها الرواديف لأنهم تلوَهم وليسها منهم ويقال إنهم جاؤها بهم إلى عسكر
المسلمين وهم أرداف فسمها رواديف وكان الجُرَاجمة يستقيمون للولاة مرة
ويعوجون آخرى فيكاتبون الروم ويمالؤنهم على المسلمين ولما استقبل عبد الملك
بن مروان محاربة مصعب بن الزبير خرج قوم منهم إلى الشام مع ملك الروم
فتفرقها في نواحي الشام وقد استعان المسلمون بالجراجمة في مواطن كثيرة في
أيام بني أمية وبني العباس وأجرها عليهم الجرايات وعرفها منهم المناصحة.
جرجير: بالفتح وكسر الجيم الثانية وياء ساكنة وراء موضع بين مصر والفَرما.
جرجِينُ: آخره نون، موضع بالبطيحة بين البصرة وواسط صعب المسلك !اليه ينسب
الهُور المتقى سُلُوكه لعظم الخطر فيه إن هبت أدنى ريح.
جرحَةُ: بالفتح ثم السكون والحاءُ مهملة، من قرى عسقلان بالشام، منها أبو
الفضل العباس بن محمد بن الحسن بن قُتيبة العسقلاني الجرجي روى عن أبيه وعن
عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري
الأصبهاني.
جرخَان: بالضم والخاء معجمة وآخره نون، بلد بخوزستان قرب السوس. جرخَبند:
بعد الخاء باء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة، بليدة بأرمينية أو
بأذربيجان، بها مات عبيد الله بن علي بن حمزة يعرف بإبن المارستانية وكان
أُنفذ في رسالة إلى تفليس من الناصر فلما رجع ووصل إلى هذه البلدة مات في
ذي القعدة سنة 599 وكان من أهل العلم والحفظ متهماً فيما يرويه.
جردَانُ: الحال مهملة وآخره نوِن، بلد قرب كابُلستان بين غزنة وكابُل به
يصيف أهل ألبان.
جرد: اسم بلدة بنواحي بيهق كانت قديماً قصبة الكورة قاله العمراني، قلت:
وأخاف أن يكون غلظاً لأن قصبة بيهق كان يقال لها خسروجرد ونسب بعضهم إلى
الشطر الأخير منه جردي فاشتبه عليه والله أعلم.
الجرد: بالتحريك، جبل في ديار بني سليم، وجرد القَصيم في طريق مكة من
البصرة على مرحلة القريتَين والقريتان دون رامة بمرحلة ثم إمرة الحِمى ثم
طخفة ثم ضرية، قال النعمان بن بشير الأنصاري في جرد:
يا عمرو لو كنتُ أرقَى الهضبَ من بَردى |
|
أو العُلَى من ذرَى نَغـمَـانَ أو جَـرَدا |
وأنشد ابن السكيت في جَرَدِ القَصِيمِ.
يا زيها اليوم على مبين |
|
على مبين جرَد القصيم |
الجَرَدَةُ:
بزيادة الهاء من نواحي اليمامة عن الحفصي.
جِردوس: بالكسر ثم السكون، ولاية من أعمال كرمان قصبتها جيرَفْتُ.
جُرْذفِيلُ: بَالضم ثم السكون وفتح الذال المعجمة وكسر القاف وياءِ ولام،
قلعة من نواحي الزوزَان وهي كرسي مملكة الأكراد البُختية أفادنيها الإمام
أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير الجزَرَي.
الجر: بالفتح والتشديد وهو في الأصل الجبل عَين الجر، جبل بالشام من ناحية
بعلَبَك، والجر أيضاً موضع بالحجاز في ديار أشجَعَ كانت فيه بينهم وبين بني
سُلَيم بن منصور وقعة، قال الراعي:
ولم يُسكنوها الجر حتى أظلها |
|
سَحَاب من العَها تثوب غيومها |
والجر أيضاً موضع بأحُد وهو موضع غزوة النتي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله بن الزبعرى:
أبلغا حسان عنـي مـألـكـا |
|
فقريض الشعر يشفي ذا الغَلَل |
كم تَرَى بالجر من جمـجُـمَة |
|
وأكف قـد أتـرتْ ورجـل |
وسرابـيل حـسـان سُـريت |
|
عن كماة أهلكها في المنتزل |
وقال: الحجاج بن عِلاَط السلمي يمدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويذكر قَتلهُ طلحة بن أبي طلحة بن عبد العُزى بن عثمان بن عبد الدار صاحب لواءِ المشركين يوم أحد.
لله أي مـذنـب عـن حـرمة |
|
أعني ابن فاطمة المعم المخوِلاَ |
سبقت يداك له بعاجل طـعـنة |
|
تركَت طليحة للجَبين مُجـدلاَ |
وشددت شدةَ باسلٍ فكشفتَـهـم |
|
بالجرّ إذ يَهوُون أخوَلَ أخـوَلا |
جرزانُ: بالضم ثم السكون وزاي وألف ونون، اسم جامع لناحية بأرمينية قصبتها تفليس حكى ابن الكلبي عن الشرقي بن قُطامي جرزان وأران وهما مما يلي أبواب أرمينية، وأران هي أرض برذعة مما يلي الديلم وهما ابنا كسلوخيم بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام، وقال: علي بن الحسين في مُرُوجه ثم يلي مملكة الأبخاز ملك الجرزية، قلت: أنا وهم الكرج فيما أحسب فعرب فقيل جُرز، قال: وهم أمة عظيمة ولهم ملك في هذا الوقت يقال له الطنبغي ومملكة هذا الملك موضع يقال له مسجد ذي القرنين وهم منقادون إلى دين النصرانية يقال لهم جرزان وكانت الأبخاز والجرزية تؤدي الخراج إلى صاحب ثغر ثفليس منذ فتحت تفليس وسكنها المسلمون إلى أيام المتوكل فإنه كان بها رجل يقال له إسحاق بن إسماعيل فتغلب عليها واستظهر بمن معه من المسلمين على من حولها من الأمم فانقادها إلى طاعته وأدها إليه الجزية وخافه كل من هناك من الأمم حتى بعث إليه المتوكل بُغَا التركي في عساكر كثيفة فنزل على ثغر تفليس فأقام عليه محارباً مدة يسيرة حتى افتتحها بالسيف وقتل إسحاق لأنه خلع طاعة السلطان فمن يومئذ انحرفت هيبة السلطان عن ذلك الثغر وطمع فيه المتغلبون وضعفها عن مقاومة من حولها من الكفار وامتنعها عن أداءِ الجزية واستضافها كثيراً من ضياع تفليس إليهم حتى كان من تملك الكرج لتفليس ما كان في سنة 515 وقد ذكر خبر فتح المسلمين لهذه الناحية في باب تفليس وكان قد تغلب على هذه الناحية وأران في أيام المعتمد على الله رجل يقال له محمد بن عبد الواحد التميمي اليمامي فقال شاعره عمر بن محمد الحنفي يمدحه.
ونال بالـشـام أيامـاً مـشـهـرة |
|
سارت له في جميع الناس فاشتهرا |
وداسَ أحرار جرزان بـوَطـأتـه |
|
حتى شكها من توالي وطئه ضَرَرَا |
وقال أبو عبادة الطائي في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف الثغري:
وما كان بُقْراط بن أشوط عـنـده |
|
بأول عبـد أو بـقـتـه جـرائرُة |
ولما التقى الجمعان لم يجتمـع لـه |
|
يداه ولم يثبت على البيض ناظـره |
ولم يرض من جرزان حرزاً يجيره |
|
ولا في جبال الروم رريداً يجاوره |
جرزُوَانُ:
الزاي مضمومة وواو وألف ونون والخراسانيون يقولون كرزوان وهي، مدينة من
أعمال الجوزجان في الجبال وهي مد ينة عامرة آهلة وأهلها كلهم مياسير وهي
أشبه شيءٍ بمكة حرسها اللّه تعالى لأنها بين جبين.
جرزَةُ: بالهاء، اسم أرض باليمامة من أرض الكوفة وهي لبني ربيعة، قال متمم
بن نويرة يرثي بحير بن عبد الله بن مليك بن عبد السليطي.
كأن بحيرا لم يقل لي مـا تـرَى |
|
من الأمر أو ينظر بوجه قسـيم |
ولم تَشْب في حال الكميت ولم تكن |
|
كأنك نصبٌ لـلـرمـاح رجـيم |
ولكن رأيت الموت أدرك تبـعـاً |
|
ومن بعده مـن حـادث وقـديم |
فيا لعبـيد خـلـفةً أن خـيركـم |
|
بجرزة بين الوعستـين مـقـيم |
جرسيفُ: بالفتح وكسر السين المهملة وياءٍ ساكنة وفاءِ، مدينة بالمغرب بين فاس وتلمسان. جُرَشُ: بالضم ثم الفتح وشين معجمة، من مخاليف اليمن من جهة مكة وهي في الإقليم الأول طولها خمس وستون درجة وعرضها سبع عشرة درجة، وقيل إن جُرَش مدينة عظيمة باليمن وولاية واسعة، وذكر بعض أهل السير أن تبعاً أسعد بن كُلِيكَرِب خرج من اليمن غازياً حتى إذا كان بجرش وهي إذ ذاك خربة ومَعد حالة حواليها فخلف بها جمعاً ممن كان صحبه رأى فيهم ضعفأ وقال: أجرشها ههنا أي ألبثها فسميت جرش بذلك ولم أجد في اللغويين من قال إن الجرش المقام ولكنهم قالو ا: إن الجرش الصوت ومنه الملح الجرش لأنه حُك بعضه ببعض فصوتَ حتى سُحِقَ لأنه لايكون ناعماً، وقال: أبو منذر هشام جرش أرض سكنها بنو منبه بن أسلم فغلبت على اسمهم وهو جرش واسمه منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن علي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن أيمن بن الهَمَيسع بن حمير بن سبأ وإلى هذه القبيلة ينسب الغاز بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة بن ربيعة بن ذي خيليل بن جرش بن أسلم كان شريفاً زمن معاوية وعبد الملك وابنه هشام بن الغاز، وزعم بعضهم أن ربيعة بن عمرو والد الغاز له صحبة وفيه نظر، ومنهم الجرشي الحارث بن عبد الرحمن بن عوف بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة كان فىِ صحابة أبي جعفر المنصور وكان جميلاً شجاعاً، وقرأت بخط جَخْجخ النحوي في كتاب أنساب البلدان لابن الكلبي أخبرنا أحمد بن أبي سهل الحلوَاني عن أبي أحمد محمد بن موسى بن حماد البريدي عن أبي السري عن أبي المنذر قال جرَشُ قبائل من أفناءِ الناس تجرشها وكان الذي جرشهم رجل من حمير يقال له زيد بن أسلمِ خرج بثور له عليه حملُ شعير في يوم شديد الحر فشرَدَ الثور فطلبه فأشتد تعبه فحلف لئن ظفر به ليذبحنه ثم ليجرشن الشعير وليدعون على لحمه فأدركه بذات القصص عند قلعة جرَاش وكل من أجابه وكل معه يومئذ كان جُرَشياً، وينسب إليها الأدم والنوق فيقال أدم جرشي وناقة جرشية، قال بشر بن أبي خازم:
تَحدرَماء البئرعـن جـرشـية |
|
على جربةِ تعلو الديارَ غروبُها |
يقول دموعي
تحدركتحدرماءِ البئرعن دلو تسقى بها ناقة جرشية لأن أهل جرش يسقون على
الإبل، وفتحت جرشُ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في سنة عشر للهجرة
صلحاً على الفيء وأن يتقاسمها العشر ونصف العشر، وقد نسب المحدثون إليها
بعض أهل الرواية، منهم الوليد بن عبد الرحمن الجرشي مولى لآل أبي سفيان
الأنصاري يروي عن جبير بن نفَير وغيره، ويزيد بن الأسود الجرشي من التابعين
أدرك المغيرة بن شعبة وجماعة من الصحابة كان زاهداً عابداً استسقى به
الضحاك بن قيس وقتل معه بمرج راهط.
جَرشُ: بالتحريك، وهو اسم مدينة عظيمة كانت وهي الاَن خراب حدثني من شاهدها
وذكر لي أنها خراب وبها آبار عادَية تحل على عظم، قال: وفي وسطها نهر جارِ
يدير عدة رحى عامرة إلى هذه الغاية وهي في شرقي جبل السواد من أرض البلقاء
وحوران من عمل دمشق وهي في جبل يشتمل على ضياع وقرىً يقال للجميع جبل جرش
اسم رجل وهو جرش بن عبد الله بن عُلَيم بن جَنَاب بن هُبَل بن عبدالله بن
كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رُفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة
ويخالط هذا الجبل جبل عوف، وإليه ينسب حمى جرش وهو من فتوح شرحبيل بن
حَسَنَةَ في أيام عمر رضي الله عنه والي هذا الموضع قصد أبو الطيب المتنبي
أبا الحسن علي بن أحمد المري الخراساني ممتدحاً، وقال: تليد الضبي وكان قد
أخذ في أيام عمر بن عبد العزيز على اللصوصية فقال:
يقولون جاهرنـا تـلـيد بـتـوبة |
|
وفي النفس مني عودة سأعودهـا |
ألاليت شعري هل أقودن عصـبة |
|
قليل لرب العالمين سـجـودهـا |
وهل أطرُدن الدهر ماعشت هَجمَة |
|
معرضة الأفخاذ سُجحاً خدودهـا |
قضاعية حُمَ الذُرَى فتـربـعـت |
|
حمى جرش قد طار عنها لبودها |
جَرْعاءُ مالك: واشتقاق جرعاء يأتي في جرعة بعد هذا، قال: الحفصي، جرعاءُ مالك بالدهناء قرب حُزْوَى، وقال: أبو زياد جرعاءُ مالك رملة، وقال ذو الرمة:
وما استجلبَ العينين إلا مـنـازل |
|
بجمهور حُزْوَى أو بجرعاء مالك |
أربت روياً كـلّ دلـوية بـهـا |
|
وكل سماكي ملث الـمـبـارك |
وقال: شاعر من مضرَ يَعيب على قضاعة انتسابها في اليمن:
مررنا على حيي قضاعة غدوة |
|
وقد أخذها في الزفن والزفيانِ |
فقلت لها ما بال زفنكـم كـذا |
|
لعُرسٍ يرى ذا الزقنَ أم لِختَان |
فقالها ألا إنا وجدنا لـنـا أبـاً |
|
فقلت ليَهنيكم بـأي مـكـانِ |
فقالها وجدناه بجرعاء مـالـك |
|
فقلتُ إناَ ما أمكم بَحَـصَـانِ |
فما مَس خُضيَا مالك فرجَ أمكم |
|
ولا باتَ منه الفرجُ بالمتدانـي |
فقالها بلى والله حتى كأنـمـا |
|
خُصَياه في باب استها جعلان |
الجَرَعُ: بالتحريك جمع جَرَعة وهي الرملة التي لا تنبت شيئاً، موضع في شعر ابن مُقبل.
للمازنية مصطافٌ ومـرتـبـع |
|
مما رَأت أودُ فالمقرات فالجرَعُ |
الجرَعَةُ:
بالتحريك وقيده الصدفي بسكون الراء، وهو موضع قرب الكوفة المكان الذي فيه
سهولة ورمل ويقال جرَع وجرع وجرعاءُ بمعنى وإليه يضاف يوم الجرَعَة المذكور
في كتاب مسلم وهو يوم خرج فيه أهل الكوفة إلى سعيد بن العاصِ وقت قدم عليهم
والياً من قبل عثمان رضي الله عنه فردوه وولها أبا موسى ثم سألها عثمان حتى
أقرَّه عليهم، وبخط العبدري لما قدم خالد العراق نزل بالجرعة بين النجَفَة
والحيرة وضبطه بسكون الراء.
جَزفاءُ: بالفتح ثم السكون والفاء والمد يوم جرفاء من أيام العرب ولعله.
موضع.
الجُزفُ: بالضم ثم السكون والجزفُ ما تجزَفتهُ السيول فأكلَته من الأرض،
وقيل الجزفُ عرضُ الجبل الأملَس، وقيل جرفُ الوادي ونحوه من أسناد المسايل
إذا نَخَجَ الماءُ في أصله فاحتفره وصار كالدحل وأشرف أعلاه فإذا انصاع
أعلاه فهو هار ومنه قوله جُزفْ هارٍ، والجُزفُ موضع على ثلاثة أميال من
المدينة نحو الأم به كانت أموال لعمر بن الخطاب ولأهل المدينة وفيه بئر
جُثم وبئر جَمَل قالها سمي الجرف لأن تبعاً مر به فقال هذا جرفُ الأرض وكان
يسمَّى العرض وفيه قال كعب بن مالك:
إذا ما هبطنا العِرضَ قال سَرَاتُنا |
|
علاَمَ إذا لم نمنَعِ العِرضَ نزرَعُ |
وذُكر هذا الجرف في غير حديث. قال كعب بن الأشرف اليهودي النضيري:
ولـنـا بــئر َرواءْ جَـــفَة |
|
من يردها بـإنـاءٍ يَغْـتـرِفْ |
تدلجُ الجُونُ على أكـنـافـهـا |
|
بدِلاءٍ ذات أمـراس صُــدُفْ |
كل حاجاتي بها قـضـيتـهـا |
|
غير حاجاتي على بطن الجُرُف |
والجرفُ أيضاً موضع بالحيرة كانت به منازل المنذر، والجرف أيضاً موضع قرب مكة كانت به وقعة بين هذيل وسليم، والجرف أيضاً من نواحي اليمامة كان به يوم الجرف لبني يربوع على بني عبس قتلها فيه شريحاً وجابراً ابني وهب بن عَوذ بن غالب وأسرها فروة وربيعة ابني الحكم بن مروان بن زنباع. قال رافع بن هُزَيم:
فينا بقيات من الخيل صِـرَم |
|
سبــعة آَلاف وأدرع رِزَم |
ونحن يوم الجرف جئنا بالحكَم |
|
قَسراً وأسرَى حوله لم تقتَسَم |
والجرف
أيضاً في قول أبي سعد. موضع باليمن. ينسب إليه أحمد بن إبراهيم الجرفي سمع
منه الحافظ أبو القاسم بن عبد الوارث الشيرازي.
جُرفَارُ: بالضم ثم التشديد وفاء وألف وراء. مدينة مخصبة بناحية عُمان وكثر
ما سمعتُهم يسمونها جُلْفار باللام.
الجرفَةُ: بالضم ثم السكون وفاء. موضع باليمامة من مياه عدي بن عبد مناة بن
أدّ.
جَرقُوه: بالفتح والقاف مضمومة أحسبها من قرى أصبهان. ينسب إليها الزبير بن
محمد بن أحمد أبو محمد عن أبي سعد وكناه أبو القاسمِ الدمشقي أبا عبد الله
الجوقوهي وهو من أهل مدينة جيّ شيخ صالح معمر سمع الإمام أبا المحاسن عبد
الواحد الروياني وغانم بن محمد البرجي وأبا علي الحداد وأحمد بن الفضل
الخواص سمع منه أبو سعد وأبو القاسم.
جَركانُ: بالفتح ثم السكون والكاف وآخره نون. من قرى جُرجان. ينسب إليها
أبو العباس محمد بن محمد بن معروف الجركاني الخطيب بجركان يستملي لأبي بكر
الإسماعيلي، وجركان أيضاً من قرى أصبهان. منها أبو الرجاءِ محمد بن أحمد
الجركاني أحد الحفاظ المشهورين سمع أبا بكر محمد بن رِيدة وأبا طاهر محمد
بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب وطبقتهما ومات في حدود سنة 514 ذكره السمعاني
والسلفي في شيوخهما. جِرمازُ: بالكسر ثم السكون وآخره زاي. اسم بناءٍ كان
عند أبيض المدائن ثم عَفا أثره وكان عظيماً.
جَرمانَا: بالفتح وبين الآلفين نون. من نواحي غُوطة دمشق قال ابن مُنير:
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال |
|
أعلى فسطرَا فجرمانا فـقـلْـبـين |
جَرمَانَس:
بزيادة السين عوضاً من الألف الأخيرة ذكرها الحافظ أبو القاسم. من قرى
الغوطة ولعلها التي قبلها والله أعلم.
جَرمَقُ: بلدة بفارس - كثيرة الخصب رخيصة الأسعار كثيرة الأشجار على جادة
المفازة. قال الإصطخري وهو يذكرالمفازة التي بين خراسان وكرمان وأصبهان
والري ووصفها بالطول والعرض وقلة الأنيس وعدم السكان. ثم قال وفي المفازة
على طريق أصبهان إلى نيسابور موضع يعرف بالجرمق وهو ثلاث قرى وتحيط بها
المفازة وجرمق يسمى سه ده معناه الثلاث قرىً، بحماها اسمها بياذق، والآخرى
جرمق، والثالثة إرابة تُعد من خراسان وبها نخل وعيون وزروع ومواش كثيرة وفي
الثلاث قرى نحو ألف رجل وثلاثها في رأس العين قريبة بعضها من بعض، ووادي
الجرمق من أعمال صيداءَ وهو كثير الأترج والليمون. قال الحافظ أبو القاسم
قُتل في وادي الجرمق علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جميع الغساني أخو
أبي الحسن بعد سنة 450.
جرمُ: بالكسر ثم السكون. مدينة بنواحي بذَخشان وراء ولوالج. ينسب إليها أبو
عبد اللّه سعيد بن حَيدر الفقيه الجرمي سمع من أبي يوسف بن أيوب الهمذاني
ومات بجرم سنة نيف وأربعين وخمسمائة.
جرمَةُ: بالفتح. اسم قصبة بناحية فَزَان في جنوبي إفريقية لها ذكر في
الفتوح افتتحها عقبة بن عامر وأسَرَ أهلها.
جرميذان: موضع في أرض الجبل أظنه من نواحي همذان.
جُرْمِيهَنُ: بالضم وكسر الميم وياء ساكنة وفتح الهاءِ ونون. من قرى مرو
بأعلى البلد. منها أبو إسحاق إبراهيم بن خالد بن نصر الجرميهني إمام الدنيا
في عصره سمع عارم بن الفضل روى عنه يحيى بن ماسَويه توفي سنة 250، وأبو
عاصم عبد الرحمن بن الجرميهني كان فقيهاً فاضلاً بارعأ أصولياً تفقه على
الموفق بن عبد الكريم الهرَوي وسمع الحديث.
جَرنبَةُ: بفتحتين وسكون النون وباء موحدة. اسم موضع وِهو من أمثلة
الكُتاب.
جرني: بالضم ثم السكون والنون مفتوحة مقصورة. بلد من نواحي أرمينية قرب
دبيل من فتوح حبيب بن مسلمة الفهري.
جروَاءانُ: بالضم ثم السكون و واو والذين بينهما همزة وآخره نون. محلة
كبيرة بأصبهان يقال لها بالعجمية كرواءان. ينسب إليها أبو علي عبد الرحمن
بن محمد بن الخصيب بن رُسته واسمه إبراهيم بن الحسن الجروَاءانى الضبي روى
عن الفضل بن الخصيب توفي سنة 386 أو 387 وينسب إليها جماعة آخرى.
جرواتكن: بالفتح وبعد الألف تاء ذوقها نقطتان مكسورة وكاف ونون. من قرى
سجستان يقال لها كرواتكن. منها أبو سعد منصور بن محمد بن أحمد الجرواتكني
السجستاني سمع أبا الحسن عليّ بن بشر الليثي الحافظ السجزي. قال أبو سعد
روى لنا عنه أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين السجزي.
جَرُودُ: بالفتح. قال الحافظ أبو القاسم في كتابه إسحاق بن أيوب بن خالد بن
عباد بن زياد بن أبيه المعروف بابن أبي سفيان من ساكني جرود. من إقليم
معلولاً من أعمال غوطة دمشق لها ذكر في كتاب أحمد بن حبيب بن العجائز
الأزدي الذي سمى فيه من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية.
جُرورُ: براءَين مهملتين. مدينة بقهستان كذا يقول العجم وكتبها السلفي سرور
وقد ذكرت في السين. وجرور أيضاً من نواحي مصر.
جَروزُ: آخره زاي. موضع بفارس كانت به وقعة بين الأزارقة وأهل البصرة
وأميرهم عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص وكان قد عزل
المهلب عن قتالهم وولى قهرمَةَ الخوارج وقتلوه وسبيت امرأتاه وكانت مصيبة
عمت أهل البصرة. فقال كعب الأشقري بعد ذلك بمدة وكان المهلب قد أعيدت
ولايته لقتالهم فقتل منهم مقتلة عظيمة.
وزادنا حَنَقاً قتلى تـذكُـرُهـم |
|
لا تستفيق عيون كلما ذكـروا |
إذا ذكرنا جَرُوزاَ والذين بـهـا |
|
قتلى حُلاحِلِهِم حولان ما قُبروا |
تأتي عليهم حزازات النذوس فما |
|
تبقى عليهم ولا يبقون أن قدروا |
وقال كعب الأشقري أيضاً لما قتل عبد رب الصغير يذكر ذلك
رأيت يزيداًَ جامعَ الحرم والنـدى |
|
ولا خيرَ فيمن لا يضرُ وينـفـعُ |
أصاب بقتلَى في جروز قصاصها |
|
وأدرك ما كان المهلب يصنـع |
فدى لكُمُ آل المهلـب أسـرتـي |
|
وما كنت أحوِي من سَوامٍ وأجمعُ |
فليس امرءَ يَبني العلا بِسنـانِـهِ |
|
كآخر يَبني بـالـسـواد ويزرعُ |
جروسُ:
بالضم ثم السكون وفتح الواو والسين مهملة. من الغور بين هراة وغزنة في
الجبال أخبرني به بعض أهله. فتحها عبد الرحمن بن سمرة في خلافة عثمان بن
عفان ذكره اليعقوبي في كتاب "البلدان أبو النصر.
جُرُوسُ: بالفتح ثم الضم. مياه لبني عُقيل بنجد. الجزولةُ: واحمة الجرول
وهي الحجارة. قال الأصمعي قال الغنوي ومن مياه غني بأعلى نجد الجرولة، وهي
ماء في شرقي جبل يقال له النير، وصفاء الجرولة ماءة يقال لها حُلوة، وقال
في موضع آخر كل شيءٍ بين حفيرة خالد إذا صعدتَ لكعب بن أبي بكر بن كلاب حتى
ترد الجرولة وهي ماءة تكون في سُواج تكون ثلاثين فما أي ماءَة نحو البئر
والخور وهو لبني زِنباع من أبي بكر ثم تليها الرعشنة.
جرهُد: هو اسم لقلعة استونَاوِند بطبرستان وقد مرَ ذكرها.
جره: بكسر الجيم والراء وهاء خالصة. اسم لصقع بفارس والعامة تقول كِره.
جريبُ: تصغير جرب. قرية من قرى هَجَرَ، والجريب أيضاً من مخاليف اليمن
بزبيد.
الجَرِيبُ: بالفتح ثم الكسر. اسم واد عظيم يصب في بطن الرمة من أرض نجد.
قال الأصمعي وهو يذكر نجد الرمة فضاة وفيه أودية كثيرة وتقول العرب عن لسان
الرمة.
كل بني فإنه يُحسينـي |
|
إلا الجريب إنه يُرويني |
قال والجريب واد عظيم يصب في الرمة. قال وقال العامري الجريب واد لبني كلاب به الحمُوضُ والأكلاءُ والرمة أعظم منه وسيل الجريب يدفع في بطن الرمة ويسيلان سيلاً واحداً، وأنشد بعضهم:
سيَكفيكِ بعـد الـلـه يا أم عـاصـم |
|
مجاليح مثل الهضب مصبورة صَبرَا |
عوادنُ في حَمض الجـريب وتـارة |
|
تعاتب مـنـه خـلَةً جـارة جـأرَا |
يعني تعاود مرة بعد مرة وكانت بالجريب وقعة لبني سعد بن ثعلبة من طيئ وقال عمرو بن شاس الكندي:
فقلت لهم إن الجريب وراكساً |
|
به إبل ترعى المرار رتـاعُ |
وقال المهد!ي بن الملوح:
إذا الريح من نحو الحبيب تنسمَت |
|
وجد تُ لَرياها على كِبدي بردا |
على كبدٍ قد كاد يُبدي بها الجَوَى |
|
ندوباً وبعض القوم يَحسبُني جَلدَا |
جَريرَا:
مقصور. من قرى مروَ يسمونها كريرا. منها عبد الحميد بن حبيب الجريراي من
أتباع التابعين وهو مولى عبد الرحمن القُرَشي سمع الشعبي ومقاتل بن حنان
روى عنه أبو المبارك والفضل بن موسى.
جَرِير: بغير ألف وهو حبل يجعل للبعير بمنزلة العذار للفرس غير الزمام وبه
سمي اللجام جريراًَ موضع بالكوفة كانت به وقعة زمن عبيد الله بن زياد لما
جاءها.
جُرَير: بلفظ التصغير. بنو جرير كانت من محال البصرة. نسبت إلى قبيلة
نزلتها، وجرير موضع قرب مكة عن نصر.
جُرير: تصغير جرير مشدد ما بين الراءين مكسور. اسم واد في ديار بني أسد
أعلاه لهم وأسفله لبني عبس، وقيل: جُرير بلد لغني فيما بين جبلة وشرقي
الحمى وإلى أضاخ وهي أرض واسعة. قال معاوية النصري يهجو أطيطا الفقعسي:
سقى الله الجـرَير كـل يوم |
|
وساكنَه مرابيع السـحـاب |
بلاد لـم يحـل بـهـا لـئيم |
|
ولا صخر ولا سلح الذبـاب |
ألا أبلغ مزجج حـاجـبـيه |
|
فما بيني وبينك من عـتـاب |
ومسلمُ أهله بجيوش سـعـد |
|
وما ضغ الخميس من النهاب |
قال ذلك لأن بني سعد بن زيد مناة بن تميم غزت بني أسد وأخذت منهم أموالاً وقتلت رجالاً. ويقال أيضاً بسكون الياء.
الجُرَيرَةُ: بزيادة الهاء في الجَرير المذكور قبله. ماءة يقال لها الجريرة. قال الأصمعي أسفل من قطن مما يلي المشرق الجرير واد لبني أسد به ماء يقال له الجريرة يفرغ في ثادق.
الجُريسَاتُ: كأنه جمع تصغير جرسة بالسين المهملة. موضع بمصر.
الجُرَيسي: موضع بين القاع وزُبالة في طريق مكة على ميلين من الهيثم لقاصد مكة فيه بركة وقصر خراب وبينه وبين زُبالة أحد عشر ميلاً. جُرَينَ: تصغير جرن والجرن الموضع الذي يجفف فيه التمر. موضع بين سُوَاج والنير باللعباء من أرض نجد.
جَرى: بفتح أوله وتشديد ثانيه والقصر. ناحية بين قُمُ وهمذان. ينسب إليها قوم من أهل العلم.