حـرف الـجـيـم: باب الجيم والزاي وما يليهما

باب الجيم والزاي وما يليهما

جُزَازُ: بضم أوله وقيل بكسر أوله وزايين. موضع من نواحي قتنْسرين، وقال نصر جُزَاز جبل بالشام بينه وبين الفرات ليلة ويروى براءين مهملتين.

جزء: بالضم ثم السكون ثم همزة. رمل الجزء بين الشحر ويبرين طوله مسيرة شهرين تنزله أفناءُ القبائل من اليمن ومعد وعامتهم من بني خُوَيلد بن عُقَيل قيل إنه يسمى بذلك لأن الإبل تجزأ فيه بالكلإ أيام الربيع فلا ترد الماءَ، وفي كتاب الأصمعي الجُزْءُ رمل لبني خويلد بن عامر بن عقيل.

جَزء: بالفتح وباقيه مثل الذي قبله. نهر جزءٍ بقرب عسكر مُكرَم من نواحي خوزستان. ينسب إلى جزء بن معاوية التميمي وكان قد ولي لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بعض نواحي الأهواز فحفر هذا النهر. قال ذلك أبو أحمد العسكري.

الجَزَائرُ: جمع جزيرة. اسم علم لمدينة على ضقة البحر بين إفريقية والمغرب بينها وبين بَجَاية أربعة أيام كانت من خواص بلاد بني حماد بن زيري بن مناد الصنهاجي وتعرف بجزائر بني مزغناي وربما قيل لها جزيرة بني مَزغناي، وقال أبو عبيد البكري جزائر بني مزغَناي مدينة جليلة قديمة البنيان فيها آثار للأول عجيبة واَزاج محكمة تدل على أنها كانت دار ملك لسالف الأمم وصحن الملعب الذي فيها قد فرش بحجارة ملونة صغار مثل الفسيفساء فيها صور الحيوانات بأحكم عمل وأبدع صناعة لم يغيرها تقادم الزمان ولها أسواق ومسجد جامع ومرساها مأمون له عين عذبة يقصد إليها أصحاب السفُن من إفريقية والأندلس وغيرهما، وينسب بهذه النسبة جماعة. منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج الجزائري المصري يروي عن ابن قدَيد توفي في ذي القعدة سنة 368.

الجَزَائرُ الخالداتُ: وهي جزائر السعادة التي يذكرها المنجمون في كتبهم كانت عامرة في أقصى المغرب في البحر المحيط وكان بها مقام طائفة من الحكماء ولذلك بنها عليها قواعد علم النجوم. قال أبو الريحان البيروتي جزائر السعادة وهي الجزائر الخالدات هي ست جزائر واغلة في البحر المحيط قريباً من مائتي فرسخ وهي ببلاد المغرب يبتدئ بعض المنجمين في طول البلدان منها، وقال أبو عبيد البكري بإزاء طنجة في البحر المحيط وإزاء جبل أدلَنت الجزائر المسماة فرطناتش أي السعيدة سميت بذلك لأن شعرَاءها وغياضها كلها أصناف الفواكه الطيبة العجيبة من غير غراسة ولا عمارة لأن أرضها تحمل الزرع مكان العشب وأصتاف الرياحين العطرة بدل الشوك وهي بغربي بلد البربر مفترقة متقاربة في البحر المذكور.

جزائر السعادةِ: هي الخالدات المذكورة قبل هذا.

جِزبارَانُ: بالكسر ثم السكون وباءِ موصلة وبين الألفين راءٌ وآخره نون. من قرى نيسابور. منها أبو بكر الجزباراني.

جُزب: بضمتين ذو جزُب. من قرى ذَمار باليمن.

جُزجُزُ: كذا ضبطه نصر بجيمين مضمومتين وزايين. قال جبل من جبالهم بئره عادية.

الجَزرُ: بالفتح ثم السكون وراء أصله في لغة العرب القطع يقال مد البحر والنهر إذا كثر ماءه فإذا انقطع قيل جَزَرَ جزْراً، والجزر موضع بالبادية. قال عمُارة بن عَقيل بن بلال بن جرير كانت أسماءُ بنتُ مطرف بن أبان من بني أبي بكر ابن كلاب لسنةً لداغة اللسان فنزلت برجل من بني نصر بن معاوية ثم من بني كلفَةَ فلم يقرها، فقالت فيه:

سَرَت بي فتلاءُ الذراعـين حـرة

 

إلى ضوء نار بين فردة فالجـزر

سَرَت ما سرت من ليلها ثم عرست

 

إلى كلفـي لايضـيف ولايقـري

فكُن حجراً لا يطعم الدهر قطـرة

 

إذا كنت ضيفاَ نازلاًَ في بني نصر

 

والجزر أيضاً كورة من كور حلب. قال فيها حمدان بن عبد الرحيم من أهل هذه الناحية وهو شاعر عصره بعد الخمسمائة بزمان.

لا جلفق رقْنَ لي معالمهـا

 

ولا اطبتني أنهارُ بُطـنـان

ولا أزهدتني بمنبج فـرصٌ

 

راقت لغيري من آل حمدان

لكن زماني بالجزر ذكرنـي

 

طيب زماني ففيه أبكانـي

يا حبذا الجزر كم نعمتُ بـه

 

بين جنـان ذوات أفـنـان

 

جزرَة: بالضم وزيادة الهاء. واد بين الكوفة وفَيد، وجزرة أيضاً موضع باليمامة. قال متمم بن نُوَيرة أخو قيس بن نويرة:

فيالعبيد حلفةً إن خـيركـم

 

بجزرة بين الوعستَين مقيم

رجعتم لم تربع عليه ركابكم

 

كأنكمُ لم تُفجعها بعـظـيم

 

قال ابن حبيب جُزْرة من أرض الكَرية من بلاد اليمامة، وقال السكري جزرة ماء لبني كعب بن العنبر قاله في شرح. قول جرير:

يا أهل جُزرة لا علم فينفعكـم

 

أو تنتهون فينجي الخانفَ الحذَرُ

يا أهل جزرة إني قد نصبت لكم

 

بالمنجنيق ولما يرسَل الحجـرُ

 

جر: بالفتح ثم التشديد. من قرى أصبهان. نسب إليها أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي الإمام الحنبلي كان يقول نحن من أهل أصبهان من قرية يقال لها جَزْ وهو الإمام المشهور في الحديث والفقه ومات سنة 277.


جَزع بني كُوز: من ديار بني الضباب بنجد وهو مسيرة يومين على وجه واحد والجزع منعطَفُ الوادي.


جَزع بني حماز: وهم من بني التيم تيم عدي، وهو واد باليمامة عن الحفصي.


جَزع الدوَاهي: موضع بأرض طيء. قال زيد الخيل:

إلى جزع الدواهي ذاك منكم

 

مغانٍ فالخمائل فالصـعـيد

 

جَزل: بالفتح وآخره لام وهي في اللغة الحطب الغليظ وعطاء جزل كثير وهو موضع قرب مكة. قال عمر بن أبي ربيعة:

ولقد قلت ليلة الجَزْل لـمـا

 

أخضلَت رَيطَتي علي السماءُ

ليت شعري وهل يردن لـيت

 

هل لهذا عند الرباب جـزاء

 

جزرنَقُ: بالفتح ثم السكون وفتح النون وقاف. بليدة عامرة بأذربيجان بقرب المَراغة فيها آثار للأكاسرة قديمة وأبنية وبيت نار.


جَزنَةُ: بدل القاف هاءٌ وهو اسم لمدينة غزنة قصبة زابلستان البلد العظيم المشهور بين غور والهند في أطراف خراسان وسيأتي ذكر غزنة بأتمّ من هذا إن شاء الله تعالى.


جزَهُ: بكسر أوله وفتح ثانيه وتخفيفه. مدينة بسجستان وأهلها يقولون كِزَه في الكتب تكتب بالجيم.


جَزةُ: بالفتح والتشديد. موضع بخراسان كانت عنده وقعة للاسد بن عبد الله مع خاقان والعجم تقول كزّه.


جَزيرَةُ أقصر: بالقاف. وهي التي بينِ دجلة والفرات مجاورة الشام تشتمل على ديار مُضر وديار بكر. سميت الجزيرة لأنها بين دجلة والفرات وهما يقبلان من بلاد الروم وينحطان متسامتين حتى يلتقيا قرب البصرة ثم يصبان في البحر وطولها عند المنجمين سبع وثلائون درجة ونصف وعرضها ست وثلاثون درجة ونصف وهي صحيحة الهواءِ جيدة الريع والنماء واسعة الخيرات بها مدن جليلة. وحصون وقلاع كثيرة ومن أمهات مدنها حران والرها والزقة ورأس العين ونصيبين وسنجار والخابور وماردين وآمد وميافارقين والموصل وغير ذلك مما هو مذكور في مواضعه وقد صنف لأهلها تواريخ وخرج منها أئمة في كل فن وفيها قيل:

نحن إلى أهل الـجـزيرة قـبـلَةً

 

وفيها غزال ساجي الطرف ساحره

يؤازره قلبي عـلـي ولـيس لـي

 

يدان بمن قلبـي عـلـيه يؤازره

 

وتوصف بكثرة الدماميل. قال عبد الله بن همام السلولي:

أتيح له من شرطة الحي جانـب

 

عريض القُصيرى لحمه متكاوس

أبد بنا يمشـي يحـيك كـأنـمـا

 

به من دماميل الجزيرة ناخـس

 

القُصيرَى الضلعُ التي تلي الشاكلة وهي الواهنة في أسفل البطن والأبد السمين. قال ولما تفرقت قضاعة في البلاد سار عمرو بن مالك التزيدي في تزيد. وعشم ابني حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وبنو عوف بن ربان وجرم بن ربان إلى أطراف الجزيرة وخالطها قراها وكثرها بها وغلبها على طائفة منها فكانت بينهم وبين من هناك وقعة هزمها الأعاجم فيها فأصابها فيهم، فقال شاعرهم جدي بن الدلهات بن عشم العشمي:

صففنا للأعاجم من معـد

 

صفوفاً بالجزيرة كالسعير

لقيناهم بجمع من عِـلاف

 

تَرَادى بالصلامة الذكور

فلاقت فارس منهم نكـالا

 

وقاتلنا هرابز شهرَ زور

 

 ولم يزالها بناحية الجزيرة حتى غزا سابور ذو الأكتاف الحضرَ وكانت مدينة تزيد فافتتحها واستباح ما فيها وقتل جماعة من قبائل قضاعة وبقيت منهم بقية قليلة فلحقها بالشام وسارها مع تنوخ، وذكر سيف بن عمر أن سعد بن أبي وقاص لما مصر الكوفة في سنة 17 اجتمع الروم فحاصرها أبا عبيدة بن الجراح والمسلمين بحمص فكتب عمر رضي الله عنه إلى سعد بإمداد أبي عبيدة بالمسلمين من أهل العراق فأرسل إليه الجيوش مع القواد وكان فيهم عياض بن غنم وبلغ الروم الذين بحمص مسير أهل العراق إليهم فخرجها عن حمص ورجعها إلى بلادهم فكتب سعد إلى عياض بغَزو الجزيرة فغزاها في سنة 17 وافتتحها فكانت الجزيرة أسهل البلاد افتتاحاً لأن أهلها رأها أنهم بين العراق والشام وكلاهما بيد المسلمين فأذعنها بالطاعة فصالحهم على الجزية والخراج فكانت تلك السهول ممتحنة عليهم وعلى من أقام بها من المسلمبن. قال عياض بن غنم:

من مبلغ الأقوام أن جمـوعـنـا

 

حَوَت الجزيرة غير ذات رِجـام

جمعها الجزيرة والغياب فنفسـوا

 

عمن بحمـص غـيابة الـقـدام

إن الأعزة والأكـارم مـعـشـر

 

فضها الجزيرة عن فراج الهـام

غلبها الملوك علىِ الجزيرة فانتهوا

 

عن غزْو من يأوي بلاد الـشـام

 

وكان عمر رضي الله عنه قد نزل الجابية في سنة 17 ممداً لأهل حمص بنفسه فلما فرغ من أهل حمص أمد عمر عياض بن غنم بحبيب بن مسلمة الفهري فقدم على عياض. مممداً وكتب أبو عبيدة إلى عمر بعد انصرافه من الجابية يسأله أن يضم إليه عياض بن غنم إذ كان صرف خالداً إلى المدينة فصرفه إليه وصرف سهيل بن علي وعبد الله بن عتبان إلى الكوفة واستعمل حبيب بن مسلمة على عجم الجزيرة والوليد بن عقبة بن أبي معيط على عرب الجزيرة وبقي عياض بن غنم على ذلك إلى أن مات أبو عبيدة في طاعون عمَوَاس سنة 18 فكتب عمر رضي الله عنه عهد عياض على الجزيرة من قبله. هذا قول سيف ورواية الكوفيين وأما غيره فيزعم أن أبا عبيدة هو الذي وجه عياض بن غنم إلى الجزيرة من الشام من أول الأمر وأن فتوحه كان من جهة أبي عبيدة، وزعم البلاذري فيما رواه عن ميمون بن مهران. قال الجزيرة كفها من فتوح عياض بن غنم بعد وفاة أبي عبيدة بن الجراح ولاه إياها عمر رضي الله عنه وكان أبو عبيدة استخلفه على الشام فولى عمر يزيد بن أبي سفيان ثم معاوية من بعده الشام وأمر عياضاً بغزو الجزيرة. قال وقال آخرون بعث أبو عبيدة عياض بن غنم إلى الجزيرة فمات أبو عبيدة وهو بها فولاه عمر إياها بعده، وقال محمد بن سعد عن الواقدي أثبت ما سمعناه في عياض بن غنم أن أبا عبيدة مات في طاعون عمواس سنة 18 واستخلف عياضاً فورد عليه كتاب عمر بتوليته حمص وقنسرين والجزيرة للنصف من شعبان سنة 18 فسار إليها في خمسة آلاف وعلى مقدمته ميسرة بن مسروق وعلى ميسرته صفوان بن المُعَطل وعلى ميمنته سعيد بن عامر بن جذيم الجمحي وقيلِ كان خالد بن الوليد على ميسرته والصحيح أن خالداً لم يسر تحت لواءِ أحد بعد أبي عبيدة ولزم حمص حتى توفي بها سنة 21وأوصى إلى عمر، ويزعم بعضهم أنه مات بالمدينة وموته بحمص أثبتُ وعبر الفرات وفتح الجزيرة بأسرها. قال ميمون بن مهران أخذت الزيت والطعام والخل لمرفق المسلمين بالجزيرة مدة ثم خفف عنهم واقتصرِ على ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثني عشر درهماً نظراً من عمر للناس وكان على كل إنسان من جزيته مد قمح وقسطان من زيت وقسطان من خل. الجزيرَةُ الخضْرَاءُ: مدينة مشهورة بالأندلس وقبالتها من البر بلاد البربر سبتة وأعمالها متصلة بأعمال شذونة وهي شرقي شذونة وقبلي قرطبة ومدينتها من أشرف المدُن وأطيبها أرضاً وسورها يضرب به ماء البحر ولا يحيط بها البحر كما تكون الجزائر لكنها متصلة ببر الأندلس لا حائل من الماءِ دونها كذا أخبرني جماعة ممن شاهدها من أهلها ولعلها سميت بالجزيرة لمعنى آخر على أنه قد قال الأزهري: إن الجزيرة في كلام العرب أرض في البحر يفرج عنها ماءُ البحر فتبدو وكذلك الأرض التي يعلوها السيل ويحدق بها، ومرساها عن أجود المراسي للجواز وأقربها من البحر الأعظم بينهما ثمانية عشر ميلاً وبين الجزيرة الخضراء وقرطبة خمسة وخمسون فرسخاً وهي على نهر برباط ونهر لجأ إليه أهل الأندلس في عام محل، والنسبة إليها جزيري وإلى التي قبلها جزري للفرق، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو زيد عبد الله بن عمر بن سعيد التميمي الجزيري الأندلسي يروي عن أصبغ بن الفرج وغيره مات سنة365 وبخط الصوري بزايين معجمتين ولا يصح كذا قال الحازمي. والجزيرة الخضراء أيضاً جزيرة عظيمة بأرض الزنج من بحر الهند وهي كبيرة عريضة يحيط بها البحر الملح من كل جانب وفيها مدينتان اسم إحداهما متنبي واسم الآخرى مكنبلها في كل واحدة منهما سلطان لاطاعة له على الآخر وفيها عدة قرى ورساتيق ويزعم سلطانهم أنه عربي وأنه من ناقلة الكوفة إليها حدثني بذلك الشيخ الصالح عبد الملك الحلاوي البصري وكان قد شاهد ذلك وعرفه وهو ثقة.


جَزيرَةُ شَرِيكِ: بفتح الشين المعجمة وكسر الراءِ وياءٍ ساكنة وكاف. كورة بإفريقية بين سوسة وتونس. قال أبو عبيد البكري تنسب إلى شريك العبسي وكان عاملاً بها وقصبة هذه الكورة بلدة يقال لها باشو وهي مدينة كبيرة آهلة بها جامع وحمامات وثلاث رحاب وأسواق عامرة وبها حصن أحمد بن عيسى القائم على ابن الأغلب، وبجزيرة شريك اجتمعت الروم بعد دخول عبد الله بن سعد بن أبي سرح المغربَ وسارها منها إلى مدينة إقليبية وما حولها ثم ركبها منها إلى جزيرة قوصرة ومن تونس إلى منزل باشو مرحلة بينهما قرى كثيرة جليلة ثم من باشو إلى قرية الدواميس مرحلة وهي قرية كبيرة آهلة كثيرة الزيتون وبينهما قصر الزيت ومن قرية الدواميس إلى القيروان مرحلة بينهما قرى كثيرة وبحذاء جزيرة شريك في البر نحو جهة الجنوب جبل زغوان.


جَزيرَةُ شُكرَ: بضم الشين المعجمة وسكون الكاف جزيرة. في شرقي الأندلس، ويقال جزيرة شقر وقد ذكرت في شقر! بشاهدها.


 جَزيرَةُ العَرَب: قد اختلف في تحديدها، وأحسنُ ما قيل فيها ما ذكره أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب مسنداً إلى ابن عباس قال اقتسمت العرب جزيرتها على خمسة أقسام. قال وإنما سميت بلاد العرب جزيرة لإحاطة الأنهار والبحار بها من جميع أقطارها وأطرافها فصارها منها في مثل الجزيرة من جزائر البحر و ذلك أن الفرات أقبل من بلاد الروم فظهر بناحية قنْسرين ثم انحط على أطراف الجزيرة وسواد العراق حتى وقع في البحر في ناحية البصرة والأبلة وامتد إلى عبادان وأخذ البحر في ذلك الموضع مغرباً مطيفاَ ببلاد العرب منعطفاً عليها فأتى منها على سفوان وكاظمة إلى القطيف وهجر وأسياف البحرين وقطر وعمان والشحر ومال منه عنق إلى حضرموت وناحية أبين وعدن وانعطف مغرباً نصباً إلى دهلك واستطال ذلك العنق فطعن في تهائم اليمن إلى بلاد فَرَسان وحكم والأشعريين وعَك ومضى إلى جدة ساحل مكة والجار ساحل المدينة ثم ساحل الطور وخليج أيلَةَ وساحل راية حتى بلغ قلزُم مصر وخالط بلادها وأقبل النيل في غربي هذا العنق من أعلا بلاد السودان مستطيلاً معارضاً للبحر معه حتى دفع في بحر مصر والشام ثم أقبل ذلك البحر من مصر حتى بلغ بلاد فلسطين فمر بعسقلان وسواحلها وأتى صور ساحل الأردن وعلى بيروت وذواتها من سواحل دمشق ثم نفذ إلى سواحل حمص وسواحل قنسرين حتى خالط الناحية التي أقبل منها الفرات منحطاً على أطراف قنسرين والجزيرة إلى سواد العراق. قال فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوها وتوالدها فيها على خمسة أقسام عند العرب في أشعارها وأخبارها تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن و ذلك أن جبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من قُعرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازاً لأنه حجز بين الغَور وهو تهامة وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر فصار ما خلف ذلك الجبل في غربية إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعَك وكِنانة وغيرها ودونها إلى ذات عرق والجحفة وماصاقبها وغار من أرضها الغَور غور تهامة وتهامة تجمع ذلك كله وصار ما دون ذلك الجبل في شرقيه من صحارى نجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليها نجداً ونجد تجمع ذلك كله وصار الجبل نفسه وهو سراته وهو الحجاز وما احتجز به في شرقيه من الجبال وانحاز إلى ناحية فَيد والجبلين إلى المدينة ومن ببلاد مذحج تثليث وما دونها إلى ناحية فيند حجازاً والعرب تسميه نجماً وجلساً والجلْسُ ما ارتفع من الأرض وكذلك النجد والحجازَ يجمع ذلك كله وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاهما العَرُوض وفيها نجد وغور لقربها من البحر وانخفاض مواضع منها ومسايل أودية فيها والعروض يجمع ذلك كله وصار ما خلف تثليث وما قاربها إلى صنعاءَ وما والاها من البلاد إلى حضرموت والشِحر وعُمان وما يلي ذلك اليمن وفيها تهامة ونجد واليمن تجمع ذلك كله فمكة من تهامة والمدينة والطانف من نجد والعالية، وقال ابن الأعرابي الجزيرة ما كان فوق تيه وإنما سميت جزيرة لأنها تقطع الفرات ودجلة ثم تقطع في البر وقرأتُ في نوادر ابن الأعرابي. قال الهيثم بن عدي: جزيرة العرب من العذيب إلى حضرموت ثم قال أحسن ما قال، وقال الأصمعى جزيرة العرب إلى عدن أبيَن في الطول والعرض من الآبلة إلى جدة، وأنشد الأسود بن يَعفُر وكان قد كف بصره.

ومن البلية لا أبا لـك أنـنـي

 

ضُرِبَتْ علي الأرضِ بالأسداد

لا أهتدي فيها لموضع تلـعَة

 

بين العيب إلى جبـال مُـراد

 

قال: فهذا طول جزيرة العرب على ما ذُكر، وقال بعض المعمرين:

لم يَبقَ يا خدلة من لـداتـي

 

أبو بـنـين لا ولا بـنـات

من مسقط الشحر إلى الفرات

 

إلآ يُعدُ اليوم فـي الأمـوات

هل مشتَرٍ أبيعه حـياتـي

 

 

فالشحر بين عمان وعدَن. فال الأصمعي: جزيرة العرب أربعة أقسام اليمن ونجد والحجاز والغَور وهي تهامة فمن جزيرة العرب الحجاز وما جمعه وتهامة واليمن وسَبَا والأحقاف واليمامة والشحر وهجر وعمان والطائف ونجران والحجر وديار ثمود والبئر المعطلة والقصر المشيد وإرم ذات العماد وأصحاب الأخدود وديار كندة وجبال طيىءٍ وما بين ذلك.

جَزِيرَةُ عُكَاظَ: هي حرة إلى جنب عُكاظ وبها كانت الوقعة الخامسة من وقائع حرب الفجار. قال خِدَاش بن زُهير:  

لقد بَلَوكم فأبلوكـم بـلاءهـم

 

يوم الجزيرة ضرباً غير تكذيب

إن توعدوني فإني لابن عمكـم

 

وقد أصابوكم منّي بشـؤبُـوب

وإن ورقاءَ قد أردَى أبا كنـف

 

ابنَي إياس وعمراً وابـن أيوب

 

جَزِيرَةُ ابنِ عُمَرَ: بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام ولها رستاق مخصب واسع الخيرات وأحسب أن أول من عمرها الحسن بن عمر بن خَطاب التغلبي وكانت له امرأة بالجزيرة وذكر قَرَابُه سنة 250، وهذه الجزيرة تحيط بها دجلة إلآ من ناحية واحدة شبه الهلال ثم عُمل هناك خندق أجرى فيه الماءُ ونُصبت عليه رحَى فأحاط بها الماءُ من جميع جوانبها بهذا الخندق، وينسب إليها جماعة كثيرة. منهم أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مِهران الفقيه الجَزَري الشافعي وكان رجلاً كاملاً جمع بين العلم والعمل تفقه بالجزيرة على عاملها يومئذ عمر بن محمد البزري وقدم بغداد وسمع بها الحديث ورجع إلى الجزيرة ودرس بها وأفتَى إلى أن مات بها في سنة 577 ومولده سنة 517، وأبو القاسم عمر بن محمد بن عِكرمة بنُ البزري الجَزَري الإمام الفقيه الشافعي. قال ابن شافع وكان أحفظ من بقي في الدنيا على ما يقال بمذهب الشافعي وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة 560 بالجزيرة وخلف تلامذة كثيرة وكان من أصحاب ابن الشاشي، وبنو الأثير العلماءُ الأدباءُ وهم مجد الدين المبارك وضياءُ الدين نصر الله وعز الد ين أبو الحسن علي بنو محمد بن عبد الكريم الجزري كل منهم إمام مات مجد الدين والآخران حَيان في سنة 626.

 

جَزِيرَةُ قُوسَنيا: وبعضهم يقول قُوسِينَا. كورة بمصر بين الفُسطاط والإسكندرية كثيرة القُرَى وافرة.


جَزِيرَةُ كاها نَ: ويقال جزيرة بني كاها ن. جزيرة عظيمة وهي جزيرة لافت وهي من بحر فارس بين عمان والبحرين افتتحها عثمان بن أبي العاصي الثقفي في أيام عمر بن الخطاب لما أراد غزوَ فارس في البحرين مر بها في طريقه وكانت من أجل جزائر البحر عامرة آهلة وفيها قرى ومزارع وهي الآن خراب وذكر المسعودي أنها كانت سنة 333 عامرة آهلة، وقال هشام بن محمد كاها ن اسمه الحارث بن امرئ القيمى بن حجر بن عامر بن مالك بن زياد بن عصر بن عوف بن عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لُكَيز بن أفصى بن عبد القيس.


جزبرة لافت: هي جزيرة كاها ن المذكورة قبل هذا.


جزيرة كَمَرَانَ: بالتحريك. جزيرة قبالة زبيد باليمن. قال ابن أبي الدمنة كَمَرَانُ جزيرة وهي حصن لمن ملك يماني تهامة سكن بها الفقيه محمد بن عَبدُوية تلميذ الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وبها قبره يستسقى به وله تصانيف في أصول الفقه منها كتاب "الإرشاد"، ويزعمون أن البحر إذا هاج مراكبه ألقها فيه من تراب قبره فيسكن بإذن الله.


جزيرة مزغَناي: ويقال جزيرة بني مَزْغناي وقد مر ذكره في جزائر.


جَزِيرَةُ مِصرَ: وهي محلة من محال الفُسطاط وإنما سُميت جزيرة لأن النيل إذا فاض أحاط بها الماءُ وحال بينها وبين عظم الفسطاط واستقلت بنفسها وبها أسواق وجامع ومنبر وهي من منتزهات مصر فيها بساتين وللشعراء في وصفها أشعار كثيرة منها. قول أبي الحسن علي بن محمد الدمشقي يعرف بالساعاتي.

مل أنْس لا أنسَ الجزيرةَ مَلْعَباً

 

للأنس تألفه الحِسَانُ الخـردُ

يجري النسيمُ بغُصنها وغديرها

 

فيُهَز رمحٌ أو يُسَل مهـنـدُ

ويزينُ دمعُ الطلً كل شقـيقة

 

كالخد دب به عِـذَار أسـوَدُ

 

وكتب الساعاتي بلى صديق له نزل من الجزيرة مكاناً مستحسناً ولم يَدعهُ إليه من أبيات:

ولقد نزلتَ من الجزيرة منزلاً

 

شَمعُ السرُور بمثله يتجمـعُ

خضل الثرَى نديَت ذولُ نسيمه

 

فالمسكُ من أردانه يتضـوعُ

رَقصًتْ على دُولابه أغصانُهُ

 

فلها به ساق هناك ومسمـعُ

فادع المشوق إليه أول مـرة

 

ولك الأمانُ بأنـه لا يرجـعُ

 

جزيرة بَنِي نَضرٍ : كورة ذات قرى كثيرة من نواحي مصر الشرقية.


 الجُزيرَة: هذا الاسم إذا أطلقه أهل الأندلس أرادها بلاد مُجاهد بن عبد الله العامري، وهي جزيرة ميورقة وجزيرة ميورقة أطلقها ذلك لجلالة صاحبها وكثرة استعمالهم ذكرها فإنه كان محسناً إلى العلماءِ مفضلاً عليهم وخصوصاً على القرَاءِ وهو صاحب دانية مدينة في شرقي الأندلس تجاه هاتين الجزيرتين ويكنى مجاهد بأي الجيش ويلقب بالموفق وكان مملوكاً رومياً لمحمد بن أي عامر وكان أديباً فاضلاً وله كتاب في العروض صنفه ومات سنة 406 فقام مقامه ابنه إقبال الدولة.


الجُزَنرَة: أيضاً بالضم. موضع باليمامة فيه نخل لقوم من تغلب.


الجُزَيزُ: بالضم وزايين معجمتين وكذا قرأته بخط اليزيدي في قول الفضل بن العباس:

يا دار أقوَت بالجزع في الأخياف

 

بين حَزْم الجُزَيز فـالأجـراف

جزِينُ: بالضم ثم الكسر وياءٍ ساكنة ونون. من قرى نيسابور أفادنيها الحافظ أبو عبد الله بن النجار.
جزِينُ: بكسرتين. قرية كبيرة قريبة من أصبهان نزهة ذات أشجار ومياه ومنبر وجامع. بها قبر المظفر بن الزاهد عن الحافظ أبى عبد الله أيضاً.