حـرف الـحـاء: باب الحاء والألف وما يليهما

باب الحاء والألف وما يليهما

حابس: بكسر الباء الموحدة، اسم موضع كان فيه يوم من أَيامهم لبني تَغلب، قال الأخطلُ:

ليس يرجون أن يكونها كقومي

 

قد بلها يوم حابس والكُـلاب

 

وقال:

فأصبح ما بين الكُلاب فحابس

 

قفاراَ يغنيها مع الليل بومُها

 

وقال ذو الرمة:

أقول لعَجلَى يوم فَلْج وحابـس

 

أجدي فقدً أقوَتْ عليك الأمالس

 

"عجلى" اسَم ناقته: الحَاتمية: قرية ونخل لآل أبي حفصة باليمامة.


حاجٌ : آخره جيم ذات حاج، موضع بين المدينة والشام، وذو حاج واد لغطَفان.


الحاجِرُ: بالجيم والراءِ وهو في لغة العرب ما يمسك الماء من شَفة الوادي وكذلك الحاجور وهو فاعل وهو موضع قبل معدن النقرةَ وقال: دون فيد حاجر.


حاجَةُ: بالجيم أيضاً، موضع في قول لبيد حيث قال:

فذَكَرَها مناهلَ آجنـات

 

بحاجةَ لا تنرح بالدوالي

 

الحَاذُ: بالذال المعجمة، موضع بنجد. قال طرفةُ بن العبد:

حيث ما قاظها بنجد وشـتـوا

 

حول ذات الحاذ من ثنيي وقر

 

حاذة: الحاد نبت واحدتها حاذة عن أبي عبيد وهو: موضع كثير الأسود، قال سلمى بن المقعد القرمي:

نرمي ونطعنهم على ما خيلت

 

ندعو رباحاً وسطهم والتوأما

والأفرمان وعامر ما عامـر

 

كأسود حَاذَةَ يبتغين المرزما

 

حَارب: يجوز أن يكون فاعلاً من الحرب وأن يكون سمي بالأمر من الحراب ثم عرب وهو: موضع من أعمال دمشق بحوران قرب مرج الصفر من ديار قضاعة، قال النابغة:

حلفتُ يميناً غير ذي مـثـنـوية

 

ولا علمَ إلا حسن ظن بصاحب

لئن كان للقبرَين قبر بـجِـلـقِ

 

وقبر بصيداء التي عند حـارِبِ

وللحارث الجفني سـيد قـومـه

 

ليلتمسن بالجمع أرض المحارب

 

الحارِثُ: والحرثُ جمع المال وكَسبُه والحارث الكاسب ومنه الحديث أصدق أسمائكم الحارث ومنه سمي الأسَدُ أبا الحارث والحرث قذف الحب في الأرض للزرع والحرث النكاح والحارث: قرية من قرى حوران من نواحي دمشق يقال لها حارث الجولان. وقال الجوهري الجولان جبل بالشام وحارث قلَةْ من قُلله في قول النابغة حيث قال:

بكى حارث الجولانِ من فقد ربه

 

وحوران منه مُوحشق متضائل

 

وقال الراعي:

رَوَين ببحر من أمـتة دونـه

 

دمشق وأنهار لهن عـجـيجُ

أنحن بحُوارين في مشمخـزة

 

يبيت ضَباب فوقها وثـلـوجُ

كذا حارث الجولان يبرق دونه

 

دساكرُ في أطرافهن بُـرُوجُ

 

والحارثُ والحويرثُ جبلان بأرمينية فوقهما قبور ملوك أرمينية ومعهم دخائرهم وقيل إن بليناس الحكيم طلسم عليها لئلا يظفر بها أحد فما يقدر إنسان يصعد الجبل. وقال المدائني جبلا الحارث والحويرث اللذين بدبيل سميا بالحويرث بن عقبة والحارث بن عمرو الغنويين وكانا مع سلمان بن ربيعة بأرمينية وهما أول من دخل هذين الجبلين فسميا بهما. وروى ابن الفقيه أنه كان على نهر الرس بأرمينية ألف مدينة فبعث الله إليهم نبياً يقال له موسى وليس بموسى بن عمران فدعاهم إلى الله والإيمان فكذبوه وجحدوه وعصها أمره فدعا عليهم فحول الله الحارث والحويرث من الطائف فأرسلَهما عليهم فيقال إن أهل الرس تحت هذين الجبلين.


حارم: بكسر الراء، حصن حصين وكورة جليلة تجاه أَنطاكية وهي الآن من أعمال حلب وفيها أشجار كثيرة ومياه وهي لذلك وبئة وهي فاعل من الحرمان أو من الحريم كأنها لحصانتها يحرمها العموّ وتكون حرماً لمن فيها.


حارَةُ: اسم موضع قال الأزهري الحارة كل محلة دنت منازلها فهم أهل حارة.


حازةُ: بتشديد الزاي، حازةُ بني شهاب مخلاف باليمن، وحازة بني موفق بلد دون زبيد قرب حَرَض في اها ئل أرض اليمن.
حاس: بالسين المهملة، في أرض المَعَرة، وقال ابن أبي حصينة من قصيدة:

وزمانُ لهو بالمعرة مُـونِـق

 

بشياتها وبجانبي هرماسهـا

أيامَ قلتُ لذي المودة سَقنِـي

 

من خندريس حُناكِها أوحاسِها

 

حاسم: بالسين مهملة، موضع بالبادية حكاه الحازمي عن صاحب كتاب العين.


حاصُورَا: في كتاب العمراني بالصاد المهملة وآخره ألف مقصورة وقال: موضع وجاء به ابن القطاع بالضاد المعجمة بغير ألف في آخره وقال اسم ماءٍ ولا أدري أهُما موضعان أم أحدهما تصحيف.


الحاضِرُ: بالضاد معجمة، من رمال الدهناءِ والحاضر في الأصل خلاف البادي والحاضر الحي العظيمُ يقال حاضر طيىءٍ وهو جمع كما يقال سامر للسمار وحاج للحجاج، وقال حسان:

لنا حاضر فعمٌ وناد كأنه

 

قَطينُ الإله عزة وتكرما

 

 وفلان حاضر بمكان كذا أي مقيم به ويقال على الماء حاضر، وفي كتاب "الفتوح" للبلاذري كان بقرب حلب حاضر يُدعى حاضر حلب يجمع أصنافاً من العرب من تنوخ وغيرهم جاءه أبو عبيدة بعد فتح قنسرين فصالح أهله على الجزية ثم أسلمها بعد ذلك وكانها مقيمين وأعقابهم به إلى بُعيد وفاة أمير المؤمنين الرشيد ثم إن أهل ذلك الحاضر حاربها أهل مدينة حلب وأرادها إخراجهم عنها فكتب الهاشميون من أهلها إلى جميع من حولهم من قبائل العرب يستنجدونهم فسارعها إلى إنجادهم وكان أسبقهم إلى ذلك العباس ابن زُفَر الهلالي فلم يكن لأهل الحاضر بهم طاقة فأجلوهم عن حاضرهم وخربوه و ذلك في فتنة محمد الأمين بن الرشيد فانتقلها إلى قنسرين فتلقاهم أهلها بالأطعمة والكُسَى فلما دخلها أرادها التغلب عليها فآخرجوهم عنها فتفرقها في البلاد قال فمنهم قوم بتكريت وقد رأيتهم ومنهم قوم بأرمينية وفي بُلدان كثيرة متباينة آخر ما ذكره البلاذري. والذي شاهدناه نحن من حاضر حلب أنها محلة كبيرة كالمحلة العظيمة بظاهر حلب بين بنائها وسور المدينة رمية سهم من جهة القبلة والغرب ويقال لها حاضر السليمانية ولا نعرف السليمانية وأكثر سكانها تركمان مستعربة من أولاد الأجناد وبه جامع حسن مفرد تقام فيه الخطبة والجمعة والأسواق الكثيرة من كل ما يُطلب ولها وال يستقل بها، حاضر قنسرينِ. قال أحمد بن يحيى بن جابر كان حاضر قنسرين لتنوخ منذ أول ما أناخها بالشام ونزلوه وهم في خيم الشعر ثم ابتنها به المنازل ولما فتح أبو عبيدة قنسرين دعا أهل حاضرها إلى الإسلام فأسلم بعضهم وأقام بعضهم على النصرانية فصالحهم على الجزية وكان أكثر من أقام على النصرانية بني سَليح بن حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وأسلم من أهل ذلك الحاضر جماعة في خلافة المهدي فكتب على أيديهم بالحضرة قنسرين. وقال عكرشة العبسي يرثي بنيه:

سقى الله أجداثـاً ورائي تـركـتُـهـا

 

بحاضر قنسرين من سَبَـل الـقـطـر

مضها لا يريدون الـروح وغـالـهـم

 

من الدهر أسباب جرين عـلـى قـدر

ولو يستطيعـون الـرواح تَـرَوحـوا

 

معي أو غدها في المصبحين على ظهر

لعمري لقد وارت وطمت قـبـورهـم

 

أكفاً شداد القبض بالأسـل الـسـمـر

يُذكـرنـيهـم كـل خـير رأيتُـــه

 

وشر فما أنفك منـهـم عـلـى ذكـر

 

وينسب إلى أحد هذه الحواضر سُليم أبو عامر قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي هو من الحاضر من نواحي حلب أدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه وروى عنه وعن عمر وعثمان وعمار بن ياسر وشهد فتح دمشق روى عنه ثابت بن عَجْلان وكان ممن سباه خالد بن الوليد من حاضر حلب قال فلما قدمنا المدينة على أبي بكررضي الله عنه جعلني في المكتب فكان المعلم يقول لي اكتب الميم فإذا لم أحسنها قال دورها واجعلها مثل عين البقرة. قال عبد الله المؤلف إنما فتحت قنسرين ونواحيها في أيام عمر رضي الله عنه ولم يطرُق خالد نواحي حلب إلا في أيام عمر رضي اللّه عنه وأما نفوذُه من العراق إلى الشام في أيام أبي بكر رضي الله عنه فكان على سماوة كلب وقد روى أنه مر بتدمُرَ وكان عرَجَ على الحاضر حاضر طيىء وكان هذا الرجل قد خرج إلى البادية فصادفه والله أعلم به. وحاضر طيىءِ كانت طيىء قد نزلته قديماً بعد حرب الفساد- الذي كان بينهم حين نزل الجبلين منهم من نزل فلما ورد عليهم أبو عبيدة أسلم بعضهم وصالح كثير منهم على الجزية ثم أسلمها بعد ذلك بيسير إلامن شذ منهم.


الحاضِرَةُ: بزيادة الهاء قرية بأجإ ذات نخل وطلح.


والحاضرة أيضاً اسم قاعدة أي قصبة كورة جيان من أعمال الأندلس ويقال لها أورْبة، والحاضرة أيضاً بليدة من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس.


حَاطِب: بكسر الطاء، طريق بين المدينة وخَيبر ذكره في غزوة خيبر من كتاب الواقدي وقصته مذكورة في مرحب.


الحاطمة: من أسماء مكة سميت بذلك لأنها تحطم من استهان بها.


حافد: بالفاء، من حصون صنعاء باليمن من حازة بني شهاب.


حَافِرٌ : بالفاء المكسورة والراء، قرية بين بالس وحلب وإليها يضاف دير حافر. قال الراعي:

أمن آل وسْنى آخر اللـيل زائر

 

ووادي العوير دوننا والسواجر

تخطت إلينا ركنَ هِيفٍ وحافِرِ

 

طروقاً وأنى منك هيف وحافر

 

 كلها مواضع متقاربة بالشام.


الحَاكَة: بلفظ جمع حائك، واد في بلاد عذْرة كانت به وقعة.


الحال: آخره لام، بلد باليمن من ديار الأزد ثم لبارق ويَشكُرَ منهم، قال أبو المِنهال عُيينة بن المنهال لما جاء الأسلام تسارعَتْ إليه يشكُرُ وأبطأت بارق وهم إخوتهم واسم يشكر والان وفي كتاب "الردة" الحال من مخاليف الطائف والحال في اللغة الطير الأسود وله مَعانٍ آخر.


الحالَةُ: واحدة الحال المذكور قبله، وهو موضع في ديار بلقَين بن جسر عند حرَة الرجلاء. بين المدينة والشام.


حامِد: تَل حامِد، ذُكر في تل وحامد. موضع في جبل حِراء المطل على مكة، قال أبو الصخر الهذلي.

بأغزَرَ من فَيض الأسيدي خالد

 

ولا مزبد يعلُو جَلاَميد حامـد

 

حامِرٌ : آخره راغ ناحية بين مَنبج والرقة على شط الفرات، قال الأخطَلُ:

وما مزبد يعلُو جلاميدَ حـامـر

 

يشق إليها خَيزُرَاناً وغـرقـدا

تحرَزَ منه أهلُ عانَة بـعـدمـا

 

كَسا سُورُها الأعلى غُثاءً مُنضدَا

بأجوَد سَيباً مـن يزيد إذا بـدت

 

لنا بُختُه يحملنَ مُلكـاً وسُـوددَا

 

وحامر أيضاً واد بالسماوة من ناحية الشام لبني زُهَير بن جَناب من كلب وفيه حيات كثيرة. قال النابغة:

فأهلي فداءٌ لامـرىء إن أتـيتُـهُ

 

تقبل معروفي وسد المـفـاقـرا

سأربطَ كلبي إن يَريبَك نَـبـحُـهُ

 

وان كنت أرعى مسحلانَ وحامرَا

 

قال ابن السكيت في شرحه مسحلان وحامر واديان بالشام، وحامر أيضاً واد من وراء يبرين في رمال بني سعد زعمها أنه لا يُوصَل إليه، وحامر أيضاً موضع في ديار غطفان عند أرل من الشربة ولا أدري أيهما أراد امرؤ القيس. بقوله:

أحار ترى برقاً أرِيكَ ومِيضَهُ

 

كلمع اليدين في حبى مُكللِ

قَعدت له وصُحبتي بين حامر

 

وبين إكام بُعْد ما مُتـأمـلِ

 

الحامِرةُ: بزيادة الهاء، مسجد الحامرة بالبصرة سمي بذلك لأن الحُتات المجاشعي مر ثم فرأى حميراً وأربابها فقال ما هذه الحامرة وهذا مثل قولهم الجَنة تحت البارقة يريد به السيوف والمراد به الحث على الغزو ومن يُخطىء يقول الأبارقة: قال أبو أحمد والعامة تقول الأحامرة وهو خطأ.


حاني: بالنون بوزن قاضي وغازي، اسم مدينة معروفة بديار بكر فيها معدن الحديد ومنها يُجلَب إلى سائر البلاد. وينسب إليها أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العباس الحنوي هكذا ينسب إليها تفقه ببغداد على مذهب الشافعي وروى الحديث عن أبي الحسن علي بن محمد بن الأخضر الأنباري ذكره في "التحبير" ومات سنة 540. وأبو الفرج أحمد بن إبراهيم المرجي الحنوي سمع منه السلفي روىِ عن أبي عبد الله الحسين بن عبدان الشهرزوري.


الحامضة: ماءة تناوح حُلوةَ بين سميراءَ والحاجر، وقال أبو زياد من مياه أبي بكر بن كلاب الحامضة.


الحاير: بعد الألف ياء مكسورة وراءٌ وهو في الأصل حَوْض يصب إليه مسيل الماء من الأمطار سمي بذلك لأن الماء يتحير فيه يرجع من أقصاه إلى أدناه. وقال الأصمعي يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر وجمعه حُوران وأكثر الناس يسمون الحائر الحَير كما يقولون لعائشة عيشةَ. والحائر قبر الحسين بن علي رضي الله عنه. وقال أبو القاسم علي بن حمزة البصري راداً على ثعلب في الفصيح قيل الحائر لهذا الذي يسميه العامة حَير وجمعه حِيرَانٌ وحورَان. قال أبو القاسم هو الحائر إلا أنه لا جمعَ له لأنه اسم لموضع قبر الحسين بن علي رضي الله عنه فأما الحِيرَانُ فجمعُ حائر وهو مستنقع ماء يتحير فيه فيجيءُ ويذهب وأما حُورَان وحِيرَان فجمعُ حُوَار. قال جرير:

بلغ رسائل عَنَا خف محمَلُهـا

 

على قلائصَ لم يحملنَ حِيرانا

 

قال أراد الذي تسميه العامة حير الإوَز فجمعه حِيران وأما حُوران وحيران كما قال إلآ أنه يلزمه أن يقول حير الإوز فإنهم يقولون الحير بلا إضافة إذا عنها كَرْبلاء.
والحائر أيضاً حائر ملهَم باليمامة وملهَم مذكور في موضعه، قال الأعشى:

فرُكنُ مهراسٍ إلى ماردٍ

 

فقاع مَنفوحة فالحـائر

 

وقال داود بن مُتمم بن نُوَيرة في يوم لهم بمَلْهَم:

ويوم أبي جَزْءِ بملهَم لم يكـن

 

ليقطع حتى يذهب الذحل ثائره

لَدَى جدول البئرين حتى تفجرَت

 

عليه نُحُورُ القوم واحمر حائره

 

وقال أبو أحمد العسكري يوم حاير مَنهَم الحاءُ غير معجمة وتحت الياءِ نقطتان والراءُ غير معجمة وهو اليوم الذي قُتل فيه أشيَمُ مأوى الصعاليك من سادات بكر بن وائل وفرسانهم قتله حاجب بن زُرارة وفي ذلك يقول:

فإن تَقتلها متا كريماً فـإنـنـا

 

قتلنا به مأوى الصعاليك أشيما

 

ويوم حاير ملهَم أيضأ على حنيفة ويشكُر. والحائر أيضاً حائرُ الحجاج بالبصرة معروف يابس لا ماء فيه عن الأزهري.


الحائط: من نواحي اليمامة، قال الحفصي به كان سوق الفقي.


حائطُ بني المدَاش: بالشين المعجمة، موضع بوادي القرى أقطَعهم إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنُسب إليهم.


حائطُ العجُوزِ: قال أحمد بن إسحاق الهمذاني وبمصر حائط العجوز على شاطىء النيل بَنته عجوز كانت في أول الدهر ذات مال وكان لها ابنْ واحد فأكله السبع فقالت لأمنعن السباع ان ترِد النيل فبنت علن الحائط حتى منعت السباع أن تصل إلى النيل قال ويقال إن ذلك الحائط كان مطلسماً وكان فيه تماثيل كل إقليم على هيئته ووزية وزية وصُوَر الناس والدواب والسلاح التي فيه وطريق كل إقليم إلى مصر قال ويقال إن ذلك الحائط بُني ليكون حاجزاً بين الصعيد والنوبة لأنهم كانها يُغيرون على أهل الصعيد فلا يشعرون بهم حتى هجمها على بلادهم فبُني ذلك الحائط لذلك السبب. وقال بعض أهل العلم أمر بعض ملوك مصر ببناء الحائط مما يلي البر طوله ثلاثمانة فرسخ وقيل ثلاثون يوماً ما بين الفَرَما إلى أسوَانَ ليكون حاجزاً بينهم وبين الحبشة. وقال القاضي أبو عبد الله القضاعي حائط العجوز من العريش إلى أسوان يحيط بأرض مصر شرقاً وغرباً. وقال أخرون لما أغرق الله فرعون وقومه بقيَت مصر وليس فيها من أشراف أهلها أحد ولم يبق إلاالعبيد والأجراء والنساء فأعظم أشراف النساء أن يولين أحداً من العبيد والإجراء وأجمعَ رأيهُن أن يولين امرأة منهن يقال لهادلُوكة بنت ريا وكان لها عقل ومعرفة وتجارب وكانت من أشرف بيت فيهن وهي يومئذٍ ابنة مائة سنة فملكوها فخافت أن يغزوها ملوك الأرض إذا علمها قلة رجالها فجمعت نساء الأشراف وقالت لهن: إن بلادنا لم يكن يطمع فيها أحد وقد هلك أكابرنا ورجالنا وقد ذهبت السحرةُ التي كُنا نَصُولُ بهم وقد رأيت أن أبني حائطاً أحدق به جميع بلادنا. فصَوبنَ رأيها فبَنَتْ على النيل بناءً أحاطَت به على جميع ديار مصر المزارع والمدائن والقُرَى وجعلت دونه خليجاً يجري فيه الماءُ وجعلت عليه القناطر وجعلت فيه محارس ومسالح على كل ثلاثة أميال مسلحاً ومحرساً وفيما بين ذلك محارس صغار على كل ميل وجعلت في كل محرس رجالاً وأجرت عليهم الأرزاق وأمرَتهم أن لا يغفلها ومتى رأها أمراَ يخافونه ضرب بعضهم إلى بعض الأجراس وإن كان ليلاً أشعلها النيران على الشرف فيأتي الخبر في أسرع وقت وكان الفراغ منه في ستة أشهر لكثرة من كان يعمل فيه وقد بقي من هذا الحائط بقية إلى وقتنا هذا بنواحي الصعيد ثم إن دلوكة أحضرت تدورة وصنعت البرابي كما ذكرناه في البرابي وملكتهم عشرين سنة ثم إن بعض أولاد ملوكهم كبر فملكوه كما ذكرنا في مصر.


حائل: الحائل في اللغة الناقة التي لم تحمل عامها ذاك ورجل حائلُ اللون إذا كان أسودَ متغيراَ. قال الحفصي حائل، موضع باليمامة لبني نُمَير وبني حمانَ من بني كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وقال غيره حائل من أرض اليمامة لبني قُشير وهو واد أصله من الدهناء وقد ذكر في الدهناءِ. وقال أبو زياد: حائل موضع بين أرض اليمامة. وبلاد باهلة أرض واسعة قريبة من سُوقة وهي قارة هناك معروفة. وحائل أيضاً ماءْ في بطن المروت من أرض يربوع قاله أبو عبيدة وأبو زياد وأنشد أبو عبيدة:

إذا قَطعنَ حائلاً والمروتْ

 

فأبعد الله السويقَ الملتوت

 

وقال ابن الكلبي حائل واد في جَبَلَي طيىء. قال امرؤ القيس:

أبت أجأ أن تُسلم العـام ربَـهـا

 

فمن شاء فلينهض لها من مُقاتل

تَبيتُ لَبُوني بـالـقـرية أمـنـا

 

وأسرحها غِباً بأكنـاف حـائل

بنو ثُعَل جيرانُها وحُـمـاتُـهـا

 

وتُمنَع من رجال سعـد ونـائل

ودخل بدوي إلى الحضر فاشتاق إلى بلاده، فقال:  

لَعمري لنور الأقحُـوان بـحـائل

 

ونصر الخُزَامس في ألاءِ وعَرفج

أحب إلينا يا حـمـيد بـن مـالـك

 

من الورد والخيري ودهن البنفسج

وأكـلُ يرابـيع وضـب وأرنـب

 

أحب إلينا من سُمـاًنَـى وتـدرُج

ونصُ القلاص الصهب تدمى أنوفها

 

يَجينَ بنا ما بين قَـو ومـنـعـج

أحب إلينا مـن سَـفـين بـدجـلة

 

ودربٍ متى ما يظلم اللـيل يرتـج