حـرف الـحـاء: باب الحاء والجيم وما يليهما

باب الحاء والجيم وما يليهما

حَجاج: بالفتح والتشديد وآخره جيم، من قرى بيهق من أعمال نيسابور، منها أبو سعيد إسماعيل بن محمد بن أحمد الحجاجي الفقيه الحنفي كان حسن الطريقة روي عن القاضي أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبي سعد محمد بن موصى بن شاذان الصيرَفي وأبي القاسم السراج وغيرهم وتوفي في حدود سنة 480.

الحِجَارَةُ: جمع الحجر، كورة بالأندلس يقال لها وادي الحجارة. ينسب إليها بالحجاري جماعة، منهم محمد بن إبراهيم بنَ حَبون. وسعيد بن مَسعَدة الحجاري محدث مات سنة 427.

الحِجَازُ: بالكسر وآخره زاي. قال أبو بكر الأنباري في الحجاز وجهان يجوز أن يكون مأخوذاً من قول العرب حجز الرجلُ بعيرَهُ يحجُزه إذا شده شداً يقيده به ويقال للحبل حجاز ويجوز أن يكون سمي حجازاً لأنه يُحتجز بالجبال يقال احتجزَت المرأة إذا شدت ثيابها على وسطها واتزَرَت ومنه قيل حُجزَة السراويل وقول العامة حُزة السراويل خطأ. قال عبيد الله المؤلف رحمه الله تعالى ذكر أبو بكر وجهَين قصد فيهما الإعراب ولم يذكر حقيقة ما سُمي به الحجاز حجازاً والذي أجمع عليه العلماءُ أنه من قولهم حَجَزَه يَحجُزُهُ حَجزاَ أي منعه. والحجاز جبل ممتد حال بين الغَور غَور تهامة ونجد فكأنه منع كل واحد منهما أن يختلط بالآخر فهو حاجز بينهما. وهذه حكاية أقوال العلماء. قال الخليل سمي الحجاز حجازاَ لأنه فصل بين الغور والشام وبين البادية. وقال عُمارة بن عقيل ما سَالَ من حَرَّة بني سُلَيم وحرّة ليلَى فهو الغور حتى يقطعه البحر وما سال من ذات عِرق مغرباً فهو الحجاز إلى أن تقطعه تهامةُ وهو حجاز أسوَدُ حجزَ بين نجد وتهامة وما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق. وقال الأصمعي ما احتجزت به الحرار حَرة شورانَ وحرة ليلى وحرة واقم وحرة النار وعامة منازل بني سليم إلى المدينة فذلك الشق كله حجاز. وقال الأصمعي أيضاً في كتاب "جزيرة العرب" الحجاز اثنتا عشرة داراً المدينة وخَيبر وفدك وذو المروَة ودار بَلِي ودار أشجع ودار مزينة ودار جُهينة ونفر من هوازن وجُل سليم وجُل هلال وظهر حزة ليلى ومما يلي الشام شَغْب وبَدَا. وقال الأصمعي في موضع آخر من كتابه الحجاز من تخوم صنعاء من العَبلاءِ وتَبالة إلى تخوم الشام وإنما سمي حجازاً لأنه حجز بين تهامة ونجد فمكة تهامية والمدينة حجازية والطائف حجازية. وقال غيره حد الحجاز من معدن النقرة إلى المدينة فنصفُ المدينة حجازي ونصفها تهامي وبطنُ نخل حجازي وبحذائه جبل يقال له الأسودُ نصفه حجازي ونصفه نجدي. وذكر ابن أبي شَبهَ أن المدينة حجازية روى عن أبي المنذر هشام أنه قال الحجاز ما بين جبلَى طيىءِ إلى طريق العراق لمن يريد مكة سُمي حجازاً لأنه حجز بين تهامة ونجد وقيل لأنه حجز بين الغور رالشام وبين السراة ونجد. وعن إبراهيم الحربي أن تبوك وفلسطين من الحجاز. وذكر بعض أهل السير أنه لما تبابلت الألسُنُ ببابل وتفرقت العرب إلى مواطنها سار طَسْمُ ابن إرم في ولده وولد ولده يقفو آثار إخوته وقد احتوها على بُلدانهم فنزل دونهم بالحجاز فسموها حجازاً لأنها حجزَتهم عن المسير في آثار القوم لطيبها في ذلك الزمان وكثرة خيرها. وأحسنُ من هذه الأقوال جميعها وأبلغ وأتقنُ قول أبي المنذر هشام بن أبي النضر الكلبي قال في كتاب "افتراق العرب" وقد حدد جزيرة العرب ثم قال فصارت بلاد العرب من هذه الجزيرة التي نزلوها وتوالدها فيها على خمسة أقسام عند العرب في أشعارهم وأخبارهم تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن وذلك أن جبل السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها أقبل من قُعرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازاً لأنه حجز بين الغور وهو تهامة وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر فصار ما خلف ذلك الجبل فى غربيه إلى أسياف البحر من بلاد الأشعريين وعَك وكنانة وغيرها ودونها إلى ذات عرق والجحفة وما صاقبها وغار من أرضها الغَور غَور تهامة وتهامة تجمع ذلك كله وصار ما عون ذلك الجبل في شرقيه من صحاري نجد إلى أطراف العراق والسماوة وما يليها نجداً ونجد تجمع ذلك كله وصار الجبل نفسه وهو سراته وهو الحجاز وما احتجز به في شرقيه من الجبال وانحاز إلى ناحية فيد والجبلين إلى المدينة ومن بلاد مذحج تثليث وما دونها إلى ناحية فيد حجازاً والعرب تسميه نجداً وجلساً وحجازاً والحجاز يجمع ذلك كله وصارت بلاد اليمامة والبحرين وما والاهما العَرُوض وفيها نجد وغور لقربها من البحر وانخفاض مواضع منها ومسايل أودية فيها والعروض يجمع ذلك كله وصار ما خلف تثليث وما قاربها إلى صنعاء وما والاها من البلاد إلى حضرموت والشِحر وعُمان وما بينها اليمن وفيها التهايم والنجد واليمن تجمع ذلك كله. قال أبو المنذر فحدثني أبو مسكين محمد بن جعفر بن الوليد عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال إن الله تعالى لما خلق الأرض مَادت فضربها بهذا الجبل يعني السراة وهو أعظم جبال العرب وأذكرها فإنه أقبل من ثغرة اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فسمته العرب حجازاً لأنه حجز بين الغور وهو هابط وبين نجد وهو ظاهر ومبدؤه من اليمن حتى بلغ أطراف بوادي الشام فقطعَته الأودية حتى بلغ ناحية نخلة فكان منها حَيض ويَسُوم وهما جبلان بنخلة ثم طلعت الجبال بعد منه فكان منها الأبيض جبل العَرج وقُدس وآرة والأشعر والأجرد. وأنشد للبيد:

مُرًيّةْ حفت بـفَـيد وجـاورَت

 

أرض الحجاز فأين منك مرامُها

 

وقد أكثرت شعراءُ العرب من ذكر الحجاز واقتدى بهم المحدثون وسأورد منه قليلاً من كثير من الحنين والتشوق. قال بعض الأعراب:

تطاول ليلي بالعـراق ولـم يكـن

 

علي بأكناف الحـجـاز يطـولُ

فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به

 

بعاقبة قبـل الـفـوات سـبـيلُ

إذا لم يكن بيني وبينـك مـرسَـل

 

فريحُ الصبا مني إلـيك رسـولُ

 

وقال أعرابي آخر:

سرَى البرقُ من أرض الحجاز فشاقني

 

وكل حجازي لـه الـبـرقُ سـائقُ

فواكبدي مما ألاقـي مـن الـهـوى

 

إذا جـن إلـف أو تـألـق بــارقُ

 

وقال آخر:

كفى حَزَناً أني ببغداد نـازل

 

وقلْبي بأكناف الحجاز رهينُ

إذا عَنَ ذكر للحجاز استقَزني

 

إلى من بأكناف الحجاز حنينُ

فو الله ما فارقتهم قالياً لهـم

 

ولكنا ما يُقْضى فسوْف يكون

 

وقال الأشجَعُ بن عمرو السلَمي:

بأكناف الحجاز هوَى دفـينُ

 

يُؤرقني إذا هدلت الـعـيونُ

أحن إلى الحجاز وساكـنـيه

 

حنين الإلفِ فارقَهُ القـرينُ

وأبكي حين تَرقُدُ كـل عـين

 

بكاءً بـين زَفـرَتـه أنـينُ

أمر على طبيب العيس نـأي

 

خلوج بالهَوَى الأدنى شطونُ

فإن بَعُدَ الهوى وبَعدت عنـه

 

وفي بعد الهوى تبدُو الشجونُ

فأعذرُ من رأيتَ على بكـاء

 

غريب عن أحبتـه حـزينُ

يموت الضب والكتمانُ عنـه

 

إذا حَسُنَ التذكرُ والحـنـينُ

الحَجائِزُ: كأنه جمع حاجز وهو المانع بالزاي، من قلات العارض باليمامة.


حَجبَةُ: بالفتح ثم السكون والباءُ موحدة وهاء من قرى اليمن من بلاد سنحان.


الحِجرُ: بالكسر ثم السكون وراء وهو في اللغة ما حجَز عليه أي منعته من أن يوصل إليه وكلما منعت منه فقد حجرت عليه والحجر العقل واللب والحجر بالكسر والضم الحرام لغتان معروفتان فيه والحجر، اسم ديار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام قال الإصطخري الحجر قرية صغيرة قليلة السكان وهو من وادي القرى على يوم بين جبال وبها كانت منازل ثمود. قال تعالى: "وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين" الشعراء: 149، قال: ورأيتها بيوتاً مثل بيوتنا في أضعاف جبال وتسمى تلك الجبال الأثالث وهي جبال إذا راَها الرائي من بعد ظنها متصلة فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل لا تكاد، ترتقي كل قطعة منها قائمة بنفسها لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة وبها، ثمود التي قال الله فيها وفي الناقة: "لها شرب ولكم شرب يوم معلوم"، الشعراء: 155، قال جميل:

أقول لداعي الحب والحجر بيننا

 

ووادي القرى لبيك لما دعانيا

فما أحدث النأيُ المفرق بيننـا

 

سلها ولا طول اجتماع تقالـيا

 

 والحِجرُ أيضاً حجر الكعبة وهو ما تركَتْ قريش في بنائها من أساس إبراهيم عليه السلام وحجَرَت على الموضع ليُعلَم أنه من الكعبة فسمي حجراً لذلك لكن فيه زيادة على ما فيه البيت حدة وفي الحديث من نحو سبعة أذرع وقد كان ابن الزبير أدخله في الكعبة حين بناها فلما هدم الحجاج بناءه صرفه عما كان عليه في الجاهلية وفي الحجر قبر هاجر أم إسماعيل عليه السلام. والحِخرُ أيضاً، قال عرام بن الأصبغ وهو يذكر نواحي المدينة فذكر الرحضية ثم قال وحذاءها قرية يقال لها الحِجر وبها عيون وآبار لبني سُلَيم خاصة وحذاءها جبل ليس بالشامخ يقال له قنّة الحجر.


حَجر: بالفتح يقال حجَزت عليه حجراً إذا منعته فهو محجور والحجر بالكسر بمعنى واحد وحجرٌ، هي مدينة اليمامة وأم قراها وبها ينزل الوالي وهي شركة - إلا أن الأصل لحنيفة وهي بمنزلة البصرة والكوفة لكل قوم منها خطة إلا أن العدد فيه لبني عبند من بني حنيفة. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنْى خرجت بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل يتبعون الريف ويرتادون الكلأ حتى قاربها اليمامة على السَمت الذي كانت عبد القيس سلكته لما قدمت البحرين فخرج عبيدبن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة منتجعاً بأهله وماله يتبع مواقع القطر حتى هجم على اليمامة فنزل موضعاً يقال له قارات الحبل وهو من حجر على يوم وليلة فأقام بها أياماً ومعه جار من اليمن من سعد العشيرة ثم من بني زبيد فخرج راعي عبيد حتى أتى قاع حجر فرأى القصور والنخل وأرضاً عرف أن بها شأناً وهي التي كانت لطَسم وجديس فبادها كما يذكر إن شاء الله تعالى في اليمامة فرجع الراعي حتى أتى عبيداً فقال والله إني رأيت اَطاماً طوالاً وأشجاراً حساناً هذا حملها وأتى بالتمر معه مما وجده منتثراً تحت النخل فتناول منه عبيد وكل وقال هذا والله طعام طيب وأصبح فأمر بجزور فنحرت ثم قال لبنيه وغلمانه اجتزرها حتى اتيكم وركب فرسه وأردف الغلام خلفه وأخذ رمحه حتى أتى حجراً فلما رآها لم يُحل عنها وعرف أنها أرض لها شأن فوضع رمحه في الأرض ثم دفع الفرس واحتجر ثلاثين قصراً وثلاثين حديقة وسماها حجراً وكانت تسمى اليمامة. فقال في ذلك:

حللنا بدار كان فيها أنـيسـهـا

 

فبادها وحلها ذات شيد حصونها

فصارها قطيناً للفلاة بـغـربة

 

رميماً وصرنا في الميار قطينها

فسوف يليها بعدنا من يحلـهـا

 

ويسكن عرضاً سهلها وحزونها

 

ثم ركز رمحه في وسطها ورجع إلى أهله فاحتملهم حتى أنزلهم بها فلما رأى جارُه الزبيدي ذلك قال يا عبيد الشرك قال لا بل الرضا فقال ما بعد الرضا إلا السخط فقال عبيد عليك بتلك القرية فأنزلها القرية بناحية حجر على نصف فرسخ منها فأقام بها الزبيدي أياماً ثم غرض فأتى عبيداً فقال له عوضني شيئاً فإني خارج وتارك ما ههنا فأعطاه ثلانين بكرة فخرج ولحق بقومه. وتسامعت بنو حنيفة ومن كان معهم من بكر بن وائل بما أصاب عبيد بن ثعلبة فأقبلها فنزلها قرى اليمامة وأقبل زيد بن يربوع عم عبيد حتى أتى عبيداً فقال أنزلني معك حجراً فقام عبيد وقبض على ذكره وقال: والله لا ينزلها إلا من خرج من هذا يعني أولاده فلم يسكنها إلا ولده وليس بها إلا عبيدي وقال لعمه عليك بتلك القرية التي خرج منها الزبيدي فانزلها فنزلها في أخبية الشعر وعبيد وولده في القصور بحجر فكان عبيد يمكث الأيام ثم يقول لبنيه انطلقها إلى باديتنا يريد عمه يخمضون يتحدثون هنالك ثم يرجعون فمن ثم سميت البادية وهي منازل زيد وحبيب وقطن ولبيد بني يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة. ثم جعل عبيد يُفسل النخل فيغرسها فتخرج ولا تخلف ففعل أهل اليمامة كلهم ذلك. فهذا هو السبب في تسميتها حجراً وقد كثرت الشعراءُ من ذكرها والتشوق إليها فروي عن نِفطَوَيه. قال قالت أم موسى الكلابية وكان تزوجها رجل من أهل حجر اليمامة ونقلها إلى هنالك:

قد كنت أكره حجراً أن ألُم بهـا

 

وأن أعيش بأرض ذات حيطان

لاحبذا العرف الأعلى وساكنـه

 

وما تضمن من مـال وعِـيْدَان

أبيت أرقُبُ نجم الليل قـاعـدة

 

حتى الصباح وعند الباب علجان

لولا مخافة ربي أن يعاقبـنـي

 

لقد دعوت على الشيخ ابن حيان

 

وكان رجل من بني جُثَم بن بكر يقال له جشم بن بكر يقال له جحدر يخيف السبيل بأرض اليمن وبلغ خبره الحجاج فأرسل إلى عامله باليمن يشدد عليه في طلبه فلم يزل يجد في أمره حتى ظفر به وحمله إلى الحجاج بواسط فقال له ما حملك على ما صنعت فقال كلب الزمان وجراءة الجنان فأمر بحبسه فحبس فحن إلى بلاده.
وقال:

لقد صدع الفؤاد وقد شجانـي

 

بكاء حمامتين تجـاوبـانـي

تجاوبتا بصوْت أعـجـمـي

 

على غصنين من غرَب وبان

فأسبلت الدموع بلا احتـشـام

 

ولم أك باللئيم ولا الجـبـان

فقلت لصاحبي دعا مـلامـي

 

وكفا اللوم عني واَعذرانـي

أليس الله يعلـم أن قـلـبـي

 

يحبك أيها البرق اليمـانـى

وأهوى أن أعيد إليك طرفـي

 

على عُدَواء من شغلي وشأني

أليس الليل يجمع أم عـمـرو

 

وإيانـا فـذاك بـنـا تَـدَان

بلى وترى الهلال كمـا أراه

 

ويعلوها النهار كما علانـي

فما بين التفرق غير سـبـع

 

بقين من المحرم أو ثـمـان

ألم ترني غذيت أخا حـروب

 

إذا لم أجن كنت مِجَن جـان

أيا أخوي من جشَم بن بـكـر

 

أقلآ اللوْم إن لا تنفـعـانـي

إذا جاوزتما سعفات حـجـر

 

وأودية اليمامة فانـعـيانـي

لفتيان إذا سمعها بـقـتـلـي

 

بكى شبانهم وبكى الغوانـي

وقولا جحدر أمسى رهـينـا

 

يحاذر وقع مصقول يمانـي

ستبكي كل غـانـية عـلـيه

 

وكل مخضب رخص البنـان

وكل فتى لـه أدب وحـلـم

 

معـدي كـريم غــير وان

 

فبلغ شعره هذا الحجاج فأحضره بين يديه وقال له أيما أحب إليك أن أقتلك بالسيف أو ألقيك للسباع فقال له اعطني سيفاً والقني للسباع فأعطاه سيفاً وألقاه إلى سبع ضارِ مجوع فزأر السبُعُ وجاعه فتلقاه بالسيف ففلق هامته فكرمه الحجاج واستنابه وخلع عليه وفرض له في العطاءِ وجعله من أصحابه. وأنشد ابن الأعرابى في "نوادره" لبعض اللصوص:

هل الباب مفروجِ فأنظر نظـرة

 

بعين قلت حجراً وطال احتمامها

ألا حبنا الدهنا وطيب تُـرابـهـا

 

وأرض فضاء يصدَحُ الليل هامها

وسير المطايا بالعشيات والضحى

 

إلى بقر وحش العيون أكامـهـا

 

والحجر أيضاً حجر الراشدة موضع في ديار بني عقيل وهو مكان ظليل أسفله كالعمود وأعلاه منتشر عن أبي عبيد، والحجر أيضاً واد بين بلاد عذرة وغطفان، والحجر أيضاً جبل في بلاد غطفان، والحجر أيضاً حجر بني سلَيم قرية لهم.


حُجرُ: بالضم، قرية باليمن من مخاليف بدر كذا قال ابن الفقيه وبدر هذه التي باليمن غير بدر صاحبة غزوة بدر. قال أبو سعد حجر بالضم اسم موضع باليمن. إليه ينسب أحمد بن علي الهذلي الحجري ذكره هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي. فقال أنشدني أحمد بن علي الهذلي لنفسه بالحجر باليمن:

ذكرت والدمع يوم البين ينسـجـم

 

وعبرَة الوجد في الأحشاءِ تضطرم

مقالة المتنبي عنـدمـا زَهِـقـت

 

نفسي وعَبرتها تفـيض وهـي دمُ

يا من يعز علينا أن نـفـارقـهـم

 

وِجداننا كل شيءٍ بعـدكـم عـدمُ

 

وبرقاءُ حجر جبلان على طريق حافي البورة بين جديلة وفلجة كان حجر أبو امرىء القيس يحثلها وهناك قتلته بنو أسد. الحجَرُ الأسوَد: قال عبد الله بن العباس ليس في الأرض شيء من الجنة إلا الركن الأسود والمقام فإنها جوهرتان منه جوهر الجنة ولولا من مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاء ما بين المشرق والمغرب. وقال محمد بن علي ثلاثة أحجار من الجنة الحجر الأسود والمقام وحجر بني بسرائيل. وقال أبو عرارة الحجر الأسود في الجدار وفرع ما بين الحجر الأسود إلى الأرض فراعان وثلثا فراع وهو في الركن الشمالي وقد ذكرت أركان الكعبة في مواضعها. وقال عياض الحجر الأسود يقال هو الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "إني لأعرف حجراً كان يسلم علي إنه ياقوتة بيضاءُ أشد بياضاً من اللبن فسوده الله تعالى بخطايا بني آدم ولمس المشركين إياه". ولم يزل هذا الحجر في الجاهلية والإسلام محترماً معظماً مكرّماً يتبركون به ويقبلونه إلى أن دخل القرامطة لعنهم الله في سنة 317 إلى مكة عنوة فنهبوها وقتلها الحجاج وسلبها البيت وقلعها الحجر الأسود وحملوه معهم إلى بلادهم بالأحساء من أرض البحرين وبذل لهم بجكم التركي الذي استولى على بغداد في أيام الراضي بالله ألوف دنانير على أن يرثوه فلم يفعلها حتى توسط الشريف أبو علي عمر بن يحيى العلوي بين الخليفة المطيع لله في سنة 339 وبينهم حتى أابها إلى رد وجاها به إلى الكوفة وعلقوه على الأسطوانة السابعة من أساطين الجامع ثم حملوه ورده إلى موضعه واحتجها وقالها أخذناه بأمر وردناه بأمر فكانت مدة غيبته اثنتين وعشرين سنة. وقرأت في بعض الكتب أن رجلاً من القرامطة قال لرجل من أهل العلم بالكوفة وقد رآه يتمسح به وهو معلق على الأسطوانة السابعة كما ذكرناه ما يؤمنكم أن نكون غيبنا ذلك الحجر وجئنا بغيره فقال له إن لنا فيه علامة وهو أننا إذا طرحناه في الماء لا يرسُب ثم جاء بماءِ فألقوه فيه فطَفا على وجه الماء. وحجر الشغرَى الغين والشين معجمتان وراء بوزن سكرَى ورواه العمراني بالزاي والأول كثر ولم أجد في كتب اللغة كلمة على شغز إلا ما ذكره الأزهري عن ابن الأعرابي أن الشغيزة المخيط يعني المسلة عربية سمعها الأزهري بالبادية وأما الرِاء فيقال شغَرَ الكلبُ إذا رفع إحلى رجليه ليبول وشغرَ البلدُ إذا خلا منه الناس وفيه غير ذلك وهو حجر بالمعروف وقيل مكان. وقال أبو خراش الهذلي:

فكدت وقد خلفتُ أصحاب فـائدٍ

 

لىَ حجر الشغْرَى من الشد أكلَمُ

 

كذا رواه السكري ورواه بعضهم لدى حجر الشغرَى بضمتين، حجَرُ الذهب محلة بدمشق أخبرني به الحافظ أبو عبد الله بن النجار عن زين الأمناء أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن عساكر. وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي أحمد بن يحيى من أهل حجر الذهب روى عن إسماعيل بن إبراهيم أظنُه أبا معمر وأبي نُعَيم عبيد بن هشام روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان وأثنى عليه حجرُ شغلانَ بضم الشين المعجمة وسكون الغين المعجمة أيضاً وآخره نون حصن في جبل اللكام قرب أنطاكية مشرف على بحَيرَة يغرَا وهو للداوية من الفرنج وهم قوم حبسها أنفسهم على قتال المسلمين ومنعها أنفسهم النكاح فهم بين الرهبان والفرسان.


حَجرَةُ: بالفتح ثم السكون والراء، بلد باليمن.


حِجرَا: بالكسر ثم السكون وراء وألف مقصورة، من قرى دمشق. ينسب إليها غير واحد. منهم محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي الحجراوي حدث عن أبيه عن جده روى عنه ابن ابنه يحيى بن عبد الحميد وعمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو أبو الحسن الطائي الحجراوي روى عن عم أبيه السلم بن يحيى روى عنه تمام بن محمد الرازي. قال حدثنا إملاءً في محرم سنة 355 بقرية حجرا وزعم أن له 120 سنة.


الحجلاَءُ: بالفتح ثم السكون وهو في اللغة الشاة التي ابيضتْ وطفتها. قال سلمى بن المقعد القُرمي الهذلي:

إذا حُبس اللذلآنُ في شر عيشة

 

كبدت بها بالمستسن الأراجـل

فما إن لقوم في لقائي طـرفَة

 

بمنخرَق الحجلاء غير المعابل

 

الحجلاها نِ: مثنى في قول حميد بن ثور:

في ظل حجلاَوَين سَيل معتلَج

 

وقال أبو عمرو: هما قلتان.


حجور. بضمتين وسكون الواو وراء . قال أبو الفتح نصر جاء في الشعر أريد به جمع حجر. وقيل هو مكان آخر. وقيل: ذات حَجور بالفتح.


حجُور: بالفتح يجوز أن يكون فعولاً بمعنى فاعل من الحجر كأنه مكثر في !هذا المكان الحجر أي المنع مثل شكور بمعنى شاكر وناقة حلوب بمعنى كثيرة الحلب حجور موضع في ديار بني سعد بن زيد مناة بن تميم وراء عمان، قال الفرزدق:

لو كنت تدري ما برَمل مقـيد

 

بقرى عمان إلى ذوات حجور

 

ورواه بعضهم بضم أوله وزعم أنه مكان يقال له حجر فجمعه بما حوله، وحجور أيضاً موضع باليمن سمي بحجوربن أسلم بن علْيان بن زيد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوْف بن همذان وأخبرني الثقة أنّ باليمن قرب زبيد موضعاً يقال له حجوري اليمن. وقد نسب هكذا يزيد بن سعيد أبو عثمان الهمداني الحجوري روى عنه الوليد بن مسلم.


الحجونُ: آخره نون والحجن الاعوجاج. ومنه غزوة حجون التي يظهر الغازي الغزوَ إلى موضع ثم يخالف إلى غيره وقيل هي البعيحة. والحجون جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. وقال السكري مكان من البيت على ميل ونصف: وقال السهيلي على فرسخ وثلث عليه سقيفة آل زياد بن عبد الله الحارثي وكان عاملاً على مكة في أيام السفاح وبعض أيام المنصور: وقال الأصمعي الحجون هو الجبل المشرف الذي بحذاء مسجد البيعة على شعب الجزارين: وقال مضاض بن عمرو الجرهمي يتشوق مكة لما أجلَتهم عنها خزاعة:

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا

 

أنيس ولم يسمر بمـكة سـامـرُ

بلى نحن كنا أهلـهـا فـأبـادنـا

 

صروف الليالي والجدود العواثرُ

فآخرجنا منها المـلـيك بـقـدرة

 

كذلك ياللناس تجري الـمـقـادرُ

فصرنا أحاديثاً وكنـا بـغـبـطة

 

كذلك عضتنا السنون الغـوابـر

وبدلنا كعـب بـهـا دار غـربة

 

بها الذئب يعوي والعدو المكاشـر

فسَخت دموع العين تجري لبلـدة

 

بها حرَم أمن وفيها المشـاعـر

 

حَجةُ: بالفتح ثم التشديد، جبل باليمن فيه مدينة مسماة به.


حَجيّان: بالتحريك، من قرى الجند باليمن.


الحجيبُ: بالفتح ثم الكسر وياءٍ ساكنة وباء موحدة موضع في قول الأفوه الأودي.

فلما أن رأونا في وغاها

 

كاَساد الغُرَيفة والحجيب

 

حَجِيرَا: بالفتح ثم الكسر وياءِ ساكنة وراءِ وألف مقصورة، من قرى غوطة دمشق. بها قبر مدرك بن زياد صحابي رضي الله عنه.


الحجيرِياتُ: بلفظ التصغر أكيمات كُن لرجل من بني سعد يقال له حجنر هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاختط له الحجيرات وما حولها وبه كان منزل أوس بن مغراء الشاعر. وقال غيره:

لقد غادرت أسياف زِمانَ غدوةً

 

فتىً بالحجيرِيات حُلو الشمائل

 

الحجيلُ: باللام، ماءٌ بالضمّان، قال الآفوه الأودي:

وقد مرت كماة الحرب منا

 

على ماء الحفينة والحجيل

 

الحجبلاَءُ: تصغير حجلاءَ وقد تقدم، اسم بئر باليمامة قال يحيى بن طالب الحنفي:

ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة

 

إلى قرقَرَى قبل الممات سبـيل

فأشرب من ماءِ الحجيلاءِ شـربة

 

يداوى بها قبل الممات عـلـيلُ

أحدث عنك النفس أن لست راجعاً

 

إليك فهي في الـفـؤاد دخـيل